أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - ذكرى -انتفاضة الخبز يومي 18 و19 يناير 1977، احتجاجًا على غلاء الأسعار














المزيد.....

ذكرى -انتفاضة الخبز يومي 18 و19 يناير 1977، احتجاجًا على غلاء الأسعار


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 7497 - 2023 / 1 / 20 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم 17 يناير 1977 أعلن الدكتور عبد المنعم القيسوني نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية، في بيان أمام مجلس الشعب، مجموعة من القرارات الاقتصادية منها رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية، حيث تم رفع أسعار الخبز والسكر والشاي والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى من السلع الهامة في حياة المواطن البسيط.
وقوبلت هذه التصريحات بموجة غضب عارمة، حيث بدأت الانتفاضة بعدد من التجمعات العمالية الكبيرة في حلوان في شركة مصر حلوان للغزل والنسيج والمصانع الحربية وفى مصانع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة وشركة الترسانة البحرية في منطقة المكس بالإسكندرية.
وتجمع العمال وأعلنوا رفضهم للقرارات الاقتصادية وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة تهتف ضد الجوع والفقر وبسقوط الحكومة والنظام رافعة شعارات : “يا ساكنين القصور الفقرا عايشين في قبور”، و”يا حاكمنا في عابدين فين الحق وفين الدين”، و”سيد مرعى يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه”، و”عبد الناصر ياما قال خلوا بالكم م العمال”، و“هو بيلبس آخر موضة وإحنا بنسكن عشرة ف أوضة”..
وانتقلت المظاهرات للجامعات وانضم الطلاب والموظفون وفئات الشعب في الشوارع والميادين بالقاهرة والمحافظات يهتفون ضد النظام والقرارات الاقتصادية.
ونزل إلى الشارع عناصر اليسار بكافة أطيافه، واستمرت المظاهرات حتى وقت متأخر من الليل وتمت مواجهتها بعنف شديد من قوات الأمن، وتم القبض على مئات المتظاهرين وعشرات النشطاء اليساريين، ونزل الجيش المصري لقمع المظاهرات.. وأعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول من السادسة مساءا حتي السادسة صباحا، كما تم نزول للقوات المسلحة، لأول مرة واحتكاك مباشر بالشارع بعد حرب أكتوبر 1973.
وجاءت هذه المظاهرات بعد الانفتاح الاقتصادي الذي بشر به السادات وتبنى التوجه نحو الغرب، والانتقال إلى الرأسمالية والاقتصاد الحُرّ، وتخفيف قبضة الدولة على الشؤون الاقتصادية والإنتاجية.
وكان هذا الانفتاح انقلابًا على “الاشتراكية” التي انتهجها جمال عبد الناصر منذ قيام ثورة يوليو 1952، حيث كان للدولة الدور الأكبر في إدارة الاقتصاد والهيمنة على عناصر الإنتاج وأدواته بـ”قصد” تحقيق العدالة الاجتماعية، وتذويب الفوارق بين الطبقات.
وجاء مردود سياسات الانفتاح الاقتصادي متمثلا في الثراء الفاحش لفئة محدودة، دون أي عوائد تُذكر لهذا الانفتاح على عامة الناس، وانتشرت بسرعة الصور المعبرة عن زيادة الفوارق وظهور تعدد أنواع التعليم، والخدمة الصحية الخاصة، ومظاهر كثيرة للبذخ. وكان الانفتاح بداية لتدهور معيشي، طال الكثيرين، واتسع وجرى وصفه بأنه “سداح مداح”، والتوصيف للكاتب الصحفي الراحل أحمد بهاء الدين.
ورافق تلك التغيرات التي أحدثها الانفتاح.. وتزامن هذا مع التضييق على الاشتراكيين واليساريين، وفتح الباب واسعا للجماعات الإسلامية، لتنشط في المدارس والجامعات
واشتهرت الانتفاضة التي خرجت لرفض الغلاء باسم “ثورة الخبز”، إلى أن هدأت الأمور بتراجع السادات عن قرارات رفع الأسعار وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الزيادة.
وأحدثت هذه الانتفاضة جرحا نفسيا غائرا لدى “السادات”، وكان يصفها على الدوام بأنها “انتفاضة حرامية”، وظل مُصرًّا على هذه التسمية، حتى نهاية حكمه باغتياله في 6 أكتوبر عام 1981.
ورغم إلقاء قوات الشرطة القبض على المئات من المواطنين في الأحداث إلا أن القاضي حكيم منير صليب حكم ببراءة ١٧٦ متهما في انتفاضة الخبز، ملقيًا اللوم على النظام السياسي، ومؤكدًا أن تلك الأحداث كان سببها المباشر والوحيد هو إصدار القرارات الاقتصادية برفع الأسعار



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف من الحياة
- قال الفيلسوف
- اسم الدكتورة سميرة موسى تصدر مؤشرات البحث على جوجل
- الطبيب والفيلسوف
- وتبدد الملكوت
- البحث عن المرفأ
- لحن الكناري
- العالم يحتفل باليوم العالمي للغة العربية
- الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
- عياد الطنطاوي.. العالم المصري الذي أدخل اللغة العربية إلى رو ...
- الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية
- مسيرة مصر مع حقوق الانسان
- الحركات الاجتماعية في الشارع السياسي المصري
- المنظمات الحقوقية العربية تدين جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق ...
- هل يوجد مظاهرات في مصر يوم 11 نوفمبر 2022 ؟
- دعوة للحوار بين التيارات الفكرية والسياسية في الوطن العربي
- إحصاءات مصرية بمناسبة اليوم العالمي للمعلم 2020/2021
- حقوق الإنسان في مصر : في ضوء تقرير منتصف المدة للاستعراض الد ...
- إحصائيات مصرية بمناسبة اليوم العالمي للعمل اللائق
- مواجهة خطاب الكراهية الديني ونشر السلام الاجتماعي


المزيد.....




- أوروبا وأمريكا تطالبان روسيا بوقف إطلاق النار وتهددان بعقوبا ...
- محمد بن سلمان يتلقى اتصالا من أحمد الشرع وهذا ما بحثاه
- بيسكوف: بوتين يبذل قصارى جهده لتسوية الأزمة الأوكرانية دبلوم ...
- لوبان: سلوك ماكرون يشبه الاستعداد للحرب
- بعد فضيحة التجسس.. هنغاريا تؤجل محادثاتها مع أوكرانيا
- هيئة العمليات البحرية البريطانية تبلغ عن واقعة على بعد 80 مي ...
- هدية بمليارات الدولارات.. قطر ستهدي ترامب طائرة رئاسية فاخرة ...
- مأساة في المتوسط: وفاة ثلاثة مهاجرين بينهم طفلان خلال عبور م ...
- في أول نداء له.. البابا ليو الرابع عشر: -كفى حروبًا-
- البابا ليو الرابع عشر يدعو إلى وقف الحرب في غزة وسلام عادل و ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - ذكرى -انتفاضة الخبز يومي 18 و19 يناير 1977، احتجاجًا على غلاء الأسعار