أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الأقصى خطّ أحمر














المزيد.....

بدون مؤاخذة- الأقصى خطّ أحمر


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 11:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
استهداف المحتلين للمسجد الأقصى المبارك صباح اليوم 5 ابريل 2023 واعتدائهم على الصّائمين الرّكّع السّجود واعتقالهم، ليس جديدا، ولن يكون الأخير، تماما مثلما هي هذه الاعتداءات ليست عفويّة، وإنّما مخطط لها ومدروسة من أعلى المستويات السّياسيّة والأمنيّة في دولة الاحتلال. علما أنّهم يعرفون تماما أنّ المسجد الأقصى جزء من عقيدة المسلمين، وأنّه أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين التي تشدّ إليها الرّحال، لكنّهم لم يروا يوما ردّة فعل من الأنظمة العربيّة والإسلاميّة أكثر من الشّجب والإدانة والإستنكار، و" التّعبير عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوّض جهود السّلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدّولية في احترام المقدسات الدينية." والأقصى منذ وقوعه تحت الاحتلال في حرب العام 1967 تعرّض لمئات الإعتداءات، ومنها إشعال النيران فيه في 21-8-1969، والتي أتت على أجزاء تاريخيّة منه، ومنها منبر صلاح الدّين، ووقتها عبّرت جولدة مائير رئيسة وزراء اسرائيل وقتذاك عن قلقها وأنّها لم تنم تلك الليلة خوفا من ردّة فعل الأنظمة العربيّة والإسلاميّة! وعدم وجود ردّة فعل عربيّ وإسلاميّ على ذلك كان بمثابة تصريح للمحتلّين بالعبث في المسجد المبارك كما يشاؤون، وتوالت الاعتداءات حتّى تقسيم المسجد زمانيّا لإتاحة الفرصة للمتزمّتين اليهود باقتحام المسجد، وتأدية الصّلوات التّلموديّة فيه تحت حماية الأمن الإسرائيليّ، ويبدو أنّ ساعة تقسيمه مكانيّا قد اقتربت. ومعروف أنّ الحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة وبدعم لا محدود من أمريكا وحلفائها لا تحترم ولا تطبّق القوانين والأعراف والقرارات الدّوليّة، ولا تحترم الاتّفاقات الثّنائيّة، فحبر بيانات العقبة وشرم الشّيخ لم يجفّ بعد.
وإذا كانت الأنطمة العربيّة وفي مقدّمتها تلك التي تهافتت على التّطبيع المجّانيّ سرّا وعلانية تراهن على وعود أمريكا لتحقيق الإنسحاب الإسرائيليّ من الأراضي العربيّة المحتلّة عام 1967، فإنّها تراهن على وعود كاذبة ومتكرّرة. فإسرائيل التي يؤمن قادتها بنظريّة " ما لا يمكن تحقيقه بالقوّة، يمكن تحقيقه بقوّة أكبر" ما عادت تخفي سياساتها ومخطّطاتها؛ لتحقيق حلمها الصّهيونيّ طويل المدى، والقائم على التّوسّع الذي يتخطّى حدود فلسطين التّاريخيّة، ليمتدّ من النّيل إلى الفرات، ولن تنسحب من شبر أراض احتلّته، ولن تعطي الفلسطينيّين أكثر من إدارة مدنيّة على السّكّان دون الأرض التي ستبقى نهبا للاستيطان اليهوديّ. ورغم الحفريّات التي نخرت القدس القديمة وتحت أساسات المسجد الأقصى، والتي لم يجدوا فيها أيّ أثر يهوديّ، إلّا أنّهم يؤمنون بأنّ هيكلهم المزعوم موجود داخل القصى المبارك، ويعملون على بناء معبدهم مكان قبّة الصّخرة داخل الأقصى.
ويلاحظ أنّه لا يوجد أيّ موقف عربيّ أو إسلاميّ جادّ بخصوص الأقصى بشكل خاصّ والقدس بشكل عامّ باستثناء الأردنّ، الذي يتعرّض لضغوطات اقتصاديّة هائلة؛ لتجبره على تغيير موقفه.
لكن لا أمريكا ولا إسرائيل ولا من لفّ لفّهما من الأنظمة العربيّة التي يحرص قادتها على الحفاظ على عروشهم فقط، يدركون أنّ أيّ مسّ بالمسجد الأقصى، يتجاوز كلّ الخطوط الحمراء، وسيدخل المنطقة في حروب دينيّة يعلم مشعلوها متى يبدأونها، ولن ينجو من لهيبها أحد لا دول ولا شعوب ولا أنظمة حاكمة، وستهدّد السّلم العالمي، لكن لا هم ولا غيرهم يعلمون متى ستنتهي، فالشّعوب التي طال سباتها وتضليلها لن تسكت على المسّ بعقيدتها والتي يمثّل الأقصى جزءا منها.
5 ابريل 2023



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحك دون بكاء- يحلّلون ويحرّمون كما يحلو لهم
- بدون مؤاخذة: المسلمون شركاء في ثلاثة
- هل الصّيام عبادة وتقوى أم نقمة؟
- رواية -طيور المساء- ومذبحة كفر قاسم
- بدون مؤاخذة-سموترتش صهيوني نجيب
- بدون مؤاخذة-قمّة شرم الشّيخ تكريس للاحتلال
- بدون مؤاخذة-حكومة نتنياهو تعكس حقيقة الصّهيونيّة
- الصراع الثّقافي والتّاريخي في القدس
- رواية رحلة إلى ذات امرأة وحظوظ النّساء
- بدون مؤاخذة- يجب الاستجابة لطلبات المعلمين
- بدون مؤاخذة- كي لا نشارك في ضياع الوطن
- في ذكرى خليل توما
- بدون مؤاخذة-حكم الأقوياء
- الحقيقة الضّائعة
- المضحك المبكي- طاقيّة جحا
- المضحك المبكي-ناموا ولا تستيقظوا
- رواية -ومضة أمل- بين الحبّ والخيانة
- المضحك المبكي-أمور لافتة
- بدون مؤاخذة-هل بدأت الحروب الدّينيّة
- المضحك المبكي-تقبّل الله الطّاعات


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الأقصى خطّ أحمر