أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر هشام الصفّار - مفهوم المواطنة الصالحة في القصة العراقية القصيرة: مجموعة -بيت الضفادع- أنموذجا














المزيد.....

مفهوم المواطنة الصالحة في القصة العراقية القصيرة: مجموعة -بيت الضفادع- أنموذجا


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 7578 - 2023 / 4 / 11 - 02:59
المحور: الادب والفن
    


كتب السيد صلاح حسن عن مجموعتي القصصية الصادرة حديثا في لندن يقول:
تتعرض الشعوب والأمم في مسيرة تاريخها لتحديات تهدد وجودها وكيانها. وتبقى للكيفية التي تواجه بها هذه الشعوب مثل هذه التحديات، وقدرة هذه المواجهة على تحقيق الهدف، الأهمية العظيمة في أستمرار أمة من الأمم في الحياة، متمتعة بالعيش الحر الكريم.
وهنا يتحدد مفهوم المواطنة الصالحة ضمن الإطار الإنساني المشروع، وضمن إطار الواجب الذي يقع على عاتق أفراد شعب معين بالمساهمة الفاعلة في عملية المواجهة، ثم البناء والتطوير، تواصلا مع الدور الإنساني في الإبداع. وعليه فللأدب بأجناسه الإبداعية المختلفة دوره المهم في التوعية والتحفيز المجتمعي لحماية الأوطان، والحفاظ على مسيرة البناء والفعل الخلاق.
وللقصة القصيرة دورها المهم الذي ينبع من قوة السرد، ورغبة الإنسان في الأستماع وفي قراءة القصص، وأستكناه معانيها، والتمتع بلغتها الفنية التي تغني وتهذب النفس. ثم أن القصص القصيرة بصورة عامة ستكون المعبّر خير تعبير عن مرحلتها التاريخية، حيث أن أية قراءة لمجموعة قصصية معينة منشورة في مرحلة من الزمن أنما تعطي القاريء الأنطباع عن طبيعة تلكم المرحلة، ومعاناة شخصياتها وهمومها وتطلعاتها (لا أدب دون معاناة)..
ولا تشذ القصة العراقية القصيرة هنا عن بقية القصص في العالم.. حيث ساهم القص عبر تاريخ القصة في العراق والذي يمتد على مدى قرن من الزمان أو يزيد في التعبير عن الهم الإنساني، وفي محاولة كشف وتعرية الظلامي المتخلف في النفس الإنسانية، بما يتيح للقارئ الفرصة للتفكير من أجل التغيير، ليس في لحظة الواقع الذي يعيش فقط، بل في بناء شروط مستقبل أفضل.
وقد صدرت مؤخرا في (كانون الثاني 2023) للقاص العراقي عامر هشام الصفار مجموعته القصصية الخامسة والمعنونة ب"بيت الضفادع" وذلك عن دار أقلام للنشر في لندن. وقد أحتوت المجموعة على ما يزيد على ثمانين قصة قصيرة وقصة قصيرة جدا، تناولت قضايا وهموم إنسانية مختلفة، منها ما يمكن أن يقع ضمن إطار مفهوم "المواطنة الصالحة" بما يفعّل وعي القارئ للقصص بما حصل ويحصل في العراق -الوطن الذي تعرض لحروب وحصارات وغزو وأحتلال.
والمواطنة الصالحة كمفهوم تعني فيما تعنيه الألتزام بالمبادئ الأخلاقية والأجتماعية والسياسية، وتحقيق العدالة والمساواة والحرية. وهنا يتحدد المفهوم ضمن أطار الواجب في عملية المواجهة ثم البناء والتطوير تواصلا مع الدور الأنساني في الأبداع.
ففي موضوعة الخطف والإخفاء القسري والقتل الذي تعرض له المواطن العراقي، تدور قصة الطفل أحمد والتي تسرد على مدى يقل عن مائة كلمة لحظات مراقبة الطفل في ليلة العيد لعودة والده الذي وعده بشراء هدية له (عيدية). ولكنها لحظة ستطول وتطول، حيث راح الطفل أحمد يشغل نفسه بمراقبة حمامته وهي تبني عشها على شجرة قريبة على بيته. وبين أعشاش الحمائم وقلوب الأطفال صلة.. بل بين هذه الأعشاش والأوطان صلات يحسها القارئ، ويقرأ فيها المعاني. كما أنك قارئ في المتوالية القصصية المعنونة "أنفلات أمني" عن موجة التفجيرات التي أودت بحياة آلاف الشهداء من العراقيين في مختلف المدن العراقية بعد عام 2003 فاذا بالمشاهد السيريالية المؤلمة تتكرر من لغة قص قاسية، يشعر القارئ من خلالها بديناميكية هذه اللغة، وحركية أفعالها ومدلولات الصفات فيها. فهذا الذي يمشي في سوق المدينة راح بعد الأنفلات الأمني يبحث عن رأسه..!، وراحت مجموعة ناس تحمل جنازة على أكتاف مخلوعة، في حين وجد الرجل العجوز الذي يبيع الجرائد في المدينة نفسه بعد أن صار الأنفلات الأمني حقيقة واقعة، وقد غطت الجريدة القديمة بعنوانها بالحبر الأحمر نصف بدنه، في حين راح نصفه الآخر يصيح أنقذوني. وهي الصرخة التي تطالب بالأنقاذ ليس على صعيد الشخص (بائع الجرائد) الذي هدّه مرض لم يعرف الأطباء كنهه حسب القصة، ولكنها صرخة شعب بأكمله يطالب بالإنقاذ من وحوش تكالبت عليه فنهشت في جسد الوطن.. تاريخا وأرضا وشعبا.
ثم ان القاريء لمجموعة قصص الصفّار سيقرأ فيها عن متوالية سردية أخرى تدور حول الشابة ثائرة والشاب ثائر، في عودة لتظاهرات الشباب العراقي في تشرين الثاني من عام 2019 وكيف ان بغداد لا تشبه بقية المدن.. فهي قد تبدو هادئة لمن لا يعرفها جيدا، ولكنها مثل تنور والدته الراحلة قد يفور ويغلي على حين غرة..!.. وفي قصة اللوحة والرصاص (ص76) راح القاص الغائب يروي عن ثائر الرسام الذي يحضّر ألوانه بعناية فائقة.. فأكتملت لوحته برسم وجه صديقه وقد أخترقت قنبلة لئيمة عينه.. ولكنه أكتمال فعل أبداعي قاس تحت لعلعة الرصاص الحي في مكان يلّفه دخان كثيف... وهي هذه اللغة المقتصدة في مفرداتها، والحاملة لمدلولاتها العنيفة بعنف الواقع وقسوته، وظلم الأنسان لأخيه الأنسان ما يميز مجموعة القص "بيت الضفادع"، والتي نجحت في التعبير عن الحس الشعبي العراقي العام تجاه واقع مرفوض جملة وتفصيلا...
إن قصصية القصة كما يصطلح عليها لن تكون إلا في التعبير السردي الفني عن جوهر واقع معاش، وليس نقلا حرفيا لوقائع حياتية معاشة فحسب..وهذا بدوره ما يمكن أن يحقق أدبية العمل الأدبي كما اصطلح عليه رومان جاكبسون (عالم اللسانيات والناقد الروسي 1896-1982) .. وكما قصد أليه الجاحظ (775-868م) من أن الموضوعات مرمية على الطريق ومتاحة للجميع، ولكن المهم هو الشكل الذي تقدم به أو كيف نقدمها.
أن القصة القصيرة العراقية المعاصرة تبقى بحاجة لمزيد من الدراسات والبحوث بما يغني فن السرد العربي ويجلي حقائق الأدب ويشجع القاريء على التفاعل وتحقيق فعل الأدراك والتواصل.



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجديد في الطب: تطورات مهمة في علاج السرطان
- سهيلة أسعد نيازي... الأبداع في الترجمة
- بمناسبة اليوم العالمي لمرض السرطان الرابع من شهر شباط
- التنبؤ بالمستقبل..تطورات الأقتصاد والتكنولوجيا.. وجائحة الكو ...
- المنتدى الثقافي العربي في بريطانيا ومنجزات عام 2022
- الأطباء في الأفلام
- المرض النفسي في مفهوم الدكتور علي كمال
- أبداعات الترجمة للرواية العراقية النسوية
- صحف لندن ليوم الثلاثاء 29 نوفمبر
- الأديب العربي اليمني الأستاذ عبد العزيز المقالح في ذمة الخلو ...
- الألم.. كيف نعالجه؟
- حول المؤتمر الطبي الأول للطبيبات العربيات
- كتاب علمي جديد: الوحل.. تاريخ الطبيعة
- حول ثقافة البحث العلمي
- أستقالة رئيسة وزراء بريطانيا.. ما هي الأسباب؟.. ومَنْ سيكون ...
- عر ض أوبرا: السيدة فراشة وحبيبها الجنرال الأمريكي
- جائزة نوبل في الأقتصاد 2022.. محاولة لفهم دور البنوك في الأق ...
- كل التفاصيل عن جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2022
- علماء فيزياء من فرنسا وأميركا والنمسا يفوزون بجائزة نوبل لهذ ...
- الباحث السويدي بابو يفوز بنوبل الطب عن بحوثه عن أصل البشر


المزيد.....




- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر هشام الصفّار - مفهوم المواطنة الصالحة في القصة العراقية القصيرة: مجموعة -بيت الضفادع- أنموذجا