|
العدوان والإستنفار الدائم وغير المبرر!؟
أنيس محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 7604 - 2023 / 5 / 7 - 22:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {208} البقرة ..
كل تلك المفاهيم المغلوطة والعدوانية والتشويش والأكاذيب والإفتراءات التي تعلمناها منذ نعومة أظفارنا... وتربينا عليها وكرسها فينا الملوك العرب والسلاطين والمشايخ والأمراء غير الشرعيين !!! ومعهم بعض من أئمة الكُفر والنفاق... وتم تصديرها إلى الأميين (ما يُعرفوا اليوم بالدول الإسلامية) أثرت تأثيرا سلبيا علينا نحن الأعراب والمسلمين من أمة سيدنا محمد!! وأصبحت حياتنا وحياة أولادنا أساسها قائم ومبني على حالة من العدوان والاستنفار الدائم وغير المبرر!! وإستعداد دائم للحرب والدمار؟؟ ضد عدو مجهول... مع أننا لا نملك مقومات الإستمرارية والقوة... ولخروجنا عن منهج الله جل جلاله!!!..
لقد تسبب هؤلاء الحكام مدَعمين ببطانة فاسدة ممن يدَعون الفقه والتشريع الإسلامي... بأن أتبع هؤلاء الملوك والحكام العظماء الفاسدين أهواء الذين كفروا من اليهود والنصارى وأتبعوا ملتهم... وتجد أموالهم ومدخراتهم المهولة، وكلها أموال حرام سلبت من عرق وجبين الأمة المستضعفة في الدول العربية والإسلامية... موجودة في كل من أوروبا وأمريكا ومهربة هناك... وقد مردوا على النفاق وأكل أموال الناس بالباطل... ونمَوا في عُقولنا الفرقة والكراهية والعدوان (بنظرية فَرق تسُد) !!!.. هؤلاء الحكام الفاسدون، أفقدونا مصداقياتنا وفهمنا وقدراتنا وادراكنا واستيعابنا وتمعننا وتدبرنا لديننا الحنيف... القائم على الوسطية والعدل والإحسان والمساواة والتعايش السلمي وإستباق الخيرات إلى الله جل جلاله (كل على شريعة الله ومنهاجه، ولا إكراه بالدين كما أمرنا الله) مع أهل الكتاب أولا... والوسطية والعدل والإقساط والمساواة والتعايش السلمي مع باقي الاُمم ثانيا.. والرحمة والتآلف والتسامح والعفو والمغفرة... والتي تقوم عليها جميع الشرائع السماوية (الملل والشرائع السماوية). وبحكم ان الخلاف هنا عقائدي.. ما كان يجب من (الملوك وأصحاب الجلالة والفخامة والسلاطين والأمراء والمشايخ العرب والحكام غير الشرعيين !!! وكذا من شيوخنا أصحاب الشريعة الأفاضل المدَعين!!!) بأن ينموا فينا روح العدوان والكُره والتفرقة تجاه أهل الكتاب من أمم اليهود والنصارى من أُمم رسلنا وأنبيائنا إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد!! وربطها بنظريات المؤامرة!!! لأن ملتهم هي ملة أبيهم إبراهيم كما هي ملتنا تماما!!! وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {130} إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131} وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} البقرة .. وقوله تعالى: وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {135} قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {136} البقرة.. قوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95} آل عمران.. قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً {125} وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً {126} النساء.. قوله تعالى: قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {161} الأنعام .. قوله تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {123} النحل
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48} المائدة...
والواضح هنا ان الأمزجة والأهواء والرضى أو عدم الرضاء هنا هي سلوكيات فردية.. لا ترتقي إلى حد العدوان والتآمر من خلال فئة أو طائفة... على الرغم من ان الخير والشر هما موجودان في كل البشر.. ناهيك عن شياطين الجن والإنس والمتربصة بنا جميعا.. وإن وجد أي كراهية أو عدم رضى فإن الله به عليم.. ومن يتدبر القرآن الكريم سيجد أن الخلاف هنا مع اليهود والنصارى هو خلاف عقائدي وعلمي في آن واحد.. لقوله تعالى: بعد الذى جاءك من العلم ( 120 ) البقرة للوصول إلى إله واحد... وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ {56} الأعراف ...
و لا يفقه شبابنا وأولادنا اليوم مخاطر اللعب بالنار والعبث بحياتنا من خلال إتخاذ الإسلام وسيلة للقتل والدمار ومن خلال مؤسسات دينية طاغوتية إبليسية شيطانية مذهبية سنية وشيعية!!! بإسم الإسلام وبإسم الدين!!! والدين الإسلامي الإلهي بريء منهم يخاف رب العالمين!!! وهذا بالضرورة ناتج عن جهل وعدم معرفة وتاريخ إسلامي مشوَه مزوَر لا يخدم إلا الإستعمار الأجنبي والمستعمرين العرب الحكام الطغاة الخونة الأنذال حلفاء وعملاء الإستعمار اقديم والجديد.. أشد الكفر والشقاق والإرهاب والنفاق!!!
وفي قوله تعالى.. وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {120} البقرة
والأصل في الآية هنا واضح.. وقد أعطى الله سبحانه وتعالى الرد على تلكم الطائفة من اليهود والنصارى في نفس الآية.. بإن أمر رسوله سيدنا محمد بالقول لهم بأن هدى الله هو الهدى (بأن ملتهم هي كملتنا وإلهنا وإلههم واحد وكلها تقود إلى دين الله).. وأوضح الله سبحانه وتعالى في نفس الآية بعدم اتباع أهواءهم بعد الذي جاءه من العلم.. لإرادة الله جل جلاله بأن يكون لكل منا شريعته ومنهاجه (وهي كلها رسالات سماوية) أراد الله جل جلاله إتباعها لنستبق الخيرات إليه.
#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مساجد الضرار في عالمنا العربي والإسلاموي!!
-
التلموذ والعهد القديم والجديد والسُنة والشيعة!؟
-
أحوالنا وأوضاعننا تدمي القلوب
-
نِعم الله ظاهرة وباطنة.. لقوم يعقلون
-
عرًفوا لنا الإسلام.. غلط!!
-
مسلموا المذاهب والطوائف!!
-
هل شيخ الأزهر!! فوق المسائلة والقانون؟؟
-
( الصلاة هي عماد الدين ) كذبة كبيرة!!
-
أهل الكتاب هم أصل الإسلام
-
مفهوم الشورى في الإسلام
-
كيف يشتغل إبليس اللعين!؟
-
يا حوثي.. لماذا تحاصروننا وتضيقوا علينا؟؟
-
مشيخة الأزهر.. دولة داخل الدولة المصرية!؟
-
الشرك والكُفر !؟
-
المغضوب عليهم والضالين !!؟؟
-
أُمة أشد الكفر والشقاق والإرهاب والنفاق
-
أنواع الاحاديث في الوحي الثاني
-
التشريع في عهد صغار الصحابة والتابعين!؟
-
محمد الرباني ومحمد المذهبي!؟
-
أمريكا هي أم الإرهاب
المزيد.....
-
جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل
...
-
40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
-
الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن
...
-
رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب
...
-
رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا
...
-
أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج
...
-
البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
-
المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
-
من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
-
صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|