أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - سيكولوجيا الاستذئاب الافتراضي: إيذاء القريب والخذلان أمام الطغيان














المزيد.....

سيكولوجيا الاستذئاب الافتراضي: إيذاء القريب والخذلان أمام الطغيان


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 03:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتوافرها بين أيدي المليارات، في هذا العالم، النقاب عن بروز ظواهر مستحدثة، جد خطيرة، لطالما كانت- من قبل- ضمن أطر جنينية، فردية، محدودة التأثير، ضيقة الأمداء، شاذة، فيما يخص الآثار الخطيرة الناجمة عن عدم أهلية الانتماء إلى العمارة الكونية لدى بعض الشذاذ الذين بات بعضهم يرى ذاته في موقع: وزيرإعلام، بعد أن أصبح في إمكان جهاز صغير- بحجم كف اليد- ألا وهو جهاز" الهاتف الذكي" أن يكون قادراً على أداء وظائف متعددة، خارج وظيفته التي طالما عرف بها، قبل أن يدخل مرحلة مصطلح الذكاء، حيث يلاحظ في زمن انتشار الحروب والفتن، والقتل والدمار، استهداف النسيج الاجتماعي، عبر التسلل من خلال أفراد خارجين عن القانون، يستخدمون هذه التقانات ما بعد الحداثية لأغراض خبيثة، توازي أو تبزُّ في حقيقتها آثار السرطان، أو أسلحة الدمار، باعتبار الإعلام أداة راقية، مهمة. فعالة. ضرورية، ومن حق جميعنا استخدامه، ضمن حدوده، وشروطه، وقوانينه، بما من شأنه أن يخدم رسالة الوئام، ونشر ثقافة السلام بين المحيط. المحيط كله، لا التعامل معه وفق سلوك- قاطع الطريق- أو البلطجي، إذ إننا غدونا- الآن- أمام ظاهرة كونية لابد من وضع حد لها.
من بين هذه الظواهر المدمرة للفرد والمجتمع، والتي قد تدفع إلى تربية أوساط واسعة على ارتكاب الجريمة، تنطع بعضهم إلى إيذاء من هم مقرَّبون منهم، نتيجة ردود فعل ما، أو نتيجة تكليفهم، بمثل هذه المهمات، في ظل استسهال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بما لا يعد ضمن نطاق حرية الإعلام، أو النقد، بأشكاله، بل بما يدخل في نطاق الشخصنة، وطعن الآخرين، لاسيما من لدن من قد يعدون من مقربيهم. من ضمن محيطهم الاجتماعي، مستثمرين التزام- كثيرين- ممن تتم الإساءة إليهم بعدم الرد.بالسكوت. بالتعالي على ما يتم، من دون معرفة الآثار التي قد تلحقها هذه الإساءات بهم، وبذويهم، لهذا السبب أو ذاك، والتحصن وراء الروابط الاجتماعية التي قد تعيب اللجوء إلى-القانون- أو نزول الطرف المتضرر إلى درك استخدام طرائق هذا الأنموذج الذي ينال منه، انطلاقاً من هذه الاعتبارات وغيرها!
وطبيعي، أن من يقبل أداء هكذا مهمات، لاسيما ضد أناس ذوي حضور اجتماعي، أو سياسي، أو ثقافي، ليس في النهاية إلا ضحية نمط تفكير، أو نمط علاقات، وهو-هنا- في حاجة إلى الرأفة، لاسيما عندما لا يكون لهذا الأنموذج تاريخ في مواجهة آلة الخطأ، في إطار الإعلام، أو الموقف، وقد يبدو الأمر أكثر إيلاماً عندما لا نجد له أي دور مشهود في اتخاذ الموقف من الطغاة، بل حتى ممن هم خارج محيطهم الاجتماعي. بلداً، أو قومية، إذ يرضخ لمن بيده أية سلطة، أو أي صاحب سطوة، بينما يستقوى على من هم من عداد مقربيه، حتى في حدود الرد الهادىء، وهو حق طبيعي له، أنى تمت الإساءة إليه، وهذا ما يذكِّر بشخصية من يصب جام غضبه على أسرته، أنَّى كان بينهم، بيد أنه يجبن. ويخنع، في حالة ذل، مشينة، حتى في الدفاع عن ذاته، في حضرة الأغراب الذين يؤذونه، أو يؤذون مجتمعهم، أو الإنسانية!

بعيداً، عن افتقاد هذا الأنموذج لخصيصة الشهامة، والشجاعة، إلا عن بعد، فهو في أعماقه، يعاني من مشكلة- جبن- حقيقي، إلى درجة عدم المرافعة عن الذات، ناهيك عن معاناته من- مركب نقص- واضح، يدفعه لتقديم ذاته، في صورة يرسمها له خيال مرضي، في مواجهة القريب الذي طالما لا يتوقع بدوره ردة فعل من لدنه باتجاهه، وهذا ما قد نقع على حالات له، عبرالفضاء الافتراضي، وما كان لهؤلاء السقوط في شباك هذه الحالة، لولا أنهم وجدوا في هذا الفضاء ملاذاً لهم، يحقق لهم العملقة ومحاولة التعويض عن الجبن الداخلي، مقابل الانقياد وراء- الحالة- الوحشية، غير الإنسانية، في مواجهة الآخر، من دون أي مسوغ يذكر؟!
وإذا شخصنا، أمام أعيننا أمثلة ما، لحالات شاذة، خارجة على القانون، تنصرف إلى إلحاق الأذى بالقريب، وتتحاشى المتجبر، القوي، في فضاء اختباري ميداني، فإننا نحيل هذا النموذج إلى سؤال صريح و واضح، حول دوره المشهود له، في مواجهة ثقافة احتلال، أو اعتداء عليه، أو على من حوله، من قبل هذا الطاغية، أو ذاك، لنتأكد، بأن حالات التطاول على الآخرين، من دون أية أسباب مسوغة، عبر الفضاء الافتراضي، إنما تعاني من أزمة ما. أزمة داخلية، ولعل عدم اللجوء إلى القانون، من قبل من يقع عليه الحيف يكمن وراء مفاقمة هذا الخطر الداهم الذي يجب أن نقرع الأجراس، للتخلص منه، باعتباره، لا يقل وطئاً عن: حالة كورونا التي استنفرتنا، بل ولا يقل عن مواجهة جريمة: قتل، لأن هؤلاء، سواء أأدركوا، ما يفعلون، أم لم يدركوا ذلك، إنما يمارسون جريمة منظمة أو عشوائية، بحق مجتمعهم، ومكانهم وإنسانهم، وجيرانهم في العمارة الكونية!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتمال دورة الكوارث: عندما قال الزلزال: ها أنا!
- صناعة التاريخ بعد فوات الأوان عن إدعاءات السيد محمد خليل أيو ...
- مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر تصدر ثلاثة مجلدات لأعما ...
- عبد الرزاق بوكبة يكتب بعنوان-الشاعر الكردي إبراهيم اليوسف يص ...
- ثلاثة مجلدات تختصر أربعين سنة من قصائد الشاعر إبراهيم اليوسف
- .. إبراهيم يوسف: روايتي أطلقت أسئلتها الاستفزازية حول العالم ...
- صلاح رسول: سنة على الغياب!
- في انتفاضة جينا أميني: حين يكون الدم ديناً في رقابنا ما الذي ...
- كردستان الشرقية وانتفاضة- جينا أميني-
- معلومة للتاريخ....... طيب تيزيني ومشروع مجلة فكرية أجهضته ال ...
- سنديانة سري كانيي «رأس العين» في المناضل الشيوعي أحمد رمضان
- موقع جدلية يحاور إبراهيم اليوسف
- سادن الحكمة الجميل: في وداع الكاتب محمد سيد حسين1
- سادن الحكمة الجميل: في وداع الكاتب محمد سيد حسين
- بعد حرب العشر سنوات:هل التعايش بين السوريين لايزال ممكنا؟
- الإبداع الكردي في سوريا ومعادلة الرقابة على النشر
- تلويحة حارس دجلة الأخير في غيابة أحد أعمدة ديركا حمكو إلى مح ...
- لاتترك المنبر وحيداً* في غياب الأديب المربي والعالم الجليل م ...
- دورة كورونا وغياب كوكبين كرديين!
- بجكتور ماقبل ديجيتالي: في إعادة ترسيم الحدود بين النص والناص


المزيد.....




- تشيرنوبل جديدة.. هل يمكن أن تؤدي الضربات الإسرائيلية على إير ...
- خلال بث مباشر.. فيديو يظهر ما يبدو أنها غارة إسرائيلية على ا ...
- مسؤول أمريكي لـCNN: حاملة الطائرات -نيميتز- تتحرك إلى الشرق ...
- إعلام: مسؤولو القناتين 12 و14 الإسرائيليتين يصدرون تعليمات ل ...
- معجزة الكونكيستا أو كيف استطاع زهاء 10 آلاف مقاتل استعمار أم ...
- مشاهد جوية توثق أضرارا جسيمة في تل أبيب بعد الضربة الإيرانية ...
- بعد فيديو الاعتداء على بائع -المحاجب- في الجزائر.. الدرك الو ...
- القبض على خلية للموساد ومطاردة لعناصره في إيران
- مواطنون يوثقون معركة الصواريخ الإسرائيلية والإيرانية في سماء ...
- لحظة ضرب مبنى التلفزيون الإيراني


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - سيكولوجيا الاستذئاب الافتراضي: إيذاء القريب والخذلان أمام الطغيان