أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صابر جيدوري - علي وطفة في مرآة الثورة السورية














المزيد.....

علي وطفة في مرآة الثورة السورية


صابر جيدوري

الحوار المتمدن-العدد: 7596 - 2023 / 4 / 29 - 15:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قرأت باهتمام بالغ مقال المفكر السوري الدكتور علي وطفة المنشور في موقع أخبار الشرق بعنوان: "أدونيس والثورة.. إشكالية الموقف وغموض الرؤية" الذي أشار فيه إلى بعض الثورات التي اجتاحت العالم رفضاً للظلم والطغيان، موضحاً مواقف الكثير من المفكرين والمثقفين من هذه الثورات، ومبيناً أن كبار المفكرين كانوا دائماً يأخذون مواقف الانتصار للثورة، وجلهم شارك فعلياً في الحركات الثورية وضحوا بحياتهم من أجلها، ولهذا نجده في سياق مقاله يُعاتب الشاعر أدونيس على موقفه الخجول من الثورة السورية في الوقت الذي كان قد أيد فيه الثورة الإسلامية في ايران وخصها بقصيدة مشهورة بعنوان: "تحية لثورة إيران"..

ما أُريد أن أقوله لكل المهتمين بفكر الأستاذ الدكتور علي وطفة: إن أكثر اللحظات خصوصية في حياة الإنسان تلك التي يُشركنا فيها المفكر تجربته الإبداعية.. عندما يمنحنا الفرصة لنتأمل ولادة إحدى أعماله الثورية.. لقد كنت محظوظاً بالفعل عندما تيسرت لي قراءة ما أبدعه أستاذنا الكبير في مجالات التربية والاجتماع والسياسة والثقافة والثورة.. كما أنني كنت محظوظاً عندما أُتيحت لي الفرصة لمعاينة أجواء ميلاد مقال من مقالاته عن الثورة السورية التي تناول فيه بالنقد والتحليل موقف المفكرين والمثقفين من الثورة.. ولا أُبالغ إذا قلت إنني كلما قرأت له مقالاً أو بحثاُ أو كتاباً أزدت منه قرباً وحباً واحتراماً وتقديراً..

هو المفكر الذي ليس بحاجة إلى شهادتي ليعلم أنه مفكر طليق في إبداعه.. لقد أدركت من كتاباته أنه مناضلاً ومدافعاً عن أكبر القضايا الإنسانية.. مقالاته التزام أخلاقي ضد الظلم والمعاناة.. لم يحل بينه وبين الدفاع عن القضايا التي تُمجد الكرامة الإنسانية أي حائل مذهبي أو طائفي أو مناطقي.. اعتاد أستاذنا الجليل أن يُعبر عن مثل هذه القضايا بصراحة كبيرة وبكثير من الرحمة والمودة، ولا زال ملتزماً بذلك في مضامين ما يكتب من مقالات وما ينشر من كتب وأبحاث.. إنه مفكر يُعتبر كمنبع للحرية.. حرية تحرص كتاباته على خوض غمارها، حيث يبدو عشقه للنقاشات الاجتماعية الكبرى.. إنه مأخوذ بانفعاليته المتوازنة.. يُقحم نفسه ويلتزم بالدفاع عن الشعوب ومحاربة القمع والعنصرية والتخلف من أجل سلام عادل ودائم على أرض الوطن العربي من محيطه إلى خليجه..
إن التقييم الموضوعي لما يكتبه مفكرنا الكبير نجده عند الباحثين التربويين الذين يتهافتون على قراءة أبحاثة وكتبه المتعددة.. لم يحصل أنني اشتركت في مناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراه إلا ورجع الباحث إلى كتب وأبحاث الدكتور علي وطفة لينهل منها علماً نافعاً..

مفكرنا نتاج أصيل لإبداعه.. إبداع يستمد منابعه من وطنيته الصادقة.. من ضلال أشجار الساحل السوري.. من أزقة وحواري مدينة دمشق.. من آثار سهل حوران وسنابل القمح الذهبية.. من حمص والحسكة والجولان.. من مساحة الوطن الجريح.. من معاناة أطفال سوريا.. من حركاتهم وسكناتهم.. من حزنهم وألمهم.. من عطر نباتات حدائق حلب وتحليق حمامها الزاجل.. هذا هو مفكرنا المهاجر الذي كنت أتوقع ويتوقع معي الكثيرون أنه سينال من التقدير والاحترام في وطنه الكثير.. ولكن مع الأسف الشديد أنه ممنوع من الدخول إلى أرض الوطن.. ربما بسبب نزعته الإنسانية الواضحة، تلك النزعة التي ينطلق من خلالها لمواجهة ثقافة الصمت لدى المقهورين والمحرومين.
والمستقرئ لكتابات الدكتور وطفة قبل انطلاق الثورات العربية المعاصرة وبعدها، يكتشف ذلك التوجه الإنساني الذي يهدف إلى إيقاظ وعي الطبقات المستلبة، وتمكينها من رفض كل أشكال القهر والظلم والطغيان.. لتتجاوز واقعها في تناقضاته المختلفة.. وصولاً إلى حياة حرة كريمة.. هذا هو أستاذنا الثائر الذي يعتبر بحق أحد ألمع العقول ليس فى سوريا فقط، وإنما فى العالم العربى والعالم الثالث أيضاً..

من خلال هذا معرفتة الموسوعية الأصيلة والشاملة والمتكاملة، تبلورت شخصية مفكرنا الفريدة، الذى رفض أن يوضع فى إطار المثقف المترفع المنعزل فى برجه العاجى.. بل
اختار مكانة "المثقف العضوى" هذا المثقف الذي وصفه جرامشي بالمثقف الذى يرتبط بمجتمعه ويهتم بقضاياه ويناضل من أجلها.. إن مواهبه وكفاءاته لم تغفر له أن يكون بعيداً عن الثورة السورية.. وهنا أفتح قوساً لأقول: إن هذا "المثقف العضوى" لم يمنعه العمل الأكاديمي من الانخراط فى صفوف الثورة، بل إنه دخل إلى غمارها من الأبواب الصعبة.

فقد كان من الميسور جداً بالنسبة لمفكر مثله يحظى بهذه الكفاءات العلمية النادرة أن يتسلق السلم السياسى إلى أعلى المناصب لو اختار الطرق الملتوية، ومارس وتمثل ثقافة النفاق والرياء.. لكنه اختار أن يكون ثائرا حراً مدافعا بلا هوادة عن العدل الاجتماعي والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.. في ظل ظروف بالغة القسوة والتعقيد.. فتحية طيبة وتهنئة خالصة مقرونة بالتمنيات الصادقة لرائد المدرسة النقدية في التربية العربية المفكر السوري الأستاذ الدكتور علي وطفة الذي أتاح لي فرصة قراءة مقالاته القيمة عن الثورة السورية، تلك المقالات التي تشبه المعشوقة التي فيها الذكاء والجمال والثورة معاً..!! وكل الشكر والتقدير لجهوده المبذولة اتجاه ثورة الحرية والكرامة.. كل الحب والتقدير له لأنه كرس حياته للتربية.. فأنتج لنا تربية من أجل الثورة والحياة والأمل والحرية.. تربية فضحت كل الديكتاتوريات الصغيرة منها والكبيرة .. تربية أصلت وجذرت منظومة القيم الإنسانية الحضارية في مضامين التربية العربية .. تربية أسست لمفاهيم الوحدة الوطنية ومبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.. تربية أخذت على عاتقها مواجهة كل المشاريع الطائفية المقيتة ربيبة الجهل والتعصب..

كلية التربية – جامعة دمشق
مقيم حاليا في باريس



#صابر_جيدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي وطفة في مرآة الثورة السورية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صابر جيدوري - علي وطفة في مرآة الثورة السورية