أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام محمد العبودي - صوت في زحمة الصراخ














المزيد.....

صوت في زحمة الصراخ


سلام محمد العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما تتكسر الأصوات, في زحمة الأحداث, فيتصور بعضهم أن الوصول للهدف صعباً, إلا من يحمل الأمل يُكمل طريقه, يصدح بالحق ولا يسكت عن الحديث, مهما كانت التحديات, بالعكس ممن يخمُد صوته, ليتحول ربيعُ كلماته لخريفٍ قاتل, فيبتعد فاقداً للأمل بتحقيق ما يريد, بسبب الضجيج الذي يحيط به.
صراعٌ سياسيٌ رهيب, وأصواتُ نشاز لا تحمل إلا الحقد, ولا تستسيغ القول السَوي, أكاذيب وتسقيط يُثبت سذاجة الفاسدين, والساعين خلف كومة من مناصب, سرعان ما ينكشف أمرهم, ليصبحوا محط مزاح الشارع, فوعودهم كاذبة ومشاريعهم خادعة, وشعاراتهم فارغة من محتواها, أحزابٌ فاق عددها تَصَور العقلاء, وأغلبهم يعمل بأجندات متشابهة, فرؤيتهم لا علاقة لها بالوطن والمواطن, غير آبهين بما تؤول له النتائج, حتى وإن كانت, عن طريق سفك الدماء.
عبر عشرون عاماً, لم يلمس العراقي إلا فسحة, من الحرية في طرح ما يطمح له, وفي طرحه لا يحلم إلا, بحياةٍ كريمة تحفظ له عرق الجبين, توفير العمل والخدمات والسكن, هي الحقوق الطبيعية لكل مواطن, وهذه النقاط لم يحصل عليها, فقد فشلت الحكومة بتوفيرها, ومن حصل عليها فهي مقابل رشوة, أو صمت عن فساد, إلا القليلُ ممن يحمل المبادئ, ذات القيمة الشرعية والوطنية, ليسود شعار الفاسدين, بتفكير جمعي بعد أن, سيطروا على أغلب مفاصل الحكومات المتعاقبة.
مرحلةُ ما بعد 2022, كانت صادمةً لأرباب السرقات, والفساد بكل أنواعه وطرقه وتشعباته, كانت حرباً من نوع جديد, لم يعهده عصر ما بعد سقوط الطاغية؛ بالرغم من بطئ تطبيقه, إلا أن المباغتة أذهلته, فمن حصل على منصب, عن طريق الشراء, لا يمكن الحفاظ عليه, عندما يتم تسنم المنصب الأعلى وطنياً, حريصاً على النجاح في عمله, كل يوم يمر يتم الكشف, عن فضيحة جديدة نجومها, ما بين ضباط كبار, وأرباب أموال وساسة, حتى تم الكشف مؤخراً, عن معلومات تخص رأس الحكومة السابقة, فما بين هدر الأموال, ودعمه لفضية سرقة القرن أسرارٌ وأسرار.
إننا كعراقيون نعتز بوطننا, يحز بأنفسنا سيطرة فاسدين, على مقدرات البلد ثلةٌ من الفاسدين, هم أخطر من مما مررنا به, من حرب على الإرهاب, كان ظاهرهم وطنيون شرفاء, وصوتهم عالٍ يصدح كل يوم بالفضائيات, فراحوا بعد خسارتهم لموارد الفساد, بتحريك الشارع للإبقاء على قانون, الدوائر المتعددة؛ والتقليل من قيمة الإصلاح, ومحاربة الفساد بكشف مكامنه, لم يكفهم ذلك فعملوا, على تأخير إقرار الموازنة العامة, التي تحتوي على مصدر عيش الموظفين, والدعم المادي للمشاريع المتلكئة, وتقديم الخدمات للمواطن.
لم يقف الداعمون للحكومة الحالية, بل قام عَدَدٌ من القادة والزعماء, حتى المعارضة الوطنية السياسية, التي تحملت العبء الأكبر من التسقيط, بزياراتٍ مكثفة للمحافظات العراقية, لشرح ما تقوم به الحكومة, والاطلاع على ما تحتاجه تلك المحافظات, وهنا لا نحتاج للتشخيص, فكل ما يجري علنيٌ, تنقله المحطات المتلفزة العراقية أولاً بأول, كل من تظاهر من الشباب, سواءً من يطلقون على أنفسهم, تشرينيون أو صدريون أو مستقلون, كانت مطالبهم هي التعيينات, وتوفير الخدمات والقضاء على الفساد.
يذكرني ما تقوم به حكومة, الأستاذ محمد شياع السوداني, بفلم العفريت بطولة عادل إمام, وكيف تم كشف وإلقاء القبض, على الفاسدين ومن يدعمهم, من كبار التُجار وأصحاب الشركات, فهل يا ترى سيرى الشعب, سيناريو شبيه بذلك الفلم؟ لا سيما وأن التسريبات وبعض التصريحات تفيد, أن رؤوسا كبيرة قد حان قطافُها, قبل أن تُفَرِّخَ فاسدين جدد.
لعل طاقة الأملِ قد فُتحت, وأن الخيرين من الساسة ليسوا قلة, فعلى الشعب أن يتحد مع الساسة الوطنيين؛ لنبني بلداً زاهراً, تفتخر به الاجيال من بعدنا, وعلى الحكومة أن تَقفل, الإعلام المُحَرِض الذي يغذي الفتن, وأن نراقب انفسنا لتحقيق تلك الغايات النبيلة, كما إبعادَ المشبوهين, الذين يتاجرون بالمثل العليا, بعد أن كَشْفِ فسادهم وزيف شعاراتهم.
قيمة السعادة تأتي من رحم المعاناة, والتئام الجروح تعرفنا قيمة السلامة, فمن الحروب والاضطرابات الامنية, وفي غياب السلطة وفقدان الامن والامان, الخاسر هو المواطن وحده, لأنه هو الفريسة للفاسدين والخونة, وبائعي الشرف والضمائر, ومهما يكن الشر كبيراً, فإنه ضعيفٌ سرعان ما يُهزَم.



#سلام_محمد_العبودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال/ عزيمة بناء دولة
- مقال/ ألحكم عمل وليس شعارات
- مقال/ حكومة توافق الأغلبية
- مقال/ حكومتنا القادمة.. الحكمة المطلوبة
- مقال/ ألاِختلاف ونتائجه السيئة التي جربناها


المزيد.....




- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...
- في ظل زيارة ويتكوف إلى إسرائيل.. مصدران مطلعان لـCNN: -حماس- ...
- قرية الناشط عودة الهذالين تنتظر جثمانه لدفنه وإدانة قاتله
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية -استراتيجية- لحزب ...
- -صور غزة غيّرت موقفه-.. هل يتّجه ترامب لإعادة رسم العلاقة مع ...
- في الذكرى المئوية.. خيول تشينكوتيغ البرية تعبر قناة أساتيغ ف ...
- برلين وواشنطن و11 دولة غربية تتهم إيران بتنفيذ -سياسة اغتيال ...
- ماذا تقدم السعودية لعشاق سياحة المغامرات؟
- هل أعاقت أوبرا وينفري هروب سكان جزيرة ماوي من تسونامي؟
- ذي أتلانتيك: ترامب أصبح يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب بغزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام محمد العبودي - صوت في زحمة الصراخ