أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - -صفقة رحافيا- نبكي خاسرين املاكا لم نصنها مؤمنين















المزيد.....

-صفقة رحافيا- نبكي خاسرين املاكا لم نصنها مؤمنين


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف الاعلام العبري في الايام الماضية تفاصيل مستفيضة حول صفقتين عقاريتين لافتتين تشملان مساحات شاسعة من أراضي مدينة القدس ومحيطها، كانت تملكها البطريركية الأرثوذكسية المقدسية. الصفقة الاولى تعرف باسم "صفقة رحافيا" والثانية يسمونها صفقة "تلبيوت هحدشاه" ونحن نسميها أراضي "مار الياس"، وعن هذه الاخيرة سأكتب لاحقا في فرصة أخرى.
من المؤسف حقاً أن نضطر للكتابة مجددًا حول ممارسات المسؤولين عن هذه الصفقات، من اكليروس يوناني متنفذ قابض على رقبة هذه الكنيسة المشرقية العريقة، ومستشاريهم ومساعديهم من عرب متعاونين ومستفيدين ومتواطئين. ومن الموجع فعلاً أن نذكّر بأننا كنا قد حذرنا خلال السنوات الماضية من مغبة السكوت عمّا يجري في أروقة هذه البطريركية، وعن امعان رؤسائها، البطريرك ورجالاته وأعوانهم، في نهج التفريط و"التخلص" من أملاكها الشاسعة بأساليب مفجعة وبذرائع واهية لا يمكن قبولها.
لن تكفي هذه المقالة لسرد قائمة الصفقات التي نفّذها، خلال السنين الأخيرة، المسؤولون في البطريركية، وشملت عقارات في مواقع هامة في مدن طبريا ويافا وقيساريا والقدس وفي مناطق التماس مع "الخط الاخضر" وغيرها من المواقع ؛ علمًا بأن معظم تفاصيل صفقات البيع أو الاحكار ، التأجير طويل الأمد، التي نفّذت، نشرت بعد اتمام عمليات تسجيلها في الدوائر الاسرائيلية المختصة.
تعرف الصفقة التي تصدرت عناوين الاخبار العقارية في الصحافة الاسرائيلية باسم "صفقة رحافيا" وهو اسم منطقة تعدّ من أرقى المناطق السكنية في القدس الغربية، وتقدر مساحتها بحوالي (530) دونما، أقيم عليها ما يقارب الألف مبنى سكني وفنادق ومرافق عامة كثيرة أخرى. قامت البطريركية ألأرثوذكسية في مطلع خمسينيات القرن الماضي، بتأجير هذه الأراضي لصندوق أراضي إسرائيل "الكيرن كييمت" لمدة تسعة وتسعين عاماً. من المفترض أن تنتهي مدة هذا الاحكار/التأجير في العام 2050 ؛ وعلى الرغم من ذلك قام البطريرك ثيوفيلوس وأعوانه في عام 2011 بنقل حقوق الكنيسة بتأجير الأراضي مستقبلًا لشركة اسرائيلية اسمها "نيوت كومميوت" ، ثم قام بعد خمسة أعوام، ببيع جميع تلك الأراضي لشركة "نايوت كومميوت" مقابل مبلغ اجمالي ذكرت الصحف انه ناهز المائة وخمسين مليون شاقل فقط لا غير، لا نعرف كيف صرف وعلى ماذا؟
قام العديد من الغيورين على مصير عقارات البطريركية وأوقافها المتوزعة على مساحات شاسعة في البلاد وفي مواقع استراتيجية هامة وثمينة في القدس، بالكشف عن نوايا البطريركية بانجاز عدة صفقات بيع جديدة، ونوهوا، من خلال كتابة المقالات أو التواصل مع ذوي الشأن والمصلحة، من خطورة تنفيذ هذه الصفقات وكونها حلقة في مسلسل التفريط المستمر، ورغم ذلك تم للبطركية ما أرادت!
لقد كان واضحًا لنا ولجميع الجهات أن ثمن أراضي رحافيا أعلى أضعافاً مضاعفة مما قبل به مفوضو البطريركية، (تحدثت بعض التخمينات ان قيمة الأراضي وما بني عليها خلال السنوات الماضية قد تقترب من الملياري شيكل)، ونوهنا على أنه لا يوجد أي مبرر مقنع وسليم لاتمام الصفقة بهذه الطريقة المستفزة وبدون حد ادنى من الشفافية، أو لانجازها ليس وفق شروط السوق والمنطق ومصلحة الكنيسة ورعاياها العرب؛ هذا طبعًا مع التأكيد على ضرورة المحافظة على العقارات كجزء من سياسة عدم التفريط بها وبأوقافنا، خاصة في مدينة القدس.
مضت ستة أعوام فقط حتى قامت شركة "نيوت كومميوت" بعقد صفقة بيع "أراضي رحافيا" لرجل اعمال يهودي امريكي يدعى جاري برانط مقابل مبلغ 750 مليون شاقل؛ وذلك اضافة لاجزاء من الارض كانت الشركة قد باعتها بشكل منفرد مقابل مبلغ 95 مليون شاقل، ليصبح مجموع ما قبضته "شركة نايوت" أكبر بخمسة أضعاف على الاقل مما دفعته هي، مقابل صفقة البيع، للبطريركية. ويبقى السؤال لماذا باعت البطريركية اصلا ؟ وما هي الدوافع لاتمام الصفقة كما تمت ومن هو المستفيد؟
لم نكن بحاجة الى قراءة هذه الارقام كي نتأكد من صحة ما قلناه قبل اكثر من عشرة أعوام، فممارسة المسؤولين في البطريركية وأعوانهم مكشوفة للكثيرين الذين يعرفون الحقائق، لكنهم يؤثرون اغفال نتائجها الكارثية، بينما لا يريد البعض ان يروا الحقائق إما عن جهل راسخ أو عن يأس مبرر أو من مصلحة شخصية معروفة للناس؛ وهناك، للأسف، بيننا عرب مسيحيون وغيرهم، معنيون بطمس الحقائق وتشويهها وبعضهم يفعل ذلك مقابل خمسة من فضة!
في البداية عندما نشرت الصحف عن الصفقة بين البطريركية وشركة "نايوت كومميوت"، لم يصدّق البعض أن البطريركية شرعت بعقد صفقات بيع ولم تعد تكتف بتوقيع عقود احكار وايجارات، فنصحنا هؤلاء أن يتوجهوا الى دوائر الطابو الاسرائيلية ويستخرجوا مثلنا قيود التسجيل فعساهم عندها يضعون أياديهم داخل الجرح ويؤمنوا كما "آمن توما ".
يحزنني ان استعيد بعض ما كتبت لهؤلاء حينها وقلت: " من سينقذ القدس وأملاك الكنيسة؟ كل من يرغب في استجماع المعلومات الدقيقة عن هذه الصفقات وعمّا سبقها من صفقات أبرمها هؤلاء في السنوات الأخيرة، لن يجد صعوبةً في الحصول عليها وعلى براهين دامغة بشأنها، فكثير منها كشفته الصحف الإسرائيلية بالمعطيات الوافية ومعظمه نقل إلى عناية من يجب أن يعرفوا عنه ؛ أمّا نصيحتنا لأحفاد "توما" أولئك الذين يرفضون تصديق أخبار الصفقات، رغم ما يقرأونه ويسمعونه، فسنوجزها بأن يحكّموا عقولهم والمنطق فليس صعبا التحقق من فداحة الخسائر ورائحة الهزيمة تنبعث من تراب القدس المغتصب، أو من بين المستندات والوثائق الموجودة عند أقلام المحاكم الإسرائيلية أو في مكاتب تسجيل الأراضي، لأن معظم ملفات تلك الصفقات أودعها المستفيدون هناك لضمان حقوقهم حسب الأصول والقانون.
فكيف نجح وينجح المتورطون بإبرام مزيد من الصفقات ويراكمون الأطيان من جرائها في خزائنهم ؟ ستبقى الاجابات حبيسة الحسرة والوجع وآتية من بطن التاريخ أصداء تردد تساؤلها باستهجان : "من فرعنك يا فرعون".
سوف ينتظر البعض "توضيحات" رجالات البطريركية بخصوص ما نشر وقرأناه، وسوف يسهب رجالات بلاط البطريركية في شرح ادعاءات أسيادهم وسيلجأون إلى سحر البيان و "المحاسن والاضداد" ؛ أما نحن فسنبقى نهذي ونقول: ما ضر لو أمّنوا الصالحين العرب من رعايا هذه الكنيسة على هذه الأمانات، أكان ساعتها كهاننا العرب بحاجة لفتات موائدهم الشحيحة او مدارسنا الاهلية "لبركاتهم" ؟ تصوروا لو نجحنا ككمشة عرب مسيحيين بالتحكم أو بالمشاركة بما ملكته هذه الكنيسة من مقدرات .. تصوروا أكان أحدكم يشعر بالاغتراب كما هو الحال اليوم أو أكان البعض يهاجر أو يفكر بالهجرة من الوطن؟
لا تصدقوهم مهما برروا ولا تصغوا لابواقهم "ولا تقعوا في الفخ مرة اخرى. "توماكم" آمن بعد أن وضع يده في الخاصرة، فضعوها انتم ايضا؛ ومسيحكم المطعون في خاصرته وصاكم وهو على الصليب : "طوبى لمن آمنوا ولم يروا"، فكيف لا تؤمنوا وأنتم ترون بأعينكم، يومًا بعد يوم، ضياع كنائسكم ونفاد أوقافكم وتيه سفنكم !
نبكي على "أم الكنائس" ونسأل من ينقذها من هذه العتمة؟ ومن يحاسب الجناة على افعالهم؟ وننسى كيف كانت النسوة يلطمن وينُحن على يسوع الحامل صليبه في شوارع القدس، فالتفت إليهن وقال: " لا تبكين عليّ يا بنات أورشليم، بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن".
فمتى يا " أهل أورشليم" ويا عرب ستصحون ومتى ستكونون شركاء في مسيرة درب الآلام؟ تأكدوا ان العرب المسيحيين الأرثوذوكس لن ينجحوا وحدهم في مواجهة "روما" فهل نحمي معا ما تبقى من حلم شرقي ؟



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات في ليل رام الله
- من يتابع قضايا المواطنين العرب في اسرائيل؟
- كريم يونس كان حرًا..صار حرًا
- رسالة مفتوحة لقوم لم ولا يقرأون
- ليلة الميلاد، ذكريات من طفولة كهل
- ما بين حزب-كل مواطنيها- وشعار -دولة كل مواطنيها- يكون حلم ال ...
- الفاشية لن تمر، هل حقًا لن تمر ؟
- في الحروب الكروية،ننسى كأننا لم نكن
- حروب اليهود الجديدة ، الساخنة والباردة
- حين يشتاق نضال أبو عكر للدالية وللكرمل
- إسرائيل بعد الانتخابات، وصلنا إلى حافة المنزلق الخطر
- عندما تصير أرحام امهاتنا أعداء لاسرائيل
- صوّت تحمي حقّك، همسات قبل معركة حاسمة
- عدل اسرائيلي مغشوش وذاكرة فلسطينية شعبية قصيرة
- أسرى الأمل في فلسطين : جوع وموت في سبيل الحرية والكرامة
- حين تصبح الكنيست بيتًا مرغوبًا للحركة الوطنية الفلسطينية
- انشطار القائمة المشتركة وسياسة النجوم
- الطريق الثالث..كل الطرق تؤدي الى الطاحون
- مرسيل خليفة..في الطريق إلى القدس
- في أيلول الفلسطيني، موحدون في وجه السجان


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - -صفقة رحافيا- نبكي خاسرين املاكا لم نصنها مؤمنين