الزواج بين المدني والكنسي

فهمي قلدس

الحوار المتمدن-العدد: 7486 - 2023 / 1 / 9 - 20:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

- اولا  الزواج المدني
1- هو  ما يُعترَف به من قِبل مؤسسة حكومية  ومسؤليين حكوميين وله وثيقة مثبتة ومعترف بها دوليا. 
2- هو زواجٌ مُشهر ومعروفٌ من قِبل الجيران والأصدقاء والأقارب.
3- هو  زواجٌ  له كاملُ حقوقه المدنية والقانونية. 

4- هو زواج  له سنٌ قانوني مُصرح به دولياً وعالمياً.
لابد من اثنين من الشهود لتوثيق هذا الزواج

-تاريخ الزواج المدني :

عُرف الزواج منذ بدء التاريخ الانساني،  فيقول الكتاب المقدس في سفر التكوين اصحاح2   عدد  18 "فقال الربُ الإله،  ليس جيدا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره.  في الإصحاح الرابع  عدد 1  يقول الكتاب المقدس  ( فعرف آدم حواء إمرأته، فحبلت وولدت قايين )
فهذه أول زيجة في التاريخ  لا يوجد بها عقد  مدني أو ديني
بل كان زواجا مدنيا مبنيا علي اتفاق متبادل
وتوالت الزيجات في الكتاب المقدس، ومن أشهرها في الكتاب المقدس زواج   يعقوب من ابنة خاله لابان ابن ناحور
ليئة
ففي تكوين 29  وعدد 22  ، جمع لابان جميع أهل المكان وصنع وليمة 23  فكان في المساء أخذ ليئة ابنته،  وأتى بها إليه ، فدخل عليها.
فهذا الزواج يعتبر زواجا مدنيا، لأن به اشهارا وتعريفا لكل أهل المكان.
ولا توجد لزواج يعقوب  أية مراسيم ولا عقود دينية.
الزواج حسب رأي باحثة في أصول العائلات  ( ستيفاني كونتز StephanieCoontz) في كتابها تاريخ الزواج:
كان الزواج عبارة عن تحالف لتبادل المصالح بين العائلات و تحالف عسكري بين قبيلتين لتكوين عصبة، وعمل أسر قوية برجالها وصناعة الثروة، ولتبادل المصالح بين الرجل والمرأة، فالرجل في الزراعة والمرأة  في مساعدته بالإضافة إلى الأمور المنزلية وتربية الأطفال.
- أقدم عقد زواج مدني:
وجد أقدم عقد زواج مدني بدولة تركيا  وهو عقد اشوري، ( العراق ) مكتوب علي حجر  طيني  ويرجع عمره إلى 4 آلاف عام.  ينص العقد أنه إذا  لم  تنجب الأم طفلا في خلال عامين، يتزوج الزوج بإحدى الإماء.
- الزواج في الحضارات القديمة
من أوائل الحضارات التي عرفت الزواج المدني وشروطه هي الحضارة الفرعونية
ومن شروط الزواج أن يتزوج الزوج بزوجة واحدة فقط
أن يكون شهود  ضم الأطفال للزوجة في حالة الطلاق
يعود أقدم عقد مدني فرعوني إلى سنة 231  ق. م.
في الحضارة الاشورية
الاشوريون من أوائل الشعوب الذين عرفوا الزواج ونظموه، وكان من بين شروط الزواج عند الاشوريين، لابد للزواج من عقد مبرم بين الطرفين وشهود وإشهار 
الاوروبيون القدماء
أيضا كان الزواج في اوروبا القديمة مدنيا لا دخل للديانات والفلسفات والأفكار التي اعتنقتها اوروبا للزواج بصلة،  فكان الزواج الأوروبي القديم يعتمد علي الإشهار والإعلان.

- ثانيا الزواج الديني (الكنسي) في المسيحية:

-هل يوجد سر  للزواج ؟
هذا السؤال هو مهم جدا لمعرفة ما هو سر الزواج ةفي يد من يجب ان يكون.
طبعا يوجد سر للزواج في المسيحية   ولكنه في يد الرب الاله فقط  ولا ولم يكن تحت قبضة رجال الدين لا قس بروتسانت ولا كاهن كاتوليك ولا كاهن ارثوذكسي، 
فكيف تبارك يد الرب  الزوجين في اتفاقهم المقدس  وياتي انسان  ليدعي انه لديه توثيق الهي جديد فهل يناظر الانسان الله ؟
فالايات الكتابية  التي تبارك الزواج وتجعله سرا مقدسا من  الرب القدوس فقط لا حصر لها فاضع القليل منها

تكوين 2 : 24   لذالك يترك الرجل الاه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا .
مرقس 10 :9    فالذي جمعه الله لا  يقدغرقه انسان.   هنا الاية واضحة فالله الذي جمع والله الذي بارك
امثال 18 : 22   اما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب.
واصحة ايضا انها من عند الرب
كورونثوس الاولي  7 :  2  ولكن لسبب الزني ليكن لكل واحد امراته وليكن لكل واحدة رجلها.     لا تدخل لرجل الدين ايضا،

-ذهب رجال الدين يتسللون لوضع أتباعهم تحت قبضة أيديهم، بداية بموافقة الأسقف فقط على الزواج،
ثم  مباركة الزواج المدني  فقط، 
ثم  الصلاة  فقط للزواج  المدني، 
ثم الزواج الكنسي تحت أياديهم، 
ثم عقود الزواج الكنسي وجعل الزواج سرا  لا يصلح لأي شخص القيام به إلا رجال الدين.

لم يوجد في عصر السيد المسيح ولا في عصر التلاميذ ولا في عصر الرسل ما يُدعى بالزواج الديني ( الكنسي)، فالتلاميذ كان منهم المتزوج  مثل بطرس.  لم يطلب السيد المسيح أن يزوجه مرة أخرى حسب الإيمان المسيحي، ولم يطلب منه أساسا مباركة الزواج علي يده، وفي عصر الرسل وبعد تأسيس الكنيسة المنزلية  لم نجد  زواجا كنسيا أو حتي مباركة زواج.
نجد أن الكتاب  المقدس يوضح لنا  في سفر أعمال الرسل  الكثير من المتزوجين كزوجين ( couples ) في زيجات مدنية قبل الإيمان بالسيد المسيح
في عصر الامبراطورية الرومانية قبل  وبعد إيمانها بالمسيح  لم يكن زواج كنسي  بل كان الزواج مدنيا منظما  من قبل الدولة الرومانية
- تطورات فكرة  الزواج  الكنسي

هل يوج
1- بداية الظهور أو أول فكرة عن الزواج
كانت أول فكرة  لموافقة الأسقف عن الزواج قد طرحها  الأسقف اغناطيوس (سنة   110  م)  وقال إلى بوليكاربوس الأسقف زميله  في توصية له وفكرة من  أفكاره،
إن الزواج لابد أن يكون بموافقة الأسقف حتي يكون الله موافقا على هذه الزيجة، وهنا نلاحظ موافقة فقط على الزواج، لا صلاة ولا زواج داخل الكنيسة،

2-  التطور الثاني لفكرة الزواج
نجد أسقف ميلان (ميلانو ) ايطاليا  الأسقف (امبروسيوس ambrose)  سنة (397 إلى 340)  يتكلم لأول مرة في التاريخ المسيحي عن مباركة الزواج عن طريق القسوس مباركة  فقط  وليس زواج داخل الكنيسة.
3-   التطور الثالث أول من نطق بكلمة زواج مسيحي
وأول مرة تذكر كلمة زواج مسيحي على لسان القديس اغسطينوس  في القرن الخامس فيقول  يجب أن يكون الزواج المسيحي الصالح في كل الأمم ولكل البشر .
4- التطور الرابع تاريخيا
للبابا  نيكولاس الأول سنة ( 858 - 867م ) في رسايله الي البلغار  ذكر فيها مباركة القس للمتزوجين  ( بعد عقد الزواج المدني )
فهنا مباركة فقط وليس زواجا كنسيا. 
5 - التطور الخامس،  ظهور إحدى القوانين لصلاة للزواج  
في عصر الامبراطور لاون السادس أصدر القانون  رقم  89 لسنة  893 م  ينص القانون على أنه مثلما توجد للتبني صلاة، يجب أن تكون للزواج صلاة أيضا، وحتى سنة 893 م لم تكن هناك على الإطلاق زيجات داخل الكنيسة.
6- التطور السادس لمراحل الزواج
في (سنة  1068م  )  قام الامبراطور الروماني الكسيوس الأول بجعل محاكمات الطلاق والميراث في قبضة الكنيسة 
7- المرحلة الأخيرة لتطور الزواج الكنسي
بعد مجمع ترنت  خلال ( 1545- 1563م)، ومنذ ذالك العصر، ظهر طقس الزواج الكنسي رسميا، وذلك لمنع الزيجات السرية خارج نطاق الكنيسة، فمنذ  القرن السادس عشر  طبقت الكنيسة الكاثوليكية الزواج بصفته سرا كنسيا رسميآ
منذ بداية الخليقة حتي االقرن السادس عشر   حتي  سنة 1550
لا يوجد على الإطلاق أي دليل على وجود عقود زواج كنسي    في الكنيسة الغربية والممثلة في الكاثوليك  ولا الكنيسة الشرقية  الممثلة بالارثوذكسية قبل القرن ال 16

اخيرا  فمباركة الزواج او الصلاة من اجل الزواج هي شيء  شخصي  يقبله الزوجان او لا يصليا بانفسهم  فلهم الحرية في ذالك.

#فهمي_قلدس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات