أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 1/7 (1) فلاش باك –الازمة الشاملة عشية التغيير















المزيد.....

تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 1/7 (1) فلاش باك –الازمة الشاملة عشية التغيير


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 7421 - 2022 / 11 / 3 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبتدأ: -
(الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات. كل دموع الارض لا تستطيع ان تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود) تشي جيفارا
الخبر: -
(1)
شهدت بلادنا مع اندلاع ثورة 19 ديسمبر 2018م؛ احداثا وتطورات غير عادية كان أبرزها، انهيار نظام الحركة الاسلامية الدكتاتوري تحت ضربات معاول القوى الثورية؛ وانتهاء حقبة حفلت بالمظالم والفساد؛ وبالحروب الداخلية والموت والخراب، وبحملات الإبادة والمقابر الجماعية والاعدامات؛ والتهجير ومصادرة حقوق الانسان، وبالتخلف والتراجع في كافة الميادين وعلى كافة الصعد.
(2)
مثلت لحظة انهيار دكتاتورية الحركة الإسلامية؛ لحظة فارقة في تاريخ شعبنا؛ فإضافة لزوال هم الدكتاتورية التي جثمت على صدر الوطن زهاء الثلاثة عقود؛ فتحت تلك اللحظة الباب واسعا امام ظهور، تعقيدات وتناقضات الوضع الراهن؛ وهذا ما يدفعنا للرجوع في الأجزاء الأولى من هذا المقال لاستعراض مخازي الثلاثة عقود من حكم الحركة الإسلامية للسودان؛ فلكي نفهم تعقيدات وتحديات فترة الانتقال الماثلة كان لزاما علينا العودة (فلاش باك) فأحداث التاريخ ليست منفصلة عن احداث الحاضر بل هما في ترابط جدلي وثيق ؛ عموما ومهما يكن من امر فقد انفتح امام البلاد بعد الخلاص من نظام الاستبداد؛ آفق جديد وإمكانية حقيقية لإرساء أسس الدولة المدنية الديمقراطية في السودان.
(3)
بانفصال جنوب السودان في العام 2010م وصلت الازمة الشاملة في البلاد؛ لمرحلة الذروة في ظل تسلط النظام الدكتاتوري وازدياد ازمات حكمه تعقيدا، بفعل تراكم الفساد وحدة الصراع المندلع بين مراكز القوى داخله؛ ومع تطاول عزلته اقليميا ودوليا تفاقمت حدة الازمة العامة المخيمة على البلاد، واشتدت مأساة الشعب ومحنة الوطن مما أسهم في تعميق عزلته داخليا أيضا؛ فتوسع رفض قطاعات عريضة من الشعب لاستمراره، واتسعت رقعة المعارضة الجماهيرية لنهجه الفاسد، وازدادت روح التحدي والمقاومة له رغم الامعان في البطش والقمع.
(4)
جوهر الازمة العامة في البلاد تمثلت في احتكار السلطة والثروة بيد قلة قليلة من منسوبي الحركة الإسلامية؛ وفي الاستبداد والظلم وتسخير اجهزة الدولة ومؤسساتها لتحقيق ذلك، لتتحول الدولة من دولة الوطن لدولة الحزب الواحد، وتحرم الغالبية الساحقة من الشعب من حقوقها وحرياتها الاساسية، كما تمثلت أيضا في تردي الاحوال المعيشية، وافتقاد المواطن للأمن والاستقرار، واتساع رقعة الحرب الاهلية في دار فور والنيل الأزرق وجبال النوبة؛ وما خلفته من دمار وخراب وخسائر بشرية، وما احدثته من تشوهات قيميه واخلاقية؛ وما افرزته من ظاهرة عسكرة المجتمع.
(5)
لقد مثلت طبيعة النظام البائد وممارساته محور الازمة الشاملة التي عانت منها البلاد، حيث شكلت عاملا رئيسيا؛ في توالد الكوارث التي تعرض لها الوطن؛ في كافة اقاليمه ونجوعه؛ وتأثرت بها جميع مكونات المجتمع؛ وفئاته المختلفة؛ وقواه ومنظماته واحزابه السياسية. طبيعة السلطة الدكتاتورية واساليبها الفاشية وتعبيرها عن مصالح البرجوازية الطفيلية قاد لاستشراء الازمة في سائر الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية؛ وقد تجلت الازمة بأوضح اشكالها في التدهور المتواصل لأحوال المواطنين المعيشية والصحية والعلاقات الاسرية، بسبب إصرار شيوخ الحركة الإسلامية؛ على نهجهم الاقتصادي، الذي وضع اقتصاد البلاد وثرواتها رهين خدمة نظامهم ومصالحهم فقط.
(6)
ظلت الغالبية العظمى من الشعب تعاني شظف العيش وارتفاع الاسعار وتفاقم البطالة وشح وندرة الخدمات والكثير من المواد الغذائية، كما تعاني من ايقاف الدعم للعديد من السلع والخدمات مقابل بقاء المداخيل على مستواها المتدني، بما فيها رواتب الاغلبية الساحقة من موظفي الدولة، في حين تبتلع الرسوم والضرائب المتنوعة وما انتشر من ظواهر الفساد كظاهرة الرشوة في اجهزة الدولة ومؤسساتها دخل المواطن الشحيح في الاساس. وفي المقابل اتاحت سياسات السلطة واجراءاتها لمنتسبي الحزب الحاكم وحاشيتهم من الطفيليين، الاستحواذ على ثروات طائلة، ما ادى لتعميق التفاوت والاستقطاب الاجتماعيين في البلاد، وتكريس هيمنة البرجوازية الطفيلية على مقدرات البلاد ومصالح المجتمع.
(8)
خـلف نهج النظام الفاسد آثارا سلبية عميقة في واقع المجتمع السوداني، وتشويهات في حياته وبنيته ومثله، وأفضى الى تحلل في النسيج الاجتماعي والأسري، وتصدع في منظومة القيم الاجتماعية والاخلاقية، وانتعاش في الروابط والانتماءات التقليدية وتدهورت، على نحو كبير احوال الطبقة العاملة؛ والفئات الاجتماعية الأكثر ضعفا، وتلاشى دور الطبقة الوسطى، التي كانت تشكل مكونا اساسيا من مكونات المجتمع.
(9)
ولم ينجو من نير هذه السياسات الظالمة أيا من طبقات المجتمع وفئاته، باستثناء القلة المرتبطة بالنظام، إلا أن النساء والشباب وبصفة خاصة الطلاب قد كانوا من أكبر ضحايا الوضع البائس القائم؛ حيث رفع الدعم عن الطلاب وتم تشريدهم من السكن الجامعي وحصر هذه الامتيازات في منسوبي الجماعة واستغلالها بصورة بشعة في استقطاب المزيد من العضوية دعما لشعبيته مما أدى لتراجع كبير في مستويات الدراسة، وتسرب التلاميذ والطلاب من المدارس والجامعات وانتشار الامية.
(10)
في اجواء الازمة العامة، ونتيجة لاستمرار مناخ البطش والقمع، وتواصل الضائقة المعيشية والمعاناة الحياتية اليومية، وانتشار البطالة، تواصلت الهجرة الى خارج الوطن بحثا عن ملاذ آمن وكريم، خاصة من جانب الشباب والأكاديميين والخريجين والفنيين؛ وفي حين تعمقت مظاهر الازمة تواصلت مظاهر الرفض للسلطة ومعارضتها والنشاط ضدها بشكل مباشر وغير مباشر، وانخرطت في ذلك أوسع قاعدة جماهيرية وبات واضحا ان القضاء على مظاهر المعارضة بات مستحيل، وهو ما دل على عمق الهوة التي غدت تفصل غالبية الشعب عن نظام الحركة الاسلامية، وبلوغ مرحلة التغيير الثوري نقطة اللا عودة التي لا يجدي معها اعتماد البطش والإرهاب كوسيلة لردع الجماهير ولا التضليل والخداع والمناورة؛ لتتسع أزمة النظام وتعبر الجماهير الثائرة حاجز الخوف وتكمل رص وتنظيم صفوفها إيذانا برحيل نظام الاستبداد.
نواصل.



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالفات المرحلية التحديات وديالكتيك الضرورة
- هل أسدل الستار وتمت مصادرة ثورة 19 ديسمبر ؟؟
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (2/2) تحالف عريض ام تنسيق ...
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (1/2) عبقرية الجماهير وضِ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (7من 7) هزي ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (6من 7) انت ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (5من 7) الن ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (4من 7) أزم ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (3من 7) خطأ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (2من 7) هل ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (1من 7) مفا ...
- الفترة الانتقالية بين الثورية والرَّكُوسيّة النخبوية
- إستبهام الثورة السودانية وارتكاس التحالفات المرحلية
- الْمُرُوقُ قولا ومقالا
- ثورة 19 ديسمبر اكْتِناز الوعي الجماهيري وضُمُور الزيف النخبو ...
- في الاستراتيجية والتكتيك وما بينهما!!
- أم الفضائح .. الحركة الاسلامية تستكمل فصول سقوطها
- الحركة الاسلامية السودانية أكل النفس ونحر الذات
- في طريق كسر الحلقة الشريرة (2) ... تسقط بس!!
- في طريق كسر الحلقة الشريرة (1) عفارم.. عفارم.. يا شعباً مسال ...


المزيد.....




- موقف -مختلف- لفرنسا بشأن ملاحقة -الجنائية الدولية- لقادة إسر ...
- ماذا قالت تركيا عن سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟
- لماذا -تتناقض- مواقف إدارة بايدن تجاه أوكرانيا وغزة؟.. مسؤول ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- للمحكمة الجنائية الدولية
- محاكمة ترمب في القضية الجنائية غير المسبوقة تدخل مرحلتها الن ...
- مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح
- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 1/7 (1) فلاش باك –الازمة الشاملة عشية التغيير