أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فاروق حجي مصطفى - تركيا والاكراد















المزيد.....

تركيا والاكراد


فاروق حجي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 10:40
المحور: القضية الكردية
    


هل ستصغي تركيا إلى حزب العمال؟
فيما تحشد تركيا قواتها، منذ اشهر، على حدود كردستان العراق تمهيداً (حسب الإعلام التركي) لشن هجوم واسع على مواقع حزب العمال الكردستاني المتواجدة في جبال قنديل (المثلث الحدودي بين العراق وإيران وتركيا)، أعلن الحزب قبل أيام الهدنة من طرفه وطرح الجديد على تركيا وذلك تلبية لطلب الأكراد العراقيين والأميركيين.
إن لمشروع الحل السلمي المطروح على أنقرة من قبل حزب العمال أهمية خاصة في هذه المرحلة الحساسة، ويعتبر بمثابة فرصة ثمينة لتركيا، وللأكراد أيضا، كونه يقطع الطريق أمام الحروب التي لم تعد بالفائدة لا على تركيا ولا على الأكراد طيلة عشرين عاما. اهدرت تركيا نتيجة لحربها مع حزب العمال أموالا هائلة وتأثر اقتصادها تأثراً كبيراً من الحرب كما إن مساحات واسعة من أراضيها لم تنعم باستقرار. بيد إن أحوال الأكراد لم تكن أحسن حالا من الأتراك فهم خسروا نتيجة هذه الحرب الأموال والأرزاق والأبناء.
الحرب كانت سيئة بكل معانيها لذلك فتركيا اليوم أمام استحقاق السلم وعليها بناء جسر الود بينها وبين أكرادها، فمشروع الذي يعلنه حزب العمال وما يحمل من أفكار متوازنة ومتقدمة كفيل بأن يؤسس بين الشعبين التركي والكردي علاقة أخوية وتعايشا سلميا، لكنه لن يتحقق إلا بشرط وهو أن تتحرر تركيا من النزعة الفوقية. هذا فضلاً عن أن المصلحة التركية كوطن تتطلب عدم تفويت مثل فرصة كهذه، فهي مدعوة لأن تستغل هذا الموقف العمالي. ثمة من يرى بأن على تركيا أن تحذو حذو الدول التي سبقتها وفتحت الحوار مع معارضتها، حيث في تاريخ العلاقات الدولية هذا ليس عيباً إنما العيب هو أن تترك البلد في حالة اللاسلم واللاإستقرار، ولعل أمثلة عديدة في هذا الصدد بدءاً من بريطانيا وعلاقتها بمنظمة الجيش الجمهوري الايرلندي وانتهاءً بمنظمة <ايتا> الباسكية مع أسبانيا ومروراً بالسودان. استطاعت هذه الدول ان تدير ظهرها للحروب وتجلس مع المعارضة. في الحقيقة يحاول حزب العمال ان يقترب من الحراك الدولي ويسعى ليكون منسجماً مع مناخات واتجاهات دولية جديدة، ولعل اختياره ليكون أول من أيار (وهو يوم السلام العالمي) هو يوم وقف إطلاق النار من قبلهم له دلالة و معان عدة، وهو رسالة إلى الأتراك والعالم مفادها أنهم ليسوا بعيدين عن هوى العالمية والنظام العالمي الجديد وأنهم بغنى عن سفك الدماء من جديد و مقتل 37 ألف شخص آخرين.
هل يعاني حزب العمال من الضعف؟ من الخطأ ان تتصور تركيا بأن المشروع الذي قدمه العمال الكردستاني مرده حالة الضعف التي أصابت (العمال الكردستاني) بعد لقاء تم بين المنسق الأميركي لشؤون الأكراد رود رالستون والمنسق التركي أديب باشار قبل ايام قليلة. كل المؤشرات تقول: إن وضع حزب العمال العسكري أكثر صحة من ذي قبل، اذ هناك أكثر من تنظيم كردي وجد على الأرض بعد اعتقال عبدالله أوجلان ك<صقور الحرية> وغيره، وهذه التنظيمات وظيفتها فقط حرب العصابات في داخل تركيا ومن الغريب ان هذه التنظيمات لا تعمل ضمن أجندة حزب العمال لكنها لا تنافسه أيضا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إن للأكراد تركيا وهم متعاطفون مع الحزب الذي يشرف على عشرات المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية في داخل (وخارج) تركيا، ولا نستغرب إن أصبح يعرف أن خيار موالاة الكرد للوطن التركي أو غير الوطن التركي هو الآن ليس بيد الحكومة التركية.
وعندما فرضت الحكومة التركية حصارا على كردستان وأغلقت منفذ إبراهيم الخليل الحدودي مع كردستان العراق لم تتردد نقابة رجال الأعمال الأكراد في آمد (ديار بكر) بكسر الحصار. إضافة إلى إن للحزب نفوذاً قوياً في أوساط البرلمان الأوروبي. وربما تعرف تركيا حجم الملفات الكردية التي تدين تركيا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ثمة من يرى بإمكان استفادة الطرفين (تركيا والحزب) من المشروع السلمي الذي قدمه حزب العمال، فالبنسبة لتركيا فأنها ستستفيد من الاستثمارات في كردستان العراق. بمعنى آخر ان تركيا ستدخل إلى دبي العراق (تسمية لكردستان يرددها الأكراد في هذه الأيام خصوصا بعد وصول رساميل من كل الأطراف تطلب الاسثتمار في كردستان) عبر بوابة علاقات حسن الجوار وعبر بوابة الاستثمارات ولها الآن حضور قوي في كل الفعاليات الاقتصادية والثقافية والإعلامية في كردستان، فعدد كبير من متعهدي الفنادق والمطاعم والمقاصف من الأتراك، وهناك عشرات الشركات التركية التي تعمل في مجالات عدة. فكردستان المستقرة أحسن منها متوترة. لهذا السبب هي مدعوة لبناء علاقات ايجابية مع كردستان وتعزيز مواقعها من خلال الاستثمارات ومن خلال الجامعة التركية في كردستان التي ستخرّج في كل سنة مئات من الطلبة الترك والكرد الذين يحملون الثقافة التركية وغيرها.
بقي القول: إن تركيا والأكراد يدركان مخاطر الحروب وانعكاساتها على النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي التركي ومسألة ملاحقة عناصر حزب العمال في داخل كردستان غير مضمونة وكل المؤشرات تقول انها مسألة خاسرة، ولعل السبب يعود إلى إن الحزب وجد في كردستان ملجأ. كان يريد تحسين شروط السلام الذي سعى إليه منذ أكثر من ثماني سنوات أي بعد اعتقال عبد الله أوجلان، حينها أراد حزب العمال أن يخرج من المواجهة ومن داخل أراضي تركيا واختار جبل قنديل ليكون معقلاً له حين تحقيق السلام. تركيا اليوم تحاول أن تساهم في خلق السلام والاستقرار في المنطقة، وهذا شيء جيد فمن حق المنطقة أن تستفيد من أفكار تركيا وتجاربها وإسلاميتها، ومن الأولى لها أن تؤسس السلام في تركيا لا لأجل شيء بل لأجل أن لا تواجه أحدا يقول لها مثل: <من لا يستطيع أن يصنع السلام في بيته لا يمكنه أن يساهم في خلق السلام في مكان آخر>.
لا شك أن رفض تركيا لفتح الحوار مع العمال الكردستاني سيكون له انعكاسات وعواقب وخيمة على مستقبل تركيا الدولي والأوروبي والإقليمي. فهي أكثر دولة تحتاج إلى السلام والتنمية، وربما ما عرضه العمال الكردستاني عليها من المشروع السلمي بمثابة الجائزة الكبرى لها وهو (أي المشروع السلمي) سيغير وضع تركيا مستقبلا من كل النواحي ويؤمن لها طريقاً غير محفوف بالمصاعب إلى الاتحاد الأوروبي.
(?) كاتب في الشؤون الكردية



#فاروق_حجي_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد بين مطرقة الإعلام العربي وسندان التزاوج القومي و الس ...
- المجتمع المدني ودور المنظمات غير الحكومية في سوريا :
- «دولتان ديمقراطيتان» في الشرق الأوسط...«إسرائيل» وتركيا
- حياة«شيركوبيكه » في فيلم سينمائي
- زيارة المالكي الى كردستان
- ماذا عن تقاطع المعارضة الكردية مع السلطة السورية
- الكرد والمجتمع المدني
- حوار مع قيادي في حزب العمال الكردستاني
- مقتل الزرقاي... قطع رأس الفتنة
- الحركة الكردية والمجتمع المدني في سوريا
- مشكلة نساء كردستان، ومتى الخروج من الأفق الذكوري؟
- قضاة مصر ... الشعب يحدد المسار


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فاروق حجي مصطفى - تركيا والاكراد