أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زوهات كوباني - الى كل مثقف، حزبي، وطني......















المزيد.....

الى كل مثقف، حزبي، وطني......


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 07:09
المحور: القضية الكردية
    


احد الاسباب الرئيسية في عدم تطور الحركة الكردية في سورية هو ضعف الجاهزية النضالية وفقر عنصر التضحية، لان هذين العاملين في اية حركة سياسية هما من العوامل الرئيسية التي تلعب الدور الاساسي في إيصال افكار تلك الحركة الى التطبيق والنجاح. فأية نظرية صحيحة اذا لم تكن مدعمة بكوادر واعية عقائدية مضحية تعمل على تطبيقها لا يمكن لها ان تنجح، فالكثير من النظريات ظهرت عبر التاريخ وكان فرص نجاحها كبيرة واخفقت نتيجة عدم وجود الكوادر العملية القادرة على تطبيق تلك النظرية، وبقيت النظرية حبيسة الاقوال دون الافعال، هذا الخطر بات عياناً في شأن الحركة الكردية في سوريا في وقت بات بات فيه تغيير النظام قاب قوسين او ادنى، ولكن من سيساهم في تغيير النظام بالطبع الاحزاب والمؤسسات المدنية والديمقراطية والاجتماعية ، والشخصيات المثقفة التي تؤمن فعلا بعملية التغيير.

اذا عدنا الى التاريخ وحللنا الوقائع والاحداث بشكل علمي وموضوعي لنستنتج منها الدروس والعبر، نرى انه مهما كانت الظروف الموضوعية متوفرة فاذا لم يكن لدينا جاهزية وتحضيرات ذاتية من الناحية التنظيمية والنضالية فلا يمكن أن ننجح، لان التاريخ البعيد والقريب اثبت انه رغم توفر الظروف والشروط الموضوعية لم تصل الكثير من الحركات الى هدفها، والحركة الكردية في نضالاتها في القرن العشرين وما قبله كانت خير مثال على ذلك .

لذلك الجاهزية العملية وعنصر التضحية هامان للغاية من اجل ايصال الحركات الى النجاح ففي التاريخ سواء على مستوى الاشخاص او على مستوى الحركات اوالتنظيمات فمن اجل تحقيق النجاح يبذلون الكثير من الجهود ويضحون في سبيل ذلك. فالكثير من الفلاسفة من اجل الوصول الى أفكار جديدة يدخلون في عزلة و انزواء ومكان بعيد عن العالم حتى يتمكنوا من التفكير وتطوير نفسهم بغية طرح الجديد. وقد تدوم تلك العملية سنوات عديدة أحياناً، وهم على دراية كاملة بانهم من اجل الوصول الى فكرة جديدة لا بد لهم من التضحية، وعلى جميع الصعد الروحية والنفسية والفكرية والنظرية .... الخ وهذا هو حال المؤرخين ومؤسسي الحركات الفكرية والفلسفية والدينية.

حتى انه في الدين ايضا يٌتخذ هذه المقاييس اساساً، لان الدين هي مفاهيم كونية وحقائق تاريحية اثبتت نفسها عبر التاريخ، فهذه حقيقة الانبياء والرسل والصحابة الذين قاموا بالهجرة نتيجة افكارهم او مكثوا في الكهوف لسنوات او في جبال وعرة من اجل ان يكونوا في امان اثناء التفكير والابداع، ومن بعدهم حوارييهم وصحابتهم كان نجاحهم متوقفا على مدى الجاهزية وتوفر عنصر التضحية من اجل تلك المبادئ ، فالكثيرون قبلوا الحرق ودخلوا محاكم التفتيش ولاقوا شتى صنوف العذاب، السجن والتنكيل ، الجوع والعطش ، الحر والبرد من اجل المبادئ والاهداف،اي انهم كانوا مؤمنين صادقين مع افكارهم وعقائدهم ولذلك حققوا النجاح في حياتهم واليوم يشهد التاريخ لهم، وهذا ما يجعل مثقفينا وحزبيونا ومناضلينا ووطنيينا ان يكونوا على ايمان كامل بمبادئهم وان يعملوا وفق جاهزية كاملة ويوفروا عنصر التضحية في شخصيتهم من اجل تحقيق النجاح والا فان اقوالهم وافكارهم ستكون ضرب من الخيال وسيعلافهم التاريخ بأنهم كانوا وصمة عار على جبين الانسانية .


عند النظر الى تاريخ الحركات النضالية سنرى ايضاً ان اغلبها تحملت الويلات والتهجير والعذاب والتشرد في اصقاع العالم من اجل العمل على تحقيق التحضيرات والجاهزية للعودة الى العمل والنضال ثانية، وفعلا عادت وحققت النجاح في تحقيق الاهداف.

واولئك الذين ناضلوا وثابروا وضحوا بجدية من اجل ذلك لكن كان ينقصهم عنصر التضحية والجهوزية النضالية، بقوا مجرد مجموعات فيسفسائية هنا وهناك وانحلوا وتشردوا واصبحوا من المهاجرين والمشردين في ديار الغربة . فواقع الحركة الكردية في كردستان وتداعيات الهجرة والهرب الى الخارج واضح امام العيان، ومليئة بالدروس والعبر في التاريخ القريب من القرن الماضي .


واذا ما اتينا الى العائلة فسنرى أن رب العائلة ونتيجة ايمانه بحقيقة العائلة يعمل ليلاً نهارا بدون كلل من اجل تامين لقمة العيش للعائلة هادفا الى الحياة السعيدة والمستقبل المشرق، ومن اجل ذلك يتحمل الكثير من الصعاب والمشقات ويغامر في خوض الكثير من الاخطار والمهالك، فاذا كان الانسان يعمل هذا من اجل عائلة صغيرة فما بالك بعائلة كبيرة هي الوطن والشعب الذي ندعي العمل من أجله ونفتخر به ونناضل من اجله؟.


لذلك فالايمان بالافكار عن وعي ومعرفه أمر هام جداً ويلعب دوراً كبيراً في عملية الجاهزية وتطوير عنصر التضحية في الحركة النضالية، لان التضحية الغير الواعية لا يمكن لها من تحقيق النجاحات، وهي ما تقود الى جرأة عمياء قد تكون لها اضرار اكثر من الفوائد، فلا بد من الايمان الصحيح والسليم بالفكرة حتى يتم التضحية من اجلها والا فان الحديث عن الافكار مثل الشعارات البراقة، الرنانة الطنانة لا تفيد، وسيدخل المرء او الحركة في مواقع الديماغوجية والسفسطائية، وبالتالي لن تتمكن الحركة من تحقيق اي خطوة نحو الامام ، ولا تفيدها بعد ذلك تقديم الحجج والاسباب عن عدم النجاح والاخفاق في العمل .


لقد اثبت في التاريخ، انه بقدر الخدمات والتضحية الواعية في سبيل المجتمع والشعب سيكون هناك قبول الشعب لهذا الشخص او هذه الحركة فالكثير من الاشخاص تحولوا في التاريخ الى قادة نتيجة معرفتهم بفك رموز هذه المعادلة - التي وجدها الكثيرون انها صعبة ومستحيلة الحل - وحققوا جذرهّا الصحيح، واما الاخرين الذين فقط اكتفوا بالحديث دون الاقتراب الجدي فقد وصفهم التاريخ بالمزيفين والديماغوجيين ولم يحالفهم النجاح رغم تبجحهم بالكثير من الشعارات الجميلة والبراقة، حتى الذين كانوا على راس الامور من الحركات والتنظيمات والدول نتيجة عدم تقديمهم الخدمات والتضحيات للجماهير وخداعهم الشعب ـ وجدوا الجماهير في وجههم، وانقلبت عليهم الجماهير التي ساندتهم، لماذا؟ لان القضية تكمن في التعامل الصحيح مع حل رموز المعادلة واجاد التكافؤ الصحيح لها . لذلك فان الاشخاص والحركات والرؤساء في كل تجمع او محفل من اجل اقناع الجماهير تراهم يبحثون عن ماقدموه من خدمات للشعب والجماهير سواء التضحيات او الخدمات، والذين لم يضحوا تراهم يسكتون ولا يقدرون على الحديث. وعند السؤال عن الخدمات والنضالات التي قاموا بها تجدهم صم بكم عمي فهم لا يفقهون، وحتى لا قدرة لهم على الحديث والتظاهر، ويخفون وجههم في التراب - كما النعامة تختفي عند مجيئ الصياد - وكانهم عملوا شيئ مكروه ومقزز، عندما تقترب ساعة الحساب عن العمل والنضال والتضحية من اجل تلك الاقوال والافكار. فيبقون صامتين صمت القبور لذلك لا يتحولون الى عمليّين نشطاء ومؤثرين في المحيط رغم ماضيهم العريق والطويل في العمل السياسي .


من كل ما ذكرناه من الامثلة التاريخية والحقائق نصل الى نتيجة هامة وهي ان معرفة المسائل دون هضمها والايمان بها لا يؤدي إلى العمل الصادق والتضحية من اجلها، لذلك فان علة ومرض الكثير من الحزبيين والمثقفين والوطنيين هو عدم الايمان الصحيح بما يدعونه، لانه اذا كان هناك فعلا ايمان صحيح ومخلص فلا بد من التضحية من اجل تلك الاهداف.


لذلك فهناك الكثيرين من مثقفينا من الذين يقومون بنقد الحركات اوالتنظيمات، ويصرخون بان هذه الأحزاب لا عمل لها ولا تناضل بالشكل المطلوب، ولكن لا يوجهون نفس السؤال الى انفسهم: ياترى ما هو موقعي في هذه الساحة النضالية، وما هي المهام والواجبات التي تقع على عاتقي؟. ام ان النضال والمهام وعملية تنفيذها هي من وظائف البعض والحدبث والقول هي ميزة طرف آخر؟. وهل يمكن ان يقبل هذا في الواقع العملي، فعندما تذكرهم بان ما تدعونه من الاقوال والافكار والانتقادات جميلة، وصحيحة ولكن تعال لنعمل سوية من اجل تطبيقها تراهم يتحججون بالكثير من الحجج من اجل الهروب من العمل والنضال، رغم ان الكثير منهم يقضون وقتهم في الكثير من الامور الثانوية، التي لا تفيد الشعب والوطن والديمقراطية والحرية والمساوة، فعندما يستطيع انسان ما ان يدخر وقته من اجل امر ما عندها يظهر انه مقتنع به، واذا كان سوف يتعذر بالحجج من اجل الهروب من المسائل والقضايا الوطنية والنضالية والتضحية من أحلها، فيعني انه غير مقتنع بها وما حديثه الا سفسطة وديماغوجية من اجل اللعب بعواطف ومشاعر الاخرين، وخداعهم مقابل حماية شخصه ومصالحه الضيقة.


لذلك لا بد من مراجعة واقعية لكل مثقف ، حزبي ، وطني او داعي لقضية حول مدى ايمانه بالحزبية والوطنية والديمقراطية والثقافة والعلم، وان يسال نفسه هل ااؤمن حقاً بالنضال من اجل كردستان والحرية والديمقراطية؟. اذا كنت مؤمنا بذلك فلماذا لا ابذل جهودي واضحي وفق قدراتي في سبيل تلك الأهداف مثل غيري؟. كيف انتقد الآخرين واصرخ طالباً المزيد من العمل، ومتهماً إياهم بالقصور، وأنا نفسي أناني ومتهرب من النضال والتضحية، وأعوض فقط بالسفسطة والكلام والديماغوجية؟.

اسئلة تطرح نفسها على كل مثقف، وطني ، حزبي ، سياسي ، ديمقراطي فهل من مجيب؟.



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقلية الذكورية في مواجهة النهضة الجنسوية
- الوطنية بين المهام والتقاعس
- دعاة القوموية في مواجهة مشروع الكونفدرالية الديمقراطية
- صمت المثقفين إزاء الحشود التركية وقصف قرى جنوبي كردستان
- زمن المفارقات
- هل تنجح تركيا في مناوراتها السياسية
- رسالة الى الوطنيين الكرد بمناسبة اعلان كوكبة من الشهداء في غ ...
- المراة وصراع الحرية مع الرجل
- رسالة الى دعاة ذوي الضمائر الحيٌة ..
- الطرح الكردي بين القول والفعل
- التنظيم بين العقلية الفردية والمؤسساتية
- صلاح سعد الله والقراءة الخاطئة لاوجلان
- الموقف والحقوق من قتل المناضلين الكرد والاطفال بالاسلحة المح ...
- نوروز 2006 ، نوروز الاستفتاء ،
- رسالة ماكو ، قامشلوا ، حلبجة شمدنلي الى نوروز 2006
- قراءة في عقلية الرجل والمراة بمناسبة الثامن من اذار يوم المر ...
- الحركة الكردية وانتفاضة الثاني عشر من اذار
- سورية والملف الكردي
- نحو تحقيق الاهداف في عام جديد
- قراءة مقارنة في قصة كليلة ودمنة


المزيد.....




- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- لازاريني: المساعي لحل -الأونروا- لها دوافع سياسية وهي تقوض ق ...
- تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأس ...
- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زوهات كوباني - الى كل مثقف، حزبي، وطني......