أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - قرأت لكم ،بل راق لي ..














المزيد.....

قرأت لكم ،بل راق لي ..


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 11:07
المحور: الادب والفن
    


# يندرج إصدار كتاب "حكايات وطرائف موصلية قديمة" للدكتور دريد عبد القادر نوري، في تفعيل دور مركز دراسات الموصل واهتمامه بالموروث والتراث الشعبي والحكائي.
ويمكن أن نُعّرف الحكاية الشعبية بأنها تلك الحكاية التي تناقلها الناس عن طريق الرواية الشفوية منذ القدم، ويلعب الخيال الشعبي دوراً كبيراً في صياغتها وفي تأطير بعض الأحداث التاريخية والشخصيات بالمبالغة والغرابة، زيادة على وقوفها عند حدود الحياة اليومية والأمور الدنيوية العادية، وتركز على مسائل العلاقات الاجتماعية والأسرية منها خاصة.
لكننا نجد في الحكايات التي سطرها لنا د. دريد عبدالقادر نوري في كتابه أنها تروي لنا واقعا لا خيال فيها، نقلها بأمانة من خلال معايشته وسماعه للكثير من أخبارها، وكأنها ترسم لنا صورة مجسمة بمعالمها وأبعادها وتعرضها للمشاهدة كما يعرض الشريط السينمائي أو التلفازي. وذكر المؤلف حديثا عن هذه الحكايات قبل سردها، بحدث قصير استدعته الحاجة في مجال البحث.
وجاءت الحكايات في هذا الكتاب متنوعة المواضيع بتنوع الناس واختلاف المقومات الإنسانية لكل منهم عن الآخر، فهناك النماذج الظريفة والنماذج الساذجة المغمورة، وهناك نماذج من العلاقات بين مختلف الأصناف.
إن وقائع هذه الحكايات متداخلة في شتى أنواع الحياة الاجتماعية، ما بين حكايات تصور لنا الحمامات العامة والمقاهي، فضلا عن حكايات تصور لنا وضع ذوي الحرف والأصناف، زيادة على حكايات تتعلق بالوظائف الحكومية وتكشف لنا عن ملامح شتى.
وبرزت لنا من خلال هذه الحكايات العديد من المفردات والكلمات والمدلولات والمصطلحات الموصلية التي لها علاقة بالحياة العامة في الموصل، مثل مهنة أبوالعتيق، وهو بائع الملابس والأحذية المستعملة، ونجد كذلك الخانجي وهو صاحب الخان الذي يُشرف على إدخال الحيوانات إلى الخان، وتتراءى لنا إحدى المهن النسائية التي تعد بحكم المنقرضة وهي مهنة "الغسالة" والمقصود بها غسالة الحمّام وليس غسالة الصوف، وهناك الآمعين وهو الحوض الكبير الذي يسخن فيه الماء في الحمامات العامة، فضلا عن مهنة أخرى وهي البسطجية، وتخص أصحاب الدكاكين التي تباع فيها الالبان، ومن المهن النسائية الأخرى التي وردت في قصص الكتاب مهنة القبالة (أي التوليد). وكثيرة هي حكايات الحياة اليومية العامة التي لا تبقى بالأذهان طويلاً لكنها يمكن أن تؤدي إلى تكامل الصورة الاجتماعية في مجالات شتى في مدينة الموصل.
وقّدم لهذا الكتاب الدكتور ذنون الطائي مدير مركز دراسات الموصل بكلمة وافية، ومما جاء فيها: "حين يتناهى إلى أسماعنا عنوان حكايات موصلية، يتبادر إلى الذهن مباشرة الحكايات المُشربة بالخيال السردي والمبالغات البينة في الأحداث والشخوص فضلاً عن عناصر التشويق في السرد.
غير أن هذه الحكايات التي جمعها د. دريد عبدالقادر نوري على مدى سنوات عدة، هي ليست ضمن حكايات الخيال، بل هي حكايات وقصص واقعية جرت أحداثها في مدينة الموصل وفي محلاتها السكنية وأزقتها المعروفة، وأن الشخصيات الواردة فيها هم حقيقيون، وان تلك الحكايات وقعت ضمن السياق اليومي العام لأبناء مدينة الموصل، ولا تخلو هذه الحكايات من عبر ودروس مستقاة من الواقع اليومي والمعبرة عن طبيعة الحياة الاجتماعية والواقع الاقتصادي لأهل الموصل قاطبة وفئاته المتعددة.
كما إن تلك الحكايات تتراوح بين الجد والهزل ومنها المضحك والآخر مؤلم، ولا أُخفي إعجابي بتلك الحكايات وقد قرأتها أكثر من مرة ومرتين لظرافة بعضها وأهمية البعض الآخر، في قدرتها على رسم الملامح الحقيقية لمورفولوجية المدينة وترابط النسيج الاجتماعي لأهلها.
إن قراءة هذه الحكايات ستحقق فائدتين أولها متعة القراءة وثانيها التعرف عن كثب على طبيعة وبساطة وحكمة أهل هذه المدينة العتيقة.
كما ينبغي الإشارة إلى إن هذا الجهد يعد نادراً في بابه كونه أنصّب على جمع الحكايات الحقيقية وليست الخيالية، ولنا أان نقدر حجم الأتعاب والجهود المضنية التي بذلها الدكتور دريد عبدالقادر نوري في جمعها وترتيبها أيام شبابه في أواسط سبعينيات القرن العشرين، متمنياً له كل التوفيق في انجازاته العلمية وهو المتخصص في تاريخ الحضارة الإسلامية، بعيداً عن ما كتب في الحكايات والذي يندرج في إطار الأدب الشعبي فله كل التقدير".
وتضمن الكتاب فصول ثلاثة: حمل الفصل الأول عنوان "حكايات تصور لنا الحمامات والحمامات العامة والمقاهي"، أما الفصل الثاني فكان "حكايات تصور لنا ذوي الحرف والأصناف" في حين جاء الفصل الثالث ليحدثنا عن "حكايات تصور لنا الوظائف الحكومية تكشف لنا عن ملامح شتى". ثم خاتمة الكتاب والتي أبرزت مضامين تلك الحكايات والغاية منها.
نتمنى للدكتور دريد ولمركز دراسات الموصل مزيداً من العطاء العلمي خدمة لتاريخ مدينة الموصل وتراثها وحضارتها وموروثها الشعبي.



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماؤنا ..سفراؤنا /123
- على ضفاف ذكريات القلحاجية /333
- شهداء الرأي و المعتقد ..111
- رجل في ذاكرة قلعة بالي
- من مذكرات سامي التميمي:...
- عقود ..في عنقود
- أمين مكتبة ديالى..
- هدية العيد ...محمد دارا
- صرخات من مندلي...
- باقطنايا العريقة و مصفى النفط
- سياحة في رياض مكارم الأخلاق / 101
- كلمة المركز من 71
- فن الغناء الكوردي في مندلي
- هناك في مندلي الأفلاك
- توفيقان من بندنيجين
- دربوحين زوزو -505
- زوزوا مندلي -002-
- المقصلة والقمصلة
- من ربوع دربوحين..
- همة لبوة ..


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - قرأت لكم ،بل راق لي ..