أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خليل غريب - لمن تُقرع أجراس الفصح في الكنائس ويرتفع آذان الفطر في الجوامع؟














المزيد.....

لمن تُقرع أجراس الفصح في الكنائس ويرتفع آذان الفطر في الجوامع؟


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 00:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عيد آخر يصح فيه القول: (العيد مر من هنا)، ولكنه لم يطرق أبواب الفقراء للمرة المليون. ولا يزال الفقراء يكتوون بنيران الصبر الحارق، الصبر الذي خرق آ ذان الفقراء وأصابهم بالصمم من كثرة ما ردده أمامهم رجال الدين. فشرحوا في مواعظهم كل أنواع الأذى، ولكنهم تجاهلوا تلك التي يرتكبها الحكام بسرقة حقوق رعيتهم. وباستثناء قلة منهم، لم يحثُّوا الرعية على أن لـ(الصبر حدود)، عند ملايين الفقراء الذي يئنُّون من وطأة الجوع بفعل حكامهم الذين سرقوا لقمة عيشهم.
هذا الفصح فات، و هذا الفطر آت، ونحن ننتظر أن تُقرع أجراس الكنائس، وترتفع آذان الفطر، لكي تعلن أن الأعياد هي ملك للفقراء، ولكن هناك من يسرقها. والأكثر غرابة في الأمر، بدلاً من أن يدعوا الجماهير الفقيرة للثورة في وجه من سرق لقمة عيشهم، يشرفون على تخديرها بتوزيع صناديق الإعاشة ليلاً، حتى لا يراها الفقراء من الطوائف الأخرى، أو من الذين انتفضوا ضد التعصب الطائفي المنتشر في طائفتهم.
ما قمنا بكتابته حتى الآن، نعلم أنها مقدمة حفظتها جموع القراء، ولكننا نبتدئ بتلاوتها في كل مرة نخاطب الفقراء بها، وذلك كي لا ينسوا أن من يعملون على تخليص أرواحهم بعد الموت، وهم عاجزون عن توفير رغيف الخبر لهم قبل أن يموتوا جوعاً، لهو من أكثر أنواع التخدير سوءاً.
عيدٌ فات وعيد آت، وبين العيد والآخر تتكاثر مصائب الفقير والويلات. وليته لم يأت العيد لأن الفقراء لن يروه في حياتهم طالما ظل منقذو أرواحهم منقادين لأمراء الأحزاب الطائفية السياسية. وإن من لا يتذوق طعم العيد في حياته، فهو لن ينتظر حضوره بعد الممات.
عيدٌ بأية حال تعود يا عيد؟
لا تزال أعياد لصوص السلطة لاتغيب عنها الشمس، وأولاد اللصوص لهم بين العيد والعيد عيدٌ آخر. وأما الفقراء فليس لهم عيد لا تحت أشعة الشمس ولا تحت أجنحة الظلام. فقولوا لنا يا من تعملون على تخليص أرواح الفقراء، أين المفر؟
الفقر وراءنا، والفقر أمامنا، فمن أين يأتي الخلاص؟
لن يرزق الله من يشاء من دون حساب. ولن يحاسب الله الفاسدين في الأرض بجهنم وقودها البشر والحجر. بل غرس الله في الإنسان غريزة الدفاع عن النفس. غرس فيهم قوة الاقتصاص ممن يسرق حقوقهم. ولذلك، وبعد أن انقطعت أنفاس المواطن (المواطن وليس الطائفي) من اللهاث، أتى الله بقوم يحبهم، ويحبونه. أتى بشباب يقفزون فوق عصبية الكنائس والجوامع، سمعوا صوت ربِّهم بالدفاع عن النفس، بالدفاع عن الحقوق المسلوبة، الحقوق المنهوبة. فنزلوا إلى الميدان بكل ثقة وعزة نفس. فزرعوا الرهبة في نفوس اللصوص، ونفوس الساكتين عن اللصوص.
ولكي لا يحسب الذين ظلموا أنهم بمنأى عن الحساب، صوَّب الله عليهم حجارة من سجِّيل، حجارة معرفة الحق والكشف عن الحق والمطالب بالحق، فكانوا شباب تشرين، وكانوا شابات تشرين. فأثاروا الرعب في نفوس شياطين العصر، على الرغم من أنهم هزئوا بهم، وأفلتوا عليهم قطعان البلطجة لقمعهم وتعزيلهم من الشوارع وساحات الاعتصام، فإنما لأنهم يخافون من أن تؤثر صحوتهم، على أزلامهم، والمطبلين لهم.
إنكم الزلزال الذي تفجر تحت عروشهم، ولن تتوقف ارتداداته حتى إسقاط تلك العروش.
لسنا من الرومانسيين الذين يعيشون على الأوهام، فنقول: لقد بدأت مسيرة التغيير بكم يا شباب تشرين و شاباته، وبدأت حالة التقهقر تشقُّ طريقها في مستقبل أحزاب السلطة. إن المستقبل لكم، وهم سوف يبقون صفحة عار في جبين الوطن.
ولو عدنا إلى مقولة المكافأة الإلهية للصابرين، أي المضهدين بسبب دعواتهم التي تصب في مصلحة الإنسانية، فهي تنطبق عليكم أيها الشباب الثائرون. فأنتم الصابرون الذين دعاهم الله للصبر، وبشَّركم بوطن حر ديموقراطي، ينعم به أولاد الفقراء بعيد سعيد. وساعتئذ سيكون وطنكم قبلة للعدالة والمساواة، خالياً من اللصوص وحماة اللصوص؛ وسيكون جنة الله على الأرض. وأما جنَّة ما بعد الموت ستكون، كما أمر الله، ملك أيديكم لأنكم حفرتم جنتكم على الأرض بأظافركم وقوة إيمانكم بحق الفقراء بأعياد سعيدة. وإن من نجح بتوفير جنته على الأرض له ولمجتمعه، فهو الوحيد الذي يستحق الجنة في السماء.
فسيروا في مناكب الثورة والرفض، ولا تذعنوا لوعود اللصوص ووعيد خدامهم من مثقفي السلاطين، ولا من فقهاء السلطة ووعاظها. سيروا لكي تمهدوا الطريق للفقراء للحصول على حصتهم من الأعياد كاملة غير منقوصة في ظل دولة مدنية تسودها العدالة والمساواة، خالية من أمراء الطوائف والمؤسسات الدينية التي تخضع لأوامرهم، وتدافع عنهم بنصوص دينية.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة عن المسألتين الديموقراطية والعلمانية الحلقة التاسعة: ل ...
- دراسة عن المسألتين الديموقراطية والعلمانية الحلقة الثامنة: م ...
- الحلقة السابعة من دراسة الديموقراطية والعلمانية: المسألة الع ...
- نريد دولة وطنية ونرفض سلطة قبضايات الحارات الطائفية
- من العراق ابتدأت كوارث المنطقة الحالية وعلى أرض العراق ستنته ...
- إلى أصحاب الوساطات لوقف التصعيد بين السعودية وإيران:
- من الاستثمار في تنمية الميليشيات إلى استثمار عديدها في التنم ...
- وجهة نظر حول الاتفاق السعودي الإيراني
- دراسة عن المسألتين الديموقراطية والعلمانية: الحلقة السادسة ( ...
- الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية الحلقة الخامسة: (5/ 9): ا ...
- الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية. الحلقة الرابعة: (4/ 9): ...
- تلازم الديموقراطية والعلمانية: الحلقة الثالثة: (3/ 9): المس ...
- الحرية والديموقراطية مفهومان متكاملان ومتلازمان: -الحلقة الث ...
- آراء في المسألتين الديموقراطية والعلمانية: -الحلقة الأولى: ...
- تعريف بكتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- تعريف بكتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- مراجعة كتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- من بين حقول أشواك الاستيطان تنبت أزهار شهداء فلسطين
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية الحلقة الرابعة (4/ 4)
- عرض كتاب (تهافت الأصوليات الإمبراطورية) الحلقة الثالثة (3/ 4 ...


المزيد.....




- مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا ...
- هل صرخ روبرت دي نيرو على متظاهرين فلسطينيين؟.. فيديو يوضح
- فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر ...
- رغم تأكيد صحيفتين إسرائيليتين.. دي نيرو ينفي مهاجمة متظاهرين ...
- معهد فرنسي مرموق يرد على طلبات المتظاهرين بشأن إسرائيل
- مؤسس -تويتر- يعرب عن دعمه للمتظاهرين في جامعة كولومبيا
- بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ ...
- تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض
- مصير فلسطين في ضوء العدوان على غزة
- بعد تداول فيديو -صراخه على متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين-.. رو ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خليل غريب - لمن تُقرع أجراس الفصح في الكنائس ويرتفع آذان الفطر في الجوامع؟