أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - مسؤولية الأزمة الفلسطينية














المزيد.....

مسؤولية الأزمة الفلسطينية


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


-1-
لا أحد ينكر أن فلسطين اليوم في أزمة كما كانت منذ نصف قرن ويزيد.

ولا أحد ينكر أن الشعب الفلسطيني في ورطة، ويسف التراب.

ولا أحد ينكر بأن مسؤولية هذه الأزمة وهذه الورطة ليست "فتح"، وليست "حماس"، وليست اسرائيل، وليست أمريكا، وليس الاتحاد الأوروبي.

الشعب الفلسطيني، الذي اختار حماس بكامل حريته وبكامل وعيه ، هو المسؤول عن هذه الأزمة وهذه الورطة وحده، ولا طرف آخر غيره.

الشعب الفلسطيني، هو الذي اختار أن يجوع، وهو يعلم علم اليقين بأن انتخابه لحماس سوف يحرمه من المساعدات الدولية والعربية، وسوف يجوع بالتالي.

الشعب الفلسطيني، هو الذي اختار الوقوف على حواف الحرب الأهلية، لأنه كان يعلم علم اليقين، بأن انتخابه لحماس سوف يؤجج الصراع السياسي مع "فتح" لاختلاف المنهاج، واختلاف الطريق، واختلاف الرؤيا السياسية، واختلاف الأهداف.

الشعب الفلسطيني، هو الذي اختار عدم قيام الدولة الفلسطينية، لأنه كان يعلم علم اليقين بأن انتخابه لحماس لن يقيم الدولة، التي هي قرار أممي، وليست قراراً فلسطينياً أو عربياً أو اسلامياً. وبأن العالم ضد حماس، وبالتالي ضد دولة حماس.

الشعب الفلسطيني، هو الذي اختار أن يبقى بدون رواتب في رمضان وفي العيد القادم، وما بعد العيد القادم، وما قبل العيد القادم، لأنه كان يعلم علم اليقين بأن اختياره لحماس يعني أن يختار الرفض، والممانعة لقرارات دولية ولرأي عام دولي، ولواقع دولي على الأرض لا سبيل إلى رفضه وانكاره.

ولكن الشعب الفلسطيني وهو (شعب الخوارق والبوارق) كما وصفه عرفات الذي سرق ملايين وكساء وغذاء الفلسطينيين ورحل بدون أن يصبح "أبو الدولة الفلسطينية" ولا حتى بواب عمارتها.. هذا الشعب أراد أن يتحدى العالم في مطلع 2006 ونجح حتى الآن في هذا التحدي وفاز، وكان له ما اراد. فليهنأ.

-2-



ألم تروا بالأمس، كيف رفعت عشرات الآلاف في غزة رايات النصر والازدهار والشبع والكساء والرخاء، ولافتات الممانعة والرفض، ورددت مع باني الدولة الفلسطينية الجديدة على خازوق (اسماعيل هنية) اللاءات الثلاث التي سبق ورددناها في الخرطوم بعد هزيمة 1967؟

ألم ترو بالأمس، كيف أن اسماعيل هنية يطعم الفلسطينيين لاءات (بايتة) وقديمة من بقايا فتات موائد مؤتمر قمة الخرطوم 1967، بدلاً من اطعامهم الحقيقة الواقعة على أرض الواقع الآن.

كم أنت دجال ومزوّر وكذاب يا اسماعيل هنية!

وكم أنت غبي ومخطوف وجاهل ومتخلف يا شعب فلسطين في غزة؟

ألم تروا بالأمس، كيف وقف اسماعيل هنية منتفخ الأوداج، محُمر الوجنتين، مُزْبَد الثغر، مُبحلق العينيين، يبشر الفلسطينيين بالنصر البلاغي الإلهي، ويعدهم بالدولة الفلسطينية في الآخرة؟

ألم تهزكم لاءات هنية الثلاث، كما هزتكم لاءات العروبة الثلاث في الخرطوم قبل أربعين عاماً بالضبط من الآن، واستبشرتم بالنصر، ونلتم ما أردتم من مؤتمر القمة ذاك؟

اسماعيل هنية كان كاذباً – كما قلنا – على الحقيقة القائمة على أرض الواقع، ولكنه كان صادقاً مع شعبه في غزة بالأمس.

نعم، كان صادقاً، وأميناً، ومستجيباً لندائهم، وأمانيهم، وغرائزهم.

رفض هنية الاعتراف باسرائيل، وهذا ما يريدونه أهل غزة من الفلسطينيين. فصدق في قوله، ولو قال كلاماً مخالفاً لبصقوا عليه، وربما قتلوه، كما قتلوا عشرات من قبله، منذ عام 1948 إلى الآن.

-3-



من يقول أن حماس غزة، تأتمر بأوامر دمشق أو طهران، فهو على خطأ كبير.

حماس تأتمر بأوامر الشعب الفلسطيني في غزة. وبذا، يستطيع زعيمها هنية، أن يقف في غزة بين عشرات الآلاف يخطب ويخطب إلى أن يُغشى عليه، دون أن يتعرّض لطلقة واحدة، أو سكين حاد.

أمريكا لا تريد أن تفهم هذا.

واسرائيل لا تريد أن تفهم هذا.

وعرب اليمين وعرب الشمال، لا يريدون أن يفهموا هذا.

اسماعيل هنية لم يأتِ على ظهر دبابة اسرائيلية أو أمريكية أو أوروبية، ولا على ظهر جمل عربي.

اسماعيل هنية لم يسقط من السماء كمعجزة إلهية.

اسماعيل هنية ليس شبحاً، ولا خيالاً، ولا غولاً.

هنية، جاء برغبة حقيقية ديمقراطية شعبية نظيفة من شعب فلسطين في غزة والضفة الغربية.

حسابكم يا صناع السياسية العالمية ليس مع حماس، أو هنية.

حسابكم مع الشعب الذي جاء بحماس إلى الحكم.

حماس لم تأتِ بانقلاب عسكري، ولن تذهب بانقلاب عسكري.

حماس ستبقى في الحكم حتى ولو أُجريت انتخابات جديدة، حتى ولو أُعيد تشكيل الحكومة.

وستبقى حماس شوكة في زور فلسطين والدولة الفلسطينية إلى أن يتغير الفلسطينيون أنفسهم.

وهذا لن يتم، إلا عندما يصعد الحمار إلى المئذنة!

السلام عليكم



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال البنا .. لا تعتذر عمّا كتبت!
- المثقفون الأردنيون يستيقظون
- جدل الدولة الفلسطينية المستحيلة
- الدولة الفلسطينية المستحيلة
- جمال البنا حلقة جديدة في سلسلة المرتدين
- هل قرأ ابن لادن شعراء الحداثة قبل الكارثة؟
- العقل العربي في الذكرى الخامسة للكارثة
- نجيب محفوظ عاش ومات في الجاهلية!
- أمريكا الهبلة!
- جمهور الكاتب الليبرالي
- متى ينتهي -زواج المتعة- بين حزب الله وإيران؟
- فوائد وأضرار معاهدة السلام اللبنانية – الإسرائيلية
- هل سيصبح لبنان -الجمهورية الإسلامية اللبنانية-؟
- هل خلاص لبنان في معاهدة سلام دائمة؟
- لماذا كان -الكتكوت- آخر من سيدخل قفص السلام؟
- من هو الكاتب الليبرالي؟
- نصر الله رئيساً لوزراء لبنان!
- -الشرق الأوسط الجديد-: مَنْ قرأَ ومَنْ فَهِمَ؟
- سياسيون مخلصون، ولكنهم حمقى !
- ما هي آثار -حرب المصائد- على مستقبل العراق؟


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - مسؤولية الأزمة الفلسطينية