أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إكرام بوالحلالب - قدري المحتوم














المزيد.....

قدري المحتوم


إكرام بوالحلالب

الحوار المتمدن-العدد: 7604 - 2023 / 5 / 7 - 18:18
المحور: الادب والفن
    


أحببته، عشقته رغم بساطة جماله الدافئ الذي يتدفق في قلبي كالجمر، حين أراه أرى النور في عيني، تلك التواء السوداء وصوته الجلجال قامته المهيبة المرافقة الأتول أعْسان رائحة العبق الملام أراه في عيني كأنه ملاك يحوم حولي أحببته بدون شيء بجسده النحيف الضئيل ورقبته النامية. ظننت انه يبادلني نفس الشعور في الأول لكن عشت في وهم ساده الظلام لم أعلم أنه يحب فتاة أخرى.
حين أخبرني أنه سيخاطبها ولا يعلم من أين سيبدأ رغم هذا وبدون تردد ساعدته ووهبته الخطاب الذي نسجته في ذهني طوال هذه المدة ليلقيه على امرأة أخرى لن تعرف قيمته أبدا لم تحبه بنفس الطريقة التي عشقته بها. يا حسرة عليه فقد فتاة كانت ستهبه حياتها يا حسره على قلبي انا قلبي الذي سلب روحي من أجله، ها هو الأن يعيش في حضن امرأة أخرى. امرأة فائقة الجمال على جمالي أعترف أنني فتاة بسيطة ولكن داخل أعماقي نسخة لن تتكرر لو أحبني لما فعلت هذا لم يعلم أنني سبب حزنه على حبيبته لأن الخطاب الذي أهديته له لم يكن خطابا عاديا بل كان أسوء خطاب كتبته وانا أتألم لن يفهم معناه إلا كاتب دفن نفسه في غرام زاحف غرام كاذب عشق دموي. أحقر ما فعلت في عمري هو أني جعلته يحزن لكن ما ذنبي أنا ما ذنبي لم يكن باستطاعتي أن أحبه هو بالذات لم يكن من اختياري لما لم أختر شبانا أخرين لما هو وحده هذا ما اخبرتني به صديقتي في قولها : "مئة شاب يتمناك أراه شخص لا يبالي واحمق مغفل" اخبرتها اني لو ولدت مرة أخرى وكان من نصيبي الاختيار سأختاره هو بذات لأني اِستمتعت بحبه وبتلك الآلام التي جاورتني أصبحنا صديقين أنا والأحزان لن تفرق بيننا إلا الموت موت القلب وعمى الظلام وها أنا مرة أخرى أعيش وحدي في خلوتي بل عزلتي أرى الكون من منظور اخر وأفكار مغايرة. تغيرت رغم حصولي عليه لكن صدمت بعد الزواج به لم أحسن الاختيار شخص ليس بمغفل بل أحمق لا يعيرني الاهتمام همه في الحياة أن يكتب اسمه في التاريخ نسي أنه متزوج من إمراه ستجعل منه أسطورة لو تحدث معها بعمق لو علم ما يدور في ذهنها وقلبها. في تلك الليلة بالذات تناقشنا نقاشا حدا حتى نطقت في لحظة غضب أني أريد الطلاق يا ليتني لم أتحدث يا ليتني صبرت ها نحن الان منفصلين بعد الآلام اخرى. بدأ جرحي يتشافى وابنتي الصغيرة تكبر نعم أنا أمتلك فتاة جميلة مازالت طفلة لن ألومها بل أنا الملامة لأني لم أختر لها أبا جيدا يعرف قيمتها ويعيرها الاهتمام لم يعد يهمني شيء سوى اهتمامي بابنتي وعدم احتياجها لحنان أب منعدم الوجود حصلت صديقتي على زواج ناجح من رجل غني وبعدا تحدثنا عن بعض الأمور أخبرتني أنها وجدت لي عملا مع صديق زوجها الذي يعمل كاتبا هو و مجموعة من الشغوفين يكتبون وينشرون عدة روايات سررت لأني أخيراً حصلت على عمل أجيده لعلى أغدي روحي في مجمع جميل. رغم بساطة المكان لكنه تفوح منه رائحة الكتب والحبر استنشاقها يجعل الأفكار تحيا من جديد تعرفت على زملائي الجدد رحبوا بي وأشاروا إلى ركن بجانبه نافذة ضيقة يشع ضوء خفيف ومكتب من الخشب الهوالي وما أثار انتباهي رائحته الزكية التي تنبعث منه. ذهبت عند ابنتي أخبرتها أني سأصطحبها لمكان عملي سررت كثيرا لأني لم أستطع في الآونه الأخيرة إخراجها والتسكع مع بعضنا بسبب مشاكلي النفسية سررت بالمكان الذي أشتغل فيه بل أصبح بيتنا الثاني الذي يأوي أناسا طيبين تجمعنا معهم علاقة عمل بل أصبحت ودٌ.
مرت الأيام حتى أصبح عمر ابنتي أي ما يناهز ثمانية عشرة عاما شابة بكل لياقتها وجمالها طموحة ذات شخصية قوية أحسن وبل أفضل من أمها التي ربتها وعلمتها من كل أخطائها السابقة، وها هي الأن تجيد الكتابة والتأليف.
عشت كل هذه المدة وأنا أعلمها كيف تصبح قوية بدون رجل رغم سؤالها عن ابيها كثيرا وما عاشته من تنمر في المدرسة. كل يوم تسألني يتقطع قلبي قطعا صغيرة. أتهرب وأخبرها بأكاذيب هي كانت تعلم أني أؤلف عليها قصصا من ذهني حتى لم تعد تسألني. إلى أن عاد أبوها يبحث ويسأل عني بعد سماعي الخبر من أحد صديقاتي القديمات من الحي القديم أنه يريد التحدث معي لم أكن أريد مقابلته لكن الفضول أثار أفكاري كيف أصبح هل لربما تزوج أو يريد أن يرى ابنته بعد هذه المدة إلى غير ذلك من الوساوس وبعد هذا قبلت أن ألتقي به. وأنا في الطريق متيقنة أنني سأندم طويلا على لقائي به ولعله خير بعد هذا الظن الظائن . لحظة لحظة كل هذا نسجته في ذهني وأنا مستيقظة بل نائمة في داخل أعماقي.
هو قدري المكتوب المختوم المحسوم في كتاب المسجون لا يملك مفتاحه إلا إله كريم فيا ترى إلى متى سيدوم قدري المحسوم؟



#إكرام_بوالحلالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدري المحتوم


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إكرام بوالحلالب - قدري المحتوم