أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - ثلاث قصائد مترجمة شعر: جيم ف. أولويل* ترجمة: سامي الكيلاني














المزيد.....

ثلاث قصائد مترجمة شعر: جيم ف. أولويل* ترجمة: سامي الكيلاني


سامي الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 7409 - 2022 / 10 / 22 - 07:51
المحور: الادب والفن
    


(1) ذروة المد
حتى وإن كان التغيير الذي تصبو إليه
لن يظهر لناظريك قريباً،
فإن التغيير دوماً حاصل في كل مكان
يحدث يومياً في داخلك،
خارجك، معك، أو بدونك.

اعتدت أن تحصل على كل ما تحتاجه
دون مشاركة عامة منك،
اعتمدت على أولئك الذين لم تعرفهم من قبل
أو تظاهرت بأنك لا تعرفهم،
اعتماداً على بعض ما قد جسدوه سابقاً.
أولئك الذين لم تثنهم الضجة الخفيفة،
أولئك الذين خلعوا الباب، نزعوا حتى إطاره، ليوسعوا المدخل،
الذين بنوا مركبة الديمقراطية التي تركبون.

يمضي الوقت من أجل أن تأتي أزمنة جديدة.
تعود الروابط التي انفكت، تلتئم العظام التي كسرت.
وها هنا يأتي الزمان للقول مجدداً
دون كسر لا يكون التئام.

والآن تأتي لتقول إنك محبط
لتقول "الجميع يكذبون".
لا، لا، ليس الجميع كذلك، أنا لست بكاذب.
علينا الآن كما في كل وقت أن نكتشف
من الذي يكذب، ومن الذي لا يمارس الكذب،
المهمة نفسها كما كانت في كل زمان مضى.
لوم الجميع بالتساوي لعبة خادعة، تماماً مثل ألاّ نلوم أحداً.
بالتأكيد، لقد صارت هكذا، هباء، مجرد هباء هكذا صارت.

مهما فعلتَ في الحياة،
مهما ستعمل في هذه الحياة، فهو أيضاً جزء
من السيل الدائم الذي يصب في البئر
البئر الذي يتغذّى من فعل الإنسان.
انهض بذاتك وتوجه نحوها
هذه الأزمنة أزمنتك، إنها الآن مرهونة بما تريد.

(2) عكازة مواطن
هدية من جارة عجوز،
منحتها تذكاراً لصديقتي،
قبيل أن ترحل.
مكثت في خزانتها
حتى ذلك اليوم الذي التقت فيه
رجلاً لطيفاً وأنيقاً.
بحاجة إلى أداة تسنده،
كان بهلواناً بارعاً
ولكن للأسف، صار مترنحاً قليلاً.

بإمكانها أن تلفت الأنظار
حين يهزها بلطف وبراعة
بمقبضها الذي على شكل دولفين
يمكن اعتباره بارعاً
لولا انحناءة الظهر
لو لم تلتق البراعة بالعجز

"تبقيني شاباً" يقول لها،
"وبلطفٍ تدعم وركي" يضيف،
"أنيق" تبتسم له وتضيف
"أنيق ومنتصب القامة".

(3) روح شابة، مدينة قديمة**
أراني صديقي كيف تجري الأمور. في كل مكان في نابلس،
وفي كل مرة نقطع الشارع، هناك من يمد يده ويصافح، ويحيي "السلام عليكم".
يمكنكم أن تقتلوا أخاه بالرصاص،
وأن تبقوا على صديقي خمس سنوات في السجن،
وأن توقفوا سيارته في ذلك الطريق المغبّر، حيث تركتموه للموت.
ولكن لن تجعلوا الكره يستولي عليه،
إلاّ كراهية الجهل والعنف. مشينا معاً إلى البلدة القديمة، قديمة كقدم القدس.
أشعر بالخوف، وأرى الفزع، الدبابات تطارد الأطفال.
علينا أن نقطع هذا الشارع، لا نستطيع أن نصرخ
توقفوا!
لأنه لم يكن هناك من يمكنه أن يستمع.
شارع عام يجبرنا أن ننضم إلى الأطفال
نركض باتجاه شارع جانبي ضيق جداً على الدبابات، التي تستدير، ولا تطلق النار، في ذلك اليوم.
فيها أطفال مجندون، جنود يدفعون الثمن، ليسوا جميعاً سعداء بأن يكونوا هناك.
إلاّ أنهم كانوا هناك، ركض المتظاهرون خلف الدبابات التي تراجعت
أقوياء بحجارتهم ونداءاتهم الساخرة، وصرخاتهم التي تنطلق من أحلامهم المكسّرة،
نهرب إلى البلدة القديمة حيث يزرع الناس الأزهار من أجل الأمل، من أجل الجمال.
استمرت اللعبة دون وجودنا.

مع هذا الجهل الكبير في هذا العالم،
من الصعب أن نتخيل مستقبلاً بأطفال مع حجارة، أطفال مع دبابات،
سيجلسون بعد سنوات في مقهى يتحدثون العربية والعبرية، يتذكرون
لعبة القط والفار في ذلك اليوم، الشغف، والشجاعة، ومسؤوليات عمرهم كشباب.
من الصعب أن ترى، نوعاً من الدولة، نوعاً من المستقبل، دون شجاعة، دون سلام.
لا أقول كلمة "بطل" لصديقي، غير معروف خارج نابلس، بلدتها القديمة،
ولكن مثل مانديلا،
الذي دخل السجن من أجل مجتمع غير عنصري،
وخرج بعد عشرين عاماً يعتقد الشيء ذاته.
هذه طريق صديقي، بعد كل المعاناة يؤمن بالسلام، بدولتين، بحقوق الإنسان، وبكل الحريات.
عن وعي يدفع الثمن الذي عليه أن يدفعه.

*جيم أولويل (Jim Olwell) شاعر كندي من أصل إيرلندي مقيم في مدينة مونتريال، كندا. ينظم منذ سنوات فعالية شعرية شهرية بعنوان "ارفعوا الصوت" للتبادل الشعري التفاعلي.
**هذه القصيدة صدى لإحدى زياراته لمدينة نابلس في العام 2002.



#سامي_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 15: أيام جامعية
- 34 شمعة لا تنطفئ
- ما قاله الغصن
- كامل في عدم اكتمالك (ثلاث قصائد)
- طاووس وطاووس
- ماسة ولطّوف - قصة للأطفال
- سالم اليافاوي: حاضراً، لا يغيب
- قصة للأطفال - الزهرة النائمة
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 14: أصدقاء دوليون
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 13: صالح وجميلة ونورس إميرالد
- شكراً سنجوب - قصة أطفال
- صغيرة، صورة، وثور هائج
- قصة قصيرة: توت عن توت يفرق
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 12- مترجم صليب 3/3: وجوه
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 11: مترجم صليب 2/3
- مترجم صليب (1)
- ضاع س وكسبت الشرتوني
- أصوات حنين وقلق
- أصوات لم يخنقها القيد
- قصاصة


المزيد.....




- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي الكيلاني - ثلاث قصائد مترجمة شعر: جيم ف. أولويل* ترجمة: سامي الكيلاني