أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الديواني - من المستفيد مما حدث ويحدث في المدن العراقية الآمنة -4














المزيد.....

من المستفيد مما حدث ويحدث في المدن العراقية الآمنة -4


فاضل الديواني

الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المستفيد مما حدث ويحدث في المدن العراقية الآمنة -4
قراءة ما حدث في مدينة الديوانية يوم 8 / 10 / 2006 أنموذجاً
فاضل الديواني
[email protected]
(4)
ثانياً - إدارة المدينة:
لاشك أن الوضع الرسمي الحالي للمدينة متمثلاً كما أشرنا بالإدارة الضعيفة المهادنة هو نتيجة منطقية لما يمكن أن ينتجه قلة الوعي لدى معظم الأفراد في المدينة، والذين تم استغفالهم واستغلالهم من قبل نفر من المعممين ممن يحسبون ظلماً على رجال الدين، إذ استغلوا الوعي المتدني للأفراد، فضلاً عن الحس الطائفي الذي شجعته إدارة الاحتلال، فضلاً عن مراجع دينية وقيادات سياسية إسلامية في الدعاية للحصول على مكاسب سياسية لتوجهات دينية تمتهن السياسة. فقد استغفلوا الناس –ولازالوا – للترويج والدعاية السياسية لتوجهات دينية/طائفية، بعيدة كل البعد عن مفاهيم الإدارة الحديثة.
إن الاستغلال الذي قام به ولازال بعض رجال الدين للوعي المتدني للأفراد في الدعاية السياسية لسلوكيات من مثل تشويه سمعة وصورة المعارضين بالرأي، وتثقيف الشارع بمعاداة كل ما هو أجنبي، بما فيه المنظمات الإنسانية، التي شدت رحالها إلى كردستان أو إلى خارج العراق. مثلما تسببت هذه الأفعال بإحجام الكثير من شركات الكبرى عن المجيء !!.
إن مدينة الديوانية التي كانت تعد من المدن أو المحافظات الآمنة قبل أن يتسلم إدارتها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بأغلبيته في الانتخابات ومن ثم أغلبيته في مجلس إدارة المحافظة (21 صوتاً من أصل 41 صوتاً). فقام المجلس الأعلى مع حلفاءه في المجلس بترشيح، ومن ثم بانتخاب شخصية من الأسرى العراقيين السابقين وأحد منتسبي مليشيا بدر لمنصب (المحافظ)، مثلما تم ترشيح شخص بمواصفاته لمديرية الشرطة. وعلى الرغم من أننا نؤكد هنا على نزاهة هؤلاء (على الأقل في الظاهر)، فإننـا بالمقابل، وفي ضوء ما أنجزه هؤلاء الأشخاص الذين واجهوا بالصلاة على محمد وآل محمد، وقراءة سورة الفاتحة (لأم البنين تسهيل أمر) كل أزمات نقص الخدمات (كالكهرباء والماء والوقود) في المدينة، والكم الكبير من الفساد (في القطاعين العام والخاص) وتنوع أساليبه وتضخم أحجامه، وارتفاع أسعار السلع، وقبل كل شيء فقدان الأمن والأمان، و... و..... و.... واجهوه أيضاً بكمٍ كبير من اللا أباليـة السياسية فضلاً عن البعد عن مفاهيم الإدارة الحديثة !!!.
المحافظ الذي يسير الآن بعدة سيارات لتقله في موكب لا يقل عن موكب وزراء (صدام حسين) سيء الصيت، الذين كان يفرضهم على العراقيين (ولا نقول كالمحافظين في زمن صدام، ولا حتى كأمناء الفروع في حزب البعث المقبور، فعدد السيارات الذي يخرج مع المحافظ ومع أشياعه لم يخبره أهل الديوانية من قبل، وعلى الرغم من أن المحافظ وعموم المسؤولين في مجلس المدينة يقولون أنهم منتخبون). ولن نشير هنـا إلى ما ينقل من تفاصيل حول كيفية تعامله مع مندوبي قوات التحالف (يغسل يده بعد السلام عليهم مثلاً، على الرغم من أنه ومن دون دعمهم لا يمكن تصور بقاؤه يوماً واحداً، ليس في حكم المدينة فقط، بل حتى البقاء في العراق أصلاً).
بمقابل مدينة تعيش وضعاً إدارياً وخدمياً سيئاً، فضلاً عن الوضع الأمني المتردي، والذي يختل بمعدل مرةً في الشهر الواحد تقريباً، إذ تعيش المدينة يومذاك فراغاً أمنياً يكاد يكون شاملاً. ولابأس بالإشارة إلى ما يشاع هنا وهناك عن خروج هذا المحافظ عن سلطة الجهة التي رشحته، بل يقال أن عشيرته تدخلت حينما شاع نبأ إقالته بين أعضاء تلك الجهة.
ولاشك أن المحافظ الذي وصف مدينة الديوانية بأنها (عاصمة العشائر) لن يود بالتأكيد هو أو إدارته أن يقيم حكم القانون، فالقانون (والمحافظ أحد طلاب كلية القانون في جامعة القادسية) يعني التمدن والتحضر، ولا يعني العودة إلى العشائرية !. وإذا ما أردنا علاج العنف والاختلال الأمني بالعودة إلى العشائر فقل على مجتمع القانون السلام.
فالتجربة العراقية السابقة (سواءً في بداية الدولة العراقية الحديثة الراحلة أو في نهاياتها على عهد الدكتاتورية البغيضة لصدام حسين والتي يريد البعض تكرارها الآن)، هذه التجربة التي قد لا يعرفها القائمون على إدارة المدينة أثبتت أن نموذج مزاوجة الشكل السياسي الحديث متمثلاً بالدولة مع الواقع الاجتماعي المغرق في عصبيته القبلية والعشائرية هو نموذج فاشل وعاجز في ذات الآن عن توليد نموذج بديل لاجتماعه السياسي. فهو فاشل على الدوام، ووصل بنا إلى ما وصلنا إليه.
وإذا ما كان المحافظ وإدارة المحافظة بمعظمهم ليسوا من أصحاب الشهادات الأكاديمية العالية، أو حتى من أصحاب شهادات أكاديمية معترفٍ بها... وهم أيضاً بعيدون عن علوم الإدارة الحديثة. وهذا الموضوع ليس شيئاً جديداً في السياسة، فعلى سبيل المثال ليس رؤساء الدول معظم الدول (سواءً بوش أو شيراك أو غيرهم) أو رؤساء وزارات دول أخرى (بلير أو برلسكوني أو غيرهم) من أصحاب الشهادات الأكاديمية العالية، وهم يتغلبون في العادة على النقص العلمي والثقافي في العادة بالاعتماد على مستشارين من الكفاءات وأصحاب الشهادات العليا. فأنت تلاحظ الكم المرعب لهؤلاء المستشارين بجانب أولئك السياسيين العالميين الكبار.
ويبدو أن محافظ الديوانية الهمام ومجلس إدارة المحافظة الكفوء حاولوا أيضاً التغلب على هذا النقص بجلب مستشارين لهم أيضاً. لكن المؤسف أن المستشارين التي اعتمدهم المحافظ وإدارة المحافظة في معظمهم من أنصاف المتعلمين و(نواب الضباط) ومن ذوي الخبرة المحدودة، أي إنهم كأسرى سابقين ونواب ضباط يعتمدون على نواب ضباط وأنصاف متعلمين !!!!، عوضاً عن اعتمادهم على مستشارين من التكنوقراط وفي اختصاصات متنوعة من أجل بحث أفضل الطرق لإنجاح إدارتهم، فكانت هذه الإجراءات تشي بأنها تعمدّ في التجهيل والتخريب... ولا شك أن النتيجة المرجوة من كل تلك الإجراءات هي فشل هذه الإدارة في الحفاظ على مكانتها بين أبناء المدينة.






#فاضل_الديواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المستفيد مما حدث ويحدث في المدن العراقية الآمنة -3
- من المستفيد مما حدث ويحدث في المدن العراقية الآمنة -1


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الديواني - من المستفيد مما حدث ويحدث في المدن العراقية الآمنة -4