أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - دانيال تانورو - مؤتمر المناخ السابع والعشرون: انتصار لرأس المال الأحفوري














المزيد.....

مؤتمر المناخ السابع والعشرون: انتصار لرأس المال الأحفوري


دانيال تانورو

الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 00:37
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


دانيال تانورو Daniel Tanuro

مُنيت السياسة المناخية للرأسمالية الخضراء، بأبعادها الثلاثة (التخفيف، والتكيف، والتمويل)، بالفشل في قمة شرم الشيخ (6-18 نوفمبر 2022). كاد الاتحاد الأوروبي، بطل الرأسمالية الخضراء، ينسحب. ومن ناحية أخرى، انتهى المؤتمر بانتصار رأس المال الأحفوري1.

يعد هذا الانتصار في المقام الأول نتاج السياق الجيوسياسي لما بعد الخروج (؟) من الجائحة وزادت من حدته الحرب العدوانية الروسية على الشعب الأوكراني. دخلنا بالفعل ظرفية تنافس إمبريالي متنام وإعادة تسلح شامل. إن الحروب، إذا جاز التعبير، لا تزال محلية، ولم يجر إعلانها جميعا بعد، لكن احتمال نشوب حريق يقض مضجع جميع القادة الرأسماليين. وحتى لو كانوا لا يريدونها، فإنهم يستعدون لها، وهذا التحضير يستتبع، على نحو مفارق، تسريع تطوير الطاقات المتجددة وزيادة استخدام الوقود الأحفوري، وبالتالي توسعا كبيرا في إمكانيات الربح للمجموعات الرأسمالية الكبيرة المنتجة للفحم والنفط والغاز … ولرأس المال المالي الماثل خلفها.

الرعاية الرأسمالية

ثانيا، إنه نتيجة لطبيعة سيرورة مؤتمر الأطراف ذاتها. منذ باريس، تصعدت الرعاية الرأسمالية لهذه القمم. وفي شرم الشيخ، يبدو أن الكم قد تحولت إلى نوع. فمن بين الشركات العشرين الراعية للحدث، ثمة شركتان فقط لا صلة لهما، مباشرة أو مداورة، بصناعة الوقود الأحفوري. لقد أرسلت جماعات الضغط المعنية بصناعة الفحم والنفط والغاز أكثر من 600 مندوب إلى المؤتمر. ويجب أن يضاف إليهم “المتسترون الأحفوريون” في وفود العديد من الدول (بما في ذلك ممثلو الأوليغارشية الروسية الخاضعة للعقوبات!)، ناهيك عن الوفود الرسمية التي تتألف فقط من هؤلاء “المتسترين”، ولاسيما تلك الخاصة بممالك النفط في الشرق الأوسط.

يبدو أن كل هذه الحثالة الأحفورية قد غيرت التكتيك، إذ عوض إنكار تغير المناخ، أو أصله “بشري المنشأ”، أو دور ثاني أوكسيد الكربون CO2، ينصب التركيز الآن على “الأحفورات النظيفة” وتقنيات إزالة الكربون. نظم وفد الإمارات (ألف مندوب!) حدثا على هامش البرنامج الرسمي لجذب الشركاء للتعاون في مشروع “نفط أخضر” ضخم يتكون (بغباء، لأن التكنولوجيا معروفة) من حقن CO2 في حقول النفط، للحصول على المزيد من النفط… الذي سينتج عن احتراقه المزيد من CO2.

من المسؤول؟

ويأتي دور عامل ثالث، أي دور الرئاسة المصرية. أثناء الجلسة العامة الختامية، شكرها ممثل المملكة العربية السعودية باسم بلده وجامعة الدول العربية. لقد حققت ديكتاتورية الجنرال السيسي بالفعل أداء مزدوجا: ترسيخ نفسها كبلد يمكن زيارته على الرغم من القمع الشرس لأي معارضة، من ناحية؛ والتظاهر بأنها الناطق الرسمي باسم الشعوب المتعطشة إلى العدالة المناخية، وخاصة بأفقر قارة في العالم… على الرغم من أنه كان يتصرف في الواقع بالتواطؤ مع أكثر المستغلين الأحفوريين عنادا، الأثرياء لدرجة أنهم لم يعودوا يعرفون ماذا يفعلون بثروتهم.

وأضاف الممثل السعودي في كلمته الختامية ما يلي: “نود أن نصر على أن الاتفاقية [اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ] يجب أن تتعامل مع الانبعاثات، وليس أصل الانبعاثات”. وبعبارة أخرى: دعونا نستغل ونحرق الوقود الأحفوري، ولا حاجة لإزالة مصدر الطاقة هذا، وما علينا سوى التركيز على كيفية إزالة CO2 من الغلاف الجوي، عن طريق “تعويض” الانبعاثات (احتجاز الكربون وتخزينه، ومزارع الأشجار، وشراء “حقوق التلوث”، إلخ).

تذمر الأوروبيون وتجرعوا الاهانة: “إن إمكانية البقاء دون الـ 1.5 درجة مئوية أصبحت منخفضة للغاية وتكاد تزول”، هذا ما يقولون في جوهر الأمر. إنها الحقيقة، ولكن من هو المسؤول؟ سيكون سهلا للغاية إلقاء المسؤولية على الآخرين. وفي الواقع، أبطال الرأسمالية الخضراء هؤلاء عالقون في منطقهم النيوليبرالي: إنهم لا يؤمنون سوى بالسوق؟ حسنا إذن، لقد هيمنت الأحفورات، التي تهيمن على السوق، على مؤتمر المناخ…

لم يجرؤ أحد، هذه المرة، على القول، كالعادة، إن مؤتمر الأطراف هذا، “وإن كان مخيبا للآمال”، إلا أنه كان “خطوة إلى الأمام”. وفي الواقع، هناك أمران واضحان وضوح الشمس الآن:

– لن تكون هناك “خطوات” حقيقية “إلى الأمام” بدون تدابير جذرية مناهضة للرأسمالية ومناهضة للإنتاجوية؛

– لن تنبثق تلك التدابير من مؤتمر المناخ، بل من النضالات وتضافره.

مقتطفات من “النصر الأحفوري في شرم الشيخ : لم يبق سوى النضال”، الإنترنت على الرابط التالي
المصدر:

Hebdo L’Anticapitaliste – 639 (01/12/2022)

ترجمة المناضل-ة



#دانيال_تانورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كان ميخائيل سيرغييفيتش غورباتشوف؟
- حرب روسيا على أوكرانيا- انهزامية ثورية أم انهزامية مضادة للث ...
- هل يمكن للرأسمالية أن تكون خضراء؟
- أثمان المنتجات الزراعية المستعرة، والوقود الزراعي، و الرأسما ...
- البديل المناهض للرأسمالية


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - دانيال تانورو - مؤتمر المناخ السابع والعشرون: انتصار لرأس المال الأحفوري