أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد الستار عواد - التربية الجمالية والعلم















المزيد.....

التربية الجمالية والعلم


غادة عبد الستار عواد

الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 15:18
المحور: الادب والفن
    


التربية الجمالية و العلم - 6 / 5 / 2023
لقد استثنينا الفكر الوجودي من التربية والتربية الجمالية لانه متقاطع مع منطق التربية في كل توجهاته ولرفضه العلم والتطور والفكر بل حتى رفضه للمعرفة، وفي المقابل تعمل الوجودية تعمل الوجودية العبث والشعور بالعدم ومن ثم الاغتراب عن الواقع واخيراً الحرية العابثة الذاتية الصرفة، وهذا كله يستدعينا الى استبعاد الوجودية عن سياقات الفكر التربوي لكنها تعد الفلسفة المؤثرة على اتجاهات الحداثة ومابعدها من فنون ولاسيما التشكيل والمسرح والموسيقى.
عند الولوج الى موضوعية العلم وفلسفته لابد ان نفهم بعضاً من المفاهيم التي ستكون في تعريفاتها الاجرائية استراتيجية انتماء لخطابنا الذي يكشف عن التربية من حيث فلسفة العلم واول الموضوع نحتاج الى تعريف العلم وهل هناك فرق بين العلم والمعرفة . اذ ان تعريفات العلم كثيرة ومختلفة لكنها لابد ان تتوافق مع الفكر البرغماتي والمادي وكذلك الوضعيون المنطقيون ، ولاسيما جماعة فينا . ان هذه التوافقية بين الاتجاهات الفلسفية الثلاث كل على حدة فالعلم عندهم يخضع وفق قوانين واهما البحث العلمي والمنطقي والعمليات التحليلية والتركيبية. وفلسفة العلم تعتمد على التفسير العلمي التجريبي في البحث والكشف عن المعرفة المتجددة.
لهذا لابد من تفسير السؤال الاتي بشكل ادق، لماذا ابعدت الوجودية من كل التحليلات التي تبحث في التربية؟ والسؤال بالرغم من اجابتنا عليه مسبقاً لكن تأكيده ضرورة حيث ان الوجودية تؤمن ان العلم احد مشاكل الانسان وسبب من اسباب شعوره المتفاقم بالعدم لان العلم والمعرفة حسب رأي الوجوديون ادى الى اشاعة الحروب وقتل وصراع الطبقات وانسحاق الانسان، فهم يرون في مجتمع الغابة القديم أفضل ماوصلت اليه البشرية وأسعد ايامها لامال يتصارعون عليه ولاجاه، فالصحيح من الجسد هو الباقي وان العليل من الطبيعي ان يموت ونهاية الكل هو الموت فلماذا الخوف منه وازاحته من الوعي. فهذه النظرة الوجودية لا تتوافق مع التربية وفلسفتها ولا مع فكر العلم والمعرفة التي تعد احدى المؤسسات الكبرى في التربية . اذ ان العلم يعني هو نسق من القضايا المنطقية تعبر عن فرضيات صحيحة، فالعلم يوصف بانه منهج البحث لإنتاج المعرفة، أو بأنه مجموعة من الاجراءات المعروفة التي تراجع باستمرار لتقود الى خلق نظريات تتطور في اصل المعرفة نفسها بحسب توجه التعلم .
نجد الفيلسوف ( باتريك هيلي ) بان العلم لديه هو مجموعة حلول لمشاكل تعتمد في توظيفها على وفق النسقية والتتابع والكشف التجريبي التحليلي . بينما نلاحظ اهم منظري فلسفة العلم الفيلسوف ( كارل بوبر) يقدم مجموعة المشكلة التي تجابه الانسان ومن ثم صياغة حلها وكشف تحليلي لمستوى موضوعية الحل وذلك من خلال ان المرحلة الاولى تكمن في وجود مشكلة والتي تنشأ مع حدوث اي خرق في التوقعات سواء كانت خرقاً لتوقع موجود او من خلال المحاولة والخطأ، اما المرحلة الثانية تكمن في محاولات الحل اي في محاولى حل المشكلة والمرحلة الثالثة هي الاستبعاد اي استبعاد محاولات الحل الخاطئة . الا ان بوبر كي يضع النهاية تحت مصنع من الانتاجية الديناميكية اعاد النظر في المراحل الثلاثة السابقة من خلال اضافة مرحلة رابعة واصبحت المراحل الاربعة لحل المشكلات وطريقة التفكير على وفق الفلسفة العلمية كما يأتي :
1- المشكلة القديمة
2- النظريات التي نخضعها للتجربة
3- محاولات الاستبعاد من خلال المناقشة النقدية متضمة الاختبار التجريبي المعملي.
4- المشكلة الجديدة التي تنشأ عن المناقشة النقدية لنظريتنا.
من خلال تحديد المشكلة وصياغتها يقوم العلم بتحليلها من كافة الجوانب بصورة نقدية توحي الى القارئ باهميتها وحيوتها والنقد يدفع بالحلول الممكنة لمشكلته ثم يستبعدها واحد تلو الاخر ليبقى حلا واحداً وتكون المشكلة من خلاله قد اتضحت بكل ابعادها.
كذلك نجد العلم عند الفيلسوف ( توماس كون ) والذي ينتقد ( كارل بوبر ) قائلاً : ( انه مهتم بدرجة كبيرة بالوسائل التي ينمو بها العلم وانه مقتنع ان النمو يحدث ليس بالتكاثر بدرجة رئيسية، لكن بواسطة الاطاحة الثورية بنظرية مقبولة واستبدال واحدة افضل والمعنى المستتر تحت لفظ نمو يعني الاطاحة المتكررة هو حد ذاته شذوذ لغوي ) لذلك دعى ( توماس كون ) الى نظرية العلم السوي مابين ( العلوم الطبيعية ) و( العلوم الاجتماعية ) وتبدأ الفكرة من التراكمات المعرفية التي ينتجها كلا الطرفين ويشمل الطرف الاول على النظريات العلمية الناتجة من قياسات وقوانين لاتخضع الى تغيير وبعيدة عن تحكم العقل البشري، والطرف الثاني نتاجات العقل البشري المتغيرة مع الزمن نتيجة تحكم العقل البشري لها وان هذه النتاجات تشمل: (نظريات علمية ، علوم اللغة، الفنون البصرية ، الادب والموسيقى والتاريخ وكذلك الفنون المسرحية اذ لاتعد النظريات القديمة نظريات غير علمية لمجرد الاستغناء عنها ولذلك يصعب عد التطور العلمي مجرد عملية تراكم فقط للمعرفة.

ومن خلال ماتقدم لابد من ذكر اهم النقاط الرئيسية التي اعتمدها ( توماس كون ) في فلسفة العلم لتكون منهجاً علمياً صحيحاً لحل المشكلات وهي :
المشكلات وهي :
1- الفكرة : هي ذاتها في طريق عكسي اذ لايوجد انتاج بدون شواهد متناقضة
2- الازمة : ما ان تبنى الافكار العكسية للفكرة تحصل المشكلة او الازمة وهي مدخل ملائم لانبثاق نظريات جديدة يهدم تقليداً للبحث العلمي ويقدم تقليداً جديداً
3- النموذج الارشادي : هو مركز الالتقاء المهني مابين العلوم الطبيعية و العلوم الاجتماعية وهو نموذج كل الظواهر غير المرئية والمثيرة للشك وهو يمثل جميع المعتقدات المتعارف عليها والقيم والتقنيات المشتركة بين اعضاء المجتمع ذاته وتمثل القوانين والفرضيات التي يلتزم بها اعضاء المجتمع العلمي.
4- الظواهر : ان ظواهر العلوم الطبيعية خارجة عن ارادة الانسان وهي متنوعة مثلا البراكين والزلازل والشفق القطبي وقوس القمر وغيرها .
ظاهرة الشفق القطبي
ظاهرة قوس القمر او حلقة القمر
اما الظواهر الاجتماعية فهي مايمارسه مجموعة من البشر كسلوك جمعي يعطي نتائج سلبية للمجتمع ومنها اطفال الشوارع وانتشار الامية والسحر والشعوذة والنفاق الاجتماعي والطائفية و الحروب .
5- التراكم الاجتماعي : نتاجات المعرفة العلمية التي عجز العلم عن اثبات صحة حقيقتها. اي الجهود المبذولة من اجل الوصول الى نتيجة مناسبة مابين المشكلة و الظواهر.
6- الادراك الحسي : ان نلتمس تفسير الاحساسات التي توفرت الينا وهو صورة الانطباع الحسي وسببه الظواهر الخارجية وهو العامل الاول للتحفيز وان مايبصره المرء يتوقف على ماينظر اليه وعلى ماعلمته خبراته التصويرية البصرية السابقة .
7- نقطة تغيير : عندما تعجز النماذج الارشادية عن ايجاد الحلول يسدعى الامر الى اللجوء الى حلول مغايرة او خارجة عن المألوف ( الواقع ) على وفق ادوات جديدة للتفكير وبطريقة دورانية يحتل الحل غير المالوف مكان النموذج الارشادي الجديد
8- النتيجة او التفسير : وهي اتخاذ القرار النهائي للمشكلة وهي بمثابة نموذج ارشادي جديد وبهذا فان النظرية الثانية تزيح النظرية الاولى. ويمكن ايجاز الفكر الفلسفي العلمي لتوماس كون على وفق المخطط الاتي :

ان فلسفة العلم والعلوم ومعها الوضعية المنظقية تؤمن بتجريبية المعرفة وبالتحليلية التركيبية ومنطق الحل في جسد بناء المعرفة والعلم، وهي تتجه الى الفكر الرياضي في عمليات الكشف والتحليل وايجاد الحلول المنظقية بالكامل وبعدها يكون المنطق اداة لفحص الافكار بالكامل لذلك يمكن تلخيص التربية وفلسفتها من الناحية العلمية او على وفق منطق البحث العلمي ونظريته المعرفية كالتالي :
1- تعتمد التربية العلمية على اهمية المعرفة للبنية الفسيولوجية وعلم وظائف الاعضاء
2- التربية العلمية تعتمد على التتابعية التجريبية لمنطق الحل
3- الاهداف الاسترتيجية لفلسفة التربية العلمية وفلسفة العلم هو الابتعاد عن الاتجاهات التربوية التي تسبب الاشكالات الحياتية والاجتماعية لانها لا تسدعي الصراعات السيولوجية والتاريخية والمذهبية في تيارها فالتربية في فلسفة العلم من اجل بناء حياة متسامية بالعلم والمعرفة لتمثل مستقبل الانسان.



#غادة_عبد_الستار_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية الجمالية والعلم


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد الستار عواد - التربية الجمالية والعلم