أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - متى يتوّحد العراقيون على مشروع محّبة !؟















المزيد.....

متى يتوّحد العراقيون على مشروع محّبة !؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 11:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من قسّم العراقيين الى شيع واحزاب وجماعات وهيئات وبيوتات وفرق وكتل وطوائف وملل ونحل .. ؟؟ العراقيون يذبحون بالمئات كل يوم وآخرون يقابلون هذا الاستعراض مع الخديعة بانقسام العراق مقابل الاصرار على البقاء .. ان بعضا يشطب على تاريخ العراق المعاصر بجملته ويحرق كل اوراقه وصفحاته وكأن لم يكن هناك تاريخ وطني في العراق !؟ وكأن لم يكن هناك شارع وطني في العراق ! ؟ وكأن لم تكن هناك احزاب وطنية في العراق !؟ وكأن لم تكن هناك حركات وطنية في العراق !؟ ان الاحتلال قد فجّر الارض وزلزل المجتمع الذي ربما لم يكن مثاليا ، ولكنه ـ كما يبدو ـ كان يختزن كل تعصبّاته وأهوائه ونزوعاته في كوامن الاعماق .

ان ابرز الاسباب التي اشعلت الفتنة في العراق هذه الاستهانة بالاخر والاستهتار بالكل على حساب الجزء .. هذه هي الاستهانة بالتاريخ .. وهذا هو الاستهتار بالعراق .. انني واثق ان هؤلاء الذين يريدون قتل العراق وتمزيق حياة العراقيين والقبض على انفاسه لا يدركون بديهيات العراق العامة ، فكيف بمشكلاته الخاصة وتعقيداته الصعبة ، وانني متأكد ان محاججتهم امام الناس علنا ستجعلهم يهربون من الحقائق يولون الادبار ، فهم لا يعرفون أي معلومات عادية عن مجتمع العراق ولا عن تاريخ العراق ولا عن اوضاع العراق !! فهل يمكننا ان نتخّيل ما ستنتجه هذه المأساة من تداعيات ونتائج على مستقبل جيل كامل يعيش الموت يوميا وبابشع الاحداث ؟؟ ام هل سيولد جيل جديد في العراق يلغي كل هذه الاستعراضات المفجعة من تفكيره ويوحّد الكلمة ويرتق الجرح ويحفظ الارض والمال والدم ؟ واذا كان البعض يستوعب هذه السايكلوجية بتفكير نظيف ، فكيف سيغدو تأثير ذلك على عوام الناس وهي تعيش المأساة ؟

وما كنت اتخّيل يوما ان الحال البشع سيصل الى هذا المستوى الطائفي المقيت الذي يثير القرف ، فكيف لا يثير الصراع داخل منظومات مجتمع تتعصّب مفاصله الى الدرجة التي بات فيها الجار لا يسلم على جاره بتأثير طائفي ؟ وصديق عتيق تربى مع صديقه يتجاهله عمدا وعن سبق اصرار لاختلاف مذهبه عنه !! واخوال تشّد اعصابها وهي تلتقي باعمام مكفهرة الانفس بتأثير طائفي ؟ وبعد ، هل هناك من عاقل يعتقد ان هذا الماراثون الذي تشمئز منه العقلاء هو من صنع حكومات العراق الملكية او الجمهورية في القرن العشرين ؟ ان مهمّة كل انسان سوّي في هذا العصر ان يدين كل التعصّبات والاهواء والانقسامات ليس فب العراق وحده ، بل في كل مجتمعاتنا التي لم تزل تختزن مثل هذا البلاء الذي سوف لن يبقي ولن يذر ان وجد له ارضية صالحة للنمو وعوامل مساعدة للانتشار!

انظروا وتأملوا ان شطوط الدم تغرق العراق وأولوا الامر يستعجلون صنع القرارات الكبيرة التي تفوق احجامهم .. انهم يريدون جعل العراق اقاليم من دون أي شعور بمخاطر التقاسيم .. انهم يسرعون جدا ولا يدركون ان تجارب الشعوب الفيدرالية لم تغذيها نزعات طائفية ولا ترعاها انقسامات وطنية !

ان البلاد في طور ازمات لا تعد ولا تحصى ونسوا ان فوران الدم العراقي يحتاج الى لمّ الشمل لمعالجة حالات التخلخل قبل كل هذه العملية .. كانوا وما زالوا يعوّلون على كل عملية انتخابية وعلى الدستور في القضاء على الارهاب .. ومشروع القتل يأخذ له مديات بشعة .. اليوم يقولون بالتقسيم وكأن هذا سيحمي المجتمع من الدمار .. انهم لا يدركون النتائج المأساوية التي ستطبق على العراق بعد تقسيمه !

وكيف نتعامل مع المحتل ؟

سؤال طالما لم يعرف اجوبته صنّاع القرار والساسة من المتحزبين .. انهم يثيرون الاستغراب ويثيرون التساؤلات معا ؟ ما الغرض من كل هذا التداخل ؟ أليس العراق بحاجة الى وظائف وعلاجات حقيقية ؟ اليس العراق بحاجة الى ان يفاوض المحتل على اجندة المستقبل ؟! لقد ناضل الاوائل من اجل الاستقلال عن الانكليز ولم يمت الملك فيصل الاول ـ رحمه الله ـ الا بعد ان وقّع معاهدة سنة 1930 التي نال بها العراق استقلاله وكان أول عضو عربي في عصبة الامم ؟ ومهما اتهم ذلك " الاستقلال كونه " شكليا " ، فانا اتحدى ان يحقق العراقيون الجدد ما حققّه العراقيون القدامى الذين كانوا وراء تأسيس العراق المعاصر وتطوير مجتمعه وصناعة كل مبدعيه وقادة جيشه وابرز قضاته وعلمائه ومديريه ومتصرفيه ووزرائه الذين تربوا في مدرسة عراقية وطنية .

وهنا أسأل : من يوافقني في الذي اقوله ؟ طبعا هناك من لا يعجبه هذا الكلام كونه ينطلق من زاوية محددة .. ولقد اصبح العراق مجموعة من البؤر المتوترة والزوايا المضادة ، وان هذه الاشكالية تنطوي على معظم تاريخ الصراع بين الفرقاء ، ولا ضير ان كانت التباينات وحتى الصراعات سياسية او فكرية ، بل غدت طائفية متخلفة وعصابية كريهة وانقسامية مقيتة .. وهنا أسأل : هل من مشروعات لا تتناسب وحجم الفجيعة ؟

نعم ، لابد لكل عراقي ان يفتح صفحة حب جديدة مع بني وطنه .. صفحة نقاء وطهر ووفاء .. صفحة سماحة وود وتعايش .. صفحة عناق وعشق وصفاء .. صفحة ينبذوا فيها كل الاحقاد والكراهية وينفضوا عنهم كل العداوة والبغضاء .. صفحة خالية من السباب والشتائم المقذعة .. صفحة خالية من التعصبات والفتن المتصدعة .. صفحة خالية من الفتن والقداسات المقنعّة صفحة خالية من الغلو والمفاسد والاحكام المتسرعة .. صفحة تمتلئ بكّل الحنين والدفء وطيب الكلام .. صفحة من الرضى والقناعة ومكارم الاخلاق .. فهل ستنفع دعوتي هذه في اتون مجتمع يلتهب بالنيران ويفور بالدم وتسوده الفوضى بكل ابعادها ؟ هل سيدرك ابناء العراق انهم سيبقون عرضة للاختراقات اذا ظل احدهم يأكل الاخر ؟

وماذا بعد ؟

ان العراق في مصيدة لا يتحملها .. والكل منقّض عليه وينهش من دمه ولحمه ، ولكن المشكلة ليست في من اخترق العراق حسب ، بل في اولئك الذين كانوا وما زالوا يطعنونه ويحتقرونه ويريدون تقطيعه اوصالا لاسباب مفضوحة تعلنها خلفيات قاحلة يحملها متعصبون وانقساميون لهم جموحهم وجنونهم كأي نوع من الحقد المسموم على اسس طائفية او تقسيمية .. لقد احتكرت ارادة الشعب العراقي بأيدي جماعة معينة لا تؤمن ابدا بوحدة العراق ، بل ولا تجد غير التعّصب والكراهية اسلوبا لها .. فكيف يمكنها بناء أي مستقبل ليس للعراق والعراقيين ، بل لنفسها هي ذاتها ؟؟ لقد وصلت الحالة الى اخطر مدياتها ، واستقطبتها بدائل لها مخاطرها .. بل واستدعت الطائفية نهجا مقيتا من الانقسام ، اذ اصبح لكل طرف من اطراف الصراع مسميات تاريخية كريهة فهذا الطرف يسمونه بالرفضة الصفويين وذاك الطرف يسمونه بالنواصب التكفيريين .. انني ادين تعّصب الطرفين ادانة لا حدود لها وانني اعتقد اعتقادا راسخا ان كلا الطرفين متى ما رفع يده عن العراق ، فسيعتدل العراق ، اذ سيرجع متوحدا من اجل وطن سيبذل الحقيقيون من اهله الغالي والرخيص لزرع المحبة بين ابنائه ، ولاستعادة حريته واستقلاليته وحضارته ومكانته في التاريخ .. وما ذاك على العراقيين ببعيد ! فهل سيسمع اهلي من العراقيين جميعا مثل هذا الكلام ؟ ام سيبقى العراق سفينة قابلة للغرق في زمن منظور ـ لا سمح الله ـ وهذا ما لايقبله أي انسان يدرك قيمة العراق في الماضي والحاضر والآتي .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة ( وطن عربي ) يتبعثر !!
- حيوية مجتمعاتنا بين انشداد الزمن وكسل التاريخ !
- الشرق الأوسط وهواجس التفكك الداخلي !!
- العراق والتقاسيم : عشّاق وملالي ومجانين !!
- هل ينزلق العراق نحو حرب أهلية ؟؟
- َعلَم العراق : هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟
- بلاد الأساطير تنحرها البشاعات !!
- نهاية العراق من دون شهادة وفاة !! كتاب يطالب بشهادات ميلاد ل ...
- حرب بلا نهاية: العراق ليس يوغسلافيا جديدة !!
- رحيل جرجيس فتح الله المحامي.. مثقف موصلي وسياسي عراقي متنوع ...
- روائيون خياليون يرسمون مصير الشرق الأوسط !!
- دعوا لبنان يعيش
- لبنان: حرب نظام أم كسر عظام ؟؟
- الأقليات الدينية في العراق .. لماذا تضطهد ؟؟
- اصلاحات جذرية يحتاجها العراق !!
- صاحبة الجلالة أقوى من قبة البرلمان !!
- من تصدير ثورة إلى استيراد ديمقراطية
- العراق: لماذا تشّوهون تاريخه وجغرافيته؟
- العراق ليس خارطة بريطانية !!
- ذبول العقل العربي: شراسة اليوتوبيا وصراع الاضداد..


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - متى يتوّحد العراقيون على مشروع محّبة !؟