أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / 34 / أفضل حكومة ...














المزيد.....

مقولة وتعليق / 34 / أفضل حكومة ...


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 15:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


من اقوال الفيلسوف فولتير : (( أفضل حكومة هي تلك التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص عديمي الفائدة )) ... ؛ لا يخفى أنَّ الحكومات إنما تقوى وتضعفُ برجالِها ، وتحيا أو تموت بأحوالِها ، وتتقدمُ أو تتأخرُ بهمَمِها ، وهل قامت عبرَ التأريخِ الدولُ إلا بالتفافِ رجالها وتَنَاصُرِهم...؛ ولا يوجد ما يجمعُ الشتاتَ، ويؤلف القلوب ، ويوحّد الصفوف، وينهض بالهمم، ويحيي العزائمَ كالعقد الاجتماعي والدستور والقوانين المتفق عليها بين كافة ابناء الامة ؛ والاهم من ذلك كله اعتقاد ابناء البلاد حكام ومسؤولين ومحكومين ومواطنين بأهمية المشاعر والمصالح الوطنية والالتفاف حول هوية وطنية جامعة .

بل ان الشعوب والامم لا تقوم لها قائمة الا بقادتها المخلصين ورجال حكوماتها الوطنيين ... ؛ فهؤلاء هم الذين ينهضون بالأمة و يحمون الشعب ويحققون اهدافه وتطلعاته ويلبون احتياجاته وطلباته ... .

اذ ان قوة الشعوب والاوطان تستمد من قوة وكفاءة القادة السياسيين والحكام والمسؤولين الحكوميين ؛ والعكس صحيح ؛ اذ تضعف الدولة بضعف حكامها ؛ لذلك قيل : ضع الرجل المناسب في المكان المناسب ... ؛ وكلما كان رجال الحكومة اصحاب خبرة سياسية وكفاءة قيادية ومهارات ادارية ؛ كلما استقرت الحكومة واستندت على قواعد آمنة في السلوك السياسي وحظيت بالدعم والاسناد الجماهيري ؛ اذ لا يمكن لأية حكومة ان تنجح من دون رجال دولة من ذوي الخبرة والحنكة والدراية السياسية ؛ تقف خلفهم احزاب سياسية متماسكة ومتفقة على تحقيق ذات الاهداف الوطنية ؛ بالإضافة الى الاسناد البرلماني والجماهيري الفاعل .

وبما انه من الصعب وجود حكومة كاملة الاوصاف ؛ بحيث يتصف جميع رجالها وحكامها وقادتها و وزراءها ومدراءها ومسؤوليها وعناصرها المهمة بالكفاءة والنجاح والجدية والوطنية الخالصة و روح المبادرة وسرعة البديهة في حل الاشكاليات والعراقيل التي تعتري العملية السياسية ومسيرة الحكومة ... الخ , فلابد من وجود عناصر غبية وعديمة الفائدة وفارغة المحتوى وانتهازية ونفعية وكسولة ولا أبالية وبطيئة الحركة ... الخ ؛ فأن كانت نسبة هؤلاء قليلة جدا قياسا بأصحاب الكفاءات والمهارات والقادة الناجحين ...؛ فهذه الحكومة تعتبر حكومة ناجحة بل من افضل الحكومات كما قال الكاتب فولتير ؛ ولعلها تكون مصداقا لقول الشاعر :

وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها ××× كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ.

الا ان الخطر يكمن في استحواذ الاغلبية من الاشخاص عديمي الكفاءة والفائدة والخبرة على مقاليد السلطة في البلاد كما هو الحال منذ العام 1920 والى هذه اللحظة ... ؛ مع ملاحظة بعض الاستثناءات المهمة ...؛ فالسياسة من دون ساسة دهاة وطنيين , والحكومة من دون قادة اقوياء مخلصين ؛ تدمر الحكومة والدولة بل والوطن والمواطن معا .

فماذا نتوقع من اشخاص ساقهم القدر الى دخول عالم السياسة و قادتهم الصدف الى ولوج الدوائر والمؤسسات والوزارات الحكومية ؛ وهم مستبدون , نرجسيون , فاشلون , و يتسمون بمحدودية الافق , وبساطة المستوى التعليمي والثقافي فضلا عن السياسي والإداري , بالإضافة الى قلة خبرتهم او انعدامها في مجالي السياسة الداخلية او الدولية , ... الخ ؛ غير الفشل الذريع وارتكاب الاخطاء الجسيمة , والتسبب بالأزمات والانتكاسات والويلات التي تلحق بالمجتمع والدولة , ولعل تجربة حكومات الفئة الهجينة في العهد الملكي ؛ او حكومات العهد الجمهوري الثورية ؛ اذ استولى على الحكم ومقاليد السلطة في العراق بغفلةٍ من التاريخ ؛ مجموعة من الضباط محدودي التفكير والتجربة والثقافة ... ؛ والخبرة والكفاءة السياسية والادارية وغيرهما ؛ ( كالطرطور ) المجرم عبد السلام عارف , او ( ابو الهوايش ) المجرم احمد حسن بكر , او ربيب الشوارع ( والكراجات دوحي بن صبحة ) صدام , او همج تكريت ورعيان العوجة ... ؛ من أكبر الشواهد على صدق مقولة الكاتب فولتير ... ؛ والامر نفسه ينطبق على حكومات العهد الديمقراطي فهي مليئة بالرجال عديمي الكفاءة والخبرة ؛ وطالما شاهدنا اشباه الرجال والامعات و( الثولان والغمان والمخانيث ) يعتلون مناصب أكبر من حجمهم وامكانياتهم وخبراتهم المحدودة او المفقودة اصلا .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الزمن الاغبر / الحلقة الرابعة / ( ضيم الجنابر )
- مقولة وتعليق / 33/ الشخص التافه
- مقولة وتعليق / 32/ عدو الطفولة العراقية
- مقولة وتعليق / 31 / عديم القيمة والفائدة
- طائفية ساسة العراق وعنصريتهم / الحلقة الخامسة / القسم الثالث ...
- مقولة وتعليق / 30 / هجر الحبيب
- إشكاليات مفهوم الامة العراقية /2
- إشكاليات مفهوم الامة العراقية / 1
- مقولة وتعليق / 29 / القناعة
- مقولة وتعليق / 28 / السلام والاختلاف ضرورة حضارية
- مقولة وتعليق / 27 / ضميرك أولى بالاتباع من حزبك
- عوائق نهوض الامة العراقية
- مقولة وتعليق / 25 / البعد : بعد القلوب والنفوس
- مقولة وتعليق / 26 / وتبقى ذكراك عصية على النسيان
- هل التجربة السياسية العراقية في خطر ؟
- مقولة وتعليق / 24 / مكارم الاخلاق
- تهديد التهريج الطائفي للسلم الاهلي والامن المجتمعي
- ظاهرة الصداقة المزيفة في مجتمعنا
- مقولة وتعليق / 23 / فلسفة الدولة و قانون منع بيع الخمور
- مقولة وتعليق / 22 / تحدي الحياة والصبر على مصاعبها


المزيد.....




- جمهور النادي الأهلي يحرج محمد رمضان وكيت بلانشيت تثير الجدل ...
- محلل أمني عن الغارة على رفح: إسرائيل تتصرف بهذه الطريقة لأن ...
- هل يجر الحادث بين الجيشين المصري والإسرائيلي عند معبر رفح لم ...
- كيف نصبح سعداء؟ إجابة السؤال الصعب
- مقتل جندي مصري برصاص الجيش الإسرائيلي، فما الذي حدث على معبر ...
- نجم منتخب فرنسا السابق كاريمبو يؤكد مقتل 2 من أفراد عائلته ف ...
- الانحراف الحقيقي والممكن في الحياة السياسية بالمغرب
- التلفزيون الإيراني يبث تسجيلا لآخر اتصال مع مروحية الرئيس ال ...
- -مسألة فلسفية-.. بوريل يرفض التعليق على سياسات الاتحاد الأور ...
- الجزائر تطالب فرنسا بإعادة ممتلكات من حقبة الاستعمار ذات دلا ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / 34 / أفضل حكومة ...