أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - الرياضة، ما بين الدبلوماسية والإرهاب














المزيد.....

الرياضة، ما بين الدبلوماسية والإرهاب


ليلى موسى

الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شبح الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، يطارد الديكتاتوريين والاستبدادين حتى في أحلامهم، لذا انصب جل اهتمامهم في ابتكار وتطوير وسائل وأدوات المواجهة لمنع تحقيقها، وبالمقابل حلت لعنة مقارباتهم الخاطئة على شعوبهم دفعوا فاتورتها باهظة التكلفة.
ما أشبه اليوم بالأمس، حين انتفض الشعب العراقي على الاستبداد والديكتاتورية، وقدم تضحيات عظيمة من أجل التغيير والتحول الديمقراطي، ومن بينهم تمكن المكون الكردي الذي نال نصيبه على مدار عقود من الاضطهاد والاستبداد الذي استهدف هويته وتاريخه وثقافته وشتى أنواع الإبادات الجسدية والثقافية والتهجير والنزوح من استنشاق نسائم الحرية.
بدأ رحلة ذلك الشبح يطارد سلطات دمشق لمنع انتقال تلك التجربة إلى سوريا، طالما مارس شتى أنواع الاضطهاد وأكثرها حدة الإبادة الثقافة بحق الشعب السوري والمكون الكردي على وجه الخصوص.
تارة تحت يافطة مقاومة الاحتلال الأمريكي أرسل وبشكل ممنهج الجهاديين إلى العراق، ولتأديب الشعب الكردي في سوريا ومنعه أن ينحو منحى أشقائهم في العراق تارة أخرى. وبلعبة استخباراتية محنكة افتعل أحداث 2004 مباراة بين فريقي الجهاد قامشلو وفريق الفتوة في دير الزور عبر تحشيد مشاعر الكراهية والحقد لدى القومجيين العرب، تحولت المباراة المقامة في قامشلو إلى ساحة للحرب والصراع وافتعال فتنة كردية –عربية راح ضحيتها العشرات من المدنيين الكرد العزل.
وما أن انطلق الحراك الثوري السوري في 2011 عاد غالبية ما تم إرسالهم بدفع من سلطات دمشق إلى العراق تحت مسمى الجهاد منظمين ضمن صفوف القاعدة وتنظيم داعش الإرهابيين، وعلى مدار اثنتي عشر عاماً يقدم الشعب السوري فاتورة الإرهاب وستمتد لعقود قادمة في ظل تقاعس المجتمع الدولي والتدخلات الإقليمية.
واليوم مقاربات سلطات أنقرة ما يحدث في سوريا نسخة مستنسخة من مقاربات سلطات دمشق من الأحداث العراقية. حيث دعمت الإرهاب بشتى الوسائل لإفشال التجربة الديمقراطية الوطنية الوليدة في مناطق شمال وشرق سوريا، ووأدها في مهدها. وأن تمكنت من تحقيق جزء مما تصبو إليه، ولكنها فشلت من وأد التجربة الوطنية والتي أصبحت أمر واقع.
وفشل سياسات العدالة والتنمية الخارجية، والتي تسببت بإحداث قطيعة مع العديد من البلدان، ألقت تلك السياسات على الداخل التركي منها تردي الأوضاع الاقتصادية والحريات وحقوق الإنسان، متسببة في تراجع شعبية حكومة العدالة والتنمية. لتزيد كارثة الزلزال الطين بلة وكشف حقيقة الفساد المستشرية داخل السلطات وعجز السلطات مما زاد من الغضب الشعبي والمزيد من الانحسار في القاعدة الشعبية.
وما إصرار تلك السلطات على إجراء الانتخابات في موعدها خشية من زيادة فرص الخسارة، وتفاقم تداعيات كارثة الزلزال وعجزها في المواجهة.
حيث بات الداخل التركي مهيأ لأحداث ربيع على غرار ربيع الشعوب التي هبت على البلدان المضطهدة من قبل سلطاتها. افتعلت الاستخبارات التركية أحداث مباراة شارك فيها فريق أمد سبور، كخطوة استباقية لتأديب الكرد ومنعهم من أي حراك ثوري وجعلها خريفاً، وخاصة أن تركيا مقبلة على انتخابات مصيرية. حيث قبل البدء بالمباراة تم منع مشجعي نادي (آمد سبور) الكردي من دخول الملعب والسماح فقط لمشجعي نادي بوصه سبور واستفزاز اللاعبين من (آمد سبور) بالإضافة للقلة من المشجعين الذين استطاعوا الدخول للملعب. وشاركت الشرطة، المسؤولة عن حماية اللاعبين والمشجعين، أيضاً بنشاط في محاولات الاعتداء ضد كل من اللاعبين والمشجعين من آمد سبور.
سلطات دمشق تمكنت بالتأثير على دفع القومويين المشحونين بمشاعر الكراهية لتنفيذ أدواتها، ولكنها لم تتمكن من تمزيق نسيج السلم الأهلي المعمر منذ آلاف السنيين والذي يجمع مكونات الشعب السوري بمختلف مكوناته وطوائف ومذاهبه وكانت النتيجة في عام 2014 التأسيس لإدارات ذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا ودورهم المنشود في مكافحة الإرهاب والتطرف وحماية الأمن والسلم الدوليين.
ولكن هناك حقيقة أن سوريا تحولت إلى منبع ومصدر للإرهاب حول العالم، هل سنشاهد في الأعوام المقبلة تجربة مشابهة في تركيا كما في سوريا. وأن كان دعم سلطات دمشق للجهاديين بشكل مستتر إنما التركي مشروعها الاحتلالي التوسعي الخارجي قائماً وبشكل فاضح على التنظيمات الإسلاموية الإرهابية بمختلف مسمياتها ذات الجذر نفسه، إلى جانب العمل على المزاوجة بين القوموية والإسلاموية في الداخل التركي.
يبدو حتى الرياضة وما تتمتع به من روح لتقريب بين الشعوب، وحتى بات يطلق عليها في وقتنا الراهن بالدبلوماسية الرياضية ليس لتقريب بين الشعوب بل، وأيضا لتذليل الخلاقات بين الحكومات والدول لم تسلم من إرهاب وتدنيس الاستبداد والديكتاتوريات لإرهاب شعوبها.



#ليلى_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاية جديدة من البوابة العربية
- موسكو، الاجتماع الثلاثي في مواجهة المشروع الوطني
- الغلبة لإرادة الشعوب مهما طال الاستبداد
- الإرهاب التركي مجدداً على الشمال السوري
- معادلة الإفلاس السياسي.. هزلية مسرحية إسطنبول
- الأزمة السورية…حلول على رمال متحركة وآمال بغدٍ مشرق
- جميلات وطني يكشفن النقاب عن القبح الدّولتي
- ما بين قمم مدريد، جدة وطهران أردوغان يعود خالي الوفاق
- الثالوث الإرهابي والنفاق الدولي
- أين سوريا من معمعة التحالفات والاستراتيجيات الدولية الدرامات ...
- الحزام الإرهابي في الشمال السوري طوق نجاة خليفتهم
- اللاجئين السوريين ورقة أردوغان الرابحة في بازاراته بالمحافل ...
- نساء ذقن طعم الحرية، فهزمن الإرهاب ولن يهزمن
- العدالة والتنمية.. وخفايا عمليات التطبيع
- الأزمة الأوكرانية وإعادة تعويم الإسلامويين
- الإرهاب ومعمعان الفوضى الخلاقة
- الحرب الأوكرانية: وسيناريوهات مستقبل المنطقة
- المرأة: ولادة التنظيم من رحم الفوضى الخلاقة
- الأزمة الأوكرانية وتغيير موازين القوى في سوريا
- الإرهاب ينتعش من الشمال المحرر تركياً


المزيد.....




- وجهة واعدة في الشرق الأوسط.. كيف أصبحت السعودية رائدة في قطا ...
- أذربيجان تطالب وزير الداخلية الفرنسي بالاعتذار
- -قوات دولية وتطبيق حل الدولتين-.. هل توصيات القمة العربية قا ...
- من هم قضاة محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائ ...
- في محكمة العدل الدولية: إسرائيل تعتبر قراءة جنوب إفريقيا للق ...
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ...
- مبادرة تسلق جبال ويليز..طفل في السادسة يحاول إنقاذ عائلته في ...
- بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف
- وزير الخارجية الأمريكية يمنح سلطات كييف حرية قصف الأراضي الر ...
- حزب تركي يدعو لتجمعات جماهيرية ضد محاكمة قيادات كردية بارزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى موسى - الرياضة، ما بين الدبلوماسية والإرهاب