أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رانيا لصوي - نشكركم طوال العام إلا في الثامن من آذار... الحكيم نموذجًا














المزيد.....

نشكركم طوال العام إلا في الثامن من آذار... الحكيم نموذجًا


رانيا لصوي

الحوار المتمدن-العدد: 7544 - 2023 / 3 / 8 - 16:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أكاد أجزم أن تشويه المفاهيم بات هو السائد، والعبث بكل ما هو جميل، وإفسادة هو القاعدة!

ما بين القبول والتفاني لفكرة الاحتفاء بيوم المرأة، والرفض القاطع لهذا اليوم وجهتي نظر، بالجوهر لا يخدمون المرأة في شيء، بل على العكس.

المبالغة بالتكريم والاحتفاء، التنصيب والتظاهر بالاهتمام وتبادل المواقع، محاولة الخروج من عباءة الذكورية واستنكار المرأة ودورها في المجتمع، هذا العبث بالشكل والمظهر دون محاولة الولوج الى باطن الاشياء، ليس فيه تكريمًا بشيء. ليس المطلوب من الذكر أن يتظاهر بأجمل الصور في هذا اليوم وعلى المراة أن ترفض الترقيع والتمثيل، ما نطالب به هو نهج وتغيير حقيقي نعي تمامًا ارتباطة الوثيق بالتغيير الجذري بالمجتمع كامل واستقلاله وسيادته، فهذا اليوم لم ولن يكن لنا كما نريد وكلنا في المخرز باع وذراع.

في الجهة المقابلة من هم أكثر صدقًا ووضوحًا، يرفضون هذا اليوم ويعلنون ذكوريتهم بفظاظه، بنكته، صار بدنا نادي الرجال لننادي بحقوق الرجل التي ضاعت منا، فأصبحتم أنتن كل شيء زيادة. ولربما الأكثر انسجامًا مع ذاته هو ذلك الرجل الذي لا يعنيه الموضوع في شيء، لا تعليق ولا تهنئة ولا أدنى اكتراث.

في فكر الحكيم.. جورج حبش

في فترة ليست بالبعيدة قرأت للرفيقة المناضلة الدكتورة مريم أبو دقة الكثير عن جورج حبش، حكيم الثورة، كيف كان له نهجًا ثابتًا راسخًا في تكريم المرأة، احتفظت حينها بما خطت إلى يومي هذا، كلما ضاقت بي المواقف وتعجبتها، أعود لقراءته وأمني نفسي بالتغيير لأنني ابنة هذه المدرسة..

تذكر الرفيقة مريم في تدوينتها ما حققته المرأة في صفوف تنظيم الجبهة الشعبية من انجازات سياسية وعسكرية على حد سواء، مشيرة إلى دور الأسيرات والمناضلات والسياسيات في اثبات وجودهن وحضورهن، وتشكر دور الحكيم الداعم الأكبر لهن، تسرد العديد من النقاط التي كانت محط اهتمامه طوال العام وليس في الثامن من آذار فقط...

تقول الدكتورة مريم في تدوينتها.... كان الحكيم يحرص في الثامن من آذار أن يتواصل مع أعضاء المكتب السياسي للمشاركة في احتفالات المرأة وأن يكون أول من يهنئ رفيقاته في أماكن تجمعهن، حيث كان قرار الجبهة الثامن من آذار يوم عطلة مدفوعة الأجر للرفيقات، ويحرص على حضور احتفالات وندوات ومهرجانات المرأة، وشديد الحرص على زيارة أسر الشهداء والأسرى في كل المناسبات والتواصل معهم والسؤال عن أحوالهم واحتياجاتهم. كان قمة في التواضع وشديد الاحترام للمرأة وتكريمها في التعامل معها... أو السماع لمشاكلها ومساعدتها.

حكم الجبهة قانون عدم تعدد الزوجات إلا للضرورة القصوى ورفض ظلم الزوجة أو الأخت أو الرفيقة أو أي امرأة، وفي حال الشجار بين الزوج والزوجة كان يتدخل الحزب في محاولة جادة للإصلاح بينهما وإذا تعذر يكون دعم المرأة وتأمين احتياجاتها وأطفالها أولوية. كان من الأسس محاسبة الرفيق الذي يؤذى المرأة زوجة – أخت- رفيقه- امرأة عادية، ومن أهم وأول عناصر التقييم الموقف من المرأة وانسجام الفكرة والسلوك.

شجع الحكيم الأم التي تنجب طفلين أو أكثر وذلك بمساعدتها في أعباء الحياة. شرع لهن إجازة أمومة للمتفرغات في التنظيم، مدفوعة الأجر، وأصر على أن تتوفر حضانات الأطفال لفترة طويلة تصل إلى 12 ساعة في اليوم، تُسهل على الرفيقات العاملات أمور حياتهن الأسرية، كما حرص على تقديم الدعم المعنوي اللازم لهن أمام الأهل والعائلة تكريمًا لهن وتقديرًا.

وتشير الرفيقه مريم على دور الحكيم في وصول الكثير من الرفيقات لمواقع مهمة، ضمن استراتيجية ومنهج لمشاركة المرأة في القرار. ومن واقع إيمانه بتحرر الأرض وبناء الدولة، فكان يحفز الرفيقات على اكمال تعليمهن الجامعي وانخراطهن بعجلة الإنتاج، وكان يقول: "المناضل مهم ولكن كم هو أكثر أهمية أن يكون المناضل أكاديمي.. لأننا في مرحلة الدولة نحتاج إلى من يبني الوطن، نساء ورجال".

اهتمامه في أدق التفاصيل ودرايته لتركيبة المرأة، جعلت منه حريصًا على زيارة الرفيقات المبعدات عن أهلهن، فكان لهن وطن وعائلة. كان لا يغيب عن باله سؤال أي رفيق عن زوجته أو أمه أو أخته...

وتكمل تدوينتها مؤكدة على مكانة المرأة الفلسطينية في الداخل، مكانتها الخاصة في قلب الحكيم، مدركًا بشاعة جرائم الاحتلال ودورها المتعاظم في مركز الفعل المباشر، فكان شديد التأثر بهمومها والاهتمام بدعمها ومتابعة أخبارها. ولم يكن هذا الاهتماما شوفينيًا، بل ظهر جليًا في مهرجان تأبين الشهيدة تغريد البطمة، والذي بدأ فيه الحكيم يلوح بكلتا يديه وقبل يديه كان قلبه ينتفض غضبا على استشهاد رفيقتنا المناضلة تغريد البطمة وما هي إلا دقائق معدودة من كلمات الحكيم عن الشهيدة والمرأة ودورها حتى داهمت قلبه الجلطة التي عرضت حياته للموت، ونقل الحكيم إلى العلاج فورًا ... هذه الحادثة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك عمق وصدق إيمان الحكيم بقضية المرأة وحقها المشروع بممارسة دورها الكامل، دون أن يرسمه لها أحد.

لا يختصر دور الحكيم في قضايا المرأة بالنموذج الذي قدمه داخل الجبهة الشعبية، بل في أفكاره وطروحاته الفكرية وتوجهاته التي أغنت سيرة المرأة الفلسطينية والعربية عمومًا، فكان موضع حب وتقدير من النساء العربيات ومن عرفنه من الأمميات وهن كثر. لقد قدم نموذجًا حقيقيًا للإنسانية في أسرته، مع زوجته وبناته، ليكون قدوة لكل رفاقة ورفيقاته، مرددًا عبارته "لا يمكن أن يكون الإنسان ثوريًا، إلا إذا كان إنسانًا"، فكان له ما أراد وأكثر.

كان الحكيم اشتراكيًا مؤمنًا بالمساواة بين الرجل والمرأة طوال العام، وليس فقط في الثامن من آذار.

نستذكر هذه القامات والقصص لنمسك درب النضال كما يجب أن يكون، ونقوى على ما يمر بنا من أزمات واختلالات في المفاهيم والرؤى، فزمن الكبار لا ينتهي، وانجازاتهم تبقى منارة الطريق، فهل ما زال هنا من يحمل الشعلة؟


رانية زكريا لصوي



#رانيا_لصوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهداء لا يعودون!
- نظام التفاهة
- هل من وداع يليق..!
- قمة النقب وخطر السردية العربية
- ماذا بعد الثامن من آذار …
- اليوم العالمي للمرأة.. هل يمكن تحقيق العدالة للمرأة العربية؟
- عام على جائحة كورونا .. المرأة في تراجع
- جيل ما بعد أوسلو..واستعادة الطريق
- ثقافة التطوع في مواجهة ثقافة الاستهلاك
- التعبئة الشعبية ومفهوم المقاومة في مواجهة صفقة القرن


المزيد.....




- HERE..شروط وخطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 20 ...
- في العراق .. نساء يعانن الامراض النفسية لهذا السبب ..!!
- كارتون وبرامج وأغاني.. تردد قنوات الاطفال الجديدة على نايل س ...
- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رانيا لصوي - نشكركم طوال العام إلا في الثامن من آذار... الحكيم نموذجًا