أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عثمان فارس - عثمان عبدالله فارس














المزيد.....

عثمان عبدالله فارس


عثمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 7429 - 2022 / 11 / 11 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السودان: هل بالإمكان انحياز الجيش للثورة ومقاومته للسلطة الأنقلابية التي تحكم البلاد الان
_________________
     نحن نفرق تماما بين اللجنة الأمنية او الانقلابيين الذين يقودون و يسيروون البلاد،  وبين الجيش بضباطه وجنوده الأوفياء الذين هم جزء من أبناء الشعب السوداني ... الخ .
  الرؤيا في ظاهرها صحيحة اذا افترضنا ان الجيش هو جيشنا زمن عبود في الخمسينات او جيش ما قبل عهد مايو1969 .
  ولكن واقع اليوم هو عكس ذلك تماما، و بنظرة عابرة، وليس بدراسة واقع متكاملة نجد ان الجيش منذ التصفيات الاولي، بعد ردة يوليو 1971 بابعاد معظم العناصر الثورية والديمقراطية، ثم  اسلمته في أول عهد الانقاذ المشؤم، ما عاد هو الجيش قبل ذلك التاريخ .
   ما عاد واقع الجيش يمكن اختزاله في تصنيف فطير بين (كبار جنرالات) و (صغار ضباط و صف ضباط) وفق المنوال الذي حدث في اكتوبر 64 حين رفض صغار ضباط و صف ضباط الجيش وقتذاك الإنصياع لاوامر كبار الجنرلات والانحياز للشعب في ثورته،
ولا هو الجيش في نهايات عهد مايو عندما قررت (قيادته العامة) الإنحياز للشعب في انتفاضته في ابريل 1985 .
الواقع أكثر قتامة مما نتصور:
__________________
   منذ ذلك التاريخ يوليو 1971 اي في ال 51 عاما حدثت تغيرات هائلة ومعظمها ضد تصوراتنا او احلامنا بانحياز الجيش للثورة والتغيير، قد يكون هذا الرأي محبط ومتشائم ، ولكنني سوف اسرد بعض الحقائق او المعلومات التي تدعم ما ذكرت :
* برنامج أسلمة الجيش بابعاد كل من يشتبه في عدم انتمائه ل (الاسلامويين) والتي بدأت تاريخيا  بالمصالحة مع النميري التي تغلغل فيها نفوذ الاخوان المسلمين في الجيش والاقتصاد عبر البنوك الاسلامية عام 1977 .
* واكتملت في عهد الانقاذ و وصلت لتغيير (القَسم) والجلالات ونظام الضبط والربط والانضباط الذي عرف به الجيش السوداني منذ قوة دفاع السودان . هذا خلق هوة واسعة بين الجيش و المجتمع السوداني بكل فئاته وطبقاته المتعددة .
      فنجد ان منسوبي الجيش في عيشة راضية و رفاهية واضحة مقارنة مع اقرانهم وأبناء دفعتهم بل اوائل دفعتهم قد اغلقت في وجوههم أبواب ومنافذ التوظيف، واصبحوا يتندرون من أسئلة لجان المعاينة فخريج الاقتصاد والعلوم السياسية يسأل عن الآية ٣٧ من سورة آل عمران .. وخريج الهندسة المدنية تخصص إبار جوفية يسأل عن شروط التيمم .. هذا عن الخدمة العامة ناهيك عن الدخول للكلية الحربية والتي لا يلقاها الا من رضي الترابي عنه او احد (صحابته ال ٣٩*) .
   و فق ذلك الواقع المختل أصبح منسوبي الجيش(المرطبين) يتزوجون أجمل واذكي الفتيات حتي اصبحت النبوءة او المقولة الدرامية ل(حمدالله عبدالقادر) علي لسان مكي (سنادة) في (خطوبة سهير*) :
   [السماحة والقروش بي جيهة والشنا والفقر بي جيهة]
  وبتعديل خفيف يكون:
     [السماحة والجيش بي جيهة والشعب و الفقر بي جيهة]
   بذلك أصبح منسوبي الجيش طبقة قائمة بذاتها، لم أجد لها وصفاً في مخزوني اللغوي الا ذلك الوصف الشاعري للراحل محمود درويش [النفايات التي تناثرت من الطبقات]  .
* ما زاد الواقع تعقيداً هو ولادة جيش موازي، ابن سفاح، (الدعم السريع) ونموه بشكل سرطاني/اخطبوطي حتي ابتلع الأب او بالكاد، خاصة بعد ان انضم اليه ماتبقي من مسرّحيّ الجيش الذين تشك (اللجنة الأمنية) او القيادة الحالية للجيش، في ولائهم المطلق لها . اضف لذلك الإغراءات المادية والمرتبات العالية التي يمنحها (خازن جبل عامر) لمنتسبيه مقارنة مع امتيازات الجيش الأب.
   اضف لذلك (الامتيازات والرواتب الغير خاضعة لقوانين وزارة المالية والتي تمنح من شركات واموال الجيش والتي لا تخضع ايضا للمالية) لمنسوبي الجيش والقوات النظامية عامة بما فيها الدعم السريع، حتي صغار الجنود، والتي تطال أسرهم بما يقدمونه لاسرهم، في هذا الواقع المدلهم والفقر المدقع يجعلهم، يفكرون الف مرة في موضوع الانحياز، حيث يري كثيرين منهم لا (جذريين ولا تسوويين)، ان القادم ضبابي و المدنية غير واضحة المعالم وفي تجاذب واستقطاب ، واستقطاب مضاد بين دعاتها انفسهم . ولسان حالهم يقول: ( الجن التعرفو ولا الجن ال ...) .
   في تقديري ان اي نظرة للجيش الحالي او بناء تقديرات محتملة ل ( الإنحياز) علي خلفية هذا الواقع الجاثم والشاخص أمام أعيننا لا يقود لنتائج إيجابية من حيث انحيازه لخيارات الشعب في التغيير و تأسيس ديمقراطية راسخة.
   ختاما اعتقد ان الثورة لن تأتي بالعواطف واجترار الماضي، انما دراسة الواقع هي أهم بل هي الأساس لوضع اي بناء نظري يساهم في إيجاد حلولاً للازمات ويقود للتغيير .
          حاشية:
* صحابة الترابي هم أعضاء المجلس الاربعيني للإخوان المسلمين .
* خطوبة سهير مسرحية سودانية شهيرة.



#عثمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظلال الطفبوعية و العودة المستحيلة
- السباحة عكس التيار
- في الذكري 76 للحزب الشيوعي السوداني
- قصة قصيرة من السودان
- النساء في الشعر السوداني الحديث
- توظيف وليس توصيف الشعر
- قصة قصيرة : طفبوستان (من قصص الطفابيع)
- محاكمة القصيدة ام ادانة الشاعر ؟
- هل نحن شعب متسامح؟
- السلفية اليسارية
- الوعي الزائف .... النخبة السودانية نموذجاً


المزيد.....




- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من عملية قصف التحشدات العسكرية الإس ...
- فريق إسرائيل في مسابقة يوروفيجن يتهم منافسين له بـ -الكراهية ...
- شاهد: عاصمة تشيلي تشهد أشد موجة برد منذ 70 عاماً ودرجات الحر ...
- إيران تعتقل حوالي 260 شخصاً بتهمة الترويج لـ-عبادة الشيطان- ...
- معارك ضارية شمال قطاع غزة
- واشنطن تجلي 17 طبيبا أمريكيا من غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب خلال معارك شمال قطاع غزة (صو ...
- حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره جنوب لبنان
- إسرائيل تتنصل من تهمة الإبادة الجماعية
- سيلتقي بن سلمان ونتنياهو.. مستشار الأمن القومي الأمريكي يزور ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عثمان فارس - عثمان عبدالله فارس