|
العلاقات السورية التركية إلى أين
محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 7479 - 2023 / 1 / 1 - 12:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن حراكا روسيا تركيا يجري لتحسين العلاقات السورية التركية التي ساءت بشكل كبير بعد عام ٢٠١١ إثر تدخل تركي صارخ في الحرب على سورية حيث قامت حكومات أردوغان المتتالية بدعم مجموعات ارهابية على الأرض السورية ، وفي هذا الاطار نجحت موسكو في عقد اجتماع ثلاثي ضم وزراء الدفاع و قادة أمنيين في كل من روسيا وتركيا وسورية ولم يرشح الكثير عن هذا اللقاء. تذكر التايم نقلا عن أشوشيتد برس المقال المقتضب التالي:
قادة الدفاع التركي والسوري والروسي يجرون محادثات مفاجئة
أسوشيتد برس صحيفة التايم
٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٢
(أنقرة) - قالت وزارتا الدفاع التركية والروسية يوم الأربعاء إن وزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا أجروا محادثات لم يعلن عنها من قبل في موسكو. وكان هذا أول اجتماع على المستوى الوزاري بين الخصمين تركيا وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أحد عشر عاما.
وقال بيان لوزارة الدفاع التركية إن رؤساء المخابرات التركية والسورية والروسية حضروا أيضا المحادثات في موسكو التي قالت إنها جرت في "جو إيجابي".
وقالت الوزارة إن النقاش ركز على "الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين وجهود الكفاح المشترك ضد التنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية".
وأضافت أن الجانبين سيواصلان عقد اجتماعات ثلاثية.
لطالما ضغطت روسيا من أجل المصالحة بين تركيا والحكومة السورية - الحليف الوثيق لموسكو - اللتان تقفان على طرفي نقيض في الحرب الأهلية السورية.
ودعمت تركيا مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. من جانبها ، نددت دمشق بسيطرة تركيا على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا تم الاستيلاء عليها في التوغلات العسكرية التركية التي بدأت منذ عام ٢٠١٦ لإبعاد الجماعات الكردية المتشددة عن الحدود.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الوزراء الثلاثة ناقشوا سبل حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين ومحاربة الجماعات المتطرفة.
وأشار البيان القصير إلى أن الأطراف أشارت إلى "الطبيعة البناءة للحوار ... وضرورة مواصلته من أجل زيادة استقرار الوضع" في سوريا والمنطقة ككل. ولم تقدم أي تفاصيل أخرى.
تأتي المحادثات في موسكو في أعقاب تحذيرات متكررة من تركيا من توغل بري جديد في سوريا بعد تفجير مميت في اسطنبول الشهر الماضي. ألقت السلطات التركية باللوم في الهجوم على حزب العمال الكردستاني المحظور ، وعلى وحدات حماية الشعب التي تتخذ من سوريا مقراً لها. كلا المجموعتين نفت تورطها بالعملية.
عارضت روسيا هجوما عسكريا تركيا جديدا.
تأتي الجهود نحو المصالحة التركية السورية أيضا في الوقت الذي يتعرض فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - الذي يواجه انتخابات رئاسية وبرلمانية في حزيران - لضغوط شديدة في الداخل لإعادة اللاجئين السوريين. تتصاعد المشاعر المعادية للاجئين في تركيا وسط أزمة اقتصادية تركية خانقة.
في وقت سابق من هذا الشهر ، قال أردوغان إنه اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد سلسلة من الاجتماعات الثلاثية بين الوزراء الروس والسوريين والأتراك ، والتي يمكن أن تتوج بقمة تجمع قادة الدول الثلاث.
من جانب أخر ، ذكرت وكالة شينجوا الصينية يوم ٢٩/١٢/٢٠٢٢ بأن لقاء تال سيجمع وزراء الخارجية السوري والروسي والتركي لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا
وقد ذكرت شينجوا أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد قال الخميس الفائت إن الاتصال القادم مع الحكومة السورية كجزء من خارطة طريق للحوار بين البلدين سيكون بين وزيري الخارجية.
وقال جاويش أوغلو للصحفيين في إفادة صحفية في موسكو إن اجتماع وزراء الخارجية سيكون المرحلة الثانية من الاتصال بعد اجتماع وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا في موسكو يوم الأربعاء من أجل التطبيع بين تركيا وسوريا في الحرب السورية المستمرة منذ عشر سنوات.
وتابعت قائلة يمثل الاجتماع في موسكو أول اتصال رفيع المستوى بين الجارتين منذ عام ٢٠١١ عندما اندلعت الحرب السورية ، حيث دعمت تركيا المعارضين الذين يقاتلون القوات الحكومية السورية.
وقال جاويش أوغلو "يمكنني القول أنه كان اجتماعا مفيدا. نرى أن التواصل مع الحكومة (السورية) مهم من أجل حل سياسي للأزمة السورية".
وأضاف "من المقرر الآن عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية. لكن لا يوجد جدول زمني محدد بعد لعقد مثل هذا اللقاء".
وأشار الوزير التركي إلى أن هذا التواصل مع دمشق مهم للغاية أيضا للمصالحة الوطنية السورية .
لكن جاويش أوغلو شدد على أن أنقرة لم تغير موقفها من توغل بري محتمل في سوريا في حالة وجود تهديد لتركيا رغم الحوار المستمر.
وقال "معركتنا ضد الإرهاب في سوريا ستستمر بعزم. يمكن أن يكون ذلك برا أو جوا. المشاركة الحالية مع الحكومة والاتصالات المباشرة وغير المباشرة لا تمنعنا من محاربة الإرهاب".
وذكرت شينجوا أنه في كانون أول الماضي ، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية برية في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
تعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني ، الذي تم إدراجه كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، وقد تمرد على الحكومة التركية لأكثر من ثلاثة عقود.
الأزمات الكبرى لا تنتهي إلا بالتوافق الكبير بين الأطراف المتنازعة ، وفي الحرب على سورية ، الطريق للحل يكون عن توقف القوى الخارجية المتحاربة على الأرض بالوكالة عن دعم وكلائها والتوافق مع الدولة السورية الرسمية لتفكيك بؤر التوتر أينما كانت على الجغرافيا السورية .
المراجع صحيفة التايم وكالة أسوشيتد برس وكالة شينجوا
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نتنياهو الخطر في السلم والحرب
-
مستقبل الدرونات و الدرونات في العالم
-
تغير المناخ إلى أين
-
استنساخ البشر والمخاوف المرتبطة به
-
طباعة منازل ثلاثية الأبعاد
-
خطر الفساد المسلح
-
تدمر ..... إلى خالد الأسعد
-
إنترنت كل شيء نظرة عامة كاملة
-
على شفا السلام:المفاوضات الإسرائيلية السورية
-
رسالة من اينشتاين إلى ابنته
-
هنري كيسنجر- كيف نتجنب حرب عالمية أخرى
-
خلية وقود الهيدروجين هي مستقبل الطاقة والتنقل
-
على أعتاب عام جديد نستحضر المزيد من السعادة
-
تسعير الكربون: أداة مهمة في مكافحة تغير المناخ
-
هل أنت تتعامل مع الشخص الخطأ؟
-
المدينة المستدامة: ما تحتاج لمعرفته عن المدينة الخضراء
-
المدينة العائمة: نظرة عامة كاملة وآثارها المستقبلية
-
علماء الاقتصاد السلوكي
-
حروب أهلية مشينة
-
نعوم تشومسكي: النيوليبرالية وجذور الفاشية الجديدة
المزيد.....
-
مصر تختتم اليوم الأول من انتخابات الرئاسة.. كيف تبدو فرص الس
...
-
الرئيس الأرجنتيني الجديد يغني لفرقة روك شهيرة: -أنا أسد.. وح
...
-
في يومها الـ66.. الحرب على غزة لحظة بلحظة
-
اتفاق بين موسكو والرياض قد يؤدي إلى فوز ترامب
-
مصادر أمريكية تؤكد رغبة واشنطن بإنهاء حرب غزة قبل حلول العام
...
-
الاحتلال يشن حملة اقتحامات واسعة النطاق بأنحاء متفرقة من الض
...
-
المشروع الصهيوني.. مفارقات وكواليس
-
إسرائيل وفلسطين.. لوفيغارو: لحظة الحقيقة تقترب
-
-شرحها لمسؤول إسرائيلي-.. ما هي -نظرية السنوار- في حرب غزة؟
...
-
هل تتمتع بالذكاء العاطفي؟ 7 عبارات تكشف لك الحقيقة
المزيد.....
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو جبريل
-
كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية
/ عبدالجواد سيد
-
العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الموسيقى والسياسة: لغة الموسيقى - بين التعبير الموضوعي والوا
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
العدد السادس من مجلة التحالف
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
السودان .. أبعاد الأزمة الراهنة وجذورها العميقة
/ فيصل علوش
-
القومية العربية من التكوين إلى الثورة
/ حسن خليل غريب
-
سيمون دو بوفوار - ديبرا بيرجوفن وميجان بيرك
/ ليزا سعيد أبوزيد
-
: رؤية مستقبلية :: حول واقع وأفاق تطور المجتمع والاقتصاد الو
...
/ نجم الدليمي
-
یومیات وأحداث 31 آب 1996 في اربيل
/ دلشاد خدر
المزيد.....
|