أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - قصيدتان مترجمتان: الرقصة الشرقية وزهرة شرقية














المزيد.....

قصيدتان مترجمتان: الرقصة الشرقية وزهرة شرقية


سامي الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 7430 - 2022 / 11 / 12 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


(1) الراقصة الشرقية
منهكاً من هزّة السنام
من خبَبِ الجِمال،
الشمس قد ألهَبَت عيوني
تشقق الجلد مني واحترق
وأنا أعبر دروب الصحاري

أعود إلى البحر
إلى بياض الرمال، برودة المياه
وفي سويعات الأمسية المتثاقلة
وجدتك في بستان الحانة
مليئة بالأحلام والنار التي تتّقد

عبير من ياسمين ومن تمور وأعناب
تهزّ زينتك البهيّة كرة الأرض
تنتشر الرعشة في جسدك
في خمارك
تنتشر كدوّامة من الياسمين والنعناع
فيافيك الوحشية تمتد حتى
تفجّر النجوم
تلد الكون من جديد
لحظ عيونك، آه من لحظ عيونك
خشب الصندل المتوهج يُسكِر عيوني
يُثملها دون خجل
يبتسم البدر لك ويضيء نوره فوق تضاريسك
في ردفيك تترنح النجوم ثملة
يحدّق الوجود فيك مُعجباً
وقبلة إثر قبلة تحبو نظراتي فوق الجسد

ارقصي، ارقصي، تراقصي يا زهرة هذي الليلة
إغوِني بشذاك الآسر
خذيني في دوّامة يديك الخافقتين كجناح الطير
مِسّيني بأرجوحة الخصر الراقص، اكتسحيني

دوائر الأنوثة التي تشعين على الدوام
تسحر آلاف الأطفال مثلي
توقظهم،
تجذبهم حتى أطراف البنان
خصرك الراقص مركز هذا الكون
وآخر المنازل، الملاذ الأخير
بوابة مشرعة نحو السماء

معك أنت تتملكني الرغبة أن أترك خلفي
الشمس، والظمأ، وكل الألم
معك أنتِ يا آلهة اللؤلؤ
يا زهرة المساء
التي هبطت لتحملني بعيداً عن هذي الأرض

(2) زهرة شرقية
يتشرّب جسدي الموسيقى
حتى أغوار روحي
نسغ الحياة لزهرتي

تتصل الروح
تتّحد
تصبح ثملى
وتدخل
إلى أعماق المجهول
تتوقف جامدة
حتى تدبّ الحركة فيها
تهتزّ بلطف
تتردد
تمضي تتصاعد
تتذبذب
إلى أن يحكم الكُلِيُّ فيها المكان

أُصبح بريّاً
مأخوذاً، ممسوساً
مغوياً
بسحر زهرتي
***
لا تلمسني
كن ناعماً
كيلا تلمس رقّتي
لا تلمسني
لا تلمسني
أنا لستُ سلعة للبيع والشراء
أنا هنا لأغذي أحلامك
أنا هنا لأغذي توقك البعيد

دعني حرة
لا تدمرني
أو أن أفتح لك الخيال
أن أمنحك المسرّة
أُنعش زهرة روحك
ألعب لعبة الإغواء
أوجه لك دعوة لأستكشف بساتينك الداخلية
***
انظر إلى خصري
الذي عرفته مرة كبيت آمن
انظر إلى سرّتي
كنت يوماً متصلاً بالحياة عبرها
انظر إلى ردفيّ
كنت يوماً محمولاً بهما
***
اسمع صوتي
إذ يتردد مع
ألف ليلة وليلة
ذبذبات الخلود
كرياح تهب على البحار الداخلية
***
أعرض على ناظريك أنت
آفاق هزات خصري
التي لا تنتهي
دورات، هزات تبحث عن مركزها
لا تبلغ ذاك المركز أبداً
تلاطف دوماً قوة الحياة فيّ
تلاطف برعم وُرَيْدتي الجميلة

أريك أنت
سرّتي التي تدور كمغزل
عين الطقس السري
علامة أجناسنا نحن البشر

أريك أنت
نهديّ المهتزين
مليئين بالرغبات والتوق الشديد
بحاجتي إلى الضم والأنسنة
إشارة أمومتي
التي تعكس بحبٍّ نوع وُرَيْدتي

أريك أنت
يديّ والذراعان
النار في أصابعي
تطير واصلة إليك
وريقاتي التي ترفّ ملوّحة لكل الكائنات

أريك أنت
رأسي
تتعلق فيه الأفكار
تذوب هزاته في جسدي
تلألؤ عيوني
قمة السعادة في ابتسامتي
دفء شفتيّ
الإشعاعات الجميلة التي تشعها ورَيْدتي

أريك أنت
جلدي
ناعماً نديّاً كالرمل
لامعاً بقبلة الشمس للبحر
يلفظ آهاتي زبداً
لإنه شذى وُرَيْدتي

أريك أنت
قدميّ العاريتين
وامتداد ظل قامتي
وشموخ خصري
ونهوض زهرتي حتى السماء

وأريك أنت
تموّج شعري الطويل
إذ يعانق تضاريس الجسد
دون أن يمسّه
يحمل حبّ زهرتي الأبدية

أريك أنت
أناقة ثيابي
وما يثيره نقابي الشفاف
وبهاء زينتي
وبهاء التلألؤ من تباريق ثيابي
كل ما يبرز أنوثة زهرتي

أريك أنت
روعة الجمال في جسدي
رقّة الشهوات
السعادة في حركاتي
والسحر في ثناياي الشهية
شدة حبي
وألوان زهرتي
***
أريك أنت
خبايا وأسرار أنوثتي:
زهرة قلبي
تفتّح النوّار في كينونتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور روبرت لافييل – بلجيكيا: أستاذ جامعي، شاعر، مناضل من أجل حقوق الإنسان والسلام. دكتوراه في علم الاجتماع ودكتوراه في علم الصحة البديلة، شاعر. صديق للفلسطينيين وزار فلسطين مرات عديدة، تطوع في جامعة النجاح الوطنية، نابلس وشارك في برامج مركزها للخدمة المجتمعية. وفي هاتين القصيدتين يظهر إعجابه بروح الشرق من خلال ما يرمز إليه الرقص الشرقي الذي يصفه في مقدمته للكتيب الذي يحوي القصيدتين بأنه "طقس نشوان للتعبير عن أكثر ما في أعماقنا من رهافة الحس، أكثر ما في الأنوثة من جوانب روعة"
رحل قبل سنوات بعد صراعٍ مع السرطان تاركاً تراثاً علمياً وأدبياً زاخراً بالروح الإنسانية.



#سامي_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 17: ضباط وأطباء في آلة القمع!
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 16: الطريق إلى أنصار 3
- ثلاث قصائد مترجمة شعر: جيم ف. أولويل* ترجمة: سامي الكيلاني
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 15: أيام جامعية
- 34 شمعة لا تنطفئ
- ما قاله الغصن
- كامل في عدم اكتمالك (ثلاث قصائد)
- طاووس وطاووس
- ماسة ولطّوف - قصة للأطفال
- سالم اليافاوي: حاضراً، لا يغيب
- قصة للأطفال - الزهرة النائمة
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 14: أصدقاء دوليون
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 13: صالح وجميلة ونورس إميرالد
- شكراً سنجوب - قصة أطفال
- صغيرة، صورة، وثور هائج
- قصة قصيرة: توت عن توت يفرق
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 12- مترجم صليب 3/3: وجوه
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 11: مترجم صليب 2/3
- مترجم صليب (1)
- ضاع س وكسبت الشرتوني


المزيد.....




- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - قصيدتان مترجمتان: الرقصة الشرقية وزهرة شرقية