أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خليل غريب - نريد دولة وطنية ونرفض سلطة قبضايات الحارات الطائفية














المزيد.....

نريد دولة وطنية ونرفض سلطة قبضايات الحارات الطائفية


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7563 - 2023 / 3 / 27 - 15:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لبنان في مشهديته الراهنة ليس لها مثيل في كل دول العالم، والدليل هو أن كل الاستقصاءات التي قامت بها المنظمات الدولية الأهلية، من منظمات حقوق الإنسانية وغيرها، أكَّدت أن لبنان يحتلَّ المرتبة الأخيرة قبل أفغانستان، من بين الدول التي تغتال حقوق الإنسان. لا بل هناك من يتوقَّع أن يحتل لبنان المرتبة الأخيرة ليتفوَّق على أفغانستان في هذا المجال.
إن لبنان الآن، باعتراف كل لبناني ممن ليس لديه حَوَلٌ طائفي سياسي، أصبح مجموعة من الحارات الطائفية، الشبيهة بتلك المسلسلات الشامية التي تنقل مشهديات الحارات وصراعاتها، وأخبار القبضايات فيها، ورؤساء المخافر، والخواجات. تلك ميزة مجهولة في أفغانستان وهذا السبب الذي سيتفوَّق فيها لبنان على أفغانستان، ليحتل الموقع الأخير في مراتب (الدولة لفاشلة).
في أفغانستان دولة واحدة، وليست مجموعة من الدويلات كما في لبنان، وسبب دخولها في مرتبة الدول الفاشلة، هو أنها نظام ديني الأشد تخلفاً في العالم. وهذا ما يجعلنا نحكم أن لبنان تحوَّل إلى دولة من أكثر دول العالم فشلاً. وعلى مقتضى هذا التوصيف سنبني تحليلنا في هذا المقال.
في أفغانستان، يأخذ الصراع صورة دولة فاشلة لأنها تسير عكس حركة التاريخ، وصورة إنسان يطمح إلى تصحيح تلك الحركة لكي تسير باتجاه التغيير. أما في لبنان فيأخذ الصراع صورة الاقتتال بين مجموعة من قبضايات الحارات، وحوَّلوه من لبنان الواحد إلى حارات متعددة.
في لبنان أُسِرت الدولة من قبل قبضايات الحارات الطائفية ووُضعت تحت عُهدتهم، وساد مبدأ (الحياة للقبضاي الأقوى)، بحيث يحتل فيها موقع الحاكم المطلق لحارته. وعامة أتباعه من الطائفيين تحتل موقع الخاضع المطلق.
كان من الممكن أن نرضى بالواقع المر، لو كانت الحارات في لبنان قد اتَّحدت تحت خيمة حارة واحدة، ولكن الأمرّ أهو ن الحارة الواحدة تفتَّتت إلى حارات، يرأس كل منها قبضاي. منهم الذي يملك أنياباً، ومنهم من هو خالِ من الأنياب. يتربَّص كل واحد منهم بالآخر، وينتظر الفرصة التي يتفوَّق به ضد القبضاي الآخر.
بمثل هذه المشهدية، تحوَّل لبنان من مفهوم الدولة الواحدة إلى مجموعة من السلطات كل واحدة منها يديرها سياسي طائفي يقف في مواجهة السياسي الطائفي للآخر. فتحول لبنان بهم إلى مجموعة من السياسيين يمارسون السلطة على طريقة ألعاب الأطفال، أو أولاد الحارات، فعاثوا به لهواً وعبثية. وكل واحد منهم أحاط نفسه بشُللٍ من المشجعين والمصفقين، وأصبح (قبضايات الحارات الطائفية) كما يُقال: (كل ديك على مزبلته صيَّاح). فامتلأت أجواء لبنان إلى فضاء، كثُر فيه الزعاق والصياح.
يا أولاد السلطة، كل واحد منكم على (مزبلته الطائفية الحاراتية)، إسمعوا وعوا:
لقد كفر اللبنانيون بكم وبطريقة إدارتكم للسلطة، وكفر بمزابلكم الطائفية وصياحكم على تلك المزابل؛ وذاق الأمرَّين من قبضتكم وقبضناتكم، يا قبضايات (الحارات الطائفية)، ويا صبيانها.
إن اللبنانيين، بكل تنوعاتهم الطائفية، يريدون دولة ولا يريدون سلطويِّين يمارسون الحكم على طريقة الأولاد الصائعين الذين لا همَّ لهم أكثر من أن يكسبوا جولة من جولات ألعابهم الصبيانية.
اللبنانيون ينشدون وجود مسؤولين فوق الطائفية، ويرفضون سلطة القبضايات والحارات.
إرحلوا واتركوا الشعب يعيش،
إرحلوا وطبِّقوا سلطاتكم الصبيانية في أي مكان في العالم، فلبنان ليس بحاجة لكم،
لبنان الآن يريد من يبني دولة،
شعب لبنان، لم يعد يطيق ترف الوقت الذي تبرعون في كسبه،
شعب لبنان يئن من كل شيء،
ولن تعلموا أي منقلب ستنقلبون، فقد طفح كيل الغضب عند اللبنانيين،
وإن بدا بعض من الشعب اللبناني خانعاً صامتاً الآن، فهو سوف يلعنكم لما اقترفتم بحقه من جرائم، كنتم قد زيَّنتموها بالتظليل والخداع والشعارات الطائفية الزائفة.
اللبنانيون يريدون استعادة وحدة لبنان وسيادته،
اللبنانيون يريدون دولة وطنية خالية من تفاهاتكم الطائفية، خالية من تحريضكم الطائفي.
اللبنانيون قرفوا من سلطة قبضاي الحارة الطائفية. واشتاقوا إلى سلطة الدولة الوطنية الواحدة.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من العراق ابتدأت كوارث المنطقة الحالية وعلى أرض العراق ستنته ...
- إلى أصحاب الوساطات لوقف التصعيد بين السعودية وإيران:
- من الاستثمار في تنمية الميليشيات إلى استثمار عديدها في التنم ...
- وجهة نظر حول الاتفاق السعودي الإيراني
- دراسة عن المسألتين الديموقراطية والعلمانية: الحلقة السادسة ( ...
- الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية الحلقة الخامسة: (5/ 9): ا ...
- الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية. الحلقة الرابعة: (4/ 9): ...
- تلازم الديموقراطية والعلمانية: الحلقة الثالثة: (3/ 9): المس ...
- الحرية والديموقراطية مفهومان متكاملان ومتلازمان: -الحلقة الث ...
- آراء في المسألتين الديموقراطية والعلمانية: -الحلقة الأولى: ...
- تعريف بكتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- تعريف بكتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- مراجعة كتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- من بين حقول أشواك الاستيطان تنبت أزهار شهداء فلسطين
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية الحلقة الرابعة (4/ 4)
- عرض كتاب (تهافت الأصوليات الإمبراطورية) الحلقة الثالثة (3/ 4 ...
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية (الحلقة الثانية (2/ 4)
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية (الحلقة الأولى 1/ 4)
- الطائفية السياسية النظام الذي يفترس أبناءه
- الفكر القومي ثابت جامع لمصالح التعدديات الدينية والعرقية


المزيد.....




- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خليل غريب - نريد دولة وطنية ونرفض سلطة قبضايات الحارات الطائفية