أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام عتال - الندبات (القصة الأولى من سلسلة خمس قصص قصيرة)















المزيد.....

الندبات (القصة الأولى من سلسلة خمس قصص قصيرة)


حسام عتال

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 30 - 11:28
المحور: الادب والفن
    


في جسدي ندبات كثيرة.

الصغيرة من تلك الندبات علمتني دروسًا صغيرة مثلها. فعندما علقت رجلي في السلك الشائك في محاولة للهروب من معسكر دورة الأغرار، وصار السلك ينغرز أكثر في اللحم وأنا أحاول تخليصها، تعلّمت حينها لِمَ صُمِّمَ السلك الشائك بنتوءاته الحادة مشعبة في كل اتجاه. وعندما انزلقت سكين الجيب وأنا أبري عود القصب في إحدى ليالي مخيمات الكشافة في رأس البسيط، وكادت تبتر سبابتي؛ فهمت عندئذ أن البري بالسكين يجب أن يكون من الجسد باتجاه الخارج، وليس العكس. بينما الحرق في كفي الأيمن الذي سببته (الفتيشة) الحارقة يوم العيد، جعلني أدرك أن تهديدي أصدقائي برميهم بـ (الفتيش) الحارق له مدة صلاحية لا تتجاوز عشر ثوان.

إلّا أنّ ما أريد توثيقه هنا هو الندبات الأكبر والأكثر عمقًا؛ الندبات التي فشل الجسد في إخفائها، فظهرت كالأخاديد التي تصنعها السيول في سفح الجبل، لتكون شاهدة دائمة على مكان وزمان حدوثها. هذه هي الندبات التي سأكتب عنها، وتوخيًا للسهولة سأفعل ذلك بحسب توالي موقعها التشريحي، من قمّة الرأس إلى أخمص القدم.

الندبة الأولى (أعلى الرأس):

ضع مسطرة في أعلى أذني اليسرى وقس مسافة ثمانية سنتمترات للأعلى، ستجد هناك ندبة هلالية الشكل، بطول خمسة سنتمترات وعرض سنتمتر واحد. هذه الندبة نتيجة سقوطي من شبّاك غرفة النوم إلى القبو أسفل بيتنا مسافة أربعة أمتار تقريبًا.

حصل ذلك في أحد البيوت التي سكناها في حي التجارة بدمشق في بداية السبعينيات من القرن المنصرم. كان والدايَ موظفينِ من ذوي الدخل المحدود، وفي محاولاتهم لتعزيز دخل العائلة كانوا يشترون بيتًا جديدًا، ينتقلون إليه، ثم يبيعون القديم، وبذلك يكسبون بعض المال، كانت أمي تقول: إنّنا اشترينا وبعنا سبعة عشر بيتًا وأربعة مخازن (لم نسكن في جميعها بالطبع). انتقلنا إلى هذا البيت في حي التجارة عندما كنت في العاشرة من عمري، كان بيتنا في الطابق الأول من البناية التي تجاورها مباشرة بساتين الغوطة؛ تمتدّ البساتين خلف البناية حتى حي ركن الدين الذي يقع إلى الغرب، ومن جهة الشرق حتى بيوت جوبر الطينية.

أنشأ البناية أخوان من دير عطية، كانا قد جمعا رأس مالهما من عملهما كمقاوليّ بناء في السعودية، في رحلة تمتدّ شتاءً وصيفًا كما كان يحدث في قديم الزمان، ظلّا يتنقلان بين السعودية شتاءً وسوريا صيفًا. ربما لأنهم من سكان سوريا الأصليين، كانوا قصيريّ القامة وسمر البشرة، وكذلك زوجتاهما وأولادهما، فعندما يمشون سوية بانوا كأنّهم خرجوا للتوّ من إحدى الحكايا عن الأقزام السبعة. كان والدايَ يكنّان لهما مودة وحبًا، وكنت أسمع والدي يردد:
ـ "أهل القلمون من أطيب الناس، وأنا آمنهم حتى على أولادي!".

لم يدرِ والدي حينها أن نبوءته ستتحقّق قريبًا.

حين انتقلنا إلى البيت الجديد أصبح لي أصدقاء جدد، وأصبح لأيامي روتينٌ جديدٌ معهم. بعد المدرسة، كنت ألقي حقيبتي في بهو البيت، وأركض إلى الساحة الترابية المواجهة لبيتنا، لكي ألعب الكرة مع أولاد أصحاب المبنى وبقية أولاد الحارة، كل ما كنّا نحتاجه لإقامة الملعب الذي سنلعب الكرة فيه، وبمهارة لا يجيدها سوى الأطفال، هو أربع قطعٍ من الطّوب الخفّان - وما أكثرها حول بنايتنا - نضع خفانتين لتحديد كل مرمى، ثم أربع قطعٍ من الأحجار نحتاجها لتحديد زوايا الملعب، ما تبقّى من حدود الملعب يخضع لتخميناتٍ بصرية لطالما كانت عرضة للجدل والسب والعراك؛ هل خرجت الكرة خارج المرمى؟ أم دخلت المرمى فعلًا؟ القرار في هذه الأمور يمتلكه صاحب الصوت الأعلى والقبضة الأثقل.

امتلكت الساحة ميزة فريدة تتمثّل بوجود بئر في منتصفها، استدعى هذا الأمر مهمة أخرى تتجلّى بتفادي سقوط الكرة أو أحد اللاعبين فيها، فالبئر لم تكن لها جدران محيطة بها. كانت البئر تروي الأرض عندما كانت بستانًا أخضر، ولكن أصحابها لم يردموها قبل أن يقطعوا أشجار البستان، ويبيعوه لمقاولي الأبنية السكنية.

بعد انتهاء اللعب، وقد تعسّر التعرّف إلينا، وتمييز أحدنا عن الآخر، بسبب الغبار الذي يكسونا وكأنه طبقة طلاء من أجل التمويه الميداني؛ كنّا نستكشف بساتين الغوطة بأناة، وكأن رعونتنا في لعب الكرة كانت خُلقًا عارضًا، نتبنّاه حينًا، ثم ننساه. كنّا نجمع الجوز والتوت والرمان من محيط الطريق الترابيّ الضيّق المحاذي لنهر توره، نمتصّ أعواد العرقسوس، نمشي ونحن نجرّ عصيّنا وراءنا لتترك خطوطًا متعرجة بتعرج تسكّعنا فوق الطريق الخالي سوى من رجُل ببدلة مهترئة على درّاجة صينينة الصنع (كنا نسميها ثلاث حيات بسبب ماركتها، وهي كانت في حقيقتها لتنّين بثلاثة رؤوس). هذا الرجل على غالب الأمر موظف صغير، أو معلّم مدرسة قادمٌ من بيئة زراعيّة، يرغب بتعزيز دخله الزراعيّ المحدود من خلال وظيفةٍ في إحدى الدوائر الحكوميّة. وكنّا في أحيان أخرى نصادف شيخًا يلبس شروالًا أسود بدكّة طويلة، شارباه مفتولان، ظهره منحنٍ، وعكازته في يده، ينظر إلينا وكأننا كائنات دخيلة أتت من كوكب آخر، وتعدّت على عالمه الخاص.

قبل أن نصل حارات جوبر الضيّقة كانت طاحونة العرقسوس بعجلتها الكبيرة المنغمسة في النهر حتى منتصفها، تدور مصدرة أنينًا كالطفل الجائع، وترسل رائحة العرقسوس كأنها الإكسير المخدر قد ضُخّ من أُسطوانة في إحدى غرف عمليات المشفى. أخيرًا نصل حيث يقبع الكنيس اليهودي المهجور في إحدى الزوايا، وعندها نعرف أنّ وقت الالتفاف والعودة قد حان.

مع مرور الزمن سيُطمر نهر توره، وستختفي البساتين بوتيرةٍ سريعةٍ وتتحول إلى ساحات مغبرّة كما حصل للساحة التي كنا نلعب فيها أمام بيتنا. سترتفع فيها بنايات إسمنتية رمادية كالحة فيما بعد، حتى تلتصق جوبر وبقية القرى المجاورة بدمشق في كتلة معمارية بلا معالم أو ملامح محددة.

كأن ذلك كلّه لم يكن مثيرًا كفاية، كنت أتشوق للعودة إلى البيت لقراءة الكتب التي كنّا نشتريها أنا وأخي الكبير من مكتبة التجارة. صاحبها النحيل ذو الشعر الرمادي المفروق بدقة من المنتصف تمامًا كان قد ربّى أعرَضَ سالفين رأيتهم في حياتي، فيبدو رأسه كأنّه قد هُرس بين فكيّ كمّاشة. كان رجلًا لطيفًا معنا يحجز لنا كل أسبوع نسخة من مجلة تان تان المفضلة لدينا، نتقاسم أنا وأخي ثمنها، ونتناوب على أولوية قراءتها كل أسبوع، ذات يوم كان دوري في القراءة أولاً، فتلكأت في قراءة المجلة وتركتها نصف مفتوحة برهة على السرير، لإغاظة أخي فقط، حيث يستطيع رؤية بعض محتواها دون أن يستطيع قراءتها بالكامل. ولأنّ الطقس يومها كان حسنًا، اخترت الجلوس على الشبّاك لقراءة المجلة ومعرفة ما حلّ بـ ريك هوشيه في آخر حلقة من "غزو الأرض".

هنا عليّ أن أشرح ماذا أعني بالجلوس على الشباك؛ كان للشبّاك قسمٌ خشبيٌّ خارجيٌّ وكنّا نسميه (أباجور)، الجزء السفليّ منه يُفتَح للخارج على شكل رقم 8، فتشكّل قاعدته عارضة أفقيّة. هذا هو القسم الذي جلست عليه بالذات، فقد كنت عمليًا أجلس في الخارج بينما رجلاي تستندان إلى حرف النافذة. بعد أن ركزت مؤخّرتي على العارضة، ظننت أنّني حققت التوازن المريح، انتقلت بسرعة لمنتصف المجلة، متجاوزًا قصص مارك فرانفال و دينو أتانازي إلى مغامرات ريك هوشيه وبدأت القراءة. رأيت بطرف عيني أخي يتقدم إلى النافذة وعلى وجهه تعبير غامض، وقف برهة كما لو أنّه يتدبر أمرًا، ثم حرّك مقبض (الأباجور)، وأغلقه!

ما زلتُ حتى اليوم لا أدري ما قصده أخي من فعلته تلك، أنا أعرف جيدًا شغفه بكل شيء ميكانيكي، لكن ذلك المقبض لم يكن بالتعقيد الكافي لإثارة فضوله، أفضّل أن أتخيّل أنّه أراد إثارة الخوف في نفسي، أو أنّه ربّما لم ترق له طريقة جلوسي اللامبالية، فأراد تلقيني درسًا في أدب الجلوس. وجدت نفسي معلّقًا في الهواء لحظةً، لا شيء آخر بعد ذلك، السواد فقط! القبو تحتنا لم يكن قد سكنه أحدٌ بعد، فأرضُهُ ما تزال مليئةً بقطع الحجارة المتكسّرة والتراب، سقطتُ على رأسي، وغبتُ عن الوعي لحظةَ ارتطامي بالأرض مباشرةً.

ما تلا تلك اللحظة من أحداث سمعتُها من أشخاصٍ آخرين غيري بعد عودتي للوعي. قيل لي إن أخي قد أغمي عليه عندما رأى الدم الأحمر ينصبّ من رأسي بتدفقات نابضة، وإن ابن صاحب البناية ـ صديقي الذي يكبرني بسنة واحدة ويسكن في الطابق الرابع ـ قد أبلغ والده بإصابتي، وإن والده نظر في الفتحة أعلى رأسي، ورأى عظم الجمجمة أصفر لامعًا، وأنه حملني إلى سيارته التويوتا كراون الخضراء، وقادها إلى إحدى غرف الإسعاف في مشفى المواساة. وإنّ والدتي عندما عادت من عملها كمدرّسة لمادة اللغة الإنكليزية في ثانوية بسام حمشو للبنات، التقت بصديقي ـ هو نفسه الذي أخبر والده صاحب البناية بإصابتي ـ ولسبب ما قال لها: "ابنك قد صدمته سيارة ومات".

ما دهاه؟ هل تخيل يومها أن سيارة ما قد صدمتني، ودفعتني قوّة الصدمة عبر سور البناية إلى القبو، ومتُّ هناك. لحزني الشديد لم أحصل على الجواب.

لابد أننّي استعدت وعيي للحظات في المشفى لأنّني أذكر الممرضة التي كانت تنظر في وجهي، فيما أنفي تخرّشه رائحة اليود والكلوروفين. سمعتها تقول للطبيب المتدرّب الشاب، وهي تلهو بعلكتها؛ تلوكها، تنفخها، وتطقطق بها: "هي الله بعتلك ولد حليوة تتعلم فيه خياطة الجروح!"، ثمّ تنظر إليه وتبتسم تلك الابتسامة التي لم أكن أدرك مغزاها في تلك المرحلة من عمري، ثم تعود لتطقطق بعلكتها مرة أخرى.

مع غروب الشمس عدت إلى البيت وقد لُفّ رأسي بالقطن والشاش الأبيض؛ ما عدا بقعة مشبعة باليود الأصفر في مركزها لطخة دم حمراء في المكان الذي وضع فيه الطبيب ـ بإرشادٍ من ممرضته ـ ستّ قطب لإغلاق الجرح، وهكذا بدا رأسي كأنه انعكاس لقرص الشمس الذي كان يغرب خلف جبل قاسيون!

وجدتُ أمي في البيت حزينة باكية، وهي تظنّ أنّني قد متّ، بينما كان أخي مستلقيًا على السرير في غرفة النوم وهو يقرأ مجلّة تان تان، وقد ركن رجليه المرفوعتين إلى حافة الشباك الذي سقطّتُ منه.

ما تلا ذلك لم يكن سيئًا بالضرورة. ربّما كان حسنًا بشكل ما كحلم أيّ طفل في عمري، بقيت في البيت أسبوعًا بأكمله، أعدت فيه قراءة مجلات تان تان المكوّمة في الخزانة كلّها. كنت أقرأها بصوتٍ عالٍ لأمي وهي تطبخ في المطبخ، أو تنظف البيت، أو تحوك كنزات الشتاء الصوفية، أو تصحّح أوراق امتحان تلميذاتها المطويات من اليسار في أعلى الصفحة على شكل مثلث أسود يخفي اسم الطالبة. كنت أتابع القراءة حتى عندما تعطيني أمي دبوسًا لكي أفتح المثلثات المطويات وأنقل الدرجات من ورقة الامتحان إلى جدول العلامات، كنت أمارس تعدد المهام كما كانت تفعل أمي في يومها المليء بمختلف المشاغل التي تمارسها بوصفها زوجةً وأمًّا ومدرّسةً وربّة بيت.

وكنت أقرأ مجلاتي في غرفة الضيوف حين يأتي أصدقاء عائلتنا لزيارتنا؛ الضابط منهم والمعلم والمصرفيّ، بصحبة زوجاتهم. كنت أجلس على الأرض حينها في زاوية الغرفة، أفرش مجلاتي أمامي مرتبة بحسب تواريخ إصدارها. أختلس النظر إلى ضيوفنا، أجد الرجال وسيمين ببدلاتهم الرمادية وربطات العنق الضيقة، وأحذيتهم اللامعة. أجد النساء أيضًا حسناواتٍ يفِضنَ أنوثةً، بتنوراتهنّ القصيرة وشعرهنّ المعقوف من أسفله على طريقة جاكلين كيندي. أراقبهم وهم يزفرون ما عبّوه من سجائر الكنت والونستون في سحابات، وأسمعهم يناقشون أمورًا لا أفقه منها شيئًا.

أحدهم يقول: "ما الذي يدفع برئيس أمريكا لزيارة بلد صغير وفقير كسوريا، متى كانت أمريكا تهتمّ بالعالم الثالث؟"، فيجيبه الثاني ـ أطولهم ـ وهو يميل برأسه ويشعل سيجارته بولّاعةٍ ذات مخزن كريستاليّ بيضويّ كبير بحجم البرتقالة: "اسمعوها مني، ملفات المنطقة ستسلم إلى سوريا بعد وفاة عبد الناصر وطرد المنظمة من الأردن"، يعتدل الثالث في جلسته وهو يجرع نصف كأس الشاي المحلّى أمامه، ثمّ يعيده إلى (الطربيزة) المغطاة بمفرش مقصّب، وهو يقول بصوت عميق مشوبٍ بغنّة: "الله يستر! ترحموا إذًا على المقاومة الفلسطينية في لبنان". يرد الأول وهو يهزّ برأسه: "وعلى لبنان أيضاً، لا تنسَ لبنان!".

ثم أصغي لأحدهم يتساءل: "ما العمل إذًا؟" وألاحظ فترة صمت يضيف فيها الحضور سحابات دخانية إضافية تدور حول الثريا في السقف، ثم تتراقص في فضاء الغرفة، أخيرًا يرفع الرجل الطويل حاجبه ويعقد جبينه، وهو يرمي الولّاعة في الهواء، ثم يلتقطها كأنها قنبلة يدوية قائلًا: "لا شيء البتة! لا شيء، ليس باليد حيلة، كل شيء بيد الأمريكان!".

في ذلك اليوم، وفي ذلك الركن من الغرفة، كان عهدي الأول بعبثيَة النقاش السياسي، وأول لقاء لي مع فنون اللامبالاة والتهرّب واللامسؤولية.

توفي صديقي ـ ابن صاحب المبنى ـ بعد أسبوعين، بينما كان يقفز على السرير المجاور للشباك المفتوح. تعثّر وسقط من الطابق الرابع ومات من فوره، موته كان السبب في عدم إتاحة الفرصة لي للاستفسار عن سبب إخباره أمي أنّ سيارة صدمتني وأنّني قد متّ.

لم يعد الأمر مهمًا! كان صديقي ـ أول شخص أعرفه جيدًا وأحبه ـ قد مات، وبموته عصفت بتفكيري الطفوليّ كل أسئلة الحياة والموت؛ الموت الذي نجوت منه عندما أنقذني والده، الموت الذي حلّ به بدلًا عني.
متذرعان بصغر عمري، لم يصحبني والدايَ إلى جنازته. لكننا ذهبنا إلى القداس في كنيسة باب توما في أربعينيته. هناك في بهو الكنيسة الواسع العالي السقف سمعت الترانيم الكنسيَة الجنائزية لأوّل مرّة، تلك الترانيم الملائكية لم تسعفني في تفسير ألغاز الحياة والموت، لكنها سرّت عن روحي ورفّهت عنها، وولّدت لدّي حبًا لموسيقى الجنائز (الريكريم)، والذي تطوّر بمرور الوقت إلى شغفٍ بالموسيقى الكلاسيكية (الكونسرت) بأشكالها كلّها.

اليوم عندما أتلّمس تلك الندبة في رأسي؛ أتذكر صديقي وأتخيّله يلعب مع أترابه في بساتين الغوطة وألحان الموسيقى تحلّق في الأثير، أتخيّل البئر في منتصف الساحة الترابية، وحارات جوبر، ولبنان، وفلسطين، وما تبقى من سوريا، وأتذكر أيضًا تفاصيل قصص ريك هوشيه، وكأنني قد قرأتها البارحة في سريري قبل النوم!



#حسام_عتال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاحنة الحمراء (قصة قصيرة)-


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام عتال - الندبات (القصة الأولى من سلسلة خمس قصص قصيرة)