أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عراقي - نحو مشروع سياسي متجدد: نصوب البوصلة، نجدد العهد مع الثوابت، نغيّر المفردات















المزيد.....


نحو مشروع سياسي متجدد: نصوب البوصلة، نجدد العهد مع الثوابت، نغيّر المفردات


سامح عراقي

الحوار المتمدن-العدد: 7519 - 2023 / 2 / 11 - 12:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


ونحن نذهب إلى مؤتمر الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة في شهر آذار القادم، آذار المرأة، آذار الثقافة، آذار يوم الأرض، علينا جعل مؤتمرنا هذا استثنائيًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأن يكون له أثر جوهري على مسيرة العمل السياسي على المستويين؛ الجماهير العربية والمشهد السياسيّ الإسرائيلي برمته.

ونحن ننجز أعمال هذا المؤتمر علينا أن نردد بيننا وبين أنفسنا جملة تكون هي الموجه لكل اعضاء المؤتمر في تناول القضايا المختلفة، عرضها مناقشتها والتوصل إلى المخرجات التي تجعل هذا المؤتمر فعلا استثنائيا. علينا أن نردد جملة "أننا ذاهبون لنصوّب البوصلة، نجدد العهد مع الثوابت، نغيّر المفردات، نجدد المشروع لنربي الأمل".



نصوب البوصلة

لقد تبعثرت الأوراق، وطرأت تشويشات عدة أدت إلى تغيرات تاريخية والتي أثرت بشكل مباشر على المشاهد السياسية المختلفة؛ سواءً الإقليمية او الإسرائيلية او على مستوى الجماهير العربية والتي بادرت إليها قوى الثالوث الدنس: الصهيونية، الإمبريالية الأمريكية والرجعية العربية، صاحبة الهدف الواضح وضوح الشمس وهو القضاء على القضية الفلسطينية وعلى كل روافدها. أن المؤامرات الإقليمية التي نجحت بأغلبيتها، ومحاولات تدجين الأقلية الفلسطينية الباقية في وطنها وتحديد سقف مطالب الشعب الفلسطيني من خلال استغلال ظرف تاريخي وضعف منظمة التحرير والمساهمة في تعميق الانقسام الفلسطيني، ما هي إلا مؤشرات تؤكد أننا بحاجة إلى لملمة الأوراق من جديد، قراءة الواقع وتصويب البوصلة نحو الثوابت الوطنية لنحدد الطريق الصواب وألا نقع في الفخاخ المتتالية التي تضعها لنا المؤسسة في الطريق.

علينا في داخل الحزب، أن نرصد تسلل خطابات جديدة، وإن بدت صائبة، ويرددها رفاق مخلصون، فهي تندرج في نهاية المطاف ضمن المحاولات لبعثرة الأوراق، وجرنا لمشاريع لا بد لها أن تخدم في نهاية المطاف أهداف الثالوث الدنس انفة الذكر. وعلينا بشكل دائم أن نقوم بغربلتها وأن نصوب البوصلة.



نجدد العهد مع الثوابت

حالة بعثرة الأوراق، ونجاح مشاريع الصهيونية والرجعية العربية كما أسلفت تستوجب أن نعود لنذكر ونتذكر ما كان مفهومًا ضمنًا في مراحل عديدة، وأصبح الآن في ظل تسلل العديد من المشاريع صاحبة التوجهات المختلفة وكأنه يحتمل الاجتهاد او ضرب من ضروب التجديد والتغيير.

انها الثوابت الوطنية والقضايا المركزية التي كانت هي السراج الذي على ضوءه نبني البرامج السياسية، واستراتيجيات نضالنا. لا بد ونحن ننجز أعمال مؤتمرنا ان نعود لنجدد العهد مع الثوابت الوطنية من جديد ونتذكر القضايا المركزية. قضية القضايا هي إنهاء الاحتلال والمطالبة بالحفاظ على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة دولته.

علينا أن نجدد الصياغة ونكف عن رفع شعار دولتين لشعبين وأن نؤكد أن الشرط للعودة إلى المفاوضات السلمية يجب أن يكون الاعتراف اولا بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحقه أن يمارسه بإقامة دولته بين البحر والنهر.

أن المطلب الملح هو إنهاء الاحتلال، حتى يتسنى لشعبنا الفلسطيني أن يمارس حريته وأن يقرر مصيره ويقيم دولته. أن المطلب الملح هو إنهاء الاحتلال، كي تتحرر الأقلية القومية الفلسطينية في البلاد من ذهنية الاحتلال التي تمارسها الدولة تجاه مواطنيها الفلسطينيين العرب في البلاد.

ان المؤسسة ستستمر طالما بقي الاحتلال في الضفة، غزة والقدس، بممارسة ذهنية الاحتلال ضدنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني مواطني الدولة. طالما بقي الاحتلال سيتكرر مشهد استشهاد الطالب الجامعي أحمد حجازي في طمرة لأن ذهنية الاحتلال ستبقى سيدة الموقف، وسيبقى الشرطي اسيرًا للفكر المسمم أن العربي هو العدو، ولن يفرق بين العربي الفلسطيني في غزة او الطيرة او طمرة.

طالما بقي الاحتلال، ستبقى مؤسسات التخطيط تتعامل مع التخطيط في القرى والمدن العربية كجزء من ذهنية الاحتلال، وستبقى ترى بمورد الارض، موردًا أمنيا، وبناءً عليه ستبقى الدولة تبادر لمخططات لمحميات طبيعية وشوارع التفافية وسكك حديد لتحول قرانا ومدننا لغيتوهات تحدد مجالات تطورها.

ان إنهاء الاحتلال سيبقى قضية القضايا، ليست فقط لأننا جزء حي ونشيط من شعبنا الفلسطيني، ومن حقنا أن نناضل لنصرة ابناء شعبنا، ولكن لأننا اصحاب مصلحة مباشرة بأنهاء الاحتلال، وذلك لان تطورنا في وطننا، في قرانا ومدننا، أصبح مرهونا بإنهاء حالة الاحتلال وإقامة الدولة لشعبنا.

لن نستطيع أن نبني قرانا ومدننا، وجعلها مكانا يليق بأبنائنا الشباب الذين يضعوا القيادات المحلية ورؤساء السلطات المحلية أمام تحدي لتحويل قرانا ومدننا لمكان ذي جودة حياة، ومكانا حقا يطيب العيش فيه ويتفاعل مع أحلامهم، إلا إذا كان التحوّل النوعي في سياسات المؤسسة تجاهنا، وهذا التحول النوعي لن يتأتى، إلا بإنهاء الاحتلال والبدء في مسارات نضال ومرافعة لتحصيل الحقوق أمام الحكومات المختلفة.

أصبح واضحا للعيان أن الشرط الأساسي للبدء في حوار مع المؤسسة الاسرائيلية حول حقوقنا القومية والمدنية هو إنهاء حالة الاحتلال بشقيها الاحتلال في الضفة وغزة والقدس، وذهنية الاحتلال في الناصرة، وأم الفحم، طمرة، شقيب السلام، العراقيب، اللد، الرملة، عكا والطيرة وفي كل مدننا وقرانا.



//لن تكون هناك ديمقراطية مع الاحتلال

إن ما تشهده الساحة السياسية الإسرائيلية من تقاطب بين قطبين الأول الذي سيطر عليه خطاب المستوطنين، خطاب الاحتلال، خطاب "نحن اصحاب البلاد " خطاب اليمين الفاشي، الذي يستحضر ممارسات الاحتلال التي طالما مارستها المؤسسة إلى داخل إسرائيل، هذا الخطاب الذي يريد أن يغير وجه الدولة من خلال إضعاف الجهاز القضائي، هذا الجهاز الذي تطرق له “الفاشي الصغير"، الموغ كوهين في سياق تقييمه لدور المحكمة العليا ولم يجد ما يذكره سوى في هذا السياق سوى دور المحكمة العليا، بشرعنة إخراج المستوطنين من "غوش قطيف" ولسان حاله يقول يجب أضعاف الجهاز القضائي هذا لنمنعه في المرات القادمة. أن يكون ضد خطاب المستوطنين ومشاريعهم.

بالإضافة إلى ذلك، إن إضعاف دور المحكمة العليا سرعان ما سيؤدي إلى وضع قانون شرعنة المستوطنات الذي سيمر دون أن تشوش المحكمة العليا تمريره أو أن تمنعه.

والقطب الثاني الذي ما زال حبيس مشروعه الصهيوني، ويتحرك ضمن حدود هذا المشروع ويصارع "مستبسلا" لضمان استمرار هيمنته على المشهد السياسي ومقدرات الدولة. هذا القطب الذي يتواجد بين أفراده ومجموعاته من أصبح يرفع شعارا "لا ديمقراطية مع وجود الاحتلال".

ونحن نذهب إلى مؤتمرنا القادم علينا أن نقرأ المشهد المذكور أعلاه بتأني ونعرف كيف نشتبك جماهيريا مع بعض القوى المنخرطة في هذا النضال لنعزز الخطاب الذي يوجه أصبع الاتهام للاحتلال وموبقاته، والذي يستطيع أن يؤكد أن الفاشية الآخذة بالتفشي ورموزها قد نمت في داخل مستنقع الاحتلال ولولا الاحتلال لما كانت، ولولا الاحتلال ما زادت، لولا الاحتلال لم تتطور عندهم "لغة التملك " لغة أنهم أصحاب البلاد ويستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون.



//نجدد المفردات

كحزب شيوعي علينا أن نرصد التغيرات المجتمعية الحاصلة في مجتمعاتنا، وأن ننطلق من ثوابتنا الفكرية والسياسية نحو تجديد المفردات، وصياغة الخطاب، الذي تستسيغه أذن المتلقي من ابناء شعبنا.

أصبح واضحا في ظل التطورات الاقتصادية والاجتماعية أن مجتمعنا يمر سيرورة تفضي لتشكيل بالأساس طبقتين أساسيتين لا بد من التوقف عندهن وتغيير مفردات الخطاب، ليتسنى لحزبنا التواصل مع هذه الطبقات، والتأثير على وعيها وتجنيدها لدعم مشروعه السياسي.

الطبقة الآخذة بالتشكل في السنوات الأخيرة هي الطبقة الوسطى من أبنائنا الشباب الأكاديميين الذين استطاعوا رغم كل العنصرية والتمييز السباحة ضد التيار والنجاح في تعليمهم وانتزاع المكانة والحالة الاقتصادية المريحة نسبيا. إلى جانب الطبقة التي تشكل الأغلبية الساحقة والتي تشير لها كل التقارير وعلى رأسها تقرير التأمين الوطني السنوي وتقارير بنك إسرائيل وهي طبقة الفقراء، والتي يعبر عنها في التقارير انفة الذكر بنسب تفوق الخمسين بالمئة من العائلات العربية في إسرائيل.

واجب الساعة هو تغيير مفردات خطابنا السياسي الذي ينطلق من ثوابتنا التاريخية كي تستطيع الجماهير على اختلاف انتماءاتها الطبقية أن تستسيغها وتفهمها وأن ترى بها مفردات تخاطب عقلها وايضا همومها المستجدة.

واجب الساعة تغيير مفردات الخطاب حتى تربط بين الثوابت والمستجدات، أن تربط بين القضايا المركزية وبين جودة الحياة اليومية، أن تربط بين الهم العام ومصالح الناس البسطاء.

واجب الساعة هو تغيير المفردات حتى تستطيع أن تفهم أكثر من خمسين بالمئة من عائلاتنا التي ترزح تحت خط الفقر ان كل الخطط الاقتصادية الحكومية على اختلافها، وان كل الميزانيات التي ستضخ لسلطاتنا المحلية لن تنقذها من فقرها ما دامت ذهنية الاحتلال معشعشة في المؤسسة الإسرائيلية.

واجب الساعة هو تغيير المفردات بشكل يستطيع شبابنا وشاباتنا، الأطباء، المهندسين المحامين ومختصي الهايتك ان يستسيغوها، ليدركوا أنه رغم تماسهم الواسع مع مجتمع الأغلبية، ما زالت ذهنية الاحتلال سيدة الموقف، وستبقون على لقاء دائم مع العنصرية على اختلاف أوجهها.



//نجدد المشروع

مؤتمرنا القادم هو استثنائي، لأن المرحلة استثنائية، ومن كان حتى الآن غير مدرك لاستثنائية المرحلة، جاءت الحكومة الأخيرة، باتفاقياتها الائتلافية ورموزها الفاشية لتضعنا أمام تحديات كبيرة وصعبة وعلى سبيل المثال لا الحصر، نية الوزير الفاشي وزير الشرطة بإدخال قوى الشاباك والجيش إلى قرانا ومدننا لمحاربة السلاح غير المرخص، أليس ذلك كافيا لنقف فعلا على استثنائية المرحلة، فكيف لا والمؤسسة ترجع الحكم العسكري إلى قرانا ومدننا، وتطالبنا نحن ضحية الجريمة أن نستجدي المؤسسة باستجلاب الشاباك ليحمي أولادنا من مسلسل الموت المتكرر .

كيف لا نؤمن باستثنائية المرحلة ؟ والمؤسسة تطالب الضحية أن تستجديها لإحضار الجيش الذي يقف وراء كمية السلاح المهربة إلينا لتصل إلى أيدي شبابنا! كيف لا نؤمن باستثنائية المرحلة والمؤسسة تطالبنا أن نقبل بدخول الدب إلى كرمنا؟!

وكيف لا نؤمن باستثنائية المرحلة والمؤسسة تعبر عن نيتها بإقامة "الحرس الوطني " ليكثف نشاطه في المدن الفلسطينية التاريخية أو ما تسمى بالمدن المختلطة وذلك تحسبًا لأحداث شبيه لـ“أيار الكرامة". كيف لا نؤمن باستثنائية المرحلة والمؤسسة وبعض من أبناء جلدتنا يكرسون دونية مكانتنا، ويقبلون في مكانه الرعايا بدلا من المواطن كامل الحقوق فيصبح أعلى سقف لمطالبنا هو ميزانية هنا او ميزانية هناك، وأن نتخلى عن مطالبنا كمواطنين.

كيف لا نؤمن باستثنائية المرحلة، والمؤامرة على قضية فلسطين، أصبحت قاب قوسين أو أدنى من نقطة النجاح بالقضاء عليها قضاء مبرما، وتحويلها في أحسن الحالات إلى قضية مجموعة سكانية تستجدي الكهرباء، ودفع المعاشات لموظفيها وتحسين شروط عبور المواطنين عبر حواجز الاحتلال.

ولأن المرحلة استثنائية فإن مؤتمرنا استثنائي، ولان مؤتمرنا استثنائي فإن ما بعده لا بد أن يكون استثنائيا. اننا بحاجة لمشروع متجدد ينطلق لتصويب البوصلة نحو الثوابت السياسية، لنجدد العهد معها وتغيير المفردات ضمن مشروعنا المتجدد لان شعبنا بحاجة للأمل!



//نحو بناء الجبهة من جديد

علينا أن نبدأ اول ما نبدأ بتنفيذ مسح لما يقارب مائتين شخصية اجتماعية أكاديمية ومؤثرة وتجنيدهم لمشروع بناء قوة وحراك ضد الاحتلال ومن أجل الديموقراطية من خلال استعراض الحالة كما استعرضتها أعلاه والإشارة إلى مخاطر الاحتلال، ذهنية الاحتلال، وفاشية الحكومة الحالية، ومحاولات تدجين الجماهير العربية والقضاء على القضية الفلسطينية وتضيق هامش الديموقراطية وإجبارنا على قبول حكم الجيش والشاباك بعد ما جعلونا نستجدي الحياة خوفا من منظمات الجريمة.

أن نعود لأنفسنا لنبني جبهة إلى جانب حزبنا الشيوعي من خلال تجنيد عشرات الشخصيات في كل مدينة وقرية على اختلاف اهتماماتها المهنية، الثقافية وإقحامها من خلال مبادرات سياسية ثقافية، في حراك وحضور جماهيري.

علينا أن ننطلق من مؤتمرنا هذا نحو بناء جبهتنا من جديد لتصبح كما ارادتها القيادة التاريخية للحزب والتي بادرت لإقامتها جبهة عربية- يهودية ذات عمق شعبي واسع تفسح للمئات من ابناء شعبنا أصحاب القدرات والطاقات المساحة لتساهم، تشارك وتبني مشاريعا جماهيرية مختلفة. علينا أن ننطلق نحو بناء أطر مختلفة تفسح المجال لمئات من الرفاق والرفيقات، الأصدقاء والصديقات للحزب أن تبدع، أن تساهم وأن تجد منصات تثبت من خلالها حضورها.

علينا فورا بعد الانتهاء من أعمال مؤتمرنا وانتخاب المؤسسات التي ستنشغل في تعزيز تنظيم الجبهة، واستعادة أجواء النقاشات الفكرية من خلال تفعيل برامج فكرية وأيام دراسية مستمرة، ان نبدأ في الإبداع وخلق أطر مختلفة تنشط جماهيريًا.

أولا: إقامة إطار "رفاقنا الحقوقيين" الذي يضع لنفسه برنامجا نضاليًا قانونيُا وميدانيًا من أجل الديموقراطية وضد العنصرية.

هذا الإطار الذي سيكون النواة لحراك شعبي جماهيري يجمع المئات من ابناء شعبنا الحقوقيين الذين سيجعلون مهنيتهم وموقفهم السياسي في خدمة نضالنا أمام المؤسسة من أجل الديموقراطية وضد العنصرية، من أجل منع تطبيق قانون القومية على أرض الواقع وكشف الوجه البشع للمؤسسة الإسرائيلية محليًا مناطقيًا ودوليًا، والأهم تجنيد الناس ميدانيا للنضال والانخراط في الحراك الأكبر، الحراك ضد الاحتلال ومن أجل الديموقراطية.

ثانيا: إقامة إطار "رفاقنا في اللجان الشعبية " نحو التأسيس لانعقاد مؤتمر اللجان الشعبية في قرانا ومدننا العربية والتي تضع على أجندة النضال قضيتين أساسيتين تضرب عصب البقاء في وطننا الذي لا وطن لنا سواه.

القضية الأولى قضية الارض والمسكن وهي القضية التي لا يمكن حلها بتجميد قانون كامينتس أو من خلال إجراء معين هنا أو هناك. إنها قضية بحاجة لنفس طويل من النضال، توقف المؤسسة أمام الاستحقاق الكبير الذي بموجبه لا بد من إعادة تقسيم الموارد بأل التعريف في الدولة وهو مورد الأرض، وضمان العدالة النسبية بتقسيم الأراضي مع الأخذ بعين الاعتبار أننا نحن أصحاب البلاد.

أما القضية الثانية فهي قضية ضرب جهاز المناعة المجتمعي من خلال تغلغل الجريمة ومنظماتها تحت عيون السلطة إذا ليس بمساعدتها. علينا في الجبهة التأسيس لبناء حراك شعبي يبدأ بنضال ماراثوني من خلال الدعوة لانعقاد مؤتمر للجان الشعبية وبدعم الأحزاب على اختلاف مشاربها.

ثالثا: إقامة "منتدى رفاقنا في المجتمع المدني" والذي يأخذ على عاتقه بناء الحراك الكبير من خلال بناء الحوارات مع مجتمع الأغلبية ضد الاحتلال ومن أجل الديموقراطية.

على رفاقنا في المجتمع المدني والذين بحكم عملهم يأتون بتماس دائم مع مجتمع الأغلبية وبالأساس مع من يعرفون أنفسهم أنهم ينتمون لمعسكر اليسار ان يضعوا هذا اليسار أمام المرآة، حتى يتعرى أمام نفسه ويقف عند أسباب تراجعه. وأن نبني شراكه حقيقية تؤكد في برنامجها ما يلي:

اولا: الاحتلال أصل كل الشرور، ولن تكون هناك ديمقراطية مع الاحتلال.

ثانيا: لن يكون رفاه وجودة حياة مع وجود الاحتلال.

ثالثا: مع وجود الاحتلال سيبقى "المستنقع " الذي تنمو فيه قوى اليمين المتطرف، ستتكرر ظاهرة “البن غفيريزيم" سيأتي عشرات "سموطريتيشم" ستقوى عشرات الجمعيات مثل “جمعية رغافيم" ستنشط عشرات الحراكات مثل حركة ام ترتسو.

رابعا: طالما بقي الاحتلال سيبقى المشهد السياسي الاسرائيلي أسيرا لقوى اليمين المتطرف المعني باستمرار الصراع، ليستمر في تنمية حالة التخويف من "العدو المتربص "والذي لن يستطيع أن يقضي عليه سوى هذا اليمين القوي.

خامسا: لن يستطيع المشهد السياسي الاسرائيلي ان يتحرر من "أسر اليمين " الا اذا وضعت الجماهير العربية الفلسطينيين مواطني الدولة بثقلها الديموقراطي والمدني من خلال تحويلها لشريك كامل وضمان مساواتها المدنية والقومية.

رابعا: إقامة "منتدى الرفاق الفنانين، الأدباء والشعراء"K والذي سيضع نصب أعينه تعزيز أجندة بناء مجتمع تقدمي، بعيد عن قمع الحريات ويشجع الإبداع. وعلى رفاقنا القيام بحراك ثقافي، فني وشعبي لتعزيز قيم التقدمية، حرية الإبداع، وبناء مجتمع حضاري.

خامسا: المبادرة لإقامة منتدى "العمال العرب" والذي سيجمع مئات العمال الذين نلتقي بهم في ساحات نضال مختلفة وبالأساس من خلال عملنا النقابي ولكننا لم نستطع رغم كل النشاط أن نترجم هذا التواصل إلى حالة تنظيمية تفضي إلى انتساب العشرات من العمال والموظفين إلى الجبهة.

سادسا: المبادرة إلى إقامة منتدى الأطباء الجبهويين العرب وتحويل العمل الفردي او العمل من خلال مؤسسات مختلفة إلى حالة تنظيمية يكون ضمن مؤسسات الجبهة منتديات مختلفة تضمن مد عضوية الجبهة القطرية بنشطاء جدد.

سابعا: تعزيز الصحوة الاخذة في التطور بين طلابنا الجامعيين وإعادة الحراك الطلابي الجبهوي لما كان عليه في سنوات خلت، ليعود كما كان رافدا يمد الجبهة بكوادر ونشطاء جدد، وأن يتعدى المشهد في الجامعات من استمرار العمل الرائع لخريجي الشبيبة الشيوعية في الجامعات ليصل إلى مرحلة تصبح الجامعات مصدرا هاما لتعزيز صفوف الجبهة بقوى جديدة، وساحات "اشتباك سياسي " مع مجتمع الأغلبية ومحاولة اختراقه وبناء شراكات حقيقية عربية يهودية.

ثامنا: إقامة منتدى "المعلمين الجبهويين" الذي يعنى أول ما يعنى في قضايا مناهج التعليم، التواجد مع المعلمين في نضالاتهم، وصياغة برنامج جبهوي لتعزيز الهوية الوطنية، تعزيز قيم الانتماء والعطاء، تقوية التربية القيمية نحو صياغة مشروع جمعي لشبابنا وشاباتنا، والتصدي لمحاولات التدجين، تشويه الهوية، وتشويه الوعي لبناء شخصيات انا ومن بعدي الطوفان.

إن دور رفاقنا في العمل النقابي، ضمن النقابات العامة لن يكتمل دون تأسيس هذا المنتدى الذي يجعل لقاءنا مع المعلمين يتعدى بكثير، اللقاء المتكرر قبيل كل انتخابات لنقابات المعلمين، ويوسع سياقات العمل، دوائر التأثير ودور معلمي أبناء شعبنا.



//ملاحظات لا بد منها

الاقتراحات آنفة الذكر هي مجرد ضرب من ضروب الاجتهاد تحتمل التعديل، الإضافات ولكن هذه الاقتراحات كلها تصب في بناء جبهات مختلفة، ومؤسسات مختلفة لتوسيع مساحات اللقاء مع الناس، على اختلاف مواقعهم، لتساهم بتحويل مساحات اللقاء هذه إلى منصة يتم من خلالها توسيع صفوف الجبهة. وبناء حراك جبهوي حقيقي، لتصبح الجبهة حقا كما أردناها جبهة كل الناس.

ثانيا، ان كل هذه الاقتراحات وإن بدت للوهلة الأولى أنها نوع من أنواع التنظيم على أساس قومي، الا انها ليست كذلك حقا. إنني أعي تماما أن ظروفنا الخاصة وحالتنا المركبة تستوجب هذا الشكل من التنظيم، إلا أنه لا بد من التأكيد أن كل هذا المنتديات أو اغلبيتها ومن اجل تحويل الحالة التنظيمية، التي ستنتج بعد التقدم في المخاض، إلى تأثير سياسي، لا بد أن تتحول هذه المنتديات إلى منتديات ديمقراطية عربية- يهودية لتشغيل مكانها الطبيعي في جبهتنا الديموقراطية العربية اليهودية .

إن تعزيز التنظيم الحزبي، والعودة إلى الذات من خلال التثقيف النظري والفكري وتعزيز التنظيم في مدننا وقرانا، والانطلاق نحو بناء الجبهة الديمقراطية من جديد كما أرادها من بادروا لها، والعمل الحثيث الممنهج لإقامة الأطر المختلفة آنفة الذكر وتتويجها بإقامة الحراك العربي اليهودي ضد الاحتلال ومن أجل الديموقراطية هو الضمان أن تتحول الأقلية الفلسطينية في البلاد إلى لاعب مركزي في قلب الملعب السياسي الإسرائيلي، ويجعلها في ظل التغيرات الديموغرافية التي تلعب مؤخرا بشكل نسبي لصالحنا، عاملا مؤثرا قد يستطيع أن يسدد الأهداف، ليضعضع المشروع الصهيوني، ويكثف النضال نحو إنهاء الاحتلال ، إقامة الدولة الفلسطينية ، والقضاء على ذهنية الاحتلال واسقاطاتها على الجماهير العربية وتحقيق المساواة القومية والمدنية لها في وطنها الذي لا وطن لها سواه.



#سامح_عراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو مشروع سياسي متجدد: نصوب البوصلة، نجدد العهد مع الثوابت، ...


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عراقي - نحو مشروع سياسي متجدد: نصوب البوصلة، نجدد العهد مع الثوابت، نغيّر المفردات