أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فاروق حجي مصطفى - الأكراد بين مطرقة الإعلام العربي وسندان التزاوج القومي و السلفي















المزيد.....

الأكراد بين مطرقة الإعلام العربي وسندان التزاوج القومي و السلفي


فاروق حجي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


في الفترة الأخيرة ، وخصوصاً بعد أن أصبحت كردستان رقعة جذب الرساميل ، وبعد إن حافظ الكردستانيون(الشعب والسلطة) على استتاب أمن بلادهم والعمل سوياً للحؤول دون تمركز الإرهابين في كردستان وبالتالي تكون كردستان مرتعاً لهم وممراً وهدفاً لهم (أي الارهابين) كتب (وللأسف) عدد من الصحافيين والمثقفين العرب مقالات عدة تفوح من أغلبها رائحة الشوفينية والعنصرية، والهدف أصبح معروفاً هو تحريض الشعوب العربية والتركية على الأكراد ، فمرة يقولون لهم إن الموساد الإسرائيلي يدربون البيشمركة الكردية ومرة يقولون إن الأكراد يسعون للانفصال وان رفض علم "صدام حسين " يعني رفض التعايش مع العراق العربي ، ومرة أخرى يقولون إن الأكراد أخذوا كردستان ويشاركون بلقمتنا في بغداد .هذه التهم يتم ترويجها على أكراد العراق ، أما على المستوى أكراد سورية، فان ماكينة الشوفينية تعمل دون هوادة ، فمثلاً وفي الفترة الأخيرة نشرت جريدة البعثتين العراقيين الهاربين من الرياح الديمقراطية ومن صدى بناء دولة عصرية في العراق (جريدة المدار) تقريراً ادعت الجريدة بأنه عائد للصحافي الأمريكي الشهير والذي يكتب كل تقاريره بوكالات أعني بناءً على طلب من جهات مخفية ،غير متوارية على الأنظار سيمور هرش . التقرير يرسم صورة الشرق الأوسط القادم ،ويرسم خريطة كردستان الكبرى ، ويوحي بشكل من الإشكال إن الأمريكيون والاسرائيلون يسعون لبناء دولة كردستان الكبرى ،طبعا هذا التقرير الذي نشرته صحيفة كصحيفة المدى العراقية وتتوزع في سورية بزخم كبير أسال اللعاب قومييّنا الأكراد الذين تعلموا وتدربوا على أيدي القوميين العرب لكن للأسف ليس بوسعهم إعطاء صورة جميلة لأنفسهم ،وبالتالي يسيئون صورتهم وصورتنا معاً نحن الذين نعرف إننا ومع العرب والترك والفرس باقون متجاورين ومتعايشين إلى نهاية التاريخ .هذه النزعة الكردية السلبية المستوردة والمكتسبة استغلتها الجهات القومية العربية عندنا في سورية وتمسكوا بها كدليل لمحاربة الأكراد ولم تكتف بذلك بل قامت بلصق "خريطة" سيمور هرش على الجدران في السرايا (حلب) وفي كل الأمكنة التي يعج المواطنين فيها . الأميون الأكراد(السياسيون) ابتهجوا، والعقلانيون الأكراد صمتوا تجاه ما يحصل لأنهم يدركون عواقب ما يجري ألآن وما ينسج من تحت لتوسيع الهوة بين أبناء البلد الواحد والمنطقة الواحدة ، وهل بوسعنا نحن الأكراد نعمل شيئاً تجاه ما يجري وما يصنع من الشروخات الاجتماعية في مناطقنا .على كل هذا موضوع آخر ويحتاج إلى مقالات كثيرة ونحن نأسف على بعض ألاميين السياسيين الكرد الذين يقدمون حجج جاهزة لبعض القوميين العرب لكي يكون الطعن بنا سهلاً.
استطراداً...هؤلاء القوميين العرب الشوفينين طبعاً (لأن هناك القوميين العرب العقلانيين) يوقعون أنفسهم في الأخطاء بعض منها مصدرها الأمية السياسية وبعض الآخر مصدرها ثقافة الكره الذي عمل بها وبثها في الأوساط العرب والمنطقة التيار القومي العربي الشوفيني والتيار السلفي ، والغريب إن هذان التياران حليفان ويعزفان على الوتر واحد بالرغم من أنهما متناقضان أيديولوجيا ، و بالرغم من إن التيار السلفي نمى وترعرع على إخفاقات وانتكاسات المشروع القومي العربي ، بمعنى آخر فشل التيار القومي في تحقيق مآلهم وآمالهم كان سببا مباشرة لظهور السلفيين والخروج من الأقبية الترابية وليصبحوا ألان قوة العطالة في التطور السياسي والاجتماعي في المنطقة ومعيقاً للحاق بالتطور الكوني والانسجام معه والعمل ضمن فضائه .
والحال إن هؤلاء الشوفينين ونتيجة لشوفينتهم يخلطون الحابل بالنابل ،سآخذ هنا فقط جهاد الزين(رئيس صفحة اقضايا النهار) ومقاله قبل أيام في صفحة قضايا النهار تحت عنوان"تركيا في النادي البناء" نموذجاً . أهم ما جاء في مقاله : أ- إن الأكراد يتمسكون بالفيدرالية كـ"غطاء وولادة الدويلة الكردية في شمال العراق" وهم بالتالي يساهمون في "قتل الفكرة الفيدرالية التي لا تزال طفلا سياسيا يحبو في غابات جنوب السودان وجبال كردستان العراق –وفي اليوم التالي قدم تعقيبا صحح خطأه حيث أضاف الإمارات العربية المتحدة- (..) وإلغاء مصداقيتها على المستوى العربي ،حكومات ومثقفين وسياسيين والعكس صحيح ،فان أي انطباع عن التطبيق الفيدرالي كإطار يحمي وحدة الدولة المعنية سيعني تشجيع دول عربية أخرى ونخب عربية أخرى على معالجة مشاكل تنوعها المناطقي والقومي عبر الفيدرالية". ب- يريد أن يقدم مسعود البرزاني( وهنا نكران للجميل و لما قدمه البرزاني من جهود لتوحيد القوى العراقية وتعزيز العلاقات العربية الكردية ونسي الزين بان البرزاني وفي كل مقابلاته الصحفية كان ينوه على ضرورة حل المشكلات في العالم العربي والتركي )على انه غير معني"بمستقبل الفكرة الفيدرالية في العالم العربي ،فهو مستغرق بمشاكل العراق وتحديدا ب"الإقليم الكردي وعلى الأخص بالمنطقة التي يسيطر عليها حزبه الديمقراطي الكردستاني "...ويقول:"قد يكون "الرئيس" البرزاني غير معني بما يحدث حتى خارج الإقليم الذي يتشكل عمليا منذ التسعينات من "دويلتين " كرديتين غير معنيتين ".
ج- وهذه نقطة غريبة جداً بأن يستنجد الزين بالأتراك لضرب الكرد ودفن حلمهم حيث يقدم النصائح للأتراك ويقول:"...وهذا ما لم يلتقطه ربما بعض المعارضين الأتراك للفرصة التي تشكلها لتركيا مشاركتها في لبنان-إن انخراط التركي بعملية دولية بناءة في لبنان تعبر عن أحد أهم التوافقات الايجابية للنظام العالمي هو إحدى الطرق الأساسية التي لا بد لتركيا الحديثة المسلمة الديمقراطية، من ان تسلكها في مجال تدعيم "أمنها القومي" والذي يمكن أن يكون مهدداً من شمال العراق،لا ب"الفيدرالية" التي على الفكر السياسي التركي ،ذي تقاليد الدولة المركزية-أن يعتاد التعامل معها في عالم القرن الحادي والعشرين، ولكن يمكن ل"الأمن القومي" التركي أن يكون مهددا ب"الانفصالية الكردية العراقية".
ثمة مفردات ذكرها الإستاذ جهاد الزين مثل "دويلة" ،"الانفصال"،و تحريض الأتراك وإغرائهم بلبنان ومفردات لا يمكن القفز عليها وهي في الحقيقة تستحق النقاش والحوار ، واعتقد كوني اعرف الإستاذ جهاد الزين بحكم تعاملي معه مهنياً لمدة عامين متتاليين أراد (جهاد الزين) من وراء طرح هذه المفردات على صفحات الصحافة لتحتوذ نقاشاً ساخناً و هذا أمر مقبول طبعا لكن غير المقبول في هذا المقال هو رغبته بأن يتخذ الأكراد نموذجاً لقراءة إشكالية العقل العربي ووضع العرب عموماً . كان من الأفضل للإستاذ جهاد مراجعة ذاكرته شيئا فهو يعرف الأكراد ويعرف منطقتهم بشكل جيد وما كان خافياً عليه اكتشفه في أواسط تسعينيات القرن المنصرم خلال زيارته إليها،التي تصادفت الاقتتال الكردي واعني هنا إن زيارة أستاذ جهاد كانت في أوج المرحلة الانتكاسية الكردية .لذا المقال يستوجب التعليق عليه وتصحيح بعض المغالطات التي وردت فيه :
أولا: إن الأكراد يريدون تعزيز ثقافة الفيدرالية ولا يقبلون بأن يكونوا سببا في فشل مشروع الفيدرالية في العالم العربي لأن من مصلحة الأكراد بلورة ثقافة الفيدرالية و ما زال أمامهم الكثير أن يفعلوا ، فهم يحتاجون إلى الفيدرالية ليس فقط مع العرب بل مع الأتراك والفرس وبالتالي فإنهم يسعون لتقديم نموذج أفضل للفيدرالية ولعل هذا من واجبهم .
ثانيا : مسألة الدويلة الكردية ، وهنا يقع جهاد الزين في مغالطة واضحة حيث وان حصل الأكراد على الدولة سوف يكون لهم دولتهم لا دويلة،كما قالها الزين، لأن مفردة الدويلة لا توجد في قاموس القانون الدستوري ولا تبنى الدول حسب حجم السكان ولا بموجب مساحة الجغرافية لذا لا يمكن الفهم من تذكير وإيراد هذه المفردة الا بمثابة تعبير عن مواقف سياسية وحكم مسبق تجاه الأكراد .
ثالثا : كان من الأفضل للكتاب والصحفيين من دعاة الفيدرالية أن يشرحوا و يوضحوا بأن النمط الفيدرالي هو علاج غير مستحيل لحل مشكلات التعدد والتنوع السكاني في المنطقة ولعل الفيدرالية هي طرح عصري ومنسجم مع موجبات التطور الذي يحصل على مستوى التطور مفاهيم وإدارة الدولة ،وبالتالي هي حل مشكلات التعدد والتنوع ولا تعقيدها وتصادمها .
رابعا : كان من المفترض أن يعرف الكتاب العرب إن الأكراد توحدوا في حكومة موحدة وهناك اتفاق مبرم بين الحزبين الرئيسين ولم يعد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان خصماً لجلال الطالباني رئيس العراق فهناك توزيع للأدوار بينهما وانسجام تام في الرؤى حول مستقبل العراق وإقليم كردستان ومصير العلاقات مع العرب والجوار .
بقي القول ... من المؤسف إن العرب ( واقصد معظم النخب السياسية والثقافية التقليدية ) لا يفكرون بتغيير أحوالهم البت ولا يتركون الكرد أن يغيروا شيئا من نمط حياتهم السياسية والاجتماعية والتحرر من التقليدية الكردية التي ما انفك وهم يعانون منها ،والسؤال فهل العرب يساعدون الكرد على بناء واستكمال وعيهم التقدمي والعصري أم سيسعون إلى تدمير ما بناه منذ السنين الأخيرة بصعوبات جمة ؟



#فاروق_حجي_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني ودور المنظمات غير الحكومية في سوريا :
- «دولتان ديمقراطيتان» في الشرق الأوسط...«إسرائيل» وتركيا
- حياة«شيركوبيكه » في فيلم سينمائي
- زيارة المالكي الى كردستان
- ماذا عن تقاطع المعارضة الكردية مع السلطة السورية
- الكرد والمجتمع المدني
- حوار مع قيادي في حزب العمال الكردستاني
- مقتل الزرقاي... قطع رأس الفتنة
- الحركة الكردية والمجتمع المدني في سوريا
- مشكلة نساء كردستان، ومتى الخروج من الأفق الذكوري؟
- قضاة مصر ... الشعب يحدد المسار


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فاروق حجي مصطفى - الأكراد بين مطرقة الإعلام العربي وسندان التزاوج القومي و السلفي