|
صمت الأنا
ميساء شهاب
كاتبة
(Maysaa Shehab)
الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 13:05
المحور:
الادب والفن
يختطف وجهي و كأن هذا الصامت ، الساكن بداخلي، يترقب حركاتي و إنفعالاتي ليقدمها قربان للسماء على مذبح الصمت الأناني لماذا نرتكب كل هذا الشذوذ اللاخلاقي بحق أنفسنا يتبادر السؤال إلى ذهني كصفعة من بداخلنا ؟ من هو القاتل ومن هو الضحية ، من المسيطر ومن المسيطر عليه من هو الحاكم ومن هو المحكوم . تغوص افكاري في عمق الجحيم و عمق الجنة لربما اجد جواباً شافياً أؤلئك المتسمون بالوعي الطاقي و المعرفة البشرية يزعمون انهم يعرفونني و يفهمون تقلباتي الوجدانية و الإنسانية بكل مافيها من خبث و طهارة أستلقي على الأرض تحت شجرة ما ، لا أعرف إلا أنها تمثلني أحيانا و تمنحني جمالها كما أمنحها قوتي و هدوئي لربما الأرض أيضا تفهمني أكثر من نفسي و تقتات على فرحي و حزني و تسلبني قوتي كل هذا المحيط في و بداخلي لا يشكل إلا جزء من هوية لا أعرفها بعد أناي ، لاوعي ، وعي ، قلبي ، روحي ، نفسي و كأنني في دوامة من تشكيلات عدة من كائنات عدة ومن وجوه كثيرة حتى وجهي يكاد لا يشبهني هذا الغزو المبجل بأسم النور و الروح يكاد يقتلني لم أشهد بعد حرب أكثر شراسة من حرب تدور داخلي لأكون انا كل العهر و الطهر كل الجنون والعقل كل اللامعقول و المعقول لينفذ قلبي من كبريائه المعهود و يستسلم أيضا و يسلم نفسه لقوى خارج جسدي حتى أعضائنا تتمرد و لا تثق بقدراتنا الفردانية ،لماذا أشكك في هذه المساحة الجسدية بطولها و عرضها و إنتمائاتها الديموغرافية و الماورائية . صمت الأنا الذي يقلقني هو جزء من مؤامرة تحاك سرا بداخلي ، لا اعترض فكلي الداخلي عالم آخر لا يأتمر بأمري و لا يخضع لقوانين البشر و عاداتهم و تقاليدهم هو مستقل بذاته و إدارته التي تفوق تصوري في احيانا كثيرة .. أما الوطن الذي نبت منه و عشت فيه يصبح كعزف جنائزي يتردد في خلاياي ليعاقبني على الهجر في وطن غريب أؤسس لوطن يشبه هذه الحالة من الفوضى الخلاقة التي تحدث داخلي ، إلا تتشابه الحياة فيما بينها و نعتقد لوهلة أن ما يحدث داخلا لا علاقة له بالخارج فنقتل بعض أحلامنا و نلغي جزء من مشاعرنا .. أما ذاك الصامت فينا فيتحول دفعة واحدة لحالة حصار تدق برقبتنا مسامير حقيقتنا و خداعنا . هكذا تتخبط نفسي وتعلق كحبل مشنقة لتلتقط وجوهي واحدا تلو الآخر لتنهي هذا النفاق المتجسد بداخلي .
#ميساء_شهاب (هاشتاغ)
Maysaa_Shehab#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على ضوء القمر
-
معركة مع الأنا
-
نصف حالة
-
جدران متهاوية
المزيد.....
-
تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
-
بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
-
-الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع
...
-
الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
-
-موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
-
-جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
-
السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين
...
-
الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا
...
-
تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر
...
-
كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|