-النجاة من الهاوية: قصة فتاة جامعية تحارب إدمان المخدرات

ميثاق الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 04:52
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

"النجاة من الهاوية: قصة فتاة جامعية حاربت إدمان المخدرات


ليلى فتاة جامعية تبلغ من العمر 20 عاماً ، كانت تعيش حياة مثالية، كانت تحصل على درجات جيدة في الجامعة وكانت تتمتع بحياة اجتماعية مزدهرة. لكنها بدأت تشعر بالملل والاحباط من حياتها الرتيبة، وكانت تبحث عن أمور مثيرة للاهتمام والمغامرة.

كانت ليلى تعرف مجموعة من الأصدقاء الذين كانوا يستخدمون المخدرات، وعلى الرغم من أنها كانت تعرف أن استخدام المخدرات غير شرعي وصحي ، إلا أنها شعرت بالفضول لمعرفة ما يشعر به أصدقاؤها عندما يتعاطون المخدرات ، وبهذه الطريقة، بدأت ليلى في استخدام المخدرات، وكانت تستخدمها مع أصدقائها بانتظام.

اول الهاوية

في البداية، كانت تستخدم الحبوب المنومة والمهدئات العصبية، لكنها بدأت بسرعة في البحث عن المخدرات الأكثر تأثيراً، مثل الكوكايين والهيروين، وكانت تنفق الكثير من المال على شرائها.

بدأت حياة ليلى في التغيير بشكل كبير، فقد بدأت تتأخر في الذهاب إلى الجامعة والاهتمام بدراستها، وكانت تقضي معظم وقتها في الحصول على المخدرات وتعاطيها، بدأت تتأخر في سداد الفواتير وتفقد علاقاتها الاجتماعية، حتى أنها فقدت صديقتها المقربة التي كانت تحذرها من مخاطر تعاطي المخدرات.

أصبحت ليلى مدمرة تماماً، ولم يكن لديها مكان يذهب إليه أو أي شخص يمكنه مساعدتها، كان عليها الآن أن تواجه عواقب تعاطيها للمخدرات.

الألم والمعاناة

كانت ليلى تتألم كل يوم، وتعاني من مشاكل صحية ونفسية خطيرة بسبب تعاطيها للمخدرات ، بدأت تتأخر في الحضور إلى الجامعة وتفوت على دروس مهمة، وتتغيب لأيام وأحياناً لأسابيع كاملة. كانت تنفق مبالغ كبيرة على شراء المخدرات، وهذا جعلها تتراكم عليها الديون، ومع تراكم هذه الديون، بدأت تشعر بالضغط النفسي والقلق، وهو ما جعلها تتعاطى المزيد من المخدرات للتخفيف من آلامها وأعراض القلق والتوتر التي تعاني منها.

واجهت ليلى صعوبة في التعامل مع العائلة والأصدقاء الذين يلاحظون تغيرات في سلوكها وتصرفاتها ، لم تعترف لأحد بمشاكلها وكانت تخفي إدمانها للمخدرات عن الجميع. ومع تزايد مشاكلها، بدأت ليلى تشعر بالعزلة والوحدة وانعدام الأمل في الحياة.

طريق النجاة

ولكن، بعد أن قام أحد أصدقائها بتحذيرها من العواقب الخطيرة لتعاطي المخدرات، بدأت ليلى تفكر بشكل جدي في التخلص من هذه العادة السيئة،وبعد أن قررت التوقف عن تعاطي المخدرات، بدأت تعاني من أعراض الانسحاب الشديدة التي تصاحب هذه العملية، مما جعلها تشعر بالألم والضعف الشديد والتوتر العصبي.

على الرغم من صعوبة التحدي الذي تواجهه، إلا أن ليلى لم تستسلم، وبدأت تتلقى العلاج اللازم للتغلب على إدمان المخدرات، وعندما بدأت تشعر بالتحسن، عادت ليلى للدراسة بجد وأصبحت في أدائها الأكاديمي، وبدأت تحقق تقدماً ملحوظاً في حياتها.

تواصلت ليلى مع الأصدقاء الذين قدموا لها الدعم والمساعدة للتخلص من إدمان المخدرات، وبدأت تحاول إصلاح العلاقات مع الأشخاص الذين كانوا مهمين بالنسبة لها والذين تضرروا من تصرفاتها في الماضي.

لم تكن الرحلة سهلة بالنسبة لليلى، لكنها استطاعت التغلب على صعوباتها والتغلب على إدمان المخدرات. بدأت ليلى تحلم بمستقبل أفضل وأكثر إشراقاً، وتحولت من فتاة تعاني من إدمان المخدرات إلى شابة ناجحة ومستقلة.

وعندما تخرجت ليلى من الجامعة، اختارت العمل في مجال مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات، حتى تتمكن من تقديم المساعدة لأولئك الذين يواجهون التحديات نفسها التي مرت بها في الماضي ، وبدأت ليلى في إلهام الآخرين وتشجيعهم على التغلب على صعوباتهم والتخلص من إدمان المخدرات، وذلك بفضل الخبرة التي اكتسبتها خلال رحلتها الصعبة.

لا مستحيل للاصرار

في النهاية، نتعلم جميعنا من قصة ليلى أنه لا يوجد شيء مستحيل في هذه الحياة، وأنه بإمكان الإنسان التغلب على أي تحديات يواجهها في الحياة بالإرادة والتصميم والدعم المناسب. وأنه عندما يتمكن الإنسان من التغلب على صعوباته وتحويلها إلى فرص للنمو والتطور، فإنه يمكن أن يحقق أي شيء يرغب فيه في هذه الحياة.

#ميثاق_الفياض (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل