أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد راكان - المشكلة اليمنية وعبثية الحلول المجزئة














المزيد.....

المشكلة اليمنية وعبثية الحلول المجزئة


محمد راكان
عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني


الحوار المتمدن-العدد: 7434 - 2022 / 11 / 16 - 21:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مضى أكثر من شهر، دون أن تحرز مفاوضات تجديد الهدنة في اليمن، أي تقدم يذكر، في إصرار من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على المضي بمسار الحلول الجزئية التي تكرس استمرار الوضع القائم، بعيدا عن الدفع نحو حوار بناء تشارك فيه كل القوى والمكونات، حول الحل الشامل لكافة مشاكل اليمن.

إن الحل السياسي الشامل، هو وحده الكفيل بإعادة صرف مرتبات الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرق، وضبط الإيرادات بأوعيتها الحقيقية، ولن تفضي الحلول المجزئة إلى تفاقم المشاكل وتناسلها، ففي كل منعطف تبرز جملة من المشاكل تعقد لها جلسات مفاوضات وحوارات وتواصلات دولية وإقليمية ومحلية، وخوض نقاشات عبثية تعيد الأمور في كل مرة إلى نقطة البداية، في ظل وضع إنساني متفاقم وانهيار اقتصادي أثقل كاهل المواطنين.

فلو جرى دفع هذه الجهود، خلال الفترات الماضية، نحو حوار لحل المشكلة اليمنية ككل، لكان قد أنجز الكثير، وهنا أجدها فرصة للدعوة إلى المضي بمسار الحل الشامل والتحلي بروح السلام الذي لا يصنعه إلا الشجعان، وتقديم التنازلات في صالح الشعب الذي انهكته الحرب، والمتطلع إلى بناء الدولة المدنية العادلة، التي تكفل كافة حقوقه.

فلا يعقل، أن لا نجد في هذا البلد الممزق بالحرب والصراعات، وانهيار بناه الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتوسع الانقسامات، من لا يلتفت إلى معاناة المواطنين اليومية. ما نحتاجه اليوم، هو النظر إلى ما حولنا بروح وطنية وبمسؤولية أخلاقية تحتم علينا ذلك، فمالم نكون بمستوى هذه البلاد وتاريخها وشعبها، لن يرحمنا التاريخ. ولعلي هنا أخاطب من يدركون ما يجب عليهم أن يفعلوه تجاه بلدهم وشعبهم، وإلا لن يكونوا أفضل من سابقيهم، الذين عرقلوا مسارات بناء الدولة الوطنية، وراكموا لنا كل هذا الخراب الذي نعيشه اليوم.

إن مشكلتنا الحقيقية، تكمن في إدارة الدولة، التي من المفترض أن تكون بعيدا عن الاستحواذ والهيمنة ومراكز النفوذ وتقاسم السلطة والثروة، التي سادت على مدى عقود؛ كما أن مصلحتنا الحقيقية هي في إدارة هذا البلد بالتوافق والشراكة الحقيقية التي حتما ستقودنا إلى بناء دولتنا الوطنية، والتأسيس لمستقبل مشرق للأجيال القادمة. فهل حان الوقت، لاستبدال الصراع المسلح على السلطة والثروة، بالحوار والشراكة في إدارتهما والتوزيع العادل لهما، في إطار دولة تحتكر القوة، يحدد الشعب طبيعتها وشكلها كونه مالكها الحقيقي، بعيدا عن التدخلات والهيمنة عليه.

لم يعد اليوم متاح أمامنا غير طريق واحد، نحو المستقبل، لنتجاوز كل ما يفرقنا ونركز على بناء وطننا بالاعتماد على مواردنا وقدراتنا أولا ومساعدة الإقليم والعالم من حولنا، فلا يعيق ذلك، سوى الاستمرار في ما يفرقنا ويعمق انقساماتنا الحاصلة؛ حيث لن نستطيع لم لحمتنا الوطنية كلما تأخر الوقت علينا.

ما نريده، بناء دوله، يكون مشروعها اليمن الكبير، وإعادة الاعتبار للشعب، عبر المضي بمصالحة وطنية تحقق العدالة وتجبر الضرر، جراء ما لحقت به من كوارث الماضي والحاضر وإقفال أبواب الصراع إلى الأبد، فلم يعد بمقدورنا المضي إلى مآلات أكثر كارثية، ولنصنع انتصارنا الحقيقي اليوم بإنهاء هذا الصراع المدمر، فالأمر ليس بتلك الصعوبة، ما نحتاجه إرادة سياسية، والعودة إلى مخرجات الحوار الوطني، والتعامل مع القضية الجنوبية بأنها مفتاح الحل الشامل للمشكلة اليمنية ككل، والمضي بمرحلة انتقالية يتوافق الجميع على إدارتها بإشراف أممي ودولي، حتى الوصول إلى تسليم السلطة للشعب، فهو المخول الوحيد بمنحها لمن يرى فيه الثقة للمضي إلى المستقبل المنشود.

فهل يمكننا الآن الذهاب إلى حوار صادق وجاد، مبني على الشعور الناظر للمستقبل، وبمصلحة كل اليمن، لحل القضية الجنوبية، والقضية اليمنية بشكل عام.. نعم للسلام ولا وألف لا للحروب.



#محمد_راكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة اليمنية وعبثية الحلول المجزئة


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد راكان - المشكلة اليمنية وعبثية الحلول المجزئة