أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد صالح جبريل - الاستثمار في صناعة التفاهة















المزيد.....

الاستثمار في صناعة التفاهة


سعيد صالح جبريل

الحوار المتمدن-العدد: 7488 - 2023 / 1 / 11 - 02:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ربما من يقرأ العنوان يعتقد أو يجول في خاطره أن الموضوع هزلي أو ضرب من الخيال!!!، ولكن هذه حقيقة فعلاً هناك صناعة للتفاهة، أو ممكن أن نسميه الاقتصاد المبني على التفاهة.
يعتبر التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أهم ملامح عصرنا، فثورة المعلومات قادت الأمم نحو الأمام، وخدمت البشرية في شتى مجالات الحياة، ولا سيما في الإنتاج والصناعة، والصحة، والتعليم وغيرها من العلوم.
تحافظ الدول على بقائها بالإنتاج والاستثمار، وتستمر في المحافظة على الإنتاج والاستقرار الاقتصادي، من خلال متابعة كل التطورات العالمية، وخاصة التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذي أدى إلى ظهور أنماط جديدة من الاقتصاديات، مثل اقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمي، وأنا أقول هناك أن هناك اقتصاد جديد مبني على التفاهة، وهو ما نشهده على منصات التواصل الاجتماعي.
مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين:
هناك العديد من مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة في الفضاء الالكتروني، حيث إن لهذه المواقع تأثيرات إيجابية، وأخرى سلبية على أفراد المجتمع؛ فاذا استغلت بشكل جيد، فذلك يعود بالنفع على أفراد المجتمع واقتصاده ، مثل: استخدامها في التسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية، وطرح العديد من القضايا الاجتماعية، أما إذا استخدمت بطريقة خاطئة من قبل الافراد فأنها تؤدي الى تأثيرات سلبية على المجتمع مثل نشر الثقافات البعيدة عن معتقداتنا الإسلامية، ومخاطر الاحتيال واضاعة الوقت واختراق الخصوصية، وتؤثر على العلاقات الأسرية، ومخالفات للعادات والتقاليد، وتدني التحصيل الدراسي.

تيك توك على سبيل المثال لا الحصر:
تطبيق تيك توك (TikTok) هو أحد شبكات التواصل الاجتماعي، يعمل على أجهزة "أي أو إس" (iOS) و"أندرويد Android"، يمكن استخدامه لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها. تمّ إطلاقه في البداية باسم "دوين" (Douyin) في سبتمبر 2016، في الصين. في العام التالي (2017)، تمّ إطلاق التطبيق بواسطة شركة "بايت دانس" (ByteDance) للأسواق خارج الصين. يستخدم كلٌّ من "تيك توك" (TikTok) و"دوين" (Douyin) نفس البرنامج، لكنهما يحتفظان بشبكات منفصلة من أجل الامتثال لقيود الرقابة الصينية. تطبيق "تيك توك" (TikTok) متاح في جميع أنحاء العالم عبر متجر التطبيقات "آب ستور" أو "جوجل بلاي".
الشغف بالتكنولوجيا:
الاهتمام الكبير لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات جعلني من المتابعين لأي جديد في هذا المجال، وخاصة تطبيقات الهواتف الذكية، ومتابعة منصات التواصل الاجتماعي، حيث قمت بعمل حساب في كل منصة تواصل جديدة، واستفدت منها في جمع المعلومات، ومتابعة الأحداث الدولية، والرياضية، والتواصل مع الأصدقاء والأقرباء في خارج الوطن، فهذه المواقع توفر الوقت والجهد في التواصل بين الناس، وفي الوصول للمعلومات المختلفة.
كنت من أول من عمل حساب على هذا التطبيق، وقمت بحذف الحساب لأنني أيقنت أنه لا فائدة من هذا التطبيق سوى نشر التفاهة والمحتوى غير الهادف، وأن محتوى هذا التطبيق لا يناسب مشاهدة العائلة، وقبل أقل من شهر قمت بعمل حساب جديد على هذا التطبيق، لاكتشاف أسرار هذا العالم الخفي، حيث أنني سمعت الكثير من الأحاديث حوله، وهنا كانت المفاجأة فاكتشفت الفجوة الكبيرة بين بداية هذا التطبيق وما وصل إليه من محتوى، بل العجب العجاب، فأصبح يقاد من مجموعة كبيرة من التافهين الذين يسمون أنفسهم مشاهير السوشيال ميديا، وهنا لا أعمم على الجميع، فهناك الكثير من المشاهير المحترمين أصحاب محتوى هادف.
زمن الرويبضة:
عن أبوهريرة، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة". "التافه الرجل الذي لا شأن له ولا معرفة له ولا علم له، لأن التفاهة الموصوفة في الحديث هي ليست لذاته أو نسبه، وإنما لأنه يتحدث بأمر العامة وهو في غيبة عن علم يفيده.


صناعة مشاهير التفاهة:
أصبح المجتمع يقاد من بعض الأشخاص غير المؤهلين، وأصبحت كلماتهم وحركاتهم وسكناتهم بل ومصطلحاتهم تغزو الشارع، حيث إنه تتم دعوتهم لعمل إعلانات لكبرى الشركات، ويتم احضار صاحب الأغنية ذات الكلمات الهابطة والتافهة، وغيرهم من أصحاب الكلمات التي تضحك الناس،" هدي حنش، و روحو وتعالوا"، بل أكثر من ذلك فيتم دعوتهم للمشاركة في أكبر الأحداث وافتتاح المحلات التجارية، وفي المقابل لا ندعم أصحاب الإنجازات من الشباب المؤثرين في المجتمع، فيصبح التافهين أهم من كثير من رواد المجتمع من مدرسين وأطباء ومهندسين وإعلاميين وغيرهم من نخب المجتمع.
على سبيل المثال إذا أردت نشر محتوى هادف أو تعليمي مفيد بعيداً عن التفاهة، والتسطيح وانعدام الجودة، فلن تجد لك سوى المئات من المتابعين والمشاهدات والإعجابات، وفي المقابل تجد أن الأغنية الفلانية التي كلماتها غير مفهومة وبدون معنى تحصد ملايين المشاهدات والإعجابات، وأصحاب هذه الحسابات حققوا الإيرادات الهائلة من هذه المشاهدات.
ثم ظهرت فكرة نشر الفيديوهات الشخصية وما يسمى الروتين اليومي للنساء والعائلات وما هو الأكل "الطبيخ" وكيف ينامون ويشربون، وفي حالات أخرى وصلت إلى أبعد من ذلك تعدت مرحلة الخصوصية، وهذا كله لحصد أكثر عدد من المشاهدات.
نحن من نصنع التفاهة بترك المحتوى الهادف، ونجري وراء التفاهة بقصد أو بدون، وحتى وإن كان من أجل الضحك والمرح، لكن هل تعلم أن بعد نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وتسجيل الاعجاب ومشاهدته يعطى الإشارة للخوارزميات البرمجية بالعمل مباشرة، فيتم تصنيف هذا المحتوى بالهام، وهو ما يعرف"بالترند" ويؤدي إلى انتشاره بسرعة كبيرة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
المال الهدف الأول للناس والربح بشتى الطرق بدون النظر لطريقة التي يتم بها ربح الأموال:
الكثير من الشباب استغل الصفات الشخصية (شكل جميل، وطلاقة لسان) في التحدث والتقليد ورقص وغناء، وغيرها من الأفعال في استثمار وصناعة التفاهة، ونشر محتوى غير هادف، وذلك لجمع ملايين المشاهدات فإذا لم تصنع محتوى تافه فلن تجد متابعين أو مشاهدات، ولن يسمع لك أحد، فأصبحت مهنة لجمع الأموال بشتى الطرق المختلفة، فالحصول على الشهرة والسمعة يعني مال وثروة.
فأنا أعتبر هذا هو استثمار التفاهة بل ممكن أن نسميه بشكل أوسع باقتصاد التفاهة؛ لأن الكثير حققوا أرباح طائلة جراء استخدام هذا الأسلوب في العمل، ومنهم من انتقل للعيش في تركيا أو في قصور دبي بعد تحقيق هذه الأرباح، وأصبحوا أغنياء جدد في المجتمع وحولتهم شهرة مواقع التواصل من قناديل مظلمة إلى مشاهير مجتمع، وهذا ما ينطبق عليه المثل " تبدلت غزلانها بقرودها" فأصبحت التفاهة وجهة نظر ويتم تبنيها من قبل أفراد المجتمع.
في تطبيق تيك توك يتم عمل بث مباشر بين عدة أشخاص وإقامة التحديات التي لا تغني وتسمن من معرفة، وهذه التحديات تعتمد على إعجاب ودعم المتابعين للطرفين وإرسال الهدايا الإلكترونية، التي يتم تحويلها إلى نقود، كذلك نشر فيديوهات حدث ولا حرج لما وصلت له من تدني مستوى الأخلاق لا تصلح لمشاهدة العائلات، لما بها من ايحاءات جنسية وغير أخلاقية، ومع خاصية البث المباشر الذي يستخدمه أصحاب الحسابات على هذا التطبيق، والتي أتاحت لهم التحدث مع الناس مباشرة وفي أي وقت. والمحزن أن العدد الأكبر من هذه الحسابات هي للنساء من مختلف فئات العمر، ففي أحيان أخرى تستمر بعض النساء بالبث لبعد منتصف الليل بدون رقيب أو حسيب، وإذا قرأت التعليقات على احدى هذه البثوث تخجل من قراءتها، وكل هذا من أجل جمع أكبر كم من الهدايا التي يرسلها المتابعين للبث، التي تحول لدولارات كما أسلفت.
ففي تعاليمنا الإسلامية يلا يجوز للمرأة أن تمازح البائع أو تكثر من الكلام من أجل تخفيض سعر السلعة، فإن حياء المرأة أغلى من أي ثمن، قال الله تعالى: " فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا " فما بال بالتي تعقد بث مباشر مع الغرباء وتبادلهم أطراف الحديث في مختلف المواضيع العامة والشخصية، ويستمر لساعات طويلة، مع توزيع الابتسامات والضحكات المصطنعة. بل وصل الانحطاط الأخلاقي لأكثر من ذلك، نخجل من التحدث عنه، وأيضاً ظاهرة التسول الإلكتروني المنتشرة على وسائل التواصل الالكتروني بحجة الفقر، مع أن الفقراء تحسبهم أغنياء من التعفف، لكن هؤلاء تحسبهم أنذال من التسول، فيتم تصوير المنزل وأركانه، وأنه فارغ من الأكل، ويتم استغلال الأطفال في التسول، وكذلك طلب مصاريف العلاج والأدوية، وأيضا استغلال الأشخاص ذوي الإعاقة في جمع التبرعات، وغيرها من الطرق المبتكرة.
ألهذا الحد وصلنا من التردي والانحطاط الأخلاقي، الذي يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف، أم هو تغير في الثقافات والمفاهيم والمبادئ والقيم، أو هو الطمع والجشع وحب الشهرة وسهولة جمع المال، أو هو بسبب الفقر الذي يعتبر آفة المجتمعات؟!!.
أنا لست ضد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في كسب المال، ولكن أختلف مع الطريقة، فهناك الكثير من مشاهير السوشيال ميديا المحترمين أصحاب المحتوى الهادف، ويعملون في هذا المجال ويحققون الأرباح من الإعلانات أو المشاهدات وغيرها، لكن في المقابل هناك الكثير من التافيهن الذين صعدوا على السطح بمحتواهم الهابط فأصبحوا من مشاهير التواصل الاجتماعي.
نظام التفاهة:
لقد عرف الكاتب الكندي "آلان دونو" عام 2017 م في كتابة نظام التفاهة بأنه: " نظام اجتماعي تسيطر عليه طبقة من الأشخاص التافهين على جميع مناحي الحياة، وبموجبه تتم مكافأة الرداءة والتفاهة عوضاً عن العمل الجاد والملتزم"
حسب هذا المفهوم فإن العالم اليوم صار قائماً على هذه الصناعة، وأصبح الربح من الانترنت يسيطر على أفكار الناس، ويسلب عقولهم، وهذا يقودنا إلى النظرة المادية لأفراد المجتمع، فالكثير يعتقدون أن المال هو سبيل النجاح في هذه الحياة، وهذه حقيقة لا نختلف عليها، ولكن المال وسيلة للحياة ليس هدفاً محضاً، لأن الحصول على المال لا يكون بالتنازل عن المبادئ والقيم والأخلاق والهبوط والانحطاط الاجتماعي والتسطيح، فهو يشبه الحصول على الأموال بطرق غير شرعية.
الحصول على الأموال يحتاج للدراسة والعمل والجهد والمثابرة، لكن جمع المال والثراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يحتاج شهادات أو خبرات، بل يحتاج لطلاقة لسان، ونشر محتوى تافه. بعدها تجد الكثير من المتابعين المستهلكين والراغبين في شراء بضاعتك الرخيصة، فهؤلاء الأشخاص وجدوا أن أسهل الطرق لكسب المال هو صناعة التفاهة، التي حولتهم من ناس مغمورين إلى قمة الشهرة والأضواء، فيقوم الناس بالتصوير معهم ونشرها على حساباتهم من أجل جلب المتابعين.
ويفند "آلان دونو" مسلمات النظرية الكلاسيكية في الاقتصاد الرأسمالي التي تفيد بأن السوق تحركه اعتبارات عقلانية مضبوطة، بحيث يستشهد بالعواقب غير المحسوبة والخارجة عن سيطرتنا التي تسببها الخوارزميات وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبرأي الفيلسوف الكندي، فإن السبيل للإطاحة بنظام التفاهة لا يمكن أن يتم إلا بكيفية جماعية أو ما يصفه بـ "القطيعة الجمعية"، وليس عبر مناشدة الخلاص الفردي، مع ما يستلزمه ذلك من طرق تفكير راديكالية لإنهاء وجود المؤسسات والقواعد التي تضر بالصالح العام.
أرقام حول مواقع التواصل الاجتماعي:
هناك ما يقرب من 4.2 مليار مستخدم نشط لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم.
وفقاً لتقرير نشرته الجزيرة عبر موقعها الإلكتروني بتاريخ 22/5/2022م عن كيفية حصول المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي على الأموال الطائلة من هذه المواقع، مثل تطبيق تيك توك (TikTok)، وفيس بوك (Facebook‎‏) وإنستغرام (Instagram)، ويوتيوب (YouTube)، وغيرها من المواقع، حيث إن ذلك يتوقف على المتابعين وعدد المشاهدات التي يحظى بها المحتوى الذي يقدمونه. فعلى سبيل المثال يحتاج مستخدم تيك توك إلى 10 آلاف مشترك على الأقل في حسابه في "تيك توك" وأكثر من 270 مليون مشاهدة سنوياً، ليتمكن من كسب 100 ألف دولار من المنصة. ويحتاج مستخدمو إنستغرام إلى ما لا يقل عن 5 آلاف متابع، وإلى 308 منشورات مدعومة برعاية سنويا، لكسب 100 ألف دولار من إنستغرام. ووفقا للتقديرات، فإن المرء يحتاج إلى ما لا يقل عن ألف مشترك في قناته في يوتيوب ونحو 24 مليون مشاهدة سنويا، لكسب 100 ألف دولار من خلال يوتيوب. ولكسب المال من قناتك في يوتيوب، يجب أن تكون مسجلا في "برنامج يوتيوب بارتنر" (YouTube’s Partner Programme (YPP)) الشريك لليوتيوب، والذي يمكنك من جني الأموال من خلال إعلانات مصاحبة لمقاطع الفيديو التي تشاركها على قناتك.
منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين:
أصدرت شركة "آيبوك" المتخصصة في مجال مواقع التواصل الاجتماعي، تقريرها السنوي السادس عام 2021م، حول إحصائيات الواقع الرقمي الفلسطيني، وما مدى نمو وازدياد مستخدمي مواقع وسائل التواصل الاجتماعي داخل المجتمع الفلسطيني، وذلك بناءً على إحصائيات المواقع العالمية المتخصصة بالتحليل الرقمي لوسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب استبيان أجرته على شريحة من أفراد المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويشير التقرير إلى أن نسبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في فلسطين حسب الجنس وصلت إلى 53.1% من الذكور، و46.3% من الإناث، فيما بلغت نسب مستخدمي أشهر مواقع وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي في فلسطين بواقع 95.16% نسبة مستخدمي فيسبوك، و26.14% يتابعون تويتر، و81.53% يشاهدون يوتيوب، و63.28% يتابعون انستغرام.
ويرصد التقرير استخدام الهاتف المحمول بنسبة تصل إلى 83% من باقي الأجهزة المستخدمة في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تحتل الهواتف بنظام الأندرويد النسبة الأكبر من أنظمة التشغيل الأخرى المستخدمة بواقع 87%.
هل صناعة التفاهة عملية منظمة أو فقاعة عابرة؟
يرى بعض المفكرين أن أسباب سيطرة نظام التفاهة على الدولة والمجتمع هو من فعل النظام الرأسمالي النيوليبرالي الذي يهدف إلى استغلال الإنسان، والحصول على الأرباح بمختلف الوسائل بدون إعطاء أهمية لثقافة الإنسان ومبادئه وقيمه. هذا الواقع أدى إلى كسر منظومة القيم وتهميش الكفاءات، وهيمنت السلبية والتسطيح على المواطن. كما سيطر التافهون على الفضاء العمومي والإلكتروني في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، بسبب خطابهم التبريري الذي يفتقد إلى المنطق العلمي والعقلي مستغلين الجهل الذي تعاني منه مجتمعاتهم. فتسربت التفاهة إلى عالم المعرفة والفكرة والمنظومة الأكاديمية والثقافية والحضارية، وتم اشغال الناس بالتفاهة لإبعادهم عن حقوقهم، وترك المجال لأصحاب رؤوس الأموال بالتحكم في الاقتصاد الذي هو عصب الحياة وشريانها، ويحركون من وراء الكواليس نظام التفاهة، فالاقتصاد المبني على التفاهة لا يستطيع الانسان التحكم به أو التنبؤ بمستقبله، فالثقافة والحضارة وغيرها من المبادئ أصبحت تابعة لاقتصاد السوق وما يحدده أصحاب رؤوس الأموال.
أردنا من خلال هذه المقالة تسليط الضوء على ظاهرة انتشار التفاهة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف يتم استثمار التفاهة في الحصول على الأموال، كذلك توضيح تأثيرها السلبي على مجتمعنا الفلسطيني المحافظ المناضل، والعمل على مواجهتها بشتى الطرق، وذلك للمحافظة على ما تبقى من قيم وتقاليد وعادات مجتمعنا الأصيل، وأن نحافظ على عائلاتنا من هذا البلاء المنتشر، وبشكل خاص حماية أطفالنا الذين هم أمل المستقبل من التافهين؛ حتى لا يصبحوا فريسة لأفكارهم، فيتخذونهم قدوة، ويقلدونهم بكل شيء. فلا تدعوهم يسرقون أطفالكم منكم.



#سعيد_صالح_جبريل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستثمار في صناعة التفاهة


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد صالح جبريل - الاستثمار في صناعة التفاهة