علي إبراهيم آلعكلة
كاتب
(Ali Ogla)
الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 00:30
المحور:
الادب والفن
في تسعينيات القرن الماضي كنت اعمل في مكتبي الزراعي في ضواحي بغداد وبحكم عملنا المباشر مع الفلاحين وعشائرهم توطدت العلاقة بيننا. وفي احد الايام دخل مكتبي رجلٌ وقور عليه صفات الهيبة وجلس بكل احترام وتواضع واشترى مني مستلزمات لمزرعته وعرفت فيما بعد إنه احد رؤساء العشائر الكبيرة في المنطقة. وتكررت زيارات الرجل وتعرفت على أبنائه وفي احد الايام ذهبت اليهم وقت الظهيرة بدعوة على الغداء وبعد ان انتهينا منه ذهب الشيخ واخذ قيلولة للراحة بينما بقيت أنا مع ابنائه نتبادل اطراف الحديث وفي العصر دخل علينا الشيخ وفي يدهِ طبق كبير (صينية) مملوء بالرقي والبطيخ والعنب وعليها مكعبات من الثلج فخجلت من تواضعه ورفعته وكنت آنذاك شاباً في العشرينيات من العمر. لقد تعلم هؤلاء الرجال من الحياة التواضع والبساطة وايضاً الحزم عندما يتطلب الأمر ذلك وعرفت حينها سر مكانتهم وعلو شأنهم بين الناس وحقاً من تواضع لله رفعه، استذكر ذلك وقد مرت على وفاة الشيخ اكثر من عشرة أعوام لكنني مازلت على تواصل مع ابنائه الذين هم ثمار طيبة لتلك الشجرة.
#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)
Ali_Ogla#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟