أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل العمري - دروس مستفادة من انتفاضة 25 يناير 2011 في مصر














المزيد.....

دروس مستفادة من انتفاضة 25 يناير 2011 في مصر


عادل العمري
كاتب وباحث غير متخصص

(Adil Elemary)


الحوار المتمدن-العدد: 7501 - 2023 / 1 / 24 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقد الثورة المصرية أفضل للثوار من مدحها بتكرار الكلام من نوع أنها من أجمل و أنقى وأعظم وأطهر الثورات التي عرفتها الإنسانية... (هل تقارن بالثورة الفرنسية والروسية مثلًا!). فقد انتهت الانتفاضة باستيلاء أحط فئة في المجتمع ليس على السلطة السياسية فقط بل على مصر كلها وإدخالها في نفق مظلم لن تخرج منه قبل كثير من الانتفاضات والصدامات السياسية والمجازر. إن العنجهية المصرية والنفخة الكدابة والغرور والشوفينية والتعصب واضحة هنا تمامًا.

فمن غرائب الانتفاضة المصرية:
1- القوى الفاشية كانت هي التي تنادي بديموقراطية صناديق الاقتراع، بينما أصر الليبراليون على تدخل الجيش، ابتداء من شعار "الجيش والشعب إيد واحدة" البغيض في 28 يناير، ثم تحبيذ استمرار المجلس العسكري في الحكم مدة أطول وتأجيل الانتخابات لمنح فرصة لتشكل أحزاب علمانية، ثم مطالبة الجيش بالتدخل ضد حكم الإخوان، وتوج الموقف بتأييد انقلاب السيسي من قبل الغالبية العظمى من الثوار، بل وتسميته ثورة 30 يونيو.
هذه الحقيقة تستحق الوقوف أمامها كثيرًا وتأمُّل إمكانيات الجماهير المصرية وآفاقها، بل وتأمُّل تلك النخبة المثقفة التي تعشق الجيش وجهاز الدولة عمومًا.
2- بعد أيام من اندلاع الانتفاضة انضمت غالبية الجماهير (المسماة حزب الكنبة وغيره أيضا) إلى الثورة المضادة، ابتداء من استفتاء 19 مارس، ثم التعاطف مع الإسلاميين وتأييدهم الذي توج بانتخاب محمد مرسي رئيسًا. ثم الدعوة إلى "الاستقرار" بأي ثمن وإبداء التعاطف مع إعلام السلطة المعادي للثورة. وتوج هذا بخروج الملايين في 30 يونيو ثم تأييد حكم العسكر حتى انهار مستوى المعيشة فانقلب الحال.
في الثورات الحقيقية كانت الكتلة الرئيسية من الجماهير تقف مع الثورة، بالتأييد نظريًا على الأقل. وهنا نتذكر الدور الكبير للمهمشين والعمال والفلاحين في الثورات الفرنسية والروسية والصينية... قارن مع هامشية مشاركة سكان الصعيد في الانتفاضة الثورية، الذين انتفض بعضهم بحق فقط حين تم تعيين محافظ مسيحي في محافظة قنا! وتراخي طبقة العمال (البروليتاريا) التي لم تخرج فعليًا إلا قبيل تنحية مبارك بيومين ثلاثة ثم راحت جمهرتها تنادي بالاستقرار (فلنقارن مع دور سوفيتات العمال والفلاحين في الثورة الروسية وقيام البروليتاريا والمهمشين بحصار الجمعية الوطنية البورجوازية في الثورة الفرنسية وقهرها.
إنه أمر يستحق الاعتبار لتحديد الخطوة القادمة. فأي جماهير هذه التي تعد القوة المادية لأي ثورة حقيقية!
3- بعد اندلاع الانتفاضة لم تلجأ الجماهير ولا الجماعات الثورية إلى تنظيم نفسها في جبهة ثورية أو أي تنظيم سياسي ذو شأن، بل تشكلت عشرات أو مئات الائتلافات والجماعات الصغيرة يزعم كل منها أنه يمثل الثورة، ولعبت النزعات الفردية والطموحات الشخصية للقادة والزعماء دورًا كبيرًا في إهدار الجهود وإضاعة دم الشهداء سدى. كما لم يتم طرح برنامج عمل يحظى بقبول ملموس في الشارع لتجاوز النظام السياسي القائم وتشكيل حكومة بديلة. فأي عظمة هذه في انتفاضة ظلت ترفع شعارًا سلبيًا طول الوقت: ارحل. طبعًا هناك قليل من الاستثناءات.
4- تصرف العلمانيون بسذاجة لا يحسدون عليها بتحالفهم مع الإخوان، رفاق الميدان زعمًا، وهم قوة فاشية مضادة لأي تحول ديموقراطي يتجاوز صناديق الاقتراع في فترات سيطرتهم على الرأي العام. لم ينتبه العلمانيون لتاريخهم الأسود ولا لمعتقداتهم النظرية الراسخة المعادية للديموقراطية ولا لطائفيتهم. هذا حسب تقديري يعبر عن ميول لاديموقراطية لدى العلمانيين والديموقراطيين المصريين. وقد توج هذا التحالف رغم الصدامات العديدة الصغيرة بانتخاب محمد مرسي مع عصر الليمون كما قالوا. بل نجد أن جل العلمانيين يخافون أو يخجلون من وصف أنفسهم بالعلمانيين، بل يستخدمون وصفًا مائعًا وغامضًا: القوى المدنية.
5- وسط الجمهرة العظمى من المصريين الدين يهزم الفلسفة دائمًا تقريبًا، ويحبذ الناس الخطاب الديني والتفسير الغيبي للتاريخ والواقع. وفي العقود الأخيرة حقق الفكر الديني انتصارًا ساحقًا على الفكر العلماني (لا توجد هنا فلسفة أصلًا). وإذا قارنا مع فرنسا وروسيا الثوريتين نجد أن هناك انتصرت الفلسفة على الدين نهائيًا عشية الثورتين، مما مهد للتحولات الكبرى. في إيران أيضًا انتصر الفكر الديني على الفكر العلماني فنجحت الثورة المضادة بقيادة الملالي وتم إهدار ثورة الإيرانيين وذهبت دماء الآلاف سدى وذبح الفاشست من الملالي وأنصارهم آلاف المناضلين من الحزب الشيوعي ومجاهدي خلق والليبراليين وغيرهم. وللأسف تم هذا بمباركة الكتلة الأكبر من الشعب.

الخلاصة أن تلك الانتفاضة تستحق النقد (بمعنى التقييم وليس النقض) وبدلًا من التباهي بالهزيمة والفشل وتقديم الشهداء لصالح حكم العسكر في النهاية من الأفيد التفكير في الإجابة على السؤال الدائم: ما العمل



#عادل_العمري (هاشتاغ)       Adil_Elemary#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
- الاستبداد وتبديد الثروة المجتمعية
- عرض موجز لكتاب: الثورة المستمرة
- هل عبد الناصر كان مجرد ديكتاتور؟
- الماركسية -عرض نقدي (الفصل العاشر من كتاب: الثورة المستمرة)
-  الثورة المستمرة من أجل الحرية والرفاهية والتقدم لكل البشر - ...
- دعوة لإقصاء الإسلام السياسي
- تحليل باكونين للبيروقراطية كطبقة اجتماعية خاصة - عرض نقدي
- قراءة في -الوثائق السرية لثورة يوليو-
- الماركسية هي فلسفة الدولة لا البروليتاريا
- التهميش والبروليتاريا الجديدة
- مسألة الدين: فصل من كتاب -الثورة المستمرة- - قيد الإعداد
- الطبيعة البشرية
- شخصية جمال عبد الناصر
- عرض لكتاب: ساعة عدل واحدة
- حول البونابرتية
- عادل العمري - باحث وكاتب مصري - في حوار مفتوح مع القارئات وا ...
- النزعة المركزية الإسلامية رؤية الإسلام للآخر
- السيسي ورجاله - نقد الثورة المصرية (3)
- نقد مقترحات حزب التحالف الشعبي لتحسين الاقتصاد


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل العمري - دروس مستفادة من انتفاضة 25 يناير 2011 في مصر