أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - إسرائيل: من إدارة الصراع إلى السعي لإنهائه (2 من 2)














المزيد.....

إسرائيل: من إدارة الصراع إلى السعي لإنهائه (2 من 2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7510 - 2023 / 2 / 2 - 12:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


نهاد أبو غوش
ساهمت مجموعة من العوامل في تشجيع إسرائيل على حسم الصراع من طرف واحد دون أي مفاوضات، أو تدخلات دولية، فبالإضافة إلى استقرار حكم اليمين الإسرائيلي والتدهور المطرد لأوضاع "اليسار الصهيوني"، لعبت العوامل المحلية الفلسطينية والإقليمية العربية والدولية دورها في تشجيع نزعات الحسم الأحادي الجانب، واعتبار الظرف التاريخي المتاح في أواخر العقد الثاني من القرن 21 فرصة تاريخية سانحة لإنهاء الصراع وفق الشروط والأطماع الإسرائيلية: أبرز هذه العوامل هي حالة الضعف الفلسطيني التي تكرست بعد الانقسام، والتآكل المستمر في شعبية السلطة ومكانتها وعجزها عن كسر القيود التي كبلتها بها اتفاقات أوسلو وبروتوكول باريس فمنعتها من اعتماد استراتيجية وطنية بديلة لحالة الارتهان لشروط أوسلو، وانتظار المعجزات سواء من تغيرات تأتي بها انتخابات إسرائيلية أو اميركية، أو من تدخلات دولية تأتي استجابة للمناشدات الفلسطينية. من الطبيعي أن شيئا من هذه المعجزات لم يحصل، بل على العكس وقعت تطورات عززت قناعة الإسرائيليين بالسعي للحسم الأحادي، وأبرزها استمرار حالة التفكك في المحيط العربي، وانشغال عدد من الدول العربية في مشاكلها وحروبها الداخلية، ثم تراجع دور ومكانة النظام الرسمي العربي، وتكريس حالة من الانقسام لمحاور متصارعة وبروز التناقض بين بعض الدول العربية وإيران، ثم هرولة عدد من هذه الدول للتطبيع مع إسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية وتعاون أمني وعسكري معها على حساب القضية الفلسطينية. واستفادت إسرائيل إلى أبعد الحدود من أوضاع النظام الدولي القائم وغلبة المصالح على المبادئ في العلاقات الدولية، ما مكّنها من الانفتاح على دول وتكتلات دولية كانت صديقة للفلسطينيين والعرب تاريخيا مثل روسيا والصين والهند والبرازيل ودول شرق اوروبا وبعض الدول الافريقية، حيث بنت مع هذه الدول علاقات تجارية وأمنية وثيقة. كما استغلت إسرائيل انشغال العالم بالأزمات والكوارث الطبيعية والسياسية ( مثل جائحة كورونا وما نجم عنها من أزمات في توريد الغذاء والطاقة، وبعدها الحرب في أوكرانيا والتوتر الصيني الأميركي) لكي تستفرد بالفلسطينيين وتملي شروطها السياسية عليهم.
معظم الساسة الإسرائيليين مقتنعون أن إسرائيل هي الأقوى عسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا، بما لا يقارن بالفلسطينيين والعرب، وأنها انتصرت في جميع حروبها مع العرب وتستطيع فرض شروط الاستسلام على المهزوم متجاهلة أن الحروب التي انتصرت فيها كانت ضد دول وأنظمة وجيوش بينما حربها الحالية هي ضد شعب، وفي مواجهة توقه للحرية والاستقلال.
تعثرت الصفقة وبقيت عناصرها
تعثرت صفقة القرن بسبب المعارضة الجدية من قبل القيادة الفلسطينية، وبسبب معارضة أو عدم حماسة أطراف عربية مهمة مثل الأردن ومصر والسعودية، وفتور المواقف الدولية من الصيغة التي مثلت انحيازا أميركيا مطلقا لإسرائيل، وتبني مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف. حكومة نتنياهو السابقة سعت لاختزال هذه الصفقة في تنفيذ أطماعها التوسعية بضم مساحات واسعة من الضفة، لكن التردد الأميركي والفتور الدولي ساهم في كبح اندفاع إسرائيل لفرض المخطط، فاستبدلته بمراكمة إجراءات عملية صغيرة تقود إلى تنفيذ الخطة على أرض الواقع من دون ضجيج.
أدى تغيير الحكم في إسرائيل وتغيير الإدارة الأميركية إلى سحب صفقة القرن رسميا من التداول، لكن عناصرها الرئيسية ظلت هي المحرك للسياسات الإسرائيلية في عهد حكومة التغيير، التي تبنى بعض أقطابها مصطلح "تقليص الصراع"، لكنه في الجوهر لا يختلف عما فعلته الحكومات المتعاقبة من فرض إجراءات مادية على الأرض تقود إلى تدمير اي فرصة لقيام دولة فلسطينية.
عودة تحالف اليمين المتطرف عزز الدعوات لفرض الحل النهائي من خلال استغلال التفوق العسكري وحسم الصراع بالقوة المسلحة، بالحديد والنار والبلدوزرات، حل يقوم على تصفية القضية الفلسطينية واختزال الحقوق الفلسطينية إلى مجرد حق البقاء والعيش على هذه الأرض من دون اية حقوق وطنية وقومية، وإذا تمسك الفلسطينيون بحقوقهم القومية فعليهم البحث عنها في سوريا أو العراق كما يقترح سموتريتش.
تترجم حكومة التطرف الفاشي الإسرائيلية هذه التوجهات بسياسة تقوم على تكريس الاستيطان وتوسيعه، والمضي في تهويد القدس، وفصم العلاقة بين فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 وفلسطينيي الضفة والقطاع، ومنع اي نشاط فلسطيني في الأراضي المصنفة (ج) تمهيدا لضمها، ثم إطلاق العنان لآلة القتل وسائر أدوات القمع لإخضاع الفلسطينيين ومحاربة اي مظهر من مظاهر المقاومة حتى الأشكال السلمية منها، وصولا إلى جعل الأرض الفلسطينية المحتلة مكانا غير ملائم للحياة الإنسانية وبيئة طاردة لأبنائها بما يحقق عمليات الترحيل الطوعي.
مشكلة إسرائيل كانت وما زالت أنها ليست وحدها في الميدان، فهي تواجه شعبا ينتج كل يوم مزيدا من الفدائيينن والجيل الشاب الجديد الذي يمثله شبان مثل عدي التميمي وضياء حمارشة وإبراهيم النابلسي وتامر الكيلاني ورعد خازم، يبدو اكثر تصميما غلى مواجهة المشروع الصهيوني من سابقه، ولعل رؤيته للصراع أكثر شفافية ووضوحا.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل : من إدارة الصراع إلى محاولات إنهائه (1 من 2)
- المقاومة وسعي إسرائيل لحسم الصراع (2من2)
- المقاومة وسعي إسرائيل لحسم الصراع (1من2)
- دمهم في رقبتك يا بيبي
- لكل فعل رد فعل والفلسطينيون لن يستسلموا
- مجزرة مخيم ومحاولات حسم الصراع*
- عن الاحتجاجات والخلافات الإسرائيلية الداخلية
- تصعيد إسرائيلي على كل جبهات الصراع
- المقاومة المتجددة وظاهرة عرين الأسود*
- تعامل الولايات المتحدة مع -ساحتها الخلفية-*
- أوكرانيا والسعودية وسط الصراعات الدولية*
- فرية بيع الفلسطينيين لأرضهم (2 من2)
- فرية بيع الفلسطينيين لأرضهم (1 من2)
- إسرائيل تريدها سلطة ضعيفة وخاضعة
- التربية الاعلامية واثرها في تثبيت الرواية الفلسطينية
- عن التربية الاعلامية في فلسطين*
- التصعيد المستمر بالضفة لم يرقَ لحالة الانتفاضة الشاملة
- البيان الشيوعي والأزمنة الحديثة
- راهنية البيان الشيوعي
- أعيدوا لهم بطاقاتهم!


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - إسرائيل: من إدارة الصراع إلى السعي لإنهائه (2 من 2)