أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند جاسم الشباني - الهروب الى العدم














المزيد.....

الهروب الى العدم


مهند جاسم الشباني
كاتب

(Mohanad Jasim Alshabani)


الحوار المتمدن-العدد: 7523 - 2023 / 2 / 15 - 07:46
المحور: الادب والفن
    


هربت من الضجيج إلى العدم
اربعة من التوابيت..
التي دخلت الى جامع القرية البارحة
لم يبك عليها شخص ولم يشيعها احد
هل لانه لم يبقى احد يستذكرهم
ام ان الغياب الطويل انسى اهاليهم وجوههم وملامحهم وبالاخير اسمائهم..
او ان الذي يموت فجأة
لانستطيع ان نحزن عليه
لاننا لم نستعد بعد..
لذلك نحاول ان نتجاهل الموت ولو مؤقتا
او لاننا لم نسترح بعد من جنازة الاسبوع الماضي.
توابيت مركونة في احد جوامع القرية الطينية
احضرها رجل غريب دون ان ينبث بأي كلمة
ورحل مستعجلا
رفضت كل الاهالي استقبالهم
هكذا يقول المؤذن في سره
وهل ينكرون معرفتهم بأصحابها؟
لانعلم بعد
ويرفضون ايضا دفنهم..
كبر المؤذن فجرا
واعلن عنهم بسماعة المئذنة
ولا احد يستمع اليه
لاهدوء في الهدوء كما تظن.
او ان صوت المئذنة لايصل للجميع
درابين القرية صامتة هي الاخرى
اذ خلت من اصوات المارة او الاغنام
هدوء مطبق تماما
وصاحب الجامع يلوذ بصمته من التعجب
اين اهل القرية...!!
هكذا فكر صاحب الجامع في سره
اعظم امنياتنا في بعض الاحيان
"‏ هي أن لا يشعر الانسان بشئ اطلاقا."
وخاصة عندما يتعلق الموضوع بأشياء مفزعة كالموت...
لكن صاحب الجامع رجع يستذكر الاحداث امامه
خصوصا وان الوقت الان قبل شروق الشمس.
لذلك اخذ يراجع نفسه،
والوضع المقلق الذي فيه الان.
وقف امام التوابيت الاربعة متأملا !!
كيف مات اصحابها؟
فهذه اول مرة بعد الحرب
يبات مع موتى لغاية الفجر
وهو ينتظر ان يطل احد عليهم من اهاليهم.
اخذ يرواح في مكانه من التفكير
وهو يرتشف كوب من الشاي فجرا..
ويقول ماذا فعل هؤلاء في دنياهم؟
ليحصل لهم كل هذا الجفاء .
هل هم مجرمون ام مهاجرين ام قطاعي طرق ام مجهولين ام هاربين من مشاكل او جرائم.؟؟
مؤلم ان تعيش الحيرة ،
حين تتملكك رغبة في الفضول والصمت معا
دون توقف احيانا ، بلا حدود غالبا
و ما بين الرغبتين رغبة معرفة الحقيقة ،
" اكرام الميت دفنه"
بهذه القاعدة فكر المؤذن وقرر ان يدفنهم لوحده
شمر عن ساعديه وتوكل
قام بسحب التوابيت الاربعة لخارج الجامع
لكنه تنبه الى خفة ثقل التابوت الاول واستنتج انه جثة تعود لطفل او شاب ضعيف..
كانت الغرابة تزداد شيى فشيئا
مع سحب كل تابوت
فجميعها بدت خفيفة الوزن،
وبدا الشك يراود المؤذن عن ماهية الجثث
وهل هي محترقة او متفحمة
هكذا اخذ كل الاحتمالات الممكنة...
لكنه لم يتخيل
ولم يضع في باله ان يكشف عن التوابيت،
هكذا قرر وبسرعة
ليجد انها توابيت فارغة!!!
" التوابيت كانت فارغة "
لقد كانت التوابيت هدية
من جامع اخر جيئ بها اليهم
حيث يعاني جامع القرية
من عدم وجود توابيت فيه..
وقف المؤذن كثيرا امامها
ونظر الى نفسه؟؟؟
أليس معيبا أن نمضي بحياتنا
ونحن نفكر في الاشياء التي فقط نريد ان نصدقها
الانسان هو الكائن الوحيد
الذي يدرك حتميّة وجدلية الموت،
ومع ذلك يؤجل السعادة دائما.
يجب أن تفرحو فورًا.. حالاً.. الآن!
لا تؤجلوا الفرح ولا السعادة
بعد فوات الأوان
"اغزو من تحبون
احتلوهم بكل وسائل الحياة
، لا تنتظروا اعذارهم طاوقوهم،
اتخذوا من الحياة حُجَّة للمبادرة
وللمضي قدمآ.
لا تتركوهم يعانون الالم
وبأيديكم العلاح."



#مهند_جاسم_الشباني (هاشتاغ)       Mohanad_Jasim_Alshabani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم وطن.. ومواطن
- جراحات الانسانية
- احلام ورصاص.
- مقياس الحب
- جنون العشق.
- احتجاج....شديد اللهجة
- مسك الذكريات
- دموعي والسراب
- قصص للشتاء
- أذان الحب ....
- جدار حر
- الجنائن المعلقة
- مذكرات الرصاص
- هلاوس كورونا
- عصفنآ المأكول
- نارُ موقدةُ
- عَوْدُهُ إلَى الْأَرْضِ . . .
- دورة حياة الموت
- مٌرثية القمٓر
- موروثات


المزيد.....




- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يُلزم سائقي الشاحنات بالتحدث باللغة ...
- أسئلة الثقافة في زمن التأفيف
- بمزيج من الشعر والموسيقى اختتام مؤتمر قصيدة النثر في العراق ...
- زاخاروفا ترد على دعوة ممثل أوكراني لضرب الأطفال بسبب تحدثهم ...
- أحمد مالك: لم أعد مهتمًا بالسينما العالمية بسبب ما يحدث في غ ...
- ممثل أوكراني يدعو إلى ضرب الأطفال الذين يتحدثون اللغة الروسي ...
- متحف الأرميتاج يفتتح معرضا عن أتباع مايكل أنجلو بمناسبة الذك ...
- فيلم -دبوس الغول- يثير جدلا في تونس لتجسيده شخصيتي آدم وحواء ...
- ?دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المب ...
- الرواية القصيرة جداً و الأولوية


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند جاسم الشباني - الهروب الى العدم