أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيوان محمد - كنت أرتب أيام الجميلة















المزيد.....

كنت أرتب أيام الجميلة


سيوان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


سفر عاشق
إهداء الى كل الاطفال الأبرياء الذين ليس لديهم سوى طفولتهم
الذين يموتون قبل العساكر في كل مكان:العراق، فلسطين، لبنان، وكل مكان دون عودة

لمساءٍ من سفر عاشق
لمساءٍ يرسم الطرق
لمساءٍ مثقل بالأنغام..
بالأطفال ..والأحلام
أكتب قصيدة الرحيل!
عيناك طفلان يبكيان وأفق حزين
عيناك طفلان يسافران وطريق أخرس!
عيناك حقيبتان يختبئ الألم فيهما!
أعلم أن الدموع طرية تسافر من لياليكم الحزينة
لكني مازلت كالدمعة..أتجول في كل العيون
أعلم أن البحار أعظم أحلام العاشقين
لكني في عينيكِ أصنع من الشفقِ بحراً
أصنعُ زورقاً..
أصنعُ مساءاً..
أشرب فيه نخبكم وأسكر وأسكر ..وأسكر..
لأول موج في مد البحر..
لأول قلبٍ أو كأسٍ يذكرني..
بموج البحر
وإحساسكم المسافر!


قولوا

قولوا يا ترى ..
من يحمل آخر صفرٍ
في العراق؟!
من يحمل لي آخر الحقائب
من يفهم آخر الكلمات..
وهي تتكسر
في فمي كالمخمور؟!
أنا آخر النايات
هنا؟
من يعطي للآخر الآلام هويةً
فأوراقي متعبةٌ..متربةٌ..
كالملابس العسكرية
من يعيد للخُوذِ المغروسة في الشوارعِ..الرؤوس؟!!
من يعيد للموت اغترابه؟!
ولنا بساطتنا..بهجتنا..
يومنا العادي تحت الشمس؟!!!
من يحمل لي آخر الحقائب..
يا ترى..؟!
وقولوا..
لمطرٍ ينسابُ
في دفء العيون
ماذا تفعل الثمار..
بأشجارٍ
سقط وميض أفكارها
قولوا..يا ترى؟!



الجندي المجهول!

بين ضباب البارات
يشرب القدر
يتكور كالهم فوق بقايا الشوارع
يجلس فوق نصبه العاري
تسحله قاطرات تذهب الى الحرب
وقاطرات تعود من الحرب
قلت له..اجلس قليلاً هنا
فليست كل الأيام للحرب!
كانت جيوبه متهرئة
بعناقيد الرصاص
وصدى الأناشيد الفاسدة
هكذا رأيت بقايا جندي
عاري كالجدار هناك
ينتظر آخر دبابة
تدوس عليه
ليحمل شرف السلام
ويعود بعد الحفل الى أمه
جندي مجهول
سوف يقولون لها ببرود
طفلك ظل سبيله
بين قوانين الحرب
فشربه القدر
هكذا رأيت أول جندي لهم
هكذا رأيت آخر جندي لهم
هو لا يعلم كيف حملوا جسده الى الوهم ضحية
هو لا يعلم كيف جعلوا جسده في تاريخهم ضحية
يلتهب من الحرمان هناك
كوميض الشمع الخافت
آخر الزقاق
بين آلام أبي
بين أحزان أبي
بين صناديق الحرب والحصار
بين مراثي الحزن والرصاص
قلت له اجلس قليلاً هنا
فليست كل الأيام للحرب
دون جدوى
كنت أبحث عنه
بين تلك الشموس التي تعفنت خلف سماوات الهمجية
كنت أبحث عنه
بين شارات قبعاتهم الرخيصة!
كنت أجمع عن الأرض تفاصيله
وأقول في خلدي ...
هكذا تبعثروا
عندما تكون للذئاب قضية
وبين حبات الرمان الرقيقة
كنت أرتب أيام الجميلة
وأعلقها بين أصابعي
كقطع الثريا
كنت أروي له
عن تلك العيون التي رمتها السنين بين فضاءات حنيني
قلت له..اجلس قليلاً هنا
فليست كل الأيام للحرب
دون جدوى
كلما رفعت قطعة منه
كانت الأخرى تموت بين يدي دون جدوى..!!
قلت له
دعك من الموت يا فتى الآن
هل لك أن تحمل زهورك
وتأتي معي؟!
الى ضباب الحزن الذكي
هناك الى ضباب البارات
نشرب كأساً
نأخذ منهم فراشاتنا
ونهديهم قاطراتهم ودباباتهم وصباحاتهم السطحية
لا وقت أن نروي القضية
فالجلاد لا يفهم إلّا انهيار
لا تجلس على هذا الرصيف المبتلى
تشبع موتاً من أجلهم كل الوقت
لا تكن نصباً للموت من أجلهم يا صديقي
تسحلك قاطراتهم الى الحرب
تعود بك قاطراتهم من الحرب!
أفرغ جيوبك من رصاصهم
من أناشيدهم الفاسدة
من خبزهم المسموم
قلت له اجلس قليلاً
فليست كل الأيام للحرب!
لا تكن كومة طين
تدور بين سلاسل دباباتهم
سوف تدوسك آخر دبابة
لتحمل شرف السلام!
وتعود بعد الحفل الى أمك
في رسالة
أبنك جنديٌّ مجهول!!



إنهم يكذبون

هذه القصيدة كتبت على إثر الاحتجاجات والاضرابات الجماهيرية في مدن كردستان العراق

يتكلمون عن الديمقراطية
وعن وطن ينمو فوق رؤوسهم
يتبادلون الأنواط
يتبادلون شارات الشرف
أمام نساءهم والباعة المتجولين
يقرعون الكؤوس..أمام الشعب
كي لا يشعر بالضجر..
يسكرون أمام الشعب..
كي لا يشعر بالضجر
يبكون أمام الشعب..
كي لا يشعر بالضجر
لكنهم ..يكذبون
يرقصون كما الفراشات الاستوائية
يتزوجون القصائد في قلوب الشعراء
يتكلمون عن الحرية..
حتى فوق سطوح منازلهم كأئمة الجوامع
وفي الصباح ينهضون
ولا يتذكرون أنهم يكذبون..
يشترون كل ألوان الفن من العاشقين
ليتعلموا كيف يحملون الحلم ساخناً للناس
كالحساء كل صباح
على طبق اليوم
لكن حتى في الحلم يكذبون
يرسمون صورة للحزن
عندما يحزنون
حتى في الحزن يكذبون
انهم لا يفهمون معنى للحقيقة
حتى لو فهموا
فإنهم لا يفهمون
لأنهم يكذبون
يكذبون..



رحلةٌ للقلب

رحلة للقلب..
تنحدر من عينيك كالغروب
أجساد تشبه البواخر والقطارات
شفاه بنفسجية من الانتظار
لأملٍ ما!
مرآة تعكس سراب طفولتك
تسحبك كالوباء
بواخر السفر الرخيص
تفوح منها رائحة الأوطان في أحذية المهاجرين
وكل الأماكن القذرة
كل الأشواك..كل الآلام
ذكريات تحمل في طياتها الشوارع والضياع
طرق فوق الأكتاف تسافر
وأم تبكي وتغني ليوم لم يمزقه الحزن
رحل تنحدر
في أي مكان ما..
كل الأشياء تنحدر..تنحدر
تذرفك عينيَّ
كدمعة خرساء!
كشيخٍ جننه
البحر
تفقد عندها
المسافة
وقلبك
وتبقى
رحلة مجهولة
للقلب...



محطة

في أي محطة في العالم
تحملني عينيها الى شواطئ التمني
تحملني من شعرها دون رحمةٍ
تسحبني فوق أهدابها
وأغوص في همساتها العذبة
تجول بي كل بساتين الألفة
تجلس على وجنتيه
تشرب قهوتها
وتنام فوق حشائش قلبي!
كل ليلةٍ ..أتحول حمامة
بين راحتيها..
بين خيالات عطرها الإغريقي!
ورقة خريف بين أوراقها الخضراء
تحركني أزقة روحها
في أية محطة تراني
تضعني في حقيبتها
مع مشطها الصغير
وتحكم عليه..يديها
وتسافر بي..وتجوب بي
تتبخر في صدري رائحة نهديها!
في أي محطة ما ..
تحملني ..تعصرني
في شفتيها الهاربتين
الصامتتين
انها تسافر دوماً
وتأخذني معها..
إنها تسافر دوماً..
وتأخذني..
معها....



#سيوان_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول بضعة كلمات حول السلام في ا ...
- أنا لا أسرق إلا عينيك -ثلاث قصائد
- مجلس النواب أم مجلس القتال؟!
- لرنفع أصواتنا ونحشد قوانا دفاعاًَ عن اللاجئين!
- الحرية
- ثلاث قصائد
- قصيدتان
- قصائد
- ليس للفراغِ محطة!
- حتى الصباح
- ملاكم اليوم
- في زمن الحرب!


المزيد.....




- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيوان محمد - كنت أرتب أيام الجميلة