أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عجرم - مرثية للصباح














المزيد.....

مرثية للصباح


غادة عجرم

الحوار المتمدن-العدد: 7430 - 2022 / 11 / 12 - 20:29
المحور: الادب والفن
    


أشرب قهوتي كلَّ صباح
على إيقاعات الصمت الفارغ
والصمت الصاخب
والصمت الدافئ
والصمت البارد
والصمت الصمت
تنسل خيوط الشمس على مهل
من ثقوب النافذة
وشقوق الروح
تلم دنانيرها الذهبية من على الأرضية
تجمعها وتمضي
تتركني بلا شمس أدور حولها
بلا قمر يدور حولي
...
روحي مبللة بأمطار الأمس
وأمس الأول
غائمة كغيوم الأمس وأمس الأول
سمائي مكفهرة كسماء الأمس
وأمس الأول
قهوتي فقدت عطرها ونكهتها
لم يتبق منها غيرُ هذي العادةِ الصباحيةِ
قهوةِ الصباح
...
العادةُ إجازة من التفكير
"إن لم نقتلها تقتلْنا"
تحول قلوبنا إلى آلات باردة
وتنقع أشواقنا في مائها الآسن
من في صدره آلة باردة
يفقد طفولته وبراءته
وتضطرب روحه
فيضل طريقه
...
العادة تطفئ إشعاع الروح
إشعاع روحك لا يراه أحد
ولا يستضيء به أحد
سوى من يحبك
الإشعاع ليس مزيَّتنا
مزيَّتنا أننا نرى إشعاع الروح
ونحس به
...
هذي الشجرة لا تكبر ولا تشيخ
ولا تتغير
لا تورق ولا تزهر
عششت فيها ذكريات الحروب
وما زالت تستقبل الصباح ذاته
بقهوتها ذاتها
منذ حربين وأكثر
منذ حريقين وأكثر
...
العيش صار عادة يومية
صار عادة قاتلة
والحب صار واجباً
كالواجب البيتي
يسرق الأفراح
من أفئدة الصغار
...
منذ حربين وأكثر
أبحث في داخلي عن صباح
مضمخ بعطر القهوة ونكهتها
أسترجعه من الذاكرة
علني أعيش من جديد
علني أحب من جديد
.....


وجفّت السماء
البحر هادئ .. ساكن على غير عادته
المراكب لا تسافر ..
لا موج يحملها، ويراقصها
لا شوق يستحثها
لا طرب يستخفها
ولم ينادها أحدْ.
...
البحر بلا مراكبَ رائحةٍ غاديةٍ
مثلُ مراكبَ بلا بحر
ومدن بلا سكان
الأسماك، لا رائحة لها
الناس على قيد الخوف المعشش في ذاكراتهم
دماء .. دمار .. وجوع
وذل
رائحة البحر مربوطة بصنارة صيد فارغة
...
نحن الذين غادرنا المرافئ أملاً بأجنحة جدبدة
نسكن بين البحر وملحه
نشفق من النظر إلى السماء
لكي لا تتهاوى
فنفقد إيماننا
...
"القدر" الممسك بالدفة والمرساة،
يتربص بالشطآن
ويقذفنا من موت إلى موت
ولا توابيت تنتظر.
لقد جفت السماء
.....
ما كان للمخيم أن يصير وطناً
لولا أن الوطن كان مخيماً
ما كان للملاجئ أن تصير وطنا مبعثراً
في بلاد الله الضيقة
لولا أن الوطن كان ملاجئ مبعثرة
وسجوناً
ومقابرَ جماعيةً
...
وجفت السماء
....



#غادة_عجرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا أيضاً


المزيد.....




- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عجرم - مرثية للصباح