أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - حصان هارون المتقاعد (2)














المزيد.....

حصان هارون المتقاعد (2)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت مدينة الحلة في القرون الماضية مشهورة في إنتاج المخضرات المختلفة (الباذنجان والخيار بنوعيه والباميه والطماطة والشجر وغيرها) وكانت تمول وتصدر لجميع المحافظات العراقية وخاصة الجنوبية وخاصة في فصل الصيف هذه المخضرات كانت تنقل بواسطة القطار المخصص لحمل البضائع أما المدن التي لم يصل إليها القطار كانت تنقل إليهم بواسطة سيارات الحمل الكبيرة ... وكانت المخضرات تنقل إلى محطات قطار الحمل في مدينة الحلة بواسطة عربات مكشوفة طولها خمسة أمتار وعرضها ثلاثة أمتار تسحبها الخيول.
كان يمتلك هذه العربات شخص يهودي المذهب اسمه (هارون) وكان يمتلك خان كبير (طوله) في منطقة في مركز مدينة الحلة متخذها محل للعربات وطوله إلى الخيول وكان من بين الخيول حصان بلغ عمره كبير وأصبح عاجزاً عن العمل فأحاله على التقاعد يقدم له الماء والأكل والرعاية باعتباره الحصان الذي استعمله في بداية عمله قبل عشرات السنين ... وكان هذا الحصان يخرج من الطَّوله منذ الصباح الباكر ويعود مساءً يقضي نهاره في الأزقة والدرابين ويتناول ما يشاهده في الزبل التي كانت ترمى في الطرقات يخرج صباحاً بعد تناول الماء والطعام ويعود مساءً بعد أن يتجول في جميع أنحاء مدينة الحلة وأصبح معروفاً ومشهوراً لدى جميع أبناء مدينة الحلة بحصان هارون المتقاعد وأصبح الناس عندما يشاهدون الحصان المتقاعد يشيرون بأيديهم إليه ويضحكون ويمزحون باعتباره حصان هارون المتقاعد والمدلل.
وكان الأطفال عندما يشاهدون الحصان يضربونه بالعصي أو يرمونه بالحجارة وعندما كان صاحبه هارون يشاهدهم ينهرهم ويتشاجر معهم ويذهب إلى بيوتهم يشكيهم لدى أهلهم وفي أحد الأيام اقترب منه أحد الأطفال وأخذ يضربه بالعصى بقسوة فضربه الحصان برجليه الخلفية وسبب للطفل الآلام في بطنه ورجليه فحمله والده وذهب به إلى مركز الشرطة شاكياً على الحصان السائب في الطرقات الذي يسبب الأذى للآخرين وبلغت الشكوى إلى دائرة البيطرة في مدينة الحلة المختصة في شؤون الحيوانات فقررت دائرة البيطرة قتل الحصان لأنه أصبح كبير السن وعاجز عن العمل وسائب في الطرقات بسبب الأذى للأطفال وغيرهم ... فذهب موظف من دائرة البيطرة ومعه شرطي إلى هارون في الطولة المتواجد فيها الحصان وطلبوا منه أن يسلمهم الحصان لقتله فانتفض هارون غاضباً يبكي ورفض تسليمهم الحصان وذهب إلى بعض الشخصيات والوجوه الاجتماعية في مدينة الحلة وهو يبكي ويتوسل بهم طالباً منهم التوسط لدى المسؤولين بعدم قتل الحصان لأنه قديم لديه في إنجاز عمله ويعتز به وسوف يمنعه من الخروج من الطولة واستجاب أولئك الشخصيات لتوسل وبكاء هارون وترك الحصان وعدم قتله يشرط عدم السماح له بالخروج والتجول بالأزقة والدرابين.
كان هارون عندما يشاهد الحصان واقفاً في باب الطولة من أجل الخروج والتجول في الأزقة والدرابين يذهب إلى الحصان ويضع الحبل في رقبته ويقوده ويتجول معه في الأزقة والدرابين وكان يمنع الأطفال الذين يضربون الحصان بالعصي والحجارة وحينما كان الناس يشاهدون هارون يقود الحصان يضحكون ويمزحون مع هارون ويقدمون له التهاني بنجاة الحصان من الموت.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاصصة والتوافقية مصطلحان لا ينسجمان مع النهج الديمقراطي
- العراق بلد العجائب والمصائب ..!!؟؟
- السياسة والسياسيون العراقيون (2)
- سلبيات الاقتصاد الريعي في العراق
- أزمة الأسعار والمواد الغذائية والدواء أسبابها ونتائجها وحلول ...
- مفهوم العلمانية
- الإنسان والوعي الفكري الاجتماعي
- ذكريات من الماضي ربما يستفاد منها لبناء الحاضر والمستقبل (2)
- الاستثمار الأجنبي الطريق الأمثل لإنعاش الاقتصاد العراقي
- الميزانية الثلاثية استهلاكية لا تحقق طموح الشعب العراقي
- أين الحقيقة !!؟؟
- على الدولة دعم الزراعة والمزارعين في العراق
- سلطة الحكم في النظم الديمقراطية
- من يتحمل مسؤولية أحداث ومآسي وآلام الشعب العراقي
- احترام المعلم واجب مقدس ()
- بمناسبة ذكرى تأسيس اتحاد الطلبة العام في العراق عام/ 1948
- مفهوم التنمية (2)
- بعد عشرون عاماً من حكم الأحزاب والكتل السياسية
- دور الإحصاء والتخطيط في إصلاح الاقتصاد العراقي (2)
- الاحتلال الأمريكي للعراق في 9/4/2003


المزيد.....




- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات
- الجيش الإيراني يكشف حصيلة قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
- كيف تعرف أن بياناتك الشخصية في أمان؟
- في رسالة لمجلس الأمن.. أميركا -تبرر- قصفها لمواقع في إيران
- عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - حصان هارون المتقاعد (2)