أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - قصة : في كامل أنوثتها














المزيد.....

قصة : في كامل أنوثتها


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 16:43
المحور: الادب والفن
    


في كامل أنوثتها، دخلت المقهى من بابها الزجاجي المشبع بالأنوار. كانت مشيتها تشبه البطة المبللة. وهي على قدر من الجمال والحسن والحق يقال. ليتكم شاهدتموها وهي تتحسس جيب محفظتها السوداء ببراءة وتسحب قطعا من حلوى الشكولاتة كما لو كانت مربية أطفال.
ثمة عواطف تضطرم في قرارة النفس البشرية حين ترى مثل هذه المشاهد، لا سيما بعد الإفطار في رمضان. كانت العيون كلها مسمرة على شاشات الهواتف والحواسيب ،وبين الفينة والأخرى ،ترشق الفتاة بنظرات طائشة مترادفة بمزاج . وقد برز صدرها مندفعا باشتهاء على نحو لا تخطئه العين .لم تكن الفتاة نحيفة ولا مترهلة كانت ممشوقة القد، بعينين مشرقتين وأنف مسبوك أهلك الله من كان سببا في هدم حياتها ، وردها إلى هذا الدرك الأسفل .

كانت تضع حبات الحلوى على مائدة الزبناء بيدين برونزيتين في أناقة جاذبة للاحتشام. وهي صورة تجعل المرء يفكر في خطبتها على الفور .حتى إذا ما أيقنت أن زبناء المقهى شاهدوها، تواضعت وانصرفت باحترام.
كل مقاهي منطقة حي اولاد وجيه بالقنيطرة سيتعرفون هذا المساء على بائعة الحلوى العشرينية تتبختر برأس يشبه عود ثقاب مغطى بمنديل ،وهي توزع حبات الحلوى دون تسجيل طلب وحسب زبناء الطاولة .

في البداية، تقوم بمسح شامل للفضاء بعد ذلك بثواني معدودة تشرع في تنفيذ خطة السير والجولان بعينين مطرقتين بعناد يخبئ خجلا مصطنعا. هاهي ذي تنطلق من اليمين إلى اليسار مثل حمامة بلا ريش مراعية مشاعر الناس ونظراتهم وهي توزع في دلع رياضي حبات الحلوى التي لا تقترح لها ثمنا رغم أنها تباع في الأكشاك بنصف درهم للقطعة الواحدة ، وما تكاد تنهي جولة التوزيع الأولى حتى تفكر بالعودة مسرعة إلى نقطة الانطلاق. ثم تطوف طواف الوداع وهي تتلقف المحصول. إنها طريقة مبتكرة ومارقة للتسول.

لست أدري لماذا اكتسحني شعور مرن قادني إلى منطقة هادئة من السؤال. كان يهمني معرفة محصول هذه الجولة، بمقهى عصريةصاخبة بالأنوار والشاشات العملاقة المصممة لكرة القدم خصيصا. مقهى امتلأت عن آخرها بالزبناء من كل الأعمار بعد صلاة التراويح من دون أن يقتني أحدهم حبة حلوى واحدة . لكن البعض وكانوا شبابا قدموا دريهمات من دون أن يأخذوا حبات حلوى مقابلها. لتنصرف العشرينية بهدوء على أمل اللقاء مساء الغد في نفس الموعد.
وماهي إلا دقائق ،حتى استقبل زبناء المقهى دون اهتمام سيدة بدون ملامح ،ألقت تحية الإسلام قبل أن تتحسس كيسا شفافا ممتلئا بحلويات " بيمو" لكن خيمة سوداء جعلت الكائن مجرد شبح بلا أنوثة.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشرى أقليش : التنصيص على ترسيخ حق التواجد للآخر المختلف عنا ...
- مرتفعات ويذرينج لإيميلي برونتي أو حينما يقسو الحب يدمر العاش ...
- سأم المسافات- لجمال أماش أرساء لمرحلة عبور لافتة داخل القصيد ...
- دوستوفسكي مقامر يبدع من أجل تسديد ديونه
- مدن تقيم في نومي لإبراهيم ديب شعر بإرهاصات فلسفية
- قصائد العشق والوطن ترنيمة عشق خالدة
- يوم دراسي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس خصص لإطلاق ...
- مأساة قطع رأس ملكة سكتلندا ماري ستيوارت بتهمة التآمر على الع ...
- تريد أن تسوق منتوجا إعلاميا. أختر له عنوانا فضائحيا
- قصة الليالي البيضاء لدوتسوفسكي أو عندما يخلق شخصيات مثيرة لل ...
- التلفزيون العربي سفاح العصر
- الراهب الأسود لأنطوان تشيخوف ..هنئني يبدو أنني قد جننت !!
- الميديا خيارات مربكة وعابثة بأقاليم النفس البشرية
- حكاية رجل دخل المستشفى طبيبا وخرج منه مجنونا
- الطائرات المسيرة الدرون صناعة التفوق
- جلال حسني شعر يتهيب إمكانية البروز
- فاطمة وهيدي في -قلوب ضالة- لا تشيد الجدران، بقدر ما تنحت نوا ...
- رواية عبد الرحمان منيف -سباق المسافات الطويلة - أو حين ضاع ك ...
- تكريم خمس شخصيات من عالم الثقافة والفن بتازة المغرب
- المقهى والتلفزيون أية علاقة ؟


المزيد.....




- مترجمة باللغة العربية… مسلسل صلاح الدين الحلقة 24 Selahaddin ...
- بعد الحكم عليه بالجلد والسجن.. المخرج الإيراني محمد رسولوف ي ...
- فنانة مصرية شهيرة: عدونا الأول والأخير هو إسرائيل
- بعد الحكم عليه بالسجن.. المخرج الإيراني الشهير محمد رسولوف ي ...
- إستعد.. موعد وجدول امتاحانات الثانوية العامة جميع الشعب علمي ...
- يواجه حكما بالسجن... المخرج محمد رسولوف يهرب من إيران قبل عر ...
- محامي ترامب السابق يقر بالكذب لصالحه في قضية الممثلة الإباحي ...
- محامي ترامب السابق يقر بالكذب لصالحه بقضية نجمة الأفلام الإب ...
- قضية الممثلة الإباحية.. -تصريح ناري- لمحامي ترامب السابق
- بعد مهرجان لأفلام الذكاء الاصطناعي.. جدل حول مستقبل السينما! ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - قصة : في كامل أنوثتها