أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مايكل روبرتس - سيلكون فالي من الوادي إلى المجرور















المزيد.....

سيلكون فالي من الوادي إلى المجرور


مايكل روبرتس

الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 10:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


نشر النص في مدونة الكاتب بتاريخ 11 آذار/مارس 2023

النص هو للخبير الاقتصادي الماركسي مايكل روبرتس حول إفلاس بنك سيلكون فالي الذي أقلق القطاع المالي الأميركي والعالمي وأثار مخاوف من حصول أزمة مالية جديدة.



بات بنك سيلكون فالي في كاليفورنيا أكبر بنك يفلس منذ الأزمة المالية التي حصلت عام 2008. الإنهيار المفاجئ الذي صدم الأسواق المالية، أدى إلى خسارة الشركات والمستثمرين مليارات الدولارات.

استقبل البنك ودائع المودعين وقدم قروضاً لشركات أساسية عاملة في قطاع التكنولوجيا الأميركي. تعمل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع الآن كوكيلة قضائية. المؤسسة هي وكالة حكومية مستقلة تؤمن الودائع المصرفية وتشرف على المؤسسات المالية، ما يعني أنها ستصفي أصول البنك لتعويض زبائنه، من بينهم المودعين والدائنين.

ماذا حصل لهذا البنك؟ هل هي حالة منفردة أو إنذار لانهيارات مالية آتية؟ كان الدافع هو إعلان البنك عن بيعه بخسارة سندات الدين التي استثمر فيها، وزيادة رأس ماله بمقدار 2،25 مليار دولار بهدف تحقيق التوازن في موازنته العامة. ما أثار حالة من الذعر في أوساط شركات التكنولوجيا الأساسية في كاليفورنيا التي كانت قد أودعت أموالها في البنك وقد أسرعت لسحب أموالها منه. فانهار سعر سهم الشركة، ما أدى إلى هبوط أسعار البنوك الأخرى. وتوقف التداول بأسهم البنك الذي تخلى، في الوقت عينه، عن مساعيه الرامية إلى رفع رأس المال أو البحث عن مشترٍ، ما أدى إلى سيطرة المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع عليه.



على الرغم من أنه غير معروف نسبياً خارج أوساط سيلكون فالي، إلا أن البنك كان ما زال ضمن أكبر 20 مصرف تجاري في أميركا (تحديداً البنك السادس عشر)، وبحسب المؤسسة الفيدرالية لضمان الودائع بلغ مجموع أصوله 209 مليار دولار خلال العام الماضي. وهو أكبر بنك يفلس منذ إفلاس واشنطن موتيول، الذي أفلس خلال الأزمة المالية عام 2008. وعلى العكس من بعض المعلومات، إن بنك سيلكون فالي ليس عادياً. فقد قدم الخدمات لحوالي نصف شركات الرعاية الصحية والتكنولوجية الممولة من رأس المال المغامر في الولايات المتحدة. احتفظ البنك بأموال “الرأسماليين المغامرين” (أي الذين يستثمرون في الشركات الناشئة الحديثة).

لكن البنك استثمر من خلال الودائع النقدية التي ضَمنها، وقدم في بعض الأوقات قروضاً خطرة لمؤسسي شركات التكنولوجيا، سواء قروض شخصية لهم أو لشركاتهم. ولكن استثماراته بدأت تعاني من العجز. راهن البنك على شراء سندات حكومية أميركية آمنة مسبقاً. في هذا الوقت، وعندما بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورته في رفع أسعار الفائدة من أجل “التحكم بالتضخم”، انخفضت قيمة هذه السندات الحكومية بشكل كبير وبدأ العجز يظهر في ميزانية البنك. وعندما أعلم البنك الأوساط المالية أنه كان يبيع هذه السندات بخسارة لقاء السحوبات النقدية من زبائنه، بدأ التهافت إلى البنك. وبعد فشله في الحصول على أموال إضافية من خلال بيع الأسهم، كان على البنك إعلان إفلاسه ووضع نفسه تحت وصاية المؤسسة الفيدرالية لضمان الوادئع.

يرفض البعض فكرة أن إفلاس البنك سيكون مؤشراً لأزمة مالية شاملة. إذ أعلن رئيس أبحاث الأسهم الأوروبية في أموندي، سياران كالاهان “كان البنك صغيراً، وقاعدة ودائعه محصورة للغاية”. وتابع قائلاً: “لم يكن مستعداً لتدفق الودائع، ولم يكن لديه النقد الكافي لتغطية مدفوعات الودائع، وبالتالي أرغم البنك على بيع السندات، ما أدى إلى زيادة رأس ماله وخلق العدوى. إنها حالة معزولة وخاصة للغاية”. لذلك، سيكون حالة فريدة من نوعها.

ولكن هل هذا ما حصل فعلاً؟ في الحقيقة، يعود انهيار البنك إلى سياق أشمل، وعائد إلى زيادة شديدة في أسعار الفائدة من قبل [نظام] الاحتياطي الفيدرالي خلال السنة المنصرمة. عندما كانت الفوائد قريبة من الصفر، سارعت البنوك، مثل بنك سيلكون فالي، إلى شراء سندات الخزينة الطويلة الأمد التي بدت أنها منخفضة المخاطر. ولكن عندما رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لـ”محاربة التضخم” تراجعت قيمة تلك الأصول، ما أوقع بالبنوك خسائر غير محققة.

كما أثر ارتفاع أسعار الفائدة للغاية على قطاع التكنولوجيا، ما أدى إلى تراجع قيمة الأسهم في القطاع، وجعل صعباً جمع الأموال. لذلك بدأت شركات التكنولوجيا في سحب ودائعها النقدية من البنك لدفع فواتيرها.

وعلق كبير محللي السوق في أواندا، إد[وارد] مويا: “كان الجميع في وال ستريت يعلمون أن حملة رفع سعر الفائدة التي فرضها الاحتياطي الفيدرالي ستؤدي إلى كسر شيء ما، والآن تضررت البنوك الصغرى من ذلك”. التشقق الآخر في الجدار المصرفي هو عملات الكريبتو. حيث أجبر بنك عملات الكريبتو، سيلفرغايت، على تصفية أعماله بعد انهيار أسعار البيتكوين والعملات الكريبتوية الأخرى.


كما أعلن المؤسس الشريك لمجموعة كلاروس، كونراد ألت: “تعكس التحديات المؤسساتية التي يواجهها البنك مشكلة ممنهجة أوسع وأكثر انتشاراً: فالقطاع المصرفي يقوم على أطنان من الأصول ذات المردود الضعيف والتي، وبفضل العام الأخير حين رفعت أسعار الفائدة، تراجعت قيمتها- وهي في طريقها للانهيار. يقدر ألت أن رفع أسعار الفائدة “قد قضى فعلياً على 28 بالمئة من مجمل رأس المال في القطاع المصرفي عند نهاية العام 2022”.

قد يكون إفلاس البنك حالة فريدة النوع، ولكن الانهيارات المالية تبدأ دائماً عند الأضعف أو الأكثر تهوراً. المسألة تتعلق ببنك وقع في قبضة أزمة قريبة الحدوث: انخفاض الأرباح في قطاع التكنولوجيا وانخفاض أسعار الأصول بسبب ارتفاع أسعار الفائدة. أثبت البنك، الذي بلغت أصوله حوالي 209 مليار دولار والذي تركز زبائنه ضمن شركات جديدة في مجال التكنولوجيا، أنه معرض على نحو خاص لتأثير أسعار الفائدة المتزايدة على نحو سريع. ولكن خسائر البنك، في مبيعات السندات تتكرر عند الكثير من المصارف الأخرى. فقد أعلنت المؤسسة الفيدرالية لضمان الوادئع أن البنوك الأميركية تخسر 602 مليار دولار على شكل خسائر غير محققة في محافظ الأوراق الخاصة بها.

خلال ذلك، وبعد أن استمرت أرقام الوظائف الأخيرة في إظهار “ضِيق” سوق العمل، يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي على استعداد لمواصلة رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع وأعلى مما توقعه المستثمرون الماليون. في شهادته امام الكونغرس الأميركي خلال الأسبوع الماضي، أوضح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جاي باول: “العمالة، وإنفاق المستهلكين، والانتاج الصناعي والتضخم قد أظهرت بشكل جزئي الاتجاهات الضعيفة التي رأيناها في البيانات المنشورة قبل شهر فقط”. كما أفاد المعلم الكينزي ووزير الخزانة السابق، لاري سومرز: “علينا أن نستعد لمواصلة فعل ما هو ضروري لاحتواء التضخم”. ومن المحتمل أن يؤدي ما حصل [مع بنك سيلكون فالي] إلى انهيار أجزاء من قطاع البنوك والشركات.



#مايكل_روبرتس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد حرب؟
- رأس المال لماركس بعد 150 عاما-ترجمة: دينا سمك
- راس المال لماركس بعد 150 عاما
- دونالد ترمب وكأس الاقتصاد الأمريكي المسمومة
- ما هو الخطأ في الإجابة الكينزية حيال مسألة التقشف؟


المزيد.....




- ارتفاع كبير في أسعار النفط والذهب عقب الهجوم على إيران
- صحيفة: إسرائيل جمعت أكثر من 3 مليارات دولار منذ بداية الحرب ...
- ماذا تتضمن المساعدات الأميركية الجديدة لإسرائيل وأوكرانيا؟
- تراجع ردّ فعل الأسواق على التوترات بين إيران وإسرائيل
- -إعمار- تعلن عن إصلاح جميع مساكنها المتضررة من الأمطار
- الصراع بين إيران وإسرائيل يضع الأسواق العالمية على صفيح ساخن ...
- عُمان توقع اتفاقية لتوريد الغاز المسال لشركة -بوتاش- التركية ...
- الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على منظمتين تجمعان الأموال لـ- ...
- لحظة بلحظة … سعر الذهب اليوم في مصر بكام بعد أخر تغير في عيا ...
- صندوق النقد الدولي: الاقتصاد الروسي أثبت قوته وصلابته في وجه ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مايكل روبرتس - سيلكون فالي من الوادي إلى المجرور