أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مايكل روبرتس - دونالد ترمب وكأس الاقتصاد الأمريكي المسمومة














المزيد.....

دونالد ترمب وكأس الاقتصاد الأمريكي المسمومة


مايكل روبرتس

الحوار المتمدن-العدد: 5340 - 2016 / 11 / 11 - 10:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مالعمل فريق الترجمة


المفارقة في انتصار دونالد ترمب (بفارق ضئيل) في الانتخابات الرئاسية هو أن مرشّحة الديموقراطيين و«وول ستريت» وخبراء رأس المال الاستراتيجيين، «المضمونة» خسِرتها. والآن يُثقِلهم شخصٌ طائش عليهم محاولة شدّ لجامه.

فاز ترمب لأن عددًا كبيرًا (بما فيه الكفاية) من الناس ضاقوا ذرعًا بالوضع الراهن. يبدو أن 60 بالمئة من الناخبين الذين سُئلوا عند صناديق الاقتراع أقرّوا بأن البلاد «تسير في الطريق الخطأ»، ويبدو أنّ ثلثيهم ضاقوا ذرعًا وسئموا من حكومة واشنطن، هذه الحكومة التي تجسّدها كلينتون.

مثل مصوّتي بريطانيا المؤيدين لخروجها من الاتحاد الأوروبي، وخلافًا لكل التوقعات، تغلب عددٌ كافٍ من الناخبين الأمريكيين (وهم، غالبًا، بيضٌ، وكبارٌ في السن، إما يملكون أعمالًا تجارية صغيرة أو يعملون في قطاعاتٍ صناعية منهارة، في ولايات الوسط الأمريكي) على صوت الشباب، والحاصلين على تعليمٍ أعلى، والأفضل حالًا في المُدن الكبيرة. ولكن تذكّر أن ما لا يتجاوز 50 بالمئة إلا بقليل من الناخبين المؤهلين أقبلوا على صناديق الاقتراع، فأعدادٌ ضخمةٌ من الناس لا يصوّتون أبدًا في الانتخابات الأمريكية وهم يشكّلون جزءًا مُعتبرًا من الطبقة العاملة.

وأكبر الأمور وزنًا هو أن أكثر القضايا أهميّة للناخبين (52 بالمئة منهم)، حين سُئلوا عند صناديق الاقتراع، كانت حالة الاقتصاد الأمريكي، ويليها الإرهاب (بأقل من ذلك بكثير، عند 19 بالمئة) وأما الهجرة (ورقة ترمب الرابحة) أقل من ذلك أيضًا. فاز ترمب لأنه ادعى أن بإمكانه تحسين أوضاع «من أهملتهم» العولمة والقطاعات الصناعية المنهارة والتجارات الصغيرة المسحوقة. وبالطبع، ترمب ملياردير وليس لديه أيّ مصلحة حقيقية في تحسين أوضاع الأغلبية ولا أدنى فكرة في كيفية القيام بذلك. ولكن السخط ضد المؤسسة الحاكمة كان (بالكاد) كافيًا لكي يتمكن هذا المتغطرس الأناني، الكاره للنساء، المعتدي الجنسي، وارث ثروة أبيه، من الانتصار.

ولكنّ الاقتصاد ما يزال هو الأهم. أُعطِي ترمب كأسًا مسمومة سيضطر للشرب منها: حالُ الاقتصاد الأمريكي. فالاقتصاد الأمريكي أكبر وأهم الاقتصادات الرأسمالية، وكان أداؤه أفضل أداءٍ ضمن الاقتصادات الكبرى منذ نهاية الركود الكبير عام 2009. ولكن أداءه الاقتصادي ما يزال، رغم ذلك، كليلًا. وقف نمو الناتج المحلي الإجمالي للفرد عند 1،4 بالمئة سنويًا، أقلّ جدًا من مستويات ما قبل الانهيار المالي لعام 2008. إنها قصة أضعف انتعاشٍ اقتصادي تالٍ لانحدار منذ ثلاثينات القرن الماضي.

يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتوسع الاقتصاد الأمريكي بمقدار 1،6 بالمئة فقط هذا العام، وعلماء اقتصاد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتنبؤون بتوسّع قدره 1،8 بالمئة سنويًا في المستقبل القريب. كل هذه الأمور لا تلمّح إلى ركودٍ اقتصاديٍّ جديد.

رأي أغلبية علماء الاقتصاد هو أن حدوث ركودٍ اقتصادي أمريكي أمرٌ غير محتمل وأن الاقتصاد سيتحسن مرة أخرى العام القادم. حقًا، تعتقد جانيت يلين، رئيس الاحتياطي مجلس المحافظين للاحتياطي الفيدرالي (وهي الآن مُعرَّضة للإقالة)، أن الاقتصاد الأمريكي «في طريق تحسّنٍ مستديم». الحجة هي أن تكلفة الاقتراض تقارب الصفر، وأن المستهلك الأمريكي لا يزال ينفق بقوة، وأن سوق الإسكان في تحسّن وأن مبيعات التجزئة ما تزال تتسارع.

ولكن الأمر المهم لصحة اقتصادٍ رأسماليٍّ حديث ليس سهولة أو تكلفة الاقتراض، بل إنّه مستوى وميل ربحيّة رأس المال، وإجمالي أرباح التجارة والأثر على الاستثمار التجاري. حين تنخفض الربحية، ينخفض معها، في آخر المطاف، إجمالي أرباح الشركات وبعد ذلك بفترة ما، سينكمش الاستثمار التجاري. وحين يحدث ذلك، سرعان ما يتبعه ركودٌ اقتصادي. في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أدّى الانخفاض المستديم للاستثمار التجاري إلى ركودٍ في كل مرةٍّ حدث فيها ذلك، بينما ظل الاستهلاك الشخصي مستقرًا نوعًا ما، حيث لا ينخفض إلّا حين يكون الركود قيد الجريان.

أرباح الشركات الأمريكية في انخفاض. ووفق علماء اقتصاد مصرف «جي بي مورغان»، انخفضت أرباح الشركات الأمريكية بمقدار 7 بالمئة عن العام الماضي. وعلى هذا الأساس، يقدّرون أنّ «أرجحية حدوث ركودٍ خلال الثلاثة أعوامٍ القادمة تقف عند نسبة مروّعة، وهي 92 بالمئة، وأرجحية ذلك خلال العامين القادمين تقف عند 67 بالمئة». علاوةً على ذلك، يخطط الاحتياط الفيدرالي الأمريكي على زيادة عالية لسياسة سعر الفائدة بعد الانتخابات مباشرةً، لأن الاقتصاد، حسب زعمه، عائدٌ إلى «وضعٍ طبيعي»، مما سيزيد من خطر حدوث انهيار، مع أن انتصار ترمب سيؤخر ذلك مع هبوط أسواق الأسهم.

ما هو حلّ ترمب الذي طرحه لمواجهة كل هذه الأمور؟ مقترحاته الاقتصادية تتلخص في تخفيض الضرائب، وتخفيض الإنفاق الحكومي وفرض ضرائب على الواردات لـ «حماية» الوظائف الأمريكية. سيكون المستفيدون الرئيسيون من انخفاض الضرائب هذا هم الفاحشون ثراءً. في ظل إدارة ترمب، سيشهد أغلب الناس انخفاضًا في فاتورة ضريبة الدخل بحوالي 7 بالمئة بينما ادّخار أغنى 1 بالمئة سيكون 19 بالمئة من دخلهم. ومن أجل موازنة الميزانية الفيدرالية، سيتوجب تخفيض الإنفاق الحكومي بحوالي 20 بالمئة، مما سيضرب في الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة. وزيادة التعريفات الجمركية على البضائع الأجنبية وفرض عقوباتٍ جزائية على الصين والمكسيك، أكبر شريكين تجاريين لأمريكا، سيزيد من الأسعار ويحث على ردٍّ انتقامي.

على نحوٍ ما، يواجه الرئيس الأمريكي القادم وضعًا أسوء مما واجه أوباما عام 2009 في عمق الانهيار المالي العالمي. فهذه المرة لا توجد طريقة يمكن تجنب الركود بها سواءً عن طريق طباعة النقود أو تخفيض سعر الفائدة، أو حتى عن طريق زيادة الإنفاق الحكومي إذ أن الدين العام قد تضاعف مسبقًا ليقف عند 100 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. أدوات السياسة الاقتصادية تلك قد استُهلِكت. وأما الكأس فستُحتسى.

المصدر: ذا نيكست ريساشن



#مايكل_روبرتس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الخطأ في الإجابة الكينزية حيال مسألة التقشف؟


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مايكل روبرتس - دونالد ترمب وكأس الاقتصاد الأمريكي المسمومة