|
البشرية اليوم في نضال دؤوب من أجل تغير العالم إلى تعددية الاقطاب بدل القطب الواحد
محمد جواد فارس
الحوار المتمدن-العدد: 7618 - 2023 / 5 / 21 - 12:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيأتي وقت يكون فيه هذا الحاضر ذكرى ، وسيتحدث الناس عن عصر عظيم وعن أبطال مجهولين صنعوا التاريخ ، و ليكن معلوما أنهم ما كانوا أبطالا، انهم بشر لهم أسماء و قسمات و تطلعات و امال، وأن عذبات أصغر هؤلاء شأنا ما كانت اقل من عذابات من خلدن أسماهم ٠ ( يوليوس فوتشك )
لقد عانت البشرية معانات كلفتها الكثير من الخسائر البشرية بالدرجة الأولى و كذلك المالية و الاقتصادية و الاحتلالات لبلدنا، من خلال الحروب التي اندلعت في القرن العشرين الأولى ادت بسقوط الدولة العثمانية التي سيطرت على الكثير من البلدان ، و كان الدين الاسلامي ، الذي سارت رافعة رايته حتى فاتحة في استمرار البلدان الأوربية ذات التوجيهات الدينية ، اليهودية والمسحية ، و انتهت الحرب العالمية الأولى ، إلى سقوط الدولة العثمانية في المشرق والمغرب ، و هيمنت دول استعمارية جديدة على الكثير من البلدان سيطرة فرنسا و انكلترا على بلدان الشرق الأوسط ، و في أفريقيا غزا الاستعمار البلجيكي دولة الكونغو و غزت البرتغال دولة انغولا وغينيا بيساو و موزنبيق ، كما هو معروف ان الاستعمار لهذا البلدان جاء من أجل نهب ثروتها الطبيعية مثل النفط والغاز و الكبريت والذهب و اليورانيوم و القهوة و الكاكو وغيرها من المعادن و كذلك المحاصيل الزراعية ٠ و جاء المستوطنون البريطانيون البيض الى جنوب افريقيا واحتلوها و اقوموا دولة المستوطنين البيض وضطدهدوا سكانها الاصليين من ذو البشرة السوداء وتعاملوا معهم بمبدأ العبودية ، و لم يدم بقائهم بنهب ثروات الشعوب وتعاملهم تعامل ( السيد للعبد ) و حتى طال الزمن ام قصر ٠ و بدء أدلوف هتلر و حزبه النازي في نهايةالثلاثينات من القرن الماضي بشن الحرب على دول اوربا وسيطر على دول في اوربا واحتلالها الواحدة تلو الاخرى، حتى نقض اتفاقية عدم الاعتداء مع الدولة الاشتراكية السوفيتية ، و بدء الحرب على بلد السوفيت و احتل أجزاء كبيرة و فرض الحصار على المدن الرئيسية و منهامدينة لينينغراد و الذي دام الحصار لفترة طويلة عانى من هذا الحصار سكان المدينة البطلة ، وعندما أنتهت الحرب في التاسع من أيار عام 1945 , برفع راية الجيش الأحمر السوفيتي على الرايخستاغ الألماني و انتحر هتلر ، وعقد مؤتمر يالطا للدول المشاركة في الانتصار ، حيث شارك فيه جوزيف ستالين و الحلفاء، ونستن تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة و كذلك رئيس الولايات المتحدة الامريكية روزفلت ، وفي هذا المؤتمر تشكلت سياسة الاقطاب التي شاركت بهزيمة النازية الهتلرية والفاشية الإيطالية بقيادة موسليني ، و تشكلت الأمم المتحدة ومجلس امنها بعد عصبة الأمم، ولقد لعب الاتحاد السوفيتي و المنظومة الاشتراكية المشكلة بعد الانتصار ، دورا كبيرا في مساندة حركات التحرر الوطني في اسيا و أفريقيا للتخلص من الاستعمار بكل أشكاله، وذلك بتقديم المعونات المالية و الاقتصادية و دعم القوى والاحزاب الوطنية فيها ، و كان للدول الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة ، أن تشكل حلفا عسكريا سمي بحلف الناتو ( حلف شمال الأطلسي) و ضم دول اوربا الغربية و أقيمت في بلدانها قواعد عسكرية موجهة ضد الاتحاد السوفيتي و المنظومة الاشتراكية بحجة الخوف من التمدد ما سمي انذاك بالخطر الشيوعي ، مما جعل الاتحاد السوفيتي أن يقوم بخطوة مماثلة ، بتشكيل حلف عسكري سمي بحلف وارشوا باسم عاصمة جمهورية بولونيا الاشتراكية، وأصبح هذا الحلف الند لحلف الناتو ٠ و في قيادة ميخائيل غربوتشوف للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي و طرح برنامجه في ( العلانية و إعادة البناء ) ، استغل الغرب و مجموعة من داخل الحزب وفي مقدمتهم بوريس يلسن تدهور الوضع الاقتصادي و بدء التامر على الحزب والسلطة السوفيتية مما أدى إلى تفكك الاتحاد السوفيتي و المنظومة الاشتراكية ، و بذلك انتهى عصر الدولة الاشتراكية الأولى التي قادها لينين و رفيقه ستالين وقادة الحزب الشيوعي السوفيتي، و أصبحت روسيا الاتحادية تسير وفق النظام الاقتصادي الراسمالي وسمي ( بسياسة اقتصاد السوق ) ، و انتهى حلف وارشوا و لكن الغرب تمسك بحلف الناتو ، بقوته و تسليحه ، و أصح العالم يسير بسياسة القطب الواحد و بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ٠ و اليوم و بعد اوغلت امريكا بسياستها المعادية للشعوب ، للهيمنة على اقتصادياتها وثرواتها المعدنية و النفطية و الزراعية ، و في التامر على الأنظمة التي تمردت عليها وانتهجت سياسات مستقلة ، وذلك بالانقلابات العسكرية و كانت المهمة الأساسية تقع على تنفيذها بيد المخابرات المركزية ( CIA ) ، و هناك أمثلة عديدة مثل تشيلي و نيكارجوا و فنزويلا و البرازيل والعراق وايران و اندنوسيا و غيرها من البلدان في اسيا وأفريقيا ٠ و بعد أن وصل السيل الزبى في أوكرانيا عند استلام النازية الجديدة السلطة و أصبحت بقيادة زلينسكي ، اقدمت الولايات المتحدة الامريكية على انشاء قواعد عسكرية ومختبرات للحروب الجرثومية ، متأخمة لحدود روسيا الاتحادية ، وأصبحت جمهورية روسيا الاتحادية بين فكي كماشة أوكرانيا من جهة و حلف شمال الأطلسي( حلف الناتو ) من جهة أخرى و المخابرات الأمريكية هي المخطط لكل ما يعمله و يقدمه لهم الرئيس الاوكرايني زلينسكي و حكومته و الاعتداءات بالقصف المستمر على جمهوريتي دانيسك و لوغانسك ذات الحكم الذاتي والتي تقطنها أغلبية روسية ، مما حدى بالقيادة الروسية تدارس الوضع الذي يشتد خطورة يوم بعد آخر، وخرجوا بقرار سمي ( بالعملية العسكرية الروسية الخاصة )، من أجل دفع الخطر المحدق بالاتحاد الروسي ، و دخلت الحرب عامها الثاني مع تصاعد الضربات العسكرية لكلا الطرفين روسيا و اسلحتها المتطورة و كذلك امريكا ودول الاتحاد الأوربي و الناتو تومول أوكرانيا بالسلاح والمال و لهما مصلحة في استمرار المعارك بين الطرفين من أجل انهاك روسيا عسكريا وماليا علما بأن الولايات المتحدة الامريكية اتخذت قرارات في الحصار على روسيا و كذلك شاركتها دول الناتو في الغرب الأوربي، و امريكا لها مصلحة في بيع السلاح إلى أوكرانيا التي هي اليوم بات مثقلة بالديون وهذا سيكلف الشعب الاوكرايني الدفع لسنوات بعد انتهاء الحرب ، وانقطاع الغاز الروسي عن اوربا في ظل شتاء قارص وتخريب انبوب الغاز لسيل الشمالي ٠ و في هذا الوقت الذي تعلن جمهو ية الصين الشعبية أن تيوان هي جزء من الجغرافية الصينية و يجب أن تعاد كما عادت هونك كونك إلى أحضان الصين الام ، ولكن الولايات المتحدة تمد تايوان بالسلاح ، وتقوم بفعاليات حربية على حدود الصين و منها المناورات العسكرية المشتركة بصنوف من التشكيلات الجوية و الأرضية و كذلك البحرية ، و الصين كانت تراقب هذه الاستفزازات العسكرية من قبل تايون والولايات المتحدة الامريكية ٠ و من هنا تعالت الأصوات من جمهورية روسيا الاتحادية و جمهورية الصين الشعبية ، لوضع حد لسياسة و هيمنة القطب الواحد في العالم امريكا ، و أصبحت تعددية الاقطاب مسألة مهمة يجري العمل بجد عليها ، وهناك دول أخرى تقف إلى جانب التعددية ومنها الهند و البرازيل وجمهورية جنوب افريقيا، وأصبحت المجموعة المسماة مجموعة البريكست و هي تحالف أقتصادي ضم كل من جمهورية روسيا الاتحادية و جمهو ية الصين الشعبية و دولة الهند و البرازيل وجمهورية جنوب أفريقيا ٠ أمريكا اليوم تعاني من انقسامات حادة بين الرئيس بايدن الديمقراطي و مكارثي رئيس مجلس النواب من الحزب الجمهوري حيث بلغ سقف الدين الأمريكي 31,4 ترليون دولار أمريكي ، وحذر خبراء اقتصاديون : ( من أن فترة طويلة من التخلف عن السداد من الممكن أن تؤدي بالاقتصاد الأمريكي إلى حالة من الركود العميق مع ارتفاع معدلات البطالة و من ثم زعزعة استقرار نظام مالي عالمي يعتمد على السندات الأمريكية ، ويساعد المستثمرون لمواجهةأثر ذلك ) ٠ و بذلك تسير الأمور بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية نحو الانهيار الاقتصادي ، وازدياد البطالة ، و كذلك عمليت القتل للسود اي زيادة التميز العنصري و ضرب حقوق الإنسان , أضافة لما جرى في منطقة الشرق الأوسط من مصالحات بين السعودية و ايران بوساطة جمهورية الصين الشعبية و الموافقة على أقامة علاقات دبلوماسية ، وعودة الجمهورية العربية السورية إلى عضويتها في مجلس الجامعة العربية ، بعد إحدى عشر عاما ، لتأخذ مكانها الفاعال ، و كل هذه الأمور تسير بعيدة عن التدخل الامبريالية الأمريكية في المنطقة ، والأمل اليوم سيكون هو القرار للشعوب و الدول في أقامة عالم متعدد الاقطاب ٠
#محمد_جواد_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السودان في حرب الجنرالين من أجل السلطة خدمة للمخططات الامبري
...
-
شيوعيان خالدان من الموصل الحدباء ام الربيعين ، عبد الرحمن ال
...
-
كارل ماركس غادر الحياة ، و لكن الماركسية كنظرية بقيت ترفعها
...
-
قرأة في كتاب عبد الحسين شعبان عصبة مكافحة الصهيونية و نقض ال
...
-
الحرب الروسية الاوكرانية ودخول أمريكا و الناتو على خط التأجي
...
-
يوم الشهيد الشيوعي العراقي 14 شباط
-
ساسون دلال الإبن البار لشعب العراق ، الشيوعي الذي توجه إلى أ
...
-
الحدث التاريخي يكتب بمصداقية و أمانة ،ولن يكون قابل لإلغاءه
...
-
صفحات في السيرة الذاتية للمناضل الخالد ثابت حبيب العاني ( أب
...
-
الشهيد المهندس سامر مهدي صالح شهيد معارك الاهوار
-
صاحب محمد حسين نزر (أبو زمان )
-
العملية السياسية التي جاءبها الاحتلال و ما الت به من تدمير ل
...
-
أوراق مطوية: في الحركة الشيوعية العراقية يقلب صفحاتها المناض
...
-
نقد العقل الديني لمؤلفه الفقيه أحمد الحسني البغدادي
-
العمل التطوعي لخدمة الانسانية و المجتمع
-
ثورة 1920 العراقية كانت حافزا لوثبات و انتفاضات وثورة الرابع
...
-
فلسطين قبلة العرب ومدرسة النضال من أجل انهاء الاستيطان في ال
...
-
تسعة عشر عاما بعد تدمير العراق واحتلاله ومعاناة شعبه مستمرة
-
الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو يدفعون أوكرانيا لأن ت
...
-
الزعيم حسن عبود عسكريا لامعا ومناضلا شجاعا
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|