أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (٤_٤)















المزيد.....

نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (٤_٤)


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (٤_٤)

الفصل الرابع

الدولة والقرار السياسي
في الشرق الأوسط

القرار السياسي في السودان

أما عن السودان الجارة الشبيهة في حكم العسكر ومنذ زمن طويل فان القرار السياسي يبدو مغلقا حول سلطة الاستبداد التي رسمتها ملامح مجتمع منقسم على نفسه عرقيا واثنيا ودينيا وقبائليا ، فضلا عن تأثيرات البعد الإقليمي لدول متعددة لديها مشاريعها وطموحاتها الاقتصادية ، وصولا إلى دور العامل الخارجي الدولي في دعم سلطة العسكر في البلاد أو دعم الانقسام الحاصل فيها قبل نشوء دولة جنوب السودان وبعدها حيث لم تنتهي الانقسامات السياسية داخل الجنوب أو داخل السودان الدولة الأكبر مساحة وسكانا وما يتشكل على ارض الواقع هو التنصل عن تسليم السلطة إلى القوى المدنية ، والمحافظة على تثبيت حكم العسكر أكثر فأكثر . (14)
إن القرار السياسي العسكري السوداني مر بتقلبات كثيرة واتجاهات مختلفة وفقا لهوية العسكري الحاكم ، منها ما يخالف الدول العربية وقراراتها وخصوصا في الحرب على العراق واحتلاله أو احتلال العراق للكويت حيث وقف المشير عمر البشير إلى جانب صدام (15)
ومنها ما يتعلق برجوعة إلى أحضان الدول العربية حيث قطع علاقاته مع إيران ومشاركته بحرب اليمن مع العلم إن الحاكم واحد في توجهه العسكري ولكن يبدو الأجندات والأفكار والأدوار تختلف من زمن إلى آخر ، فالمتتبع إن قرارات النميري الحليف للولايات المتحدة كانت في نظر البعض قرارات شخصية قادت إلى نهايته ومنها قرار تطبيق الشريعة الإسلامية وتقسيم الجنوب السوداني إلى ثلاث مناطق لغرض السيطرة عليها ، ولكن يبدو في الأعماق هنالك ما هو مجهز له ليس للسودان فحسب بل للمنطقة بأكملها وخصوصا ضمن ما يسمى بالصحوة الإسلامية حيث انتشار الخطاب الإسلامي الأصولي أكثر فأكثر (16)
وهو ما يجعلنا نتصور إن في المسألة بعدا دوليا غربيا للإطاحة بأي صور تحديثية للمجتمعات الشرق أوسطية ( 17) ولا ننسى هنا البعد البراغماتي الذي استخدمه الغرب بتوظيف الأصولية الإسلامية ( الإخوان المسلمين ) كما يقول مارتن فرامبتون للقضاء على الشيوعية في منطقة الشرق الأوسط وهذا الاهتمام قديم يعود إلى فترات الأربعينيات من القرن العشرين حيث المشاركة والعداء في نفس الوقت .
مهدت فترة حكم النميري إلى فترة حكم عمر البشير الأطول زمنا في تثبيت " الاسلاميات " وفصل الجنوب بشكل نهائي فضلا عن وقوفها شاهدا على الحرب الأهلية السودانية ولفترات طويلة شملت مقتل وتهجير الملايين من السودانيين ، وقرارات البشير السياسية تمثلت في
1- الجهاد الإسلامي ضد القوى الجنوبية
2- إنهاء العمل السياسي الحر وقتل الاختلاف والتنوع السوداني عبر السجون السرية والمعتقلات والتعذيب للسجناء
3- الوقوف مع إيران وترسيخ علاقاته معها ومن ثم الذهاب الى السعودية والمشاركة في عاصفة الحزم ضد اليمن ضمن تناقضات مصلحية براغماتية سياسية كبيرة
4- جعل الدولة تحت سيطرة الإخوان المسلمين

كل ذلك وأكثر سهل التخلص من حكمه من خلال الانقلاب العسكري الذي قاده البرهان وحميدتي ، وبدعم خليجي سعودي وإماراتي . حيث يجري اليوم تمسك سلطة عبد الفتاح البرهان بالمكون العسكري وعده الحامي الوحيد لوحدة البلاد ولان دول الجوار يحكمها قادة من العسكر فمن الصعب أن يخالف السودان جيرانه من الدول كل من مصر وتشاد واريتريا وإثيوبيا المحكومة بقادة من العسكريين .
لذلك يبقى القرار السياسي السوداني قرارا عسكريا ومدعوما بشكل دولي من الظاهر والباطن من السعودية والإمارات ظاهرا ومن الولايات المتحدة والغرب بشكل مبطن .


ليبيا والقرار السياسي

أما عن القرار السياسي في ليبيا فهو كما معروف كان قرارا فرديا سياسيا بيد معمر القذافي وقبيلته ، حيث الفشل السياسي في التحديث وتجاوز الفردية المطلقة في الحكم ، الأمر الذي تطلب الثورة عليه بعد سنوات طويلة من التردي الاجتماعي والمدني الحقوقي ، بمساعدة حلف الناتو ليتغير الحال ضمن طبيعة سياسية خاضعة بين سلطتين أحداهما تابعة للمؤتمر الوطني العام في طرابلس والأخرى لمجلس النواب في طبرق ، وبالطبع يدخل بين السلطتين السلاح المنفلت الذي يريد تثبيت هذه السلطة دون تلك من القبائل أو الجهات أو الجماعات الموالية لهذا الطرف أو ذاك ، ومن ثم تأخر التأسيس الأولي لشكل الدولة الحديثة عبر الانتخابات ، بالرغم من الإعلان الدستوري المنجز في عام 2011 والذي يقضي بضرورة الانتقال السلمي للسلطة إلى نظام ديمقراطي دستوري وحكومة منتخبة ، كل ذلك يدخل في مجال التأسيس على الورق ، ولكن على الأرض والواقع ما يزال الصراع محتدما ، إذ إن ملكية القرار السياسي تتشعب بين الفردي والإقليمي والدولي ، والأخير أكثر ، تأثيرا على سير وبقاء الحال أو تغييره نحو السلبي أو الايجابي ، فالفردي متمثل بسلطة القيادات المهيمنة في الشرق والغرب ، فخليفة حفتر يؤثر كثيرا بسلطته السياسية على شرق البلاد وقسم من الجنوب ضمن مساحة تبلغ "60% " من خارطة ليبيا مدعوما من دول مثل مصر والإمارات والسودان والأردن عربيا وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية أجنبيا ، وبالطبع هناك من يشارك حفتر في الحكم ولكن على شكل مظلة لبقاء وجوده وتمشية أحوال الناس ضمن ما يعرف بالحكومة في طبرق ورئيسها اليوم فتحي باشاغا ، أما عن السلطة الثانية فهي أيضا محاطة بالفردي والإقليمي الدولي من حيث الدعم والبقاء ومن خلال عبد الحميد الدبيبة في طرابلس ومن يدعمه من الإسلاميين فضلا عن التأثيرات الدولية وهنا يدخل على الخط الأثر الاخواني التركي إضافة إلى وجود قطر أيضا ، ولا ندري هل أن تعدد الأدوار العربية في الدعم هذا مرتب له أم يأتي بشكل عرضي تصاحبه المصالح المشتركة ، بالنسبة لدى تركيا التي تريد لها المزيد من موطئ القدم العربية الإسلامية ، وبالتالي هنالك الوجود العسكري ليعقبه الوجود الاقتصادي الماثل عبر اتفاقيات مع حكومة الوفاق نلك المتعلقة باستكشاف النفط والغاز الطبيعي ، وهذا الإجراء الذي تقوم به تركيا هناك من يبرره في الداخل التركي بحجة إن الصراع الدولي على امتلاك الثروات الطبيعية البحرية بين مصر وإسرائيل وقبرص يجعل من تركيا مجرد دولة محاصرة بريا ومن ثم لابد لها الخروج إلى التنافس وإيجاد موطئ قدم لها يتجاوز حدودها البرية وهنا وجد الحل مع ليبيا التي تهيمن بشكل نسبي عليها تركيا عبر إرسال القوات العسكرية هناك فضلا عن المزيد من الأسلحة والاعتدة التي تحتاجها هناك حكومة الوفاق الوطني ، ومن يواليها من الجماعات المسلحة التي تستعين بالمرتزقة السوريين ، وكل ذلك يخلق حالة من عدم التوصل إلى الحل السياسي بين السلطتين المتصارعتين داخليا ودوليا من حيث التأييد والدعم الدولي مع اختلاف المصالح والغايات والأهداف
إن القرار السياسي في ليبيا من الممكن إن نسميه يجمد الواقع على ما هو عليه من توازن في القوى ومن تقسيم ليبيا إلى مجموعتين والى دول متعددة مستفيدة من بقاء الحال مع خسارة الشعب الليبي إلى الوحدة الوطنية والى انتصار قيم المواطنة وبناء الدولة الحديثة .

المصادر والهوامش : -

١٥ - إن تاريخ السلطة المدنية في السودان منذ أكثر من خمسين عاما لا يتجاوز السنوات الثلاث بين (1986-1989 ) والتي سلم فيها " سوار الذهب " عبد الرحمن محمد حسن السلطة إلى القوى المدنية
١٦ - يمتلك عمر البشير معلومات عن احتلال الخليج منذ عام 1988 وتجاهلها صدام حسين ، حيث يقول إن الأمريكان كانوا ينتظرون الفرصة وقد وفرها لهم صدام حسين
١٧ - إن شخصية النميري متقلبة بين الاشتراكي والإسلامي ، كل ذلك استدعى اللعب على الحبال وتوفير أراض خصبة لوجود أصولي وذلك الأمر أي الوجود الأصولي يتجاوز السودان ليصل إلى مصر والعراق وسوريا ضمن فترات الثمانينيات ، وبالطبع الحدث الإسلامي الإيراني له تأثيره الكبير ، ولكن اثر السلطة في انبثاق " الاسلاميات " اكبر بكثير أيضا تمثل بمحاولة تطبيق الشريعة من قبل النميري ، والتسامح مع الأخوان المسلمين ودعمهم ، وقبل ذلك الزمن في مصر " السادات " ، ومن ثم العراق مع صدام حسين وحملته الإيمانية في التسعينيات تلك التي تشي بخلق أراض أصولية إضافية للمجتمع العربي
١٨ - إن صور الأنظمة العسكرية تجلت في القضاء على الاختلاف الثقافي والسياسي فمرة ضد الشيوعيين مع الإسلاميين ، ومرة ضد الإسلاميين أنفسهم ، وكل ذلك يجري لخدمة أجندات دولية



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع المعرفة ضمن ثنائية الابداع والخطر (1_6)
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (£ ...
- مجتمع المعرفة ضمن ثنائية الابداع والخطر (١_٥)
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (£ ...
- مجتمع المعرفة ضمن ثنائية الابداع والخطر (١_٤)
- مجتمع المعرفة ضمن ثنائية الابداع والخطر (١_٣)
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (£ ...
- مجتمع المعرفة ضمن ثنائية الابداع والخطر (١_٢)
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة) (٣ ...
- مجتمع المعرفة ضمن ثنائية الابداع والخطر (١_١)
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة )(٣ ...
- الزمن المغبر
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (£ ...
- أغنيات عراقية للمطر والشوق والحب
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (£ ...
- نار ودخان
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (£ ...
- قصيدة الحريق
- نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (£ ...
- جنائن معلقة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (٤_٤)