في مدينتنا !!

محمد علي شاحوذ

الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 23:37
المحور: الادب والفن
    

منذ سنوات خلت افتقد لرائحة الجَرَائِدُ التي ادمنتها في الصغر، فلا صحف يومية في مدينتنا البائسة, ولا مجلات اسبوعية، ولا أي شكل من اشكال المطبوعات الدورية.
في مدينتنا لا وجود لمراكز ثقافية أو صالونات ادبية, ولا قاعات للفنون التشكيلية، ولا متاحف اثرية, ولن ترَ نشاطاَ لمثقفيها وادباءها الا في المؤتمرات الانتخابية!!, في مدينتنا ليس هناك تسليم للعقل والمنطق, ولا سلطان للحق والعدل, وتسود الجاهلية, فلا صوت يعلو فوق صوت القبلية والعصبية، والكثيرون يعتقدون ان الحل الافضل هو الفوضوية!!.
في مدينتنا تُقتل قبل ان تولد الاحلام، وتباع بأغلى الاثمان الاوهام، ولا وجود للحب والرحمة، بل المزيد من الانتقام والكراهية، وفي مدينتنا الاولوية للأدعياء والحمقى، وفيها الناس تتنفس نفاقا وتتغذى رياءَ!!.
في مدينتنا يتناسل الجهل مع الفقر ليولد المزيد من القهر والظلم، وينتشر الظلام والخوف والقلق، وفيها تدفن الحقيقة وتحرَم العلاقات الطبيعية, وتُشمُ رائحة العلاقات المشبوهة والمحكومة بالمصالح والحصص والمحسوبية !!.
في مدينتنا توجد الكثير من المساجد والمصلين مع قليل من الايمان والمؤمنين، وفيها الكثير من الجامعات والمعاهد مع قليل من العلم والعلماء، وفيها آلاف من الموظفين مع القليل من العمل، وفيها المزيد من الفقراء والبؤساء والمزيد من اللصوص اصحاب الكروش والعروش!!.
في مدينتنا الكثير من المرضى مع القليل من الادوية, وبالرغم من جيوش الاطباء انتشر الوباء, ومع ازدياد الاسواق الحديثة والمولات ساد الغلاء, ومع الانتشار الهائل للمدارس الاهلية انتشر الجهل والغباء.
في مدينتنا يزدهر الحرام, ويقل الحلال, وفيها تغلق الابواب بوجه المفكرين والمبدعين وتفتح فيها كل الابواب للغانيات .
في مدينتنا يكثر البعوض والذباب والصراصر, وينشط الجراد والقمل، وتسود الضباع وبنات آوى، وتصعد أسهم الخونة والعملاء وسماسرة الدم !!.
ولو فكرت يوما وكتبت الحقيقة
فسوف يثور عليك الف دكتاتور جائر
صارخا بوجهك : اما ان تكتب عن منجزاتي
والا فأنتَ انسانٌ كافر!!!.
في مدينتنا المزيد.. المزيد من القبور والمقابر
والقليل جدا من الضمائر

#محمد_علي_شاحوذ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل