أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد تركي آل تركي - علم النفس الصوفي: نقد وتحليل وفتح آفاق جديدة















المزيد.....



علم النفس الصوفي: نقد وتحليل وفتح آفاق جديدة


خالد تركي آل تركي

الحوار المتمدن-العدد: 7611 - 2023 / 5 / 14 - 16:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمة:
في المرحلة الجامعية كنت قد درست مقرراً تحت عنوان(التأصيل الإسلامي لعلم النفس)، ومن يقرأ العنوان ربما يقوده ذلك إلى الحُكم على الكتاب بالأدلجة الإسلامية(إخضاع النظريات النفسية الغربية للمنظور الفكري أو العقدي الإسلامي). وبعد قراءة الكتاب سيدرك القارئ حقيقة ذلك بالفعل!
أساتذة عرب مسلمين(سنة أو شيعة) درسوا تلك العلوم في الجامعات الغربية ثم عادوا إلى أوطانهم العربية والإسلامية مؤدلجين ويريدون فرض هذهِ الأدلجة على الأجيال الشابة في الوطن العربي!
هؤلاء الذين ذهبوا يعسفون النظريات النفسية والاجتماعية ويُخضعونها لفهم عقدي أو فقهي معين؛ هم أنفسهم الذين يرفضون رفضاً باتاً الاستفادة من التصوف كطريقة روحانية لفهم الدين أو فلسفة للحياة والوجود أو طريقة علاجية نفسية رغم أن التصوف جزء أصيل في تراثنا الإسلامي بل والإنساني!
لذلك يغلب على هذهِ الأطروحات التي تحمل عناوين من قبيل(التأصيل الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي...) أن من أعدها أشخاص خاضعين لآيديولوجيا معينة يريدون فرضها على مجتمعاتهم تحت مسمى العلم!
ولا أعلم إن كان من المضحك أم من المبكي أن نجد بعضهم يكتب في مقدمة هذهِ المؤلَّفات التأصيلية الدينية لفروع العلوم الإنسانية والاجتماعية أنها بمثابة صدقة جارية له لعل الله أن يغفر له بسبب هذا العمل!
ولابد من الإشارة إلى الفرق بين التأصيل والالتقاء والتبادل المعرفي؛ حيث أن التأصيل الديني لأي علم من العلوم هو الآيديولوجيا بعينها، وفي هذا حد وتقييد لإمكانيات العلوم. بينما الالتقاء أو التقاطع بين الدين والعلوم الإنسانية والاجتماعية أمر طبيعي ومُتوقَّع، نظراً لأن الإنسان كظاهرة يشترك في دراستها الدين والعلوم الإنسانية والاجتماعية والبيولوجية.
بدأت بهذهِ المقدمة لإعطاء تصور ولمحة عامة عن خطورة الآيديولوجيا وكيف أنها تؤدي إلى حرمان البشرية من الاستفادة والانفتاح على مختلف الأفكار والآراء والأطروحات ويكون الخيار متاحاً للجميع، وفي هذا خدمة لمنظومة العلم والفلسفة والنشاط البشري عموماً مما ينعكس على جودة حياة الأفراد والمجتمعات.
ولن أناقش في هذهِ المقالة الفروقات بصورة تفصيلية بين التصوف كدين والتصوف كفلسفة والتصوف كطريقة علاجية، لأن الموضوع سيتشعب ويطول وليس هو الهدف الرئيسي من هذهِ الورقة، رغم أن تلك الأبعاد الثلاثة للتصوف تتقاطع في بعض مفاهيمها النظرية وجوانبها التطبيقية، وفي ظني أن التصوف لا يكتمل وتتحقق الفائدة المرجوة منه حتى يُشبَع كل بُعد من هذهِ الأبعاد. وفي ثنايا هذهِ الورقة سيتضح الفرق بصورة موجزة وتلقائية.

#بماذا يمتاز التصوف وكيف يكون علاجاً للأزمات الوجودية أو النفسية؟
قبل أن نذكر إيجابيات التصوف، لابد أولاً من تعريفه، والتصوف كأي مصطلح أو مفهوم في أي مجال تتعدد تعريفاته بحسب كل اتجاه أو نظرية يتبناها الباحث، وقد عرَّفتهُ في كتابي(صوت الفطرة) بأنه: طريقة روحانية(دينية/باطنية) ونمط مُعيَّن في التديُّن يُضفي على أسلوب حياة الإنسان الحب والسلام والراحة والتسامح مع الذات والآخرين. والتصوف هو ميكانيزم الروح، فالعلاقة بينهما علاقة تسامي، لأن الروح عندما يخالطها ويغمرها التصوف فإنها تسمو بذاتها وترتقي إلى معاني روحية سامية وعميقة يشعر بها المتصوف ولا يمكن أن ينفك عنها بعد أن ذاقها تحت أي ظرفٍ كان(آل تركي، ص٨٤).
أما إيجابيات التصوف(كفلسفة وطريقة في التدين وكعلاج فلسفي وجودي نفسي) فيمكن إيجاز أهمها في النقاط التالية:
١.يقود إلى فهم أعمق للذات وللحياة، ويجعل الإنسان(المؤمن المتدين أو حتى الملحد) يتكيف مع المعاناة بل ويجعل منها مصدر متعة ولذة!
على سبيل المثال(الحزن)؛ وهو من أشد المعاناة المحكومة على كل إنسان، بل حتى الحيوانات لها نصيبها من الحزن والفقد! في هذا الشعور الأصيل والطبيعي في النفس البشرية يقول عنه ابن عربي ويصفه ويشخصه بلغة صوفية بحتة:
"الحزن أصعب المحبة وأشقها، فإنه مأخوذ من الحزن الذي هو الوعر، وهو ينزل بالمحب إذا ارتفع صبره ورحل عنه، فلا تسأل عن شدة ما لقي المحب بعد فراق المحبوب من الوبال، لما غاب شخصه وبقي الخيال، وتذكرت النفس ليال الأنس والاتصال، وقد اشتمل عليها الحزن لذلك أي اشتمال، وخالطها الجنون و الخبال، فهام المحب سائحاً في بطون الأوديه وقمم الجبال شوقاً لذلك الجمال، وهيماناً في ذلك الإدلال، كم نور أظلمته سبحاتك، كم روضٍ أذبله
وجناتك، كم دمٍ سفكته لحظاتك"(ابن عربي، ١٩٩٨م).
٢.يصبغ الدين بالصبغة الإنسانية، فيكون الدين حينئذ في مصلحة الإنسان والإنسانية.
٣.له دور كبير في حماية الإنسان من الأزمات الوجودية، خصوصاً من اختار الإيمان عن قناعة ووجد أن هذا الإيمان القلبي أولاً يليه الدين بطقوسه يحقق له الإشباع الروحي.
أما الطريقة التي يمكن أن يقدمها لنا التصوف عبر مفاهيمه ثم تطبيقاته العلاجية للأزمات الوجودية والنفسية فهي كالتالي:
بدايةً؛ وعندما نقول أن التصوف له جوانب فلسفية علاجية نفسية؛ لا يعني ذلك اختزال العلاج النفسي بمدارسه المعروفة في التصوف! وإنما المقصود هو الاستفادة من تلك المدرسة الصوفية العلاجية خصوصاً مع الشخصيات التي تشعر أن الدين عامل مهم في وجدانها وافكارها ويُشكِّل معنى رئيسي وشامل في حياتها.
تنويه: عندما أقول أن الملحد قد يستفيد من التصوف بما ينعكس إيجاباً على مشاعره وأخلاقه وسلوكه؛ فإن ذلك لا يعني الإقرار بوجود الإلحاد كمفهوم إجرائي، لأن دلالاته الوظيفية غير واضحة لعدم وجود معنى للإلحاد أصلاً!
ولولا أن الأضداد ببعضها تُعرَف لما كان للإلحاد وجود كمفردة أو كفلسفة واتجاه!
والسبب الذي قادني للتوصل إلى هذا الرأي والموقف(الذي قد يبدو غريباً عند قراءته وسماعه لأول وهلة)؛ هو أن الملحدين بلا استثناء أنكروا وجود الله ثم لم ينصرفوا عنه وينشغلوا بقضايا أخرى، بل تقوقعوا على أنفسهم وكرَّسوا جهودهم عبر مقالات ودراسات وبحوث ومحاضرات تتحدث عن الله والإيمان والدين!
فكيف ينشغل الإنسان العاقل عبر سنين من عمره وجهده في بحث قضية أو ظاهرة لا وجود لها؟!
لماذا مثلاً لم ينشغلوا بشغف واهتمام كبير بالبحث في وجود كائنات فضائية كما هو بحثهم عن قضايا الإيمان والدين؟!
(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا).
من هنا يتضح لنا أهمية التصوف بأبعاده الثلاثة، ومن هنا أيضاً أضع الآية القرآنية السابقة لتكون بمثابة المبدأ الأول للتصوف بامتداداته(الفلسفية والدينية والنفسية العلاجية الوجودية). وهذا المبدأ وإن كان يبدو في ظاهره دينياً لكونه آية قرآنية؛ إلا أنه يمكن وصفه كذلك بالمبدأ الباطني لكونه يأتي نتيجة الخبرات الروحية الفطرية. والتصوف هو أساس ولب المظهر الباطني للدين بحسب تقسيم وليم جيمس لتجليات الدين.
وقد يكون من المناسب أن نستشهد برأي أحد أبرز الفلاسفة التحليليين وعلماء المنطق وهو الفيلسوف وعالم الرياضيات البريطاني برتراند راسل. حيث يرى راسل بأن أعظم الفلاسفة هم الذين شعروا بالحاجة إلى العلم والتصوف معاً ومحاولة التوفيق بينهما، وهو الأمر الذي سيجعل من الفلسفة(رغم شكيتها المجهدة) أمراً أعظم من العلم أو الدين(راسل، ص١٣).
والواقع أنه من الغريب أن يصدر هذا الرأي من راسل! ولكن يزول هذا الاستغراب عندما نعلم عن المواقف الإنسانية المعروفة لراسل والتي تجعلنا ندرك شخصيته المنفتحة على الآخر وخلفيته الليبرالية وكونه أحد أشهر دعاة السلام في العالم.

#التصوف والدين في مرحلة ما بعد الحداثة:
يرى مفكرو ما بعد الحداثة أن العقل لم يحسّن الوضع الإنساني، وأن الدين ما بعد الحداثي أضحى ديناً عاطفياً وحدسياً وتجريبياً. وأصبحوا يرون أن(الدين الليبرالي) يجب أن يتعزز بنوع جديد من الروحانية التي تستطيع التوافق مع العلم والعقل كما مع التبصر الروحي، لذلك يمكن القول بأن الدين ما بعد الحداثي لا يرفض العقل، بل يؤمن بأن البشر يمتلكون أيضاً طرقاً أخرى لمعرفة عالمهم وتجاوز حدود العقل(ماير، ص١٢١، ١٢٢).

#الخصائص العامة للتصوف:
يضع الفيلسوف الصوفي المصري أبو الوفا التفتازاني خمسة خصائص نفسية وأخلاقية وإبستمولوجية للتصوف بوجه عام:
١.الترقي الأخلاقي:
ويهدف إلى تصفية النفس من أجل الوصول إلى تحقيق هذهِ القيم، وذلك من خلال المجاهدات البدنية والرياضات النفسية.
٢.الفناء في الحقيقة المطلقة:
بهدف الوصول إلى مرحلة(عدم الشعور بالذات) من خلال فناء إرادته مع إرادة المطلق.
٣.العرفان الذوقي المباشر:
وهو معيار ابستمولوجي دقيق يميز التصوف عن غيره من الفلسفات، فإذا كان الإنسان يعمد إلى اصطناع مناهج العقل في فلسفته لإدراك الحقيقة فهو فيلسوف، أما إذا كان يؤمن بأن وراء إدراكات الحس واستدلالات العقل منهجاً آخر للمعرفة بالحقيقة يسميه كشفاً أو ذوقاً أو ما شابه ذلك من التسميات، فهو في هذه الحالة صوفي.
٤.الطمأنينة أو السعادة:
وهي خاصية يمتاز بها جميع أنواع التصوف، وهي كفيلة بتحرير المتصوف من كل مخاوفه.
٥.الرمزية في التعبير:
المراد بالرمزية هنا أن لعبارات الصوفية في الغالب معنيين؛ أحدهما يُستفاد من ظاهر الألفاظ، والآخر بالتحليل والتعمق، وهذا المعنى الأخير يكاد يستغلق تماماً على غير المتصوفة، فلا يستطيع فهم كلام الصوفية أو إدراك مراميهم، وذلك يعود إلى أن التصوف في حقيقته حالات وجدانية يصعب التعبير عنها بألفاظ اللغة، أي أنها ليست شيئاً مشتركاً بين عموم الناس، ولكل صوفي طريقة معينة في التعبير عن حالاته، فالتصوف أولاً وأخيراً خبرة ذاتية(التفتازاني، ١٩٧٩م).

#تعريفات:
قبل الدخول في علم النفس الصوفي وتعريفه؛ لابد من الإشارة بصورة عامة للتصوف الديني والفلسفي والفرق بينهما:
١.التصوف الديني: هذا النوع من التصوف قد يكون واضحاً حتى للرجل العامي، فهو طريقة يسلك من خلالها المريد مع شيخه للوصول إلى الله تعالى. وهناك تصوف إسلامي ومسيحي ويهودي، بالإضافة إلى التصوف المرتبط ببعض المفاهيم المستوحاة مما يُصطلح عليه عند البعض ب(الأديان الوضعية).
٢.التصوف الفلسفي:
عندما يمتزج العقل بما فيه من أفكار ومعارف ورؤى بالقلب ومافيه من أحوال حينئذ ينتج لنا مفهوم(التصوف الفلسفي). وعلى هذا يكون التصوف الفلسفي ليس فقط مجرد ذوق ووجدان؛ بل هو رؤية في الوجود كذلك.
وفي التصوف الفلسفي يحدث الإشكال واللغط والخلاف، والواقع أن هذا اللغط بين مؤيد أو معارض نجده في المدارس الدينية عند تعاطيها مع هذا النوع من التصوف، وكأنها ترى فيه تهديداً لثوابتها ومُسلَّماتها! وإن أردت مثالاً هو الأبرز والأشهر في(التصوف الفلسفي) هو محيي الدين بن عربي. والذي لا زال الخلاف حول إيمانه أو كفره ممتداً حتى عصرنا هذا!

#علم النفس الصوفي:
في البداية لنا أن نتساءل: هل هناك علم نفس صوفي؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من تعريف العلم أولاً:
العلم في أبسط معانيه هو كل ما يستند على منهجية واضحة بالطرق أو المناهج العلمية الحديثة(التجريبي، الوصفي، التاريخي)، ويمتلك أدواته البحثية والتي من خلالها يمكن دراسة أي ظاهرة وجمع البيانات والمعلومات حولها ووضع الفروض ثم تقديم تفسيرات علمية للظاهرة محل الدراسة وأخيراً تقديم الحلول والعلاج.
ورغم أن العلم الحديث ينحى منحنى راديكالي(النزعة العلموية) في تحديد ما يمكن وصفه بالعلم وما هو خلاف ذلك. إلا أن المتفق عليه لدى علماء النفس أن علم النفس انفصل عن الفلسفة في عام ١٨٧٩م، حيث استقل عن الفلسفة جزئياً(أقول جزئياً لأن علم النفس والعلوم الإنسانية والاجتماعية بصفة عامة لا يمكن أن تنفصل نهائياً عن الفلسفة، بل إنه من مصلحة تلك العلوم أن يتواجد فيها مفاهيم أو أبعاد فلسفية حتى تظل النزعة الإنسانية حاضرة في تلك العلوم)، وقام علم النفس كعلم مستقل له ظاهرة يدرسها ومفاهيم يؤسس لها وأصبح بإمكانه ضبط الظواهر والتحكم والتنبؤ بها وتفسيرها.
وعلم النفس الصوفي يدرس المفاهيم أو الأبعاد الصوفية الروحية العميقة للظاهرة النفسية مستعيناً بمناهج علم النفس القديمة والحديثة(الاستبطان، الوصفي، التجريبي). والعلاقة بين الظاهرتين(الصوفية والنفسية) متبادلة، فكما أن للظاهرة الصوفية أبعاد أو منطلقات أو تفسيرات نفسية؛ فكذلك للظاهرة النفسية أبعاد وتفسيرات صوفية إما بالاستناد على الخبرة(الاستبطان) أو ما تقدمه العلوم العصبية النفسية من تجارب ونظريات ومقاربات تحاول دراسة كل ما يتعلق بالأسس البيولوجية لتلك التجارب الروحية العميقة.
وفي ظني أن علم النفس الصوفي يتقاطع مع كلاً من علم النفس الوجودي وعلم النفس الإيجابي(وذلك على افتراض أن التصوف هو أحد عناصر القوة والجوانب الراقية للنفس البشرية).
وبهذا يكون(علم النفس الصوفي) في تطبيقاته وفنياته أقرب إلى المدرسة النفسية الوجودية والإيجابية من بقية النظريات النفسية العلاجية الأخرى، وهو أيضاً أقرب إلى الفلسفة والفن والدين أكثر من قربه إلى العلم(بنزعته العلموية).
ويبدو أن علم النفس الصوفي في طريقه لفرض نفسه وأخذ مكانته وأهميته كبقية فروع علم النفس الأخرى، وينكسر في وجوده محاولة اختزال(الظاهرة النفسية) في المستويات(التحليلية: الوعي/اللاوعي، البيوكيميائية: الناقلات العصبية، المعرفي السلوكي: الأفكار والمعتقدات).

#أوجه الشبه بين التصوف بالمفهوم الديني وعلم النفس الشرقي المستند على معتقدات نشأت في الشرق(البوذية، الهندوسية...إلخ):
١.التركيز على الذات وما يتعلق بالمعاناة، والسعي إلى الوصول إلى مرحلة الصفاء الروحي والذهني.
إلا أن التركيز على الذات في التصوف وعلم النفس الشرقي ليسا كما هو في علم النفس الغربي(الأنا الشعورية)، حيث أن الذات في التصوف وعلم النفس الشرقي في غاية العمق(الوعي الداخلي الذي يُوحِّد الفرد مع الكون).
٢.التصوف وعلم النفس الشرقي يهتمان بالتطبيق(الممارسة) أكثر من كونهما تأسيس لمفاهيم دينية أو فلسفية مجردة.
٣.في التصوف وعلم النفس الشرقي لا نبحث عن إشباع الحاجات أو الرغبات؛ وإنما تحويل تلك الحاجات الرغبات بدلاً من إشباعها(التسامي بالذات روحياً ونفسياً)(انجلر، ٢٠١٢م).
ونجد هذا يتجسد بصورة واضحة في مقولة رابعة العدوية: "ماعبدته خوفاً من ناره ولا حباً لجنته فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقاً إليه(الغزالي، ٢٠١١م).
٤.في التصوف لابد أن يكون هناك علاقة بين(الشيخ والمريد)، وفي الفلسفات الشرقية تقوم العلاقة بين(المعلم والتلميذ). إلا أنه ينبغي الإشارة إلى أن العلاقة بين الشيخ والمريد في التصوف الإسلامي ليست علاقة واسطة بين الإنسان والله كما هي في المسيحية(سر الاعتراف أو التناول)، وإنما يقوم الشيخ بدور المرشد للمريد بحسب خبرته الطويلة في ترويض النفس وتعويدها على برنامج يقوم على أوراد أو أذكار مخصصة وبناء حصانة ضد الأفكار السلبية التي منبعها الشيطان أو النفس الأمارة بالسوء بحسب المفاهيم الإسلامية.
والفلسفات الروحية في علم النفس الشرقي تتشابه إلى حدٍ كبير في الأهداف العامة وتختلف في الأساليب، كما أنها جميعاً تستفيد من الفلسفة الدينية في مجتمعاتها التي وُلدت فيها.
ففي الهندوسية مثلاً تعود جذور هذا النوع من الممارسات إلى النصوص الفيدية القديمة والأساطيرالهندوسية، والشفاء في الفلسفة الهندوسية مفهوم روحي أكثر من كونه مفهوم ميكروبيولوجي للمرض. وتُعتبر المانترا في الهندوسية علاجاً فعالاً كفيل بإنهاء المعاناة النفسية وإعاقة مسار المرض الظاهر، كما أنها تساهم في الارتقاء بوعي الفرد إلى مستويات متقدمة Cook, 1997) )

#تطبيقات علم النفس الصوفي:
من الصعب وضع إطار معين نحصر فيه أو نحدد من خلاله كيفية وآلية تلك التطبيقات، وماهي النظريات النفسية التي يمكن الاستناد عليها في ذلك، وذلك يعود إلى حداثة هذا الاتجاه كطريقة في العلاج النفسي(الإكلينيكي أو الوجودي). هذا بالإضافة إلى غياب المجلات والدوريات التي تُعنى بعلم النفس الصوفي على الأقل في العالم العربي.
بسبب كل ذلك ليس بإمكاننا سوى إعطاء تصور عام عن طبيعة تلك التطبيقات، حيث أنها على الأرجح لن تخرج عن:
التأمل، الصمت الطويل، الصيام، العزلة المؤقتة والانقطاع عن الناس، مراجعة الذات، السماع لنوع معين من الموسيقى وما يرافق ذلك من تمايل ورقص نتيجة الوجد...إلخ.
ويزخر التراث الإسلامي بوجود إشارات حول هذهِ الممارسات الروحية العلاجية، وعلى رأس هؤلاء الإمام أبو حامد الغزالي.
يقول رحمه الله: "ويُثمِر السماع حالة في القلب تُسمَّى الوجد، ويُثمِر الوجد تحريك الأطراف، إما بحركة غير موزونة فتُسمَّى الاضطراب، وإما موزونة فتُسمَّى التصفيق والرقص...فإذاً تأثير السماع في القلب محسوس، ومن لم يُحرِّكه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع، وكثافته على الجمال والطيور، بل على جميع البهائم، فإن جميعها تتأثر بالنغمات الموزونة، ولذلك كانت الطيور تقف على رأس داود عليه السلام لاستماع صوته"(الغزالي، ص١٣٤٨، ١٣٦٠).
ويذكر الغزالي عن بعض الشيوخ أنه قال: رأيت أبا العباس الخضر عليه السلام، فقلت له: ما تقول في هذا السماع الذي اختلف فيه أصحابنا؟ فقال: هو الصفو الزلال الذي لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء(نفس المرجع، ص١٣٥٠).
بعد ذلك يتطرق إلى دواعي الغناء وأقسام السماع وبواعثه، ومنها:
١.أصوات النياحة ونغماتها وتأثيرها في تهييج الحزن والبكاء وملازمة الكآبة:
والحزن قسمان: محمود ومذموم.
وتُعد نياحة داود عليه السلام من النوع المحمود لأنه يبعث على التشمير للتدارك، والمفضي إلى المحمود محمود.
٢.السماع في أوقات السرور تأكيداً للسرور وتهييجاً له:
كالغناء في أيام العيد وفي الأعراس وعند قدوم الغائب وفي وقت الوليمة والعقيقة...إلخ.
٣.سماع من أحب الله وعشقه واشتاق إلى لقائه:
وحصول هذه الأحوال للقلب بالسماع، سببه سر الله تعالى في مناسبة النغمات الموزونة للأرواح وتسخير الأرواح لها وتأثرها بها شوقاً وفرحاً وحزناً وانبساطاً وانقباضاً، ومعرفة السبب في تأثر الأرواح بالأصوات من دقائق علوم المكاشفات، والبليد الجامد القاسي القلب المحروم عن لذة السماع يتعجب من التذاذ المستمع ووجده، واضطراب حاله وتغير لونه تعجُّب البهيمة من لذة اللوزينج[اللوزينج حلوى من النوع الفاخر والباهض الثمن في ذلك العصر]، وتعجب العنين من لذة المباشرة، وتعجب الصبي من لذة الرياسة واتساع أسباب الجاه، وتعجب الجاهل من لذة معرفة الله تعالى ومعرفة جلاله وعظمته وعجائب صنعه، ولكل ذلك سبب واحد، وهو أن اللذة نوع إدراك، والإدراك يستدعي مُدرَكاً، ويستدعي قوة مُدْرِكة، فمن لم تَكمُل قوة إدراكه لم يُتصور منه التلذذ، فكيف يدرك لذة الطعوم من فقد الذوق، وكيف يدرك لذة الألحان من فقد السمع، ولذة المعقولات من فقد العقل؟!
وما أُنزلت الكتب إلا ليطربوا بذكر الله تعالى. قال بعضهم: (رأيت مكتوباً في الإنجيل: غنينا لكم فلم تطربوا، وزمرنا لكم فلم ترقصوا). أي شوقناكم بذكر الله فلم تشتاقوا(نفس المرجع، ص١٣٦٢، ١٣٦٣، ١٣٦٨، ١٣٧١).
على هذا يمكن القول أن الغزالي كان من القلة من علماء المسلمين الذين قدموا إشارات نفسية صوفية علاجية حتى وإن كانت متواضعة، إلا أن قوتها تكمن في كونها أتت من شخصية دينية لها مكانتها واعتبارها عند المسلمين.

#مدرسة زن Zen:
هي مدرسة من مدارس البوذية مؤسسها(بوذا)، وانطلقت من شمال الهند إلى بقية أرجاء العالم.
وقد طور بوذا أربع حقائق نبيلة في مذهبه الفكري:
١.الحقيقة الأولى: وتصف وضعنا الإنساني على أنه معاناة وإحباط نتيجة لرفضنا قبول الشخصية الزائلة أو العابرة للحياة والأشياء الأخرى.
٢.الحقيقة الثانية: وتخبرنا أن سبب معاناتنا هو الجهل والذي ينبع من فهمنا لمفاهيم وأفكار ثابتة عن العالم والتي هي في الواقع زائفة Maya أو وهمية مثل مفهوم الأنا الفردية المنفصلة.
٣.الحقيقة الثالثة: وتقول بأننا نستطيع تجاوز الدائرة المغلقة والوصول إلى حالة من النعيم Nirvana
ونيرفانا هذه تنسب إلى إطفاء أو محو كل تلك الرغبات والامتعاض والأنانية التي يسببها التوحد مع ذات الواحد المنفصلة، فهي إذاً ليست مكاناً ولكن هي على الأصح حالة من الفكر أو العقل.
٤.الحقيقة الرابعة: طريق بوذا الذي يقود إلى تحقيق القوة الخارقة ويهرب من المعاناة والشقاء، هذا السبيل أو الطريق النبيل يتكون من ثمان خصائص هي:
أ.النظر أو الرؤية الصحيحة.
ب.المعرفة الصحيحة.
ج.الكلام الصحيح.
د.التصرف الصحيح.
ه.أسلوب العيش الصحيح.
و.المحاولة الصحيحة.
ز.الوعي الصحيح.
ح.التأمل والتفكير(انجلر، ٢٠١٢م).
ويرى معلموا زن أن حل مشاكل الحياة لا يكون من خلال القنوات الفكرية، وإنما من خلال طرق الحدس والتجربة. ومن هنا يكون من الصعب الحكم على هذهِ المدرسة بالديانة أو الفلسفة ولا أن يتم اعتبارها نظرية في علم النفس، فتعليمات زن يجب أن تُجرَّب شخصياً حتى يتحقق الفهم[وهي بهذا تتفق مع التصوف](نفس المرجع).

#كارل يونغ(علم النفس التحليلي):
يُعد كارل يونغ واحداً من أشهر وأكثر علماء النفس انفتاحاً على جميع الأفكار والأنشطة البشرية من علم ودين وفلسفة وروحانيات، لذلك كانت نظريته(علم النفس التحليلي) ذات طابع مميز وواسع رغم النقد العلمي الموجَّه إليها كبقية النظريات التحليلية المستندة في أساسها على أعمال سيغموند فرويد والتي تحوي العديد من المفاهيم التي لا يمكن إثباتها علمياً(تجريبياً/إحصائياً).
وعند الاطلاع على أعمال يونغ سيظهر للباحث أو حتى للقارئ العادي النزعة الصوفية الواضحة في شخصية يونغ والتي انعكست على نظريته في علم النفس التحليلي. ويمكن القول أن مفاهيم التصوف في أعمال يونغ تتغلب على النزعة العلمية، وهذا في ظني مزيِّة من مزايا النظرية تجعلها شمولية لا اختزالية، كما أنها تستخرج مكامن النفس البشرية وتطلق العنان لطاقاتها وأنشطتها.
يؤكد يونغ في نظريته على أهمية الدين والخبرات الروحية، وكيف أنها لابد أن تُؤخذ في الحسبان عند النظر للإنسان من حيث علاجه وتخليصه من معاناته أو حتى تحسين جودة حياته وإبراز طاقاته:
"يجب ألَّا نغفل الإشارة إلى أن فريقاً من الناس يتسم موقفه بالروحية بصفة أساسية، وفريقاً آخر يتسم موقفه بالمادية بصفة أساسية، يجب ألا نذهب إلى أن مثل هذا الموقف قد تم اكتسابه بسائق المصادفة أو أنه ينبع من نوع من إساءة الفهم؛ هذان الموقفان يبدوان وكأنهما عاطفتان مركوزتان في النفس لا يجدي معهما نقد ولا إقناع...فالموقف الديني عنصر من الحياة النفسية لا يصح التقليل من أهميته، وحس الاستمرارية التاريخية أمر لا غنى عنه للنظرة الدينية... لا أعتبر نفسي مسؤولاً عن تطوير الإنسان دائماً وفي كل مكان تطويراً عفوياً لصيغ دينية من التعبير، وعن انقذاف النفس الإنسانية منذ الأزمنة السحيقة في قلب المشاعر والأفكار الدينية. ومن لا يستطيع أن يرى هذا الجانب من النفس الإنسانية فهو أعمى، ومن يأخذ على عاتقه مهمة دحضها أو إثباتها فليس عنده حس بالواقع...إن المفاهيم العامة عن الطبيعة الروحية عناصر مُكوّنة للحياة
النفسية لا غنى عنها، ونستطيع أن نتبيّنها عند جميع الناس الذين لديهم مستوى من الوعي يجعلها واضحة بدرجة أو بأخرى، ولذلك يُعد غيابها النسبي أو نكرانها من قبل أناس متمدنين علامة على الانحلال. وفي حين ظل علم النفس منذ نشوئه حتى الوقت الحاضر يتعامل بصفة رئيسية مع السياقات النفسية في ضوء السببية الطبيعية؛ فإن مهمة علم النفس في المستقبل هي البحث عن معيناتها الروحية"(يونغ، ص٨٥، ٩٠، ١٣٥، ١٩٤،١٩٣).
ثم يوضح يونغ أن علم النفس المنشود يجب أن يستند على الخبرة الروحية وليس على بنود الإيمان أو المسلمات الدينية(نفس المرجع، ص١٩٩).
وكأن يونغ كان يعلم أنه سيأتي من يؤصِّل دينياً لعلم النفس ويجعله خاضعاً لأبجديات هذا الدين! لذلك قطع الطريق عليهم بتمييزه بين الدين كخبرات روحية والدين كأركان وواجبات ومسلمات وفلسفة خاصة. في النوع الأول(الدين كخبرة روحية) هو أبعد ما يكون عن الآيديولوجيا، بينما الدين كفلسفة تقليدية(أحكام، نصوص، رؤية...) قد يتحول إلى آيديولوجيا.

#وليم جيمس(علم النفس الوظيفي):
ينتمي وليم جيمس فلسفياً إلى البراغماتية، ونقل جيمس هذهِ البراغماتية معه إلى علم النفس(المدرسة الوظيفية: وظائف العقل: ماذا يفعل وما هي الآلية؟).
يوضح جيمس موقفه الفلسفي البراغماتي:
"يجب أن يُلاحظ أننا كتجريبيين لا نترك البحث أو نفقد الأمل في الوصول إلى الصدق وإلى الحقيقة...نحنُ نعتبر النتائج والنهايات وماله الحكم والفصل في الموضوع هو نتيجته وما الذي يؤدي إليه لا ما نشأ عنه"(جيمس، ص٢٦).
ويحتل مفهوم(الشعور) المركزية في أعمال جيمس النفسية، يقول في هذا الصدد:
"ليس هناك من اليقين الذي لا يعتريه الشك إلا حقيقة واحدة، وهي تلك الحقيقة التي لم تقدر فلسفة الشك نفسها أن تهدمها؛ ألا وهي وجود ظاهرة الشعور".(نفس المرجع، ص٢٣).
وفي العقيدة والإيمان والتصوف يرى جيمس أن الرجل العادي في نظرته للتجارب الطبيعية والأخلاقية لا يمكن أن تُفهم في ذاتها، وإنما الذي يعيننا على فهمها ويجعلها واضحة هي القوانين الإلهية. بينما قد نجد بعض المتصوفة يسعون إلى إيجاد محاولات معتدلة، فيبحثون عن الهدوء العقلي في حالة الجذب والوجد حينما يخفق المنطق. لذلك ينتابهم شعور في غاية الانسجام والاتساق الإلهي ويملأ ذلك المعنى قلوبهم، فلا يبقى فيها محل لسؤال، والسبب في ذلك كما يرى جيمس لأن القوة العاقلة هادئة نائمة، لأن الشعور قد ربَّت عليها فهدَّأها"(نفس المرجع، ص٥٦، ٥٧).
لذلك فإن علم النفس الصوفي يمكن أن يبني أساسياته على تلك المدرستين(علم النفس التحليلي، علم النفس الوظيفي)، ثم بعد ذلك يستطيع تكوين نظرياته الفلسفية النفسية الخاصة به، هذا بالإضافة إلى تقاطعه مع فروع أخرى كعلم النفس الوجودي والإيجابي. وأيضاً لابد لعلم النفس الصوفي الاستفادة من الإرث الإنساني بما فيه من أدب وفنون، فهو أولاً وأخيراً خبرات وتجارب ذاتية ذوقية وجدانية مستنداً في ذلك على منهج الاستبطان أكثر من استناده على المناهج التجريببة.
#خاتمة:
عندما يكون لمثل هذهِ الممارسات الذوقية الوجدانية الأثر الكبير على الإنسان(السوي/غير السوي) لماذا نَحرِمُه منها تحت حجج دينية مبالَغ فيها ولا تستند في الأساس على أي نصوص دينية معتبرة؟!
لماذا نَحرِم علم النفس العلاجي من هذهِ الإمكانيات الواسعة؟!
يقول هوسرل: "يجب أن نكون على وعي بمسؤوليتنا إزاء الإنسانية، فلا يجب أن نضحي بالأبدية من أجل الزمن الذي نعيش فيه، ولا يجب أن نقلل من بؤسنا أن نورث ذريتنا مشكلاتنا المتزايدة والتي أصبحت في النهاية شراً يصعب بل يستحيل انتزاعه"(هوسرل، ص٩٨).
لا يجب أن نحد من إمكانيات العقل البشري وما أنتجه من علوم راقية وفلسفات عميقة وفنون سامية من أجل ذرائع دينية ابتدعها فقهاء خاضعين لأفهام وأزمنة وأمكنة معينة!
المراجع:
١.انجلر،باربرا.(مدخل إلى نظريات الشخصية). ترجمة فهد بن عبدالله الدليم. دار زدني. ٢٠١٢م.
٢.الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد. (إحياء علوم الدين). دمشق: دار الفكر. ٢٠١١م.
٣.آل تركي، خالد تركي. (صوت الفطرة: خلاص البشرية في العودة إلى الفطرة). جدة: دار تكوين للنشر والتوزيع. ٢٠٢٣م.
٤.عربي، محمد بن علي(الشهير بمحيي الدين بن عربي). (لوازم الحب الإلهي). تحقيق وتعليق موفق فوزي الجبر. دمشق: دار معد للطباعة والنشر. ١٩٩٨م.
٥.جيمس،وليم.(العقل والدين). ترجمة محمود حب الله. القاهرة: دار آفاق. ٢٠٢٢م.
٦.التفتازاني،أبو الوفا. (مدخل إلى التصوف الإسلامي). القاهرة: دار الثقافة. ١٩٧٩م.
٧.راسل، برتراند. (التصوف والمنطق ومقالات أخرى). ترجمة عبدالكريم صالح، هالة سليمان. دمشق: دار الفرقد. ٢٠١٦م.
٨.هوسرل،إدموند(الفلسفة علماً دقيقاً). ترجمة محمود رجب. القاهرة: المشروع القومي للترجمة. ٢٠٠٢م.
٩.مجموعة مؤلفين.(ما بعد الحداثة: دراسات في التحولات الاجتماعية والثقافية في الغرب). ترجمة حارث محمد، باسم علي. وهران: ابن النديم للنشر والتوزيع. ٢٠١٨م.
١٠.،كارل.(علم النفس التحليلي). ترجمة نهاد خياطة. اللاذقية: دار الحوار. ١٩٩٧م.
Cook,Patricia Moffitt, Pat Moffitt. Sacred Music Therapy in North India. The World of Music. Vol. 39, No. 1,VWB - Verlag für Wissenschaft und Bildung. 1997



#خالد_تركي_آل_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق لفهم الله: مقالة في أهمية الفلسفة
- صناعة مسلم معتدل
- المثلية الجنسية: دفاعاً عن إنسانية الإنسان
- الرقية(العلاج) بالموسيقى
- ضرورة العلمانية: الأديان قَدَرٌ وفعل والعلمانية تعايش ورد فع ...


المزيد.....




- لبنان.. 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من ...
- زاخاروفا تصف من يعتزمون تسليم الأوكرانيين في أوروبا إلى كييف ...
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- البنتاغون يكشف خططا غربية لتزويد أوكرانيا بمقاتلات -إف-16- و ...
- نجيب ساويرس يعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-
- دراسة: ظهور النظام الأبوي أدى إلى تقليل التنوع الجيني بين ال ...
- اجتماع وزاري في الرياض يؤكد حل الدولتين
- تظاهرة بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان
- حزب الله يقصف مبان بمستوطنة المطلة
- أنباء عن ترحيل المملكة المتحدة إلى رواندا طالب لجوء في أول ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد تركي آل تركي - علم النفس الصوفي: نقد وتحليل وفتح آفاق جديدة