رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 22:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الاسلامية وعظماء الغرب 2
الامام علي والمفكر جان جاك روسو
انتشرت ظاهرة في السنوات الأخيرة في كلّ موسم ديني، هي ظهور كلمات منسوبة لكبار مفكّري وكتاب الغرب، عن بعض عظماء التاريخ الإسلامي.
هذه الشخصيات، وبسبب عقدة النقص الحضاري التي نعاني منها، لا تجد لها جواز سفرٍ إلى قلوبنا كما يبدو، إلا من خلال الاستشهاد بكلمات أولئك الكتاب والمفكّرين الغربيين. آخر هذه الإصدارات الغريبة ما نُسب للمفكر الفرنسي جان جاك روسو( 1712 – 1778م ): « ما وجدت في التاريخ من يستحق كلمة أستاذ بمفهومها سوى رجل واحد هو علي بن أبي طالب». وعرّف مخترع هذه الكلمة روسو بأنه «فيلسوف فرنسي»، ليُرفع من شأن علي ابن أبي طالب!
ويحقّ لنا أن نسأل عن مصدر مثل هذه الكلمة، وهل كتبها روسو في أحد كتبه النثرية أم الفلسفية أم المسرحية؟ وهل قرأ روسو عن حياة عليٍّ عليه السلام واطلع على فكره ومنهجه السياسي وفلسفته في الحياة، حتى خلص إلى هذا الرأي؟ وكم كتاباً أُلّف عن الامام عليٍّ باللغة الفرنسية قبل ثلاثة قرون حتى يطّلع عليه روسو؟
في كلّ موسم ديني، تصدر لنا مثل هذه الكلمات التي تشير إلى وجود جماعةٍ من أنصاف الكتبة المغمورين الفاشلين، ممن يعانون من عقدة نقص حادة، يقومون بتعويضها بنشر مثل هذه الكلمات المزعومة بحقّ الرسول (ص) وأهل بيته الكرام . إننا أمام عملية تدليس وتضليل وكذب، والكذب على الله ورسوله .
هذه البيئة الدينية التي تنشر مثل هذه المفتريات، إنّما تدلّ على ما وصلت إليه من موت فكري، وفراغ ثقافي، بعدما وصلت إلى حافة الإفلاس.
ان الامام عليٌّ عليه السلام لم يكن بحاجةٍ إلى شهادةٍ من روسو، مع تقديرنا لدوره الفكري الكبير.
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟